أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - في ذكرى رحيل هادي العلوي :الجدلية بين الإسلام والماركسية في أفكار هادي العلوي ..















المزيد.....



في ذكرى رحيل هادي العلوي :الجدلية بين الإسلام والماركسية في أفكار هادي العلوي ..


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 987 - 2004 / 10 / 15 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أتعرف على هادي العلوي عن كثب ولم اقرأ كتبه وقت صدورها مثلما قرأها آخرون . إذ لم تتوفر لي فرصة متابعة إنتاجه الفكري المتتابع في صورة مقالات أو دراسات إلاّ في السنوات الأخيرة ( في عمان 96 ــ 97 قرأت بعضاُ منها ..)

يعود السبب في هذا النقص لأمور تتعلق بالحرية الفكرية غير المتاحة في بلد كعراق صدام حسين ، مثلما متاحة ، بنسبيات مختلفة ، في هذا البلد العربي أو ذاك . فواقعية الأوضاع الراهنة في العراق خلال أربعين عاماُ وأكثر قد حرمت القراء العراقيين وأنا منهم – داخل العراق – من إمكانية مواكبة النتاج الفكري العربي الحر ومنه نتاج هادي العلوي نفسه وخاصة فيما يتعلق بحرية البحث الموضوعي في الفكر الإسلامي .

أقول بدءاً أن أوراقي القليلة المتجمعة حول هادي العلوي تخاطب بإيجاز شديد مسألة مهمة أصبحت ملفتة للانتباه و مؤثرة جداُ في السلوك الحضاري والمواطنية المستقبلية في العراق وبأوجه الارتباط المطلوبة بين الإسلام والشيوعية ، بين القوميات المتعددة والشيوعية الواحدة . وقد كتبت هذه الأوراق بإيجاز ، كأمر مسلم به، على أساس أن الإيجاز ممكن ومرغوب في مقالة محدودة ، إذ بإمكانها أن تقدم تركيزاً لأساسيات فكرية هادي العلوي واستنتاجاته إذا ما عرضت عرضاً واضحاً مأخوذاً من ملاحظات ومساهمات هادي العلوي الذي أتانا منذ ربع قرن مضى وأكثر جريئاً في تخصصات العلوم الاجتماعية والتاريخية والسياسية.

كانت الموضوعة الأولى التي شغلت فكر هادي العلوي في مرحلة الصراع الفكري العربي المعاصر هي موضوعة العلاقة القائمة بين القوى المتصارعة أو المتناقضة ذات الإشكاليات المتعددة في مختلف العصور. هذه الموضوعة لم تنفصل عن التاريخ ودور الإنسان فيه، جماعة أو فرداً. بعبارة أخرى أشغل نفسه بإشكالية المجتمع والسياسة والوجود الإنساني وهي من أدق وأصعب الإشكاليات غير الموحدة . بل يمكن القول أنه أشغل نفسه بمصاهر غير متجانسة في عضوية مجتمع غير متجانس .
الإسلام والماركسية ، اسمان لتيارين كبيرين في العصر الراهن دخلا ‘ إلى أعماق الملايين من الناس . الأول اتسع اتساعاً مفروضاً منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام بالدعوة المحمدية بينما الثاني أتسع بهجمات سجالية (دامية) منذ مائة وستين عاماً بالدعوة الماركسية. كل من التيارين واجه مصاعب درامية كثيرة أقصت تيارات كثيرة بدورها لكن أياً منهما لم يستطع أن يقصي الآخر . فلا الإسلام أقصى الماركسية ، ولا الماركسية أقصت الإسلام . فكيف تكّون نموذج التيارين بدقة محسوبة في أفكار هادي العلوي ؟

اعتقد أن فترات نشاطه السياسي في المرحلة المبكرة من عمره ، وفي الفترة المتأخرة منه أيضاً لم تكن جزءاً من إبداعية مساهماته في الأدب الإسلامي والماركسية ، معاً ، كما معهود فيه من طوية ٍ فياضة ٍ ذات طبيعة استقلالية كمؤرخ ، وناقد ، للبحث في الجوهر الحقيقي للعلاقة بين الماركسية والإسلام ، بل كان باحثاً مستقلاً في بعض القضايا الفكرية الإسلامية .
بتلك الاستقلالية الصارمة وضع نفسه في صف مباشر باحتمالات الصراع داخل هذين التيارين . على الأقل داخل الصراع الفكري بينهما.

