أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - آذار هاوار... نداء الأرض والسماء














المزيد.....

آذار هاوار... نداء الأرض والسماء


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 20:20
المحور: القضية الكردية
    


سبع سنوات عجاف مرت على آذارنا الدامي، وما تزال دماء بضع وثلاثون وردة كردية يروي الثرى. الربيع السابع يغادرنا وما يزال الطغاة فارين من وجه العدالة. المجرمون القتلى، يقتلون شباب الوطن ويسقون بدمائهم جشع طغيانهم وجبروتهم الجبان، دكتاتوريات من ورق، وطاغوت أوهن من بيت العنكبوت. سبع سنوات مرت على هاوار الأرض والإنسان، نداء من أجل الحب والحياة.

سبع سنوات مرت على حادثة الملعب البلدي، حينما هتف الجمهور ضد الاستبداد والطغيان. قتلوا لأنهم قالوا لا للظلم وشرعوا فاتحي صدورهم لتتلقى ببرودة رصاص أخرق خرجت من بنادق الجبناء. رصاص قتل الزهور، وما يزال عبيرها يفوح في الربيع، الرصاص قتل الأبرياء، أطفأ الشموع، والقاتل يتلذذ بالحياة. فيطلق الدوري هاواراً يصل عنان السماء، لعل هاواره يصل إلى بارئ أرواح تلك الزهور.

آذار هاوار.. نداء الأرض للإنسان، وصرخة السماء للنجوم. نداء الحرية في زمن الخوف، ونداء الكرامة في زمن المهانة. نداء الورود للندى، وعويل نسوة فقدن فلذات أكبادهن في يوم جمعة. هاوار للإنسان كي يفيق من سباته وينظر حوله، ماذا جرى للطغاة، إنهم يحترقون بلهيب الشعوب، ويسقط جبروتهم في درك أسود.

آذار هاوار.. نداء الربيع للحجل، ليكتب من جديد قصة البراعم التي اختنقت برائحة التفاح الفاسد، السماء ترسل سماً لتتقل العصافير والحياة. ليستشهد بلد بأكمله، ويغادر الحجل بعيداً في السماء. هاوار الحجل وقبقبته كتبت تاريخ النسرين، ويقرأ في كل ربيع أجمل قصيدة لملكة الزهور.

آذار هاوار.. بضع كلمات وأغانٍ كثيرة في ذكرى البلبل الذي غادرنا في البهار، البلبل الذي مات قبل أن يغني للهاوار، ونداء الربيع. لكنه غنى لكل الأشياء، للبهار والحب والنسرين وللسلام، غنى بقلبه قبل الكلام، غنى للعشاق والجبال، والزهور والندى، ورائحة الزيزفون والمطر، حينما يفوح الهاوار في كل مكان.

آذار هاوار.. يكتب اليوم رسالة الحياة، وقصيدة الحرية. يرسم الحب بألوان الربيع وقطرات الندى المتساقطة من أعين الحور. آذار هاوار ينادي الحياة، لتكتب تاريخ الأرض بالمطر، وتحكي للأطفال حكاية آذار، آذارنا الأخضر، ويرسل الهدهد إلى الجبال، لعله يأتينا بخبر يقين. آذار هاوار يكتب للسماء رسالة النجوم، ويحكي للقمر حكاية شوق لقصيدة شعر تلقى حين المساء.

آذار هاوار.. نداء الثكالى وعبرات العشيقات، دموع الرجال وصراخ الأطفال. آذار هاوار نداء اللهيب الحارق للأفئدة المليئة بالأسى. والجروح الخالدة في الألم، كلها تكتب في آذار قصيدة الحزن الكردي الراحلة مع الرياح، حكاية الوطن الغريب والأرض المسلوبة منذ الأزل، قصيدة مكتوبة بالدم والتراب.

آذار هاوار.. حكاية السماء الملبدة بغيوم الظلم، وجشع الظلام، حكاية السجون المليئة بالأحرار. آذار هاوار ينادي الأرض لتكسر صمت القضبان، وتحطم أصفاد الاستغلال. آذار هاوار، نداء الوطن للحرية والشعب التائق لنسمات السلام، الحرية القادمة بلا استسلام.

آذار هاوار.. نداء الشهداء، وصرخة الأحياء، نداء الإنسان إلى الإنسان. لنبدأ يوماً جديداً مليئاً بالحياة، لا مكان فيه للطغاة والظلم والجبناء. حياة مشرقة كألوان قوس قزح يملي السماء. آذار هاوار.. صرخة الأرض ونداء السماء. قصيدة الفراشات، وحكاية الحجحجيك الثائر والبيريفانة العاشقة للراعي.

آذار هاوار.. يكتب كما كل عام رسالة العشاق للعشاق، رسالة الأرض للسماء، ورسالة المطر للربيع، رسالة الزهور والورود. آذار هاوار.. ينادي الجميع للثورة على الظلام، كما ثار كاوا على آزدهاك. ففي كل زمان آزدهاك ولكن في كل يوم هناك كاوا، يصهر الحديد ويطلق شرارة التغير والثورات، ويكفن نفسه بالنار والحديد.

آذار هاوار.. نداء الأرض والسماء، أكتب من جديد رسالة الحياة، وثورة الأحياء، ثورة الوطن بكل ألوانه، ضد الظلم والظلام، وابدأ رحلة السلام، رحلة الربيع والأشعار، واكتب اليوم في آذار، رسالة الحرية والحب القادم باستمرار، فطوفان التغيير آتٍ بلا توقف، وسترحل من الوجود كل الأصنام والطغاة، اصرخ.. فإنك آذار هاوار.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اليوم العالمي للمرأة.. سوريات في المعتقلات
- الشعب أراد وأسقط النظام
- هل يطيح الخبز بالدكتاتورية العربية؟؟!
- لا تدع الحجل وحيداً.. إلى صلاح برواري
- محرقة السينما
- مائة يوم في بيروت
- طل الملوحي.. قضية حقوقية أم تنافس منظمات؟
- رسالة لا بد منها
- الصيف في بلادنا
- كنائس وجوامع
- محاولات يائسة لتشويه صورة حزب العمال الكردستاني
- الأمة التي ُوهِنت نفسيتها
- في ذكرى مجازر الأرمن.. عندما يكتب الموت رسالة الحياة
- منظمات حقوق الإنسان في سورية.. تمييز أم إهمال في جريمة الرقة ...
- واقتلوا الأكراد حيث وجدتموهم
- آذار ديلان.. أعراس الربيع
- في يومك يا حواء.. أحلام وآلام ورسالة عشق وهيام
- آناهيتا.. رسالة المطر للعشاق
- الكلامُ في سُكرِ السرابِ
- ميلاد مجيد يا أنور البني


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - آذار هاوار... نداء الأرض والسماء