احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 3301 - 2011 / 3 / 10 - 14:35
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لم اكن أتوقع يوما من وزير خارجية السعودي سعود الفيصل أن يصل به اليأس كما وصل اليه قبله القذافي "زنقة زنقة" ويخرج عن رزانته المعهودة ويهدد شعب الجزيرة بقطع أصابعهم. أن هذا التهديد هو اعتراف بالظلم الجائر لعائلة السعود وخوفهم من هبوب الرياح التغيير من الغرب والشرق والجنوب فلا عاصم اليوم من التغيير الا من اتبع صوت الشعب واحترم حقوق وكرامة وثقافة مكوناته ومعتقداتها ومذاهبها.
بالأمس في عام 2003 حدد صدام أسوار بغداد كخط دفاعه ضد هجوم الحلفاء وبذلك اعترف بخسارته لكل العراق عدا بغداد قبل بدأ العمليات الحربية لأنه كان يعرف أن الشعب في الجنوب وفي شمال العراق سوف لن يقف جانبه لحماية نظامه.
ورأينا الطغاة يقدمون التنازلات بالقطارة وفي وقت متأخر لا يمكن ترضي شعوبها بعد أن فشلت تهديداتهم بالويل والثبور وابتزاز الغرب بالفوضى اذا تخلى عن الدكتاتور.
أن العامل المشترك بين الطغاة هي سرقة أموال الشعب بالمليارات وإنكارهم لحقوق المكونات الأصلية في الدولة، فأن عائلة السعود سرقت آلاف المليارات بطريقة مباشرة من خزينة الدولة و من تصدير النفط لحسابهم الخاص والعمولات الكبيرة التي تتجاوز 20٪ من المشتريات الأسلحة. والأكثر من المال سرقت عائلة السعود هوية الساكن في الجزيرة وحوله كتبعية لعائلتهم والأكثر من هذا وذاك دعمت عائلة السعود سلطتها بالتشدد الديني الأحادي المذهب الذي انتج بن لادن والتطرف الديني ونزعت روح التسامح الإسلامي لتغطيها بالنقاب والستائر الحديدية التي لم يقرها دين ولا فكر ولا ِإِِله.
أن الرياح التغيير قادمة وهي ضرورة منطقية وتاريخية للظلم والتعسف والسرقة القلة لثروات وحرية الشعوب تحت شرائع اختلقوها في غفلة من التاريخ والسواد الأمية في المنطقة.
أن الطغمة الحاكمة في المنطقة أخرت النهضة والتطور الاجتماعي للشعوب التي كانت مهد الحضارات وتخلفنا وتشردنا وذهبت ثرواتنا الي جيوب القلة من العائلات والأحزاب الحاكمة بمشاركة القوى الخارجية فأصبحنا لا نستطيع أن نأخذ قرار دون مباركة الغرب وأصبحنا لا نجرأ أن نطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين الذين تشردوا لأكثر من نصف قرن الى ديارهم خوفا من الغرب ولا نستطيع أن نطالب بعودة المشردين والمهجرين الى كركوك والى الأراضي المستقطعة من كوردستان العراق خوفا من تركيا، ولا نستطيع تشكيل حكومة في العراق دون مباركة ايران.
لقد دقت ساعة التغيير ونيل الحقوق والمسواة, لا فضل لعائلة او عشيرة اوحزب او عقيدة او مذهب او فكر على غيرهم كلهم مشاركون ويشتركون في إدارة وخيرات البلاد فلا عائلة ولا عشيرة ولا حزب ولا عسكر قادرون على إيقاف عجلة التغيير، انصحهم أن يرحلوا بأقل الخسائر دون ان يخسروا كرامتهم أن كانت لهم كرامة يخشون عليها.
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