هنا نواجه نقطتين أساسيتين في المجهود الفكري لهادي العلوي .
النقطة الأولى هي محاولاته البحث في المعطيات الفلسفية – التاريخية في الأدب الإسلامي وهي مقدمة معطيات مباشرة من أناس لا يقرب إنتاجهم في الثقافة الإسلامية إلى غنى وكمال وكثافة المنتوج الفكري حول الماركسية في القرنين التاسع عشر والعشرين .

قبل كل شيء لا بد من القول أن هادي العلوي قد لفت الانتباه إلى حركة الفكر الجدلية في التاريخ الإسلامي ابتداءً من النبي محمد الذي أعتبره " أول سياسي في الإسلام " بمعنى إيجابي يعي النقائض القائمة بين مجتمع الجاهلية والمجتمع الذي أراد أن ينشئه ، وانتهاءً باستقراءاته عن أعداء الإسلام الحقيقيين . فهل نجح العلوي في كشفه النقائض المتعارضة مع الإسلام ؟

لنلاحظ الآن ما فعله من بناء في أعمال فكرية وضعها على أساس النقائض : -

1 – أقام مناقشة الأحداث على مبدأ التساؤل الذهني ( هل كان ..متى .. كيف .. أين .. لماذا..) وقد أعطى أجوبته عليها داخل الزمان المحدد والمكان غير المحدد .
2 – حاول شف أيديولوجيا الدين الإسلامي في مرحلته الراهنة وحاول معرفة أبرز نقاط الإحراج المنطقي فيه والذي من شأنه أن يؤكد الربط بين المشكلات المثارة بين التيارات المختلفة في الإسلام ، معتمداُ على التيارات الفكرية في الجدلية الماركسية وعلى أطروحة الواقع الاجتماعي المتناقض وعلى أطروحة الفكر المعالج لها. أعني بذلك إيجاد حالة من التوافق بين الموقف الديني، والقيم الجماهيرية المتوجهة ضد الاستبداد المحلي والعدوان الخارجي اللذين يدعوان دائماً ، إلى إنهاض وتعبئة المشاعر الإسلامية التي توجه الجماهير في الأحداث الكبرى للصراع مع القوى الغاصبة وليس بالضرورة الاندماج في فروض الدين أو الشعور الديني . يتضح هذا جيداً في مجلده (فصول من تاريخ الإسلام السياسي الصادر في عام 1995 في نيقوسيا . مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي . ضم المجلد خمسة كتب هي (1) خلا صات في السياسة والفكر السياسي في الإسلام (2) الاغتيال السياسي في الإسلام (3) من تاريخ التعذيب في الإسلام (4) إضاءات (5) في الإسلام المعاصر ..)

3 – اتجاهه نحو الربط بين الدين كحضارة وبين الناس كصنّاع حضارة . معتبراً الموجودات الإسلامية هي موجودات ثقافية – حضارية غير متعارضة مع رغبات تيارات فكرية تقدمية أخرى وفي مقدمتها الماركسية.

4 – أما النقيضة الرابعة فهي التي تناول فيها بعض المناهج الاقتصادية في الإسلام متوصلاً فيها إلى قيم المشاعية محرماً ( الكنز) كما في القرآن الكريم في محاولة لتأكيد تحريم (الاستغلال) كما في الماركسية. وحاول إيراد وتركيز التمسك المشاعي في الإسلام بريادة أبى ذر والأمام علي بن علي بن أبي طالب.

5 – على مستوى الغايات المعطاة مباشرة في الأمثلة التاريخية المنتقاة فأن هادي العلوي تفقد أحياناً جذورها وأحياناً في بنائها الفوقي . وقد شكلت هذه الـُبنى صورة من صور الكائن البشري المطلوب في عصر يأتي من بعد عصور الظلم والاستعباد .

6 – ثم دخل إلى مستوى النقيضة السادسة في رؤية التقابل بين البنية النضالية من أجل مجتمع إسلامي وبين بنية التبادل والإنتاج السلعيين في الاقتصاد الماركسي واثقاً من وجود سبل تطور لاحق يجمع بين البنيتين.

