الألمان والفرنسيون ضد الحرب حتى ولو بتفويض من االأمم المتحدة

مربد برلين

الحوار المتمدن-العدد: 217 - 2002 / 8 / 12 - 01:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

  

 

مربد برلين  11.08.02

 

لم تبق الا بضعة أسابيع ويذهب الناخبون الألمان الى صناديق الاقتراع لانتخاب حكومة جديدة. وتحولت القضية العراقية إلى إحدى أهم المسائل المطروحة في المعركة الانتخابية .

فقد أخذ مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، المستشار شرودير يكرر التأكيد على أن ألمانيا لن تشارك في حرب على العراق ، حتى ولو بتفويض من الأمم المتحدة . وقد صرحت نائبة رئيس الحزب ، وزيرة التعاون الإقتصادي والتنمية ، السيدة

فيجوريك- زويل الى صحيفة فرانكفورتير الغيماينة عدد الأحد :" اننا نسعى للحصول على

أكبر ما يمكن من الحلفاء لموقفنا ضد الحرب . وقالت أن تأثير الموقف الألماني بدأ يظهر

في الخارج. وأن رأي المستشار صار يفهم عالميا كدليل للعمل : ألمانيا لن تشارك في حرب على العراق ، لا عسكريا و لا ماليا. وحتى تفويض محتمل من الأمم المتحدة ليس الزاما للمشاركة عسكريا. " وقالت " اننا ضد الحرب لأنها ستصب النفط على نيران الشرق الأوسط وتشعل الحريق في كل المنطقة ، وستؤدي الى زيادة اضعاف البلدان النامية من الناحية الإقتصادية . فارتفاع أسعار النفط واشتداد تأزم الوضع غير المستقر أساسا في أسواق المال والأسهم ستكون النتيجة اللملازمة للحرب. وسترتفع فوائد القروض بشكل حاد، الأمر الذي سيقود الى تقليص قدرة  اعادة التمويل ، وكذلك إلى زيادة زعزعة الاقتصاد العالمي."

وكان الامين العام للحزب فرانز مونتفرنج  قد صرح ان شرودير أبلغ إجتماعا لقيادة الحزب ان حكومته ستفعل كل ما هو ممكن لتفادي نشوب صراع مع العراق من خلال العمل مع شركائها الاوروبيين وعن طريق الامم المتحدة.

واضاف مونتفرنج انه حتى لو لم تشارك المانيا في هجوم فان حربا كهذه ستجلب مزيدا من الضرر لاقتصاد البلاد الراكد واضاف ان شعار الحزب في الانتخابات "نمضي في طريقنا الخاص" ينطبق ايضا على السياسة الخارجية.

وكان شرودير والرئيس الفرنسي جاك شيراك قد حذرا في مؤتمر القمة الألماني الفرنسي الأخير من انهما لا يمكن ان يؤيدا هجوما امريكيا على العراق دون تفويض من الامم المتحدة.

و حذر شرودير من اللعب بالحرب والتدخل في الشؤون الداخلية قائلا ان المانيا لن تقحم نفسها في "مغامرات" رغم علاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة.

وحتى المعارضة في الحزبين المسيحي الديمقراطي والإجتماعي لا تؤيد الضربة العسكرية،

ودعا فولفجانج شويبله مستشار السياسة الخارجية لشتويبر في صحيفة سودويتشه تسايتونج الى ضرورة بذل جهد دبلوماسي منسق لاعادة مفتشي الاسلحة الى العراق واكد اهمية الحصول على تفويض من الامم المتحدة لاي هجوم.

وكذلك هو موقف الحزب الحر الديمقراطي ، أما حزب الخضر ، حزب وزير الخارجية ونائب المستشار فيشر فهو يؤكد على موقف المستشار ، وقالت رئيسة الحزب السيدة روت ان

علينا لا الركض وراء المغامرات الحربية وانما العمل على اسناد المعارضة العراقية

لاقامة نظام ديمقراطي في العراق. وكان حزب الاشتراكية الديمقراطية قد قرر منذ مؤتمره

الإنتخابي في شهر أيار المنصرم وضع قضية رفض الحرب على العراق ضمن الحملة الإنتخابية.

و لا عجب في تبني الأحزاب هذا الموقف المعارض للمغامرات الحربية فالرأي العام الألماني

ضد الحرب على العراق كما بينت استطلاعات الرأي التي كشفت أن 71% ، وفي استطلاع آخر 91% من الألمان ضد الحرب حتى ولو صدر تفويض من الأمم المتحدة. والناخبون في ألمانيا ليسوا راضين عن السياسة الحالية ولا يثقون لا في قدرة  الحكومة ولا  المعارضة على حل المشاكل الإقتصادية والأجتماعية في ألمانيا وفي مقدمتها البطالة التي تجاوزت 4 ملايين عاطل عن العمل في شهر تموز المنصرم.

وبين استطلاع للرأي في فرنسا نشر يوم الجمعة الماضية أن 55% من الفرنسيين ضد ضرب العراق حتى لو كان ذلك بتفويض من الأمم المتحدة، بينما يويد الضربة بتفويض

من الأمم المتحدة فقط 22% ، أما قيام أمريكا بضرب العراق دون تفويض من الأمم المتحدة

فان 67% من الفرنسيين يعارضون ذلك بينما يؤيدها 10% فقط،.

ويجمع خبراء القانون الدولي الألمان أن قرارت الأمم المتحدة المتخذة لحد الآن لا تجيز شن الحرب على العراق. وانتقد رئيس بلدية هيروشيما أثناء الذكرى ال 57 لجريمة القاء القنبلة

الذرية على هيرشيما ،الذي راح ضحيتها 140000 انسان مباشرة ، و 80000 انسان لاحقا نتيجة تأثيرات الأشعة الذرية ،انتقد حكومة بوش ووصفها بأنها ليست ملاك السلام  في العالم ،وليس لها الحق في أن تقرر كيف ينبغي أن تحكم الشعوب الأخرى. ودعا بوش لزيارة هيروشيما وناغازاكي ليرى بعينيه ما تسببه القنبلة الذرية. وينبغي أن تكون مهمة كسب الرأي العام لصالح الشعب العراقي هي هدف ومقياس صواب أي خطوة للمعارضة العراقية الوطنية.

 

 

 

 

 

#مربد_برلين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات