لطيف الحبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 13:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما يتعرض له الحزب الشيوعي العراقي من محاصره لمقراته وانذاره بمغادرتها خلال ساعات وبتدخلات رئيس الجمهورية مددت الفترة الاسبوع واحد , قرارات الاخلاء والتمديد صدرت عن القائد العام للقوات المسلحة العراقية ونائب الوزارات الامنية ,وهذه تباشير ردة لاتضاهيها ردة شباط الاسود. الحزب الشيوعي يجب ان لا يبحث عن بيت للايجاراو مأوى له " لنعد الى الشارع مقرنا الدائم كما كان " وتخفق بيد الشباب الرايات بوجه زوار الفجر , الذين قدموا من فيالق قوات المالكي رئيس حزب الدعوة وعلى خوذهم اثار من كفه المومنة وبخورالجعفري, وتميمة من الحكيم تحميهم من كفر وزندقة الشيوعيين , ان المواجهة القائمة الدائمة منذ زمن التاسيس بين قوى التقدم وقوى الظلام تاخذ ابعادا اخرى كلما كان الحزب الشيبوعي واضحا في خطابه الفكري والسياسي ودقيقا في سلوكه اليومي ملتصقا بجماهيره , تتكاثر عليه سيوف الكهنة والاحبار والعمائم . الهة العراق الجديد اصدروا اوامرهم الى فيالق الرحمان بالاغارة على المرتدين , وستكشف لنا الايام عن اى مرجعية فذة ومشرع اسلامي فقيه صدورهذه الفتوى "الرحيمة " بهذا الامر . حدثنا التاربخ القريب عن فتوى اصدرها المرجع الاعلى السيد محسن الحكيم للحوزة العلمية عام 1961" بهدر دم الشيوعين" " لا يجوز الانتماء الى الحزب الشيوعي فان ذلك كفر والحاد او ترويج للكفر والالحاد" ,والتي مثلت وقودا اعلاميا اثناء ردة شباط السوداء عام1963 , واستمد منها بيان رقم 13 لابادة الشيوعيين وسيبقى وصمة خزي وعار في جباه قادة الاسلام السياسي , فهدر دم الشيوعين من قبل المراجع العظام ليس الحكيم وحده, بل من عدد اخر من المراجع الذين تقرحت جباههم من اثر السجود لشاه ايران وعبد الناصر في تلك الحقبة , مهد لحزب البعث الطريق الى الانقلاب الاسود والسيطرة على السلطة, وسرحت قطعان الحرس القومي تلوغ بدماء شعبنا في كل انحاء العراق ولم تطرف عين للمرجعية والحوزة الدينية ,يكرر احفادها اليوم بوعي اوغباء تلك الجريمة لكن بايقاع اخر ونسق مستل من منظومة الافكار الفاشية التى سادت اوربا منذ عشرينات القرن المنصرم ,وينفذونها الان بفطرة الاسلام السياسي الفاشي , وبالتاكيد انهم لم يطلعوا على هذه االافكار الفاشية فهم حثالات المجتمع العراقي ,لكن قناعاتهم بالاهوت والفكر الغيبي وايمانهم بنظرية الانتظار قادهم الى هذاالتفكير,الذي افضى بهم الى السلوك والخلق الفاشية , وقادوا دهمائهم الى حدود ايقاع الحد ,والنداءات بالموت لمن يختلف عنهم فكريا, سارو على هذا الطريق بالزيف والكذب والبهتان والمروق على اخلاقيات الدين , فوصول عبد العزيز الحكيم الى سدة مجلس الحكم 2003.12.1- 2003.12.31اصدر قراره في اخر يوم من حكمه بالغاء قانون الاحوال الشخصية الذي شرعه عبد الكريم قاسم " والابن على طبع ابيه " . " ان الحكم بما انزل الله ليس هو تطبيق الحدود, تحت اشراف حفنة من الفقهاء , بل اقامة العدل تحت اشراف جميع الناس ومن دون هذه الشروط , يصبح تطبيق الحدود تحت شعار الحكم بما انزل الله مجرد خدعة سياسية في مجتمع مقهور يقطع يد سارق ويقبل يد سارق اخر ." *