من منطلق هذه النقائض الست أعلن أفكاره من أن إسلام الجماهير إذن لا يشترط التدين كنهج فردي ولا السلفية كنهج سياسي . مؤكداً أن فلسفة الحياة بما في ذلك النظرة إلى الإسلام يجب أن تخلو من التصورات الناقصة و التصورات المبالغ فيها . وأن الفكر الفلسفي يمكن أن يأتي إلى الإسلام بمنهج ماركسي مثلاً ليتوجه على قاعدة متينة من التحليل والقواعد والأسس لأن الفلسفة كما أكّد هيجل لا تدرس الوقائع الجزئية ولكنها تدرس (الكل) أي النظام السياسي كله، الوجود كله ، الأخلاق كلها.

أعود الآن إلى النقطة الثانية وهي محاولاته ، بنواياه الطيبة، من دون عداء لا للإسلام ولا للماركسية ، ان يوجد صفات للجمع بين أسس عقلية مشتركة لكليهما اعتماداً على المقارنة والاستنتاج . وقد وجد نفسه بحاجة إلى أن يكتب عن الإسلام بمنطق يقترب من الطريقة الهيجلية ، وأن يكتب عن الماركسية بمنطق الصورة الإسلامية التصوفية الزهدية.

لم يجد حرجاً في ممارسة الخطابة المباشرة وفي إشباع كتاباته بالمتعة الثقافية والتاريخية المتوارثة عبر أجيال المسلمين والماركسيين وبعيداً عن المنطق التقليدي وجد نفسه في أمس الحاجة إلى موقف تفصيلي عن مشروع جديد يؤسس لعلاقة واحدة تضم هاتين القوتين العظيمتين (الإسلام والماركسية) باعتبارهما قوتيْ التاريخ المضاد للاضطهاد والعدوان في الزمن المعاصر.

في قراءاتي لبعض كتابات هادي العلوي وجدت نفسي في أول انطباع أمام نشاط ذاتي خلاّق إذ انه في كتبه وأفكاره يضعك في حال لا مناص من أن تعترف له بالمواهب العظيمة وانك تقترب معه تدريجياً من مواكبة التسلية التاريخية المقرونة بالروح العلمية إلى حد الوقوف على طابع العلاقة بين أفكار التاريخ القديم وأفكار الممارسة المعاصرة . وأنك بالتالي لا تغادر أي كتاب تقرأه من كتبه إلاّ بعد أن تكتشف أنه ملكة من ملكات إبداعية عراقية متطورة . أنه يسجل الذاكرة والتخيل والإرادة العصامية الثقافية. فهو قد تثقف تثقيفاً ذاتياً خالصاً. درس الأفكار الداخلية بعمق فغــيّر بنشاطه الفكري صور العديد من الأشياء والأفكار والمواقف والحالات الراسخة في أذهان الناس لعدد من الظواهر السياسية في التاريخ العربي القديم .. وحتى المعاصر بما يتعلق بالإشكالية القائمة بين الماركسية والإسلام.

لا بد من الاعتراف بأنه كشف بعض البـُنى الفكرية الخاوية التي يؤكد أصحابها وخاصة من ذوي النوايا غير الطيبة ( تعارض الماركسية مع الإسلام تعارضاً مطلقاً وفي كل الحالات وبشكل حاسم..) وقد نحا العلوي منحى طه حسين في تجديد النظرة الى هاتين القوتين بمنظار عدم الهروب أمام الواقع من جهة وعدم تزو يق هذا الواقع بنشازات فكرية إدعائية من جهة أخرى.
لقد استطاع أن يعمق أفكار طه حسين عن الفروق بين (المسلم) و(المؤمن) التي وردت في مقدمته (تجديد ذكرى أبي العلاء) فأعتبر المسلم وصفاً يشمل جميع أولئك الذين عاشوا في العصور الإسلامية واخذوا بحضارة الإسلام بصرف النظر عما إذا كانوا مؤمنين بالإسلام أو المسيحية أو باليهودية أو باللادينية والإلحادية.

