أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - تجسيد نظام سياسي جديد هو الحل















المزيد.....

تجسيد نظام سياسي جديد هو الحل


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 13:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد استضافة رئيس حكومة اقليم كوردستان من قبل البرلمان الكوردستاني لتوضيح ما يجري على ارض الاقليم منذ مدة و ما اقدمت عليه حكومته جراء انطلاق التظاهرات الاحتجاجية التي تخللتها العديد من السلبيات و المواقف غير المدنية التي اعادتنا الى العهود السابقة و بالاخص ايام الدكتاتور العراقي السابق، استوضحت لدينا مجموعة من الامور و الحقائق التي كانت مخفية على البعض من قبل الا انها طرحت على الملا الان ولاول مرة و بشكل رسمي، و كنا نتكلم عنه منذ مدة و لم يستمع احد لصوت الضعفاء، و هذه الحقائق التي طرحها من خلال وثنايا و مضمون كلامه و من ثم اوفدنا بمجموعة من المعلومات التي اقلقتنا، و كانت من الممكن ان نتطلع عليها في وقتها لو كانت الشفافية سائرة على سكتها الصحيحة، اطلع الجميع على مسار هذه الحكومة و يمكن لاي احد ان ياخذ ما استنبطه كلام رئيس حكومة اقليم كوردستان بقلق و انزعاج تام، و لكن هذا هو جوهر العملية السياسية مهما ادعى البعض من خلال الاعلام غير ذلك . و من جملة ما طرحه بشكل رسمي و كنا نعلنه من قبل و هم يرفضون ما نكشفه على الملا هو حقيقة كونه رئيس لحكومة اقليم بشكل رسمي ويدير جزء من هذا الاقليم و لم تنفذ صلاحياته الا في منطقة معينة خاضعة لنفوذ حزبه نتيجة بقاء اثار الحرب الداخلية المقيتة التي اشعلها الحزبان في حينه، و الانكى في الامر انه حتى و في هذه المنطقة ايضا يتعرض لضغوطات مراكز النفوذ المتعددة من داخل حزبه، و هو يعترف بانه غير مطلقة اليدين في عمله و في تنظيم امور الاقليم الادارية و الاصلاحات التي ينوي اجراءها على السلطة و الوضع العام، و حسبما يعتقده انه لمصلحة الاقليم و انقاذه من المخلفات السلبية المضرة المتبقية من صراع الحزبين المتسلطين لحد اليوم، و بيٌن بشكل لا يحمل الشك العوامل و الاسباب التي تفرض ضعف الحكومة من اجل بقاء قوة الحزبين و ما تمنع الحكومة من اداء واجباتها بشكل اتم و اصح ، و هذه الاسباب التي تحول دون الانتقال الى مرحلة تزيح فيها اثار الحوادث السابقة و الانتقال الى مرحلة توفير الخدمات بشكل مثالي و تجديد الية العمل بشكل يتلائم مع متطلبات العصر و المرحلة .
لكن من الواضح ان رئيس الحكومة و النواب جميعا من السلطة و المعارضة على حد سواء تحدثوا من منظور و خلفية عملهم السياسي الحزبي القح و ما تفرضه عليهم الانتماءات الحزبية و ليست الوطنية ، و استندوا على الاجندات الخاصة لهم، و قيموا ماهو عليه الاقليم في هذه المرحلة وفق ايديولوجياتهم و افكارهم و خلفياتهم و منطلقاتهم السياسية الحزبية و باساليب متنوعة بعيدا عن هموم البسطاء من ابناء الشعب المغلوب على امره، و لم يطرحوا ما يجب ان يهتموا به الان و ما تفرضه الظروف الحالية و ما يفكر به الشباب و الجيل الجديد و ضرورات حياتهم اليومية بشكل سريع و فوري، و لم يقتربوا من طرح الحلول الجذرية، بل كل ما كانوا مصرين عليه هو استنادهم على الصراع الحزبي الذي ضغط كل طرف من خلال ما طرحه من اجل قرار مسبق جاءوا من اجله، و القرارات المسبقة التي اتخذت في الغرف المغلقة لاحزابهم دون الاستماع الى الراي الاخر و ما يهم عموم الشعب، او محاولة الاقتناع بما هو الحقيقي المطروح من اجل اختيار الاحسن، و هذا هو صلب المشكلة لحكومة الاقليم المتمثلة بالسلطة و المعارضة معا لحد هذه الساعة.