كل شيئ في العراق يبنى على اسس النزعة الدينية الفاشية وليس كما يتبجح و يدعي حزب الدعوة ورئيسه وقائمته الانتخابية " دولة القانون " بالعمل عي اقامة الدولة المدنية الحديثة . الجيش الجديد وقوات الشرطة والامن تكونت من ميليشات الاحزاب الدينية " كجيش المهدى ومنظمة بدر واعضاء الاحزاب الاسلامية من قوى الردع الطائفية السوداء, و استغلال هذه الاحزاب بقايا الجنود والرتب الاقل من ضباط صف وعرفاء بسطاء في الجيش العراقي بعد حله , واغلبهم من مناطق الجنوب الشيعية ,وامسكت بالمناطق الرخوة من مشاعر هذه الجموع ,مستغلين حاجتهم للعمل وفطرتهم التشيعية , وولائهم للامام علي وحبهم للحسين ,ودفعت بهم الى قوى الامن و وزارة الدفاع ,وترقى العديد من هولاء في مراتبية الجيش الى رتب عالية وهم غير اهلا لها, فظهرت الوية كاملة من الشيعة مضمونة الولاء لرئيس حزب الدعوة القائد العام للقوات المسلحة ,ومستقبلا سيتم تسليحها باحدث الاسلحة لتشابه "فرقة حمورابي وفرقة المدينة " للدفاع عن القصور الاسلامية الجمهورية , وعاد الى الجيش ضباط البعث الذين اعلنوا توبتهم الى المراجع الدينية .هذا الحشد من القوى العسكرية ضمانات الدولة الفاشية الاسلامية القادمة ,التي ابلت بلاء حسنا في موقعة ساحة التحرير , لم يكتف حزب الدعوة بذالك لضمان بقائه في دست الحكم بعنف القوة وعسف القوانين , بل لجأ الى مؤتمرات العشائر لتكوين منظمات عشائرية مناطقية اغدق عليها اموال الدولة, فخفقت اعلامها في المياه الاسنة واكواخ الطين في ارياف العراق, وسيق ابنائهم خدم في مقرات و قصور الاحزاب الدنية ,بينما انتفخت الكروش في مضايف شيوخ العاشر, ورنت دلال قهوتهم وجلسوا في برلمان مسخ بين العمائم والافندية وشراويل الكرد , وانشأ المالكي بالتعاون مع القوات الامريكية قوات الصحوات وغيرها من المنظمات الممسوخة المسلحة, كل هذه القوى هي الاذرعة الضاربة للاحزاب الدينية ومرجعياتها وحوزاتها الدينية وتركيبة السلطة الحالية, وظهير النظام الاقطاع السياسي القائم . ان هذه الاحزاب فئات هامشية في المجتمع العراقي تعتمد الدين كايديولوجية وهم وخرافة تنخر نفوس الطبقات المسحوقة من الشعب ,وتسلبهم اخر مايغطي اجسادهم , وبنفس الوقت تنشا فئة منتفعة من الموالين لهذا النظام الديني الفاشي من السراق والمنتفعين , تعتمد على شريحة من المقاولين المعممين او ابنائهم , يتواصلون مع اعضاء حزب الدعوة والاحزاب الاسلامية الاخرى من وزراء وكلاء وزارات ومدراء عامون, يوفرون لهم عطاءات مقاولات الدولة على طريقة " شيلني وشيلك " . ان خوف حزب الدعوة الاسلامية من بديات نشوء طبقة وسطى في المجتمع العراقي متحررة من من الاوهام الدينية تعرف الفرق بين التدين والايمان والعبادة ولا يعتيريها اى خوف من بقايا النظام السابق والتي تحقق لشعبنا السلام الاجتماعي والازدهار, ورعبه التاريخي من عقدة سيرحياة قادة واعضاء حزبه ولاى طبقة اجتماعية ينتمون ! واى تحصيل علمي نالوه !, فاغلبهم من حفظة القران في كتاتيب الملالي من المدارس الدينية في طهران ولبنان , كما ان زيفهم وكذبهم ونهبهم لثروات العراق يثير فزعهم من حفرة اخرى تعد لهم . هذه المخاوف وتضخم الذات السلطوية دفعت قائد حزب الدعوة لانشاء تحالف غير مقدس بين الاحزاب الاسلامية وباستخدام اجهزة الدولة الامنية والجيش وميليشياتها المسلحة ومنظماتها الجماهرية الاسلامية " اتحاد الطلبة الاسلامي " منظمة النساء الاسلامية "" نساء فاطمة الزهراء " اضافة الى الجهد الكبير الذى تبذله الدورات الاسلامية بتحفيظ القران لالاف من الاطفال, وتكريمهم امام محطات التلفزيون , وانتشار القنوات الاسلامية لطرح الصور البطولية المشوه لبعض قادة الدين الاسلامي تاريخيا لتعبئة الاطفال بسن مبكرة بخرافات تحد قدرتهم على التفكير , جمعت القوى الاسلامية تحت لوائه – التي يعتقد انها لازمة – لتحقيق هدف حزب الدعوة والاحزاب الاسلامية الاخرى في دك معاقل التفكير العلمي الانساني والعلماني ,كما فعلت نازية هتلر وفاشية موسوليني , اوضح هتلر فكرته النازية هذه بقوله " هدفنا بوضوح واختصار افناء الفكر الماركسي والعمل على دحر رؤيته العالمية " ** وهي احدى الوسائل الذكية للدعاية والاعلام النازي , ونفذتها على الواقع منظمات الاحزاب النازية والفاشية بنفس الوقت في المانيا وايطاليا وعبر عن نفس الفكرة والقناعة الفاشي موسوليني بمناسبة افتتاحه الجلسة وهي عصبة قومية عنصرية طائفية انضوى تحت رايتها *** Faci di Combattimento