فمجلده بكتبه الخمسة يمكن اعتباره مقدمة تمهيدية لإعادة نظر في موضوع علاقة الإسلام بالماركسية، فهو يعطي فكرة عامة عن الإسلام وفكرة عامة عن الماركسية وعن الخصائص والمميزات التي يمكن أن تجمع بينهما. محاولاً بجرأة وبجدية تنقية أفكار الجيل الإسلامي المعاصر متوحداً بذلك مع مواقف ومحاولات وجهود طليعة أخرى من طلائع هذا القرن من أمثال مفكرين وكتاب عرب (شبلي شميل..علي الوردي..سلامة موسى .. نصر حامد أبو زيد ..حسين مروة.. محمد عبده.. محمد شحرور.. الشيخ القمني..وآخرين) فهم جميعاً حاولوا أن يفصلوا بين العفن الفكري الموجود تحت بعض (عمائم) إسلامية عديدة وبين (أجساد) إسلامية متطهرة بتوكيدات النبي محمد وسلوكيات أولياء صالحين آخرين.

أراد العلوي أن تكون أفكاره بمثابة أوراق أولية معتمدة للأفكار الإسلامية وهو بذلك يمارس مع المفكرين الإصلاحيين الآخرين محاولات إصلاح ديني كمحمد عبده والأفغاني وغيرهما ممن ناظروا المختلفين. وقد كانت جهوده ذات واقعات شديدة الدقة لتخليص النظرة الإسلامية من اعتمادها على الأفكار اللاجدلية التي تدين بها بعض المنظمات والتكوينات الإسلامية ذات الأصولية التي تريد الوقوف في محجر لا تتعداه ، و الناتجة عن النظرة الصلدية للنص القرآني أو الحديث النبوي أو ما شابهما.

فأفكاره عن الإسلام الموجودة في كتبه تناثراً أو تراتباً تميزت مثلاً في اختبار تيارات الأصولية الإسلامية (السنية) ناقداً اعتمادها على كون الإسلام فرائض ثابتة غير قابلة للتجانس مع متغيرات الحياة الاجتماعية المعاصرة المتحررة والتي بالإمكان إيجاد نوع من علاقة منظمة بموجب الشريعة ذاتها.

كذلك أختبر تيار الخمينية (الشيعية) ودرسه بعناية ونقد بعض جوانبه نقداً صريحاً كما انتقد بعض أفعال الثورة الإيرانية وتجاوزاتها على حرية الإنسان وتقربها من حالة القمع والاستبداد.

بذلك وبغيره استطاع استجواب (الإسلام المعاصر) حول حلوله الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، فأدان السلفية وفي مقدمتها السلفية المسلحة التي تتحالف مع الغرب ودوائره الاستخباراتية ، سراً أو علناً بهدف تقويض الفكر العربي التقدمي كله. وقد وجد العلوي أساساً بديلاً لمنهجية مستقلة لدراسة المجتمع الشرقي عموماً ودراسة المجتمع العربي الإسلامي على وجه التخصيص وإيجاد الحلول الاقتصادية ــ الاجتماعية له.

هنا احتل العلوي موقعاً فريداً لأن مبادئه في الاختيار كانت واقعية تنحو نحو استخلاص النتائج المبنية على الجدلية والمناظرة وليس على مقدمات محددة سلفاً . فالبداية والنهاية كانتا لديه طرفين حاسمين في مصداقية الحياة الجوهرية القائمة على أساس الدعوة الإسلامية وكل ما يمكن أن يكون له أهمية ودلالة اجتماعية أو سياسية تجري بين هذين الحدّين. فما قيل عن (دعوة البداية) هو محاولات التمرد للخلاص . وما قيل عن (انعتاق النهاية) كمحاولة للحرية ، فانهما معاً لم يتحققا. توصل العلوي في مجمل استنتاجاته الإسلامية الحرة إلى أن الخطر الجمودي ما زال قائماً . لذلك ركّز عمله الفكري على دعوته للقيم (اللقاحية) وقد كان في عرض ما سمّاها باللقاحية مبهماً تماماً. لكن ما هو واضح بهذا الصدد أنه دعا إلى إقامة حكومة إسلامية عادلة متطهرة من أسس الاستبداد والقمع تتبنى القوانين العصرية وتقبل من أحكام الفقه ما يتلاءم مع العصر ومع روحه المتطورة.