فالحكومة و ما وراءها من احزاب السلطة الكبيرة مصرة على طرح ما تؤمن به و تنبس بما يهم الوضع العام و المعوقات بخجل واضح ، و من المفارقات ان احزاب السلطةهنا في الاقليم هي التي تطرح الحلول على الاحزاب في بغداد و تطرح المبادرات الضخمة بينما لا تقدر على حلول مشكلاتها الذاتية لان الضلالة المتمثلة بالمصالح الحزبية و الشخصية هي التي تغطي واجهة نظرها التي تنظر من خلالها الى امور الاقليم ، اما المعارضة تطرح ما تؤمن به منطلقا من موقف وحيد فقط و هو اسقاط الحكومة باي شكل دون الدخول في التفصيلات و دقائق الامور و البديل المناسب و الية التغيير و البرنامج العملي الواقعي و الموانع التي لا تدعنا ان نعتقد باننا ندخل في المتاهات التي لا خروج منها و السدود التي تجبرنا على عدم لبننة كوردستان، مع وجود فارق و هو انعدام الكيان الذاتي لاقليم اكوردستان، و لم تفكر بان ما يهم الشعب هو اكبر من مصالح الحكومة و المعارضة معا. اي المتضرر الوحيد في هذه المعمعة هو الشعب و حياته و ظروف معيشته و احوال الجيل الجديد و تطلعاتهم و هم متحمسين لامور دون ان يعلموا ما يجري وراء الستار من قبل جميع الاطراف، من المساومات والامور السياسية البعيدة عن طموحاتهم، و الاضر بالشباب قبل الحكومة بشقيها هو فسح المجال امام تدخل المتربصين لخلط الاوراق من اجل تمكنهم من توجيه مسيرة الاقليم و محاولاتهم لاخضاعه و السيطرة عليه حيثما يشاؤون.
لم ينطق اي طرف بما يمكن ان يتخذ من الخطوات لاندمال الجروح العميقة في جسد هذا الشعب، بل ضغطوا باتجاه ادامة نزف الجرح و زرع روح الحقد و الضغينة و الكراهية الدائمة بين الجهات، و هذا ليس لمصلحة احد غير المتشمتين بحال هذا الشعب دون ان يفقهه احد من الاطراف. اعادوا طرح المتطلبات العامة التي تخص العام بشكل سطحي و عابر، و يكررها الجميع منذ مدة طويلة دون ان يحس المواطن بانه يلمس ما يجري في تحقيق تلك الاهداف ولو بنسبة معينة ، و هي من اهدافه و امنياته الحقيقية على ارض الواقع وبما يمس حياته الخاصة. الاطراف بالغوا على تجميل الذات و تخبيث الاخرفي مجال اخلاصهم للشعب و قضيته، و لكنهم ربما استغفلوا او انهم لم يفكروا بانهم كشفوا زيف بعض الادعاءات التي طرحوها و نطقوا بها، و من اجل ذر الرماد في الاعين، و من خلال مناوشاتهم الكلامية كشفوا جوهرهم و مدى الكره و البغض الذي يملا كيانهم و نفوسهم، و بامكانهم ان ينبتوه في افكار و عقليات الجيل الجديد بهذه التصرفات في المدى القريب و البعيد. اثبتوا انهم ممثلين للمصالح الشخصية و الحزبية فقط في عملهم، على الرغم من نطقهم عكس ذلك على العلن.
ما استنتجناه من هذه الجلسة ان التشكيلة البرلمانية الحالية بما فيها من احزاب السلطة و المعارضة لازالت في طور و مرحلة مر عليها الزمن من حيث السياسة و الاليات المستخدمة و الاداء البعيد عن العصر، وهم يتصارعوا كانهم في ردهات مقراتهم الحزبية و بعقول و افكار الثورة و الحركة التحررية و بنفس السلاح الايديولوجي و النفسي و الفكري، و الاهم لكل طرف في صراعاته في باحة البرمان و تحت قبته هو اسقاط الاخر دون افساح المجال للتحاور و التفاوض و الاتفاق على النقاط المشتركة و لم يلفتوا ولو لحظة للمصالح العليا و ما يفرضه الامن القومي و تجاوزوا كل خطوط الحمر التي من المفروض ان تؤمن مستقبل الاقليم، لا لشيء سوى المصالح الشخصية و الحزبية فقط .