جمع غفير من الجماهير المخدوعة بشعاراتها الاجتماعية ,اطلق فيما بعد عليه بالحركة الفاشية , بمثل هذه الانساق من التفكير الذي اتبعه حزب الدعوة الاسلامية سقطت الحياة بكل غناها الى الحضيض والتخلف والموت والحروب والاندثار . هزيمة النازية والفاشية كانت مهمة صعب على الحلفاء ولكن من الاصعب هزيمة الايديولوجية النازية وما تركته من اثار في مفاصل حياة الشعب الالماني وسيعيد التاريخ نفسه, اذا استمر حزب الدعوة في التمسك بزمام السلطة. اوضح السياسي الاسلامي "عزة الشاه بندر" صفات حزب الدعوة بقوله في احدى مقابلاته " حزب الدعوة متخلف عشيرة بائسة تافه تعبانه , لا عدها اخلاق ولا دين , لا اخلاق ولا دين . الغرب ما عنده دين لكن عند اخلاق , عنده سيستيم من العلاقات , تحترم الاخر , يحترم حرية الناس , يحترم حقوقه وحقوق الاخرين " واكد ايضا اخلاق وسلوك احزاب الاسلام السياسي بقوله " فشل تجربة الاسلامين في ادارة الحكم .. الحرامي من ؟ البواك منو؟ اليكتل منو ؟اليخطف منو؟
ما يوسس له حزب الدعوة واحزاب الاسلام السياسي هو نهج فاشي , فالفاشية منظومة افكار قومية عنصرية طائفية تنتج نظام قمعي يحتكر الجهاز التنفيذي للدولة, ويعطل اجهزتها التشريعة والقضائية يقوم على قمع الحريات الشخصية ويعتبر الفرد احد ادواة الدولة المنفذه , ويجند الصحافة والاعلام لدعم جهاز الدولة التنفيذي ,وما يطابق هذه الفكرة هو تاسيس المالكي " للفاشية الثيو قراطية " الفاشية بوجه اسلامي " فالسيد المالكي رئيس مجلس الوزراء اولا , القائد العام للقوات المسلحة , يسيطر على وزارة الدفاع والداخلية وشؤون الامن القومي نيابة , وتحت سيطرته الموسسات المستقلة , البنك المركزي نقد الدولة الاحتباطي , موسسة الاعلام والصحافة اذاعة وتلفزيون الدولة , هيئة النزاهة مراقبة اداء الدولة , الهيئة المستقلة للانتخابات ديمقراطية الدولة واصوات الناخبين , هيئة المسائلة والعدالة رقاب اعدائه بيده , هيئة الرقابة المالية اموال الدولة ,اضافة الى رؤساء مجالس المحافظات والمحافظين, و وزراء حزب الدعوة ونواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من الاحزاب الاسلامية اذرع المالكي وحزب الدعوة الممتدة في مفاصل الدولة.
يحدثنا التاريخ فيقول " بمساعدة المليشيات وقطاع الطرق وبعض الشخصيات الاجتماعية وبدعم الكنيسة الكاثوليكية ,وبدعاية الزحف نحو روما وصل موسوليني عام 1922الى السلطة واصبح رئيسا للوزراء , وبدا حثيثا خطوة فخطوة ,وبتفويض القانون , قام موسوليني بحضر الاحزاب والغاء منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان واسس لمليشياته , ونفذ الاغتيالات السياسية . في عام 1925 حققق دكتاتورية الحزب الواحد تحت مجلس بقيادته يسمى " المجلس الفاشستي الاعلى " .الم يسقط التاريخ افعاله على العراق ويسلم السيد نوري المالكي صفحة من صفحاته الاثمة .
*صادق النيهوم " الاسلام ضد الاسلام "
**Hitler Der Aufstieg سيرة حياة هتلر " الصعود"ص 133
*** نفس المصدر
لطيف الحبيب / برلين 11.3.2011
#لطيف_الحبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