علاء الزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 987 - 2004 / 10 / 15 - 08:33
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كانا يتجولان بكل جرأة حينما ألقت الجموع القبض عليهما . أفغانيان من المؤكد أنهما ليسا من الهزارة و لا الطاجيك و لا الأوزبك ( فهؤلاء جميعا مرتدون عن الدين الوهابي ) كانا يستطلعان منطقة المتنزه في قضاء الشطرة ( محافظة الناصرية ) تمهيدا لأمر ما . سألت محدثي : وماذا فـُعِلَ بهما ؟ تعلم يا محدثي أن حكومتنا الوطنية المؤقتة ومخابراتها وشرطتها وحرسها الوطني بل وأهرام عليا فيها مخترقة من كل الاتجاهات ، والدليل : قالوا لي ! فمن يضمن لك ولي أن لا يجد هذان الأفغانيان جادة ما إلى طريق الحرير الآمن نحو سدوم وعمورا ، أو ينخرطا في سلك الشرطة في المثلث بتوصية من هيئة عملاء السنة ، أو ينهمكا في العمل – على قدم وساق وذيل – في جزارة الإيمان لصاحبها إبليس ، خاصة و أن رمضان الكريم على الأبواب و الذبح الشرعي شرط السكين !
سخرية مرة ، ليست سوى . لكنها – في البين – صيحة تحذير لكل الأزقة العراقية التي يواصل ركام الإهمال الرين على قلبها . فالتشظي و التشطر شطرا شطرا وشطرة شطرة أمسى وبات وأصبح وأضحى و غدا السمة الغالبة لأرض أوروك ، و لا مناص من أن نعود – تعودوا – إلى عصر المدن المسورة . لكن بالوعي واليقظة والإحساس بالخطر الوشيك ، بدلا من الطابوق والطين .
فطالبان والعربان والغربان على مشارف كل المدن والأزقة والدرابين ، خصوصا إذا سلمت جرة الفلوجة هذه المرة أيضا !
------------
#علاء_الزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