ظن الخيرون بانهم يعتبروا من الاحداث الاخيرة و مما سبق، و يكثفوا جهودهم على ايجاد الحلول المناسبة للقضايا الشائكة لانبثاق نظام سياسي جديد مناسب للمرحلة و للواقع الخاص بهذا الشعب، مهمشين للمصالح الخاصة بهم، الا انهم باصرارهم على ارضاخ البعض من خلال الابقاء على الحكومة الحالية من قبل احزاب السلطة و باي ثمن كان، و من جانب اخر العمل على اسقاط الحكومة من قبل احزاب المعارضة ايضا و باي شكل و طريقة و ثمن دون طرح البديل الممكن التحقيق و التنفيذ و التطبيق الواقعي من خلال قراءة ما موجود، و هذا ما كشف نوايا الطرفين و ما يريدان و ما اقدما عليه دون خروج بنتيجة مقنعة للطرفين و من خلال اعادة الثقة بالحكومة باصوات المعارضة فقط كرد فعل لطلب المعارضة و ليس ما يفكر فيه الشعب ابدا.
اننا نعتقد ان الحل يكمن في المنافسة الشريفة و الصراع العلمي السليم دون اتخاذ الشارع لوسيلة الضغط او اتخاذ الاكثرية البرلمانية لردع الاخر، بل تنفيذ متطلبات المتظاهرين المحتجين من واجبات الطرفين و البديل و الحل الجذري هو ايجاد وسيلة ملائمة و ارضية لبناء نظام سياسي جديد بعقلية متطورة متجاوزة هذه الازمة و المرحلة و ما فيهما على حد سواء، و من الممكن ايجاده لو صدق الجميع و انطلقوا من حسن النية و ما لصالح العام و دون التقيد بما تفرضه احزابهم، من اجل الاتنتقال الى مرحلة جديدة زائحة لشوائب الماضي متميزة و متسمة بوجود كل الركائز و الصفات التي يمكنها من خدمة الشعب بشكل عام و الجيل الجديد بشكل خاص ، ومن اجل تفهم خصوصياتهم و زمنهم و مميزاتهم المتطلعة لمستقبل زاهر و من اجل التحرر الدائم الابدي الموفر لوسائل رفاهية و راحة الشباب.
من الجدير بالذكر ان هناك تشابه في الظروف و الصفات في المنطقة على الاكمل و بالاخص بين الاقليم و المركز و هذا ما اكدته الجلسة المشابهة لبرلمان العراق و استضافة رئيس حكومة العراق و ما طرح خلال الجلسات، و هذا ما اكد لنا ايضا وجود نفس الامراض السياسية المعدية و باختلاف بسيط فقط مع شيء من الخصوصية لكل منطقة ، و ما طرح خلال البرلمان الكوردستاني و العراقي متطابقة لحد كبير و بنفس السيناريوهات و الممثلين والعقليات و لكن على خشبتي مسرح مختلفتين فقط .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر وطني لحل ما يحدث في اقليم كوردستان
- الدروس المستخلصة من تظاهرات الشعب العراقي
- استخدام القوة المفرطة سينعكس على اصحابها حتما
- العولمة و الصراع السياسي في كوردستان
- فسقط الصنم الثالث و اما بعد........!!
- عزيمة الشباب لن تدع التاريخ ان يعيد نفسه
- ثورة الشباب بين الاندفاع الجامح و الخوف الكابح
- سمات المرحلة الجديدة في الشرق الاوسط
- هل وجود سوريا في المحور الايراني ينقذها من الانتفاضة
- اسباب استمرار العنف في العراق لحد الان
- هل ينتفض الشعب السوري ايضا ?
- للجميع ان يقيٌم ما يجري في الشرق الاوسط الا النظام الايراني
- التغيير الاجتماعي بين الدافع و المثبط في منطقة الشرق الاوسط
- مصر و الدرس الثاني للحرية و الديموقراطية في السنة الجديدة
- الحرية و العلاج الملائم للقضايا العالقة في الشرق الاوسط
- كيف نتفهم جوهر قضية المناطق المتنازع عليها في العراق
- حدود علمانية و ديموقراطية العراق الجديد
- افتعال الازمات لا يصب في حل اية قضية
- كيفية تجاوز اشكاليات الديموقراطية في منطقتنا
- العراق يئن بسبب التشدد و التعصب و ليس تحت ضغط الفدرالية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - تجسيد نظام سياسي جديد هو الحل