وقد نظر هادي العلوي إلى الماركسية على إنها منظومة من الفكر الحي المتحرك والشمولي الجدلي تتكامل مفاصلها من دون تعارضات جوهرية ، وهي تتسم في جملتها من وجهة نظره باثنتين من السمات الجدلية الكبرى :
الأولى دقة منهجها العلمي .
الثانية نزعتها الإنسانية .
وقد حدد (إمامة) الماركسية في أركان أربعة هي كل من (ماركس، انجلز، بليخانوف ، لينين) وقال أن الصرامة المنهجية والفلسفة الإنسانية والاعتماد على الحقائق في العمل الفكري وفي النشاط الفكري متوفرة في هؤلاء الأربعة الذين أظهروا في حياتهم وفي كتاباتهم حساسية عالية ضد الجهل وضد الظلم . ووصفهم بأنهم أهل علم أخضعوا نشاطهم لشروط التفكير العلمي الحازم ضد التبسيط والاستدلال ومنهج الشروح وكانوا دائماً قادرين على تخطي نظرياتهم وأصول مناهجهم لأجل الاستقصاء الأبعد لحقائق البحث كما وصف لغتهم بأنها حيوية نابضة تنم عن شفافية المفكر المترع بالقلبية العظيمة.

كان جريئاً ولطيفاً حين قال :

(لست أظن أن كارل ماركس بأشواقه المشاعية المعطرة برائحة التراب الشرقي كان سيبدو غريباً على المسلمين كما بدا في ثوبه السوفيتي المغربن..) كان هذا الإعلان نقداً مبكراً للماركسية السوفيتية التي تحجر منها الكثير مع الزمن.
كان تخويف الماركسية من المسلمين ، وتخويف المسلمين من الماركسية أهم هدف من أهداف الفكر الرأسمالي والاستعماري .
تتناول المستشرقة الإيطالية (إيزابيلا كاميرا دافليتو) هذا الموضوع بشكل أصرح وأوضح واكثر تفصيلاً فتقول: (الغرب كان وما يزال بحاجة إلى (اختراع) عدو حتى يضمن لنفسه خطاً دفاعياً ويظل مترفعاً ومتعالياً على ما تبقى من العالم لسنين طويلة أو حتى لعقود، كان هذا العدو متمثلاً بالشيوعية وبالمعسكر الشرقي، وعندما انهارت الشيوعية برز لدى الغرب التساؤل التالي: من سيكون عدونا المقبل؟!. وإذا به يسحب من خزانة ٍ تراكمَ عليها غبار الزمن صورة العدو التاريخي القديم المتمثل بالعالم الإسلامي. لكن الغرب كان أيضاً بحاجة إلى وسيلة لإقناع مواطنيه بمصداقية هذا الاكتشاف (الجديد والقديم)، لذا كان طبيعياً أن يحاول ترسيخ ملامح (البعبع) من خلال تقديم (الأصولية الإسلامية) في صورة (العدو العنيف)، وبهذا التحليل أكدت المستشرقة المذكورة (إن قضية الأصولية الإسلامية واجهت تضخيماً مبالغاً فيه من قبل أجهزة الإعلام الغربي).
كان هذا الخطر المستتر موضع انتباه هادي العلوي فكان ينبه إلى خطر الإصغاء للفكر الغربي بما يخص حتمية الصدام بين الماركسية والإسلام . هذا ما أثبتته حقبة السبعين عاماً من النظام السوفيتي ( الشيوعي ) حيث تعايش مع الإسلام في آسيا الوسطى برغم الكثير من الأخطاء الشيوعية التي صاحبت تجربة هذا التعايش ولم يظهر تاريخ السبعين عاماً من وجود صراعات عنفية بين المعسكرين ، الإسلامي والشيوعي ، كما هو حال الصراع بين المسلمين والرأسمالية الغربية ، وبين الشيوعيين أيضاً والرأسمالية الغربية في أكثر من مكان بالعالم ..
بصورة ما حدد أفكاره على عدد من الحقائق المختبرة بالواقع المعاش ومنها (أن ليس كل مسلم هو سلفي أو أصولي ..) فالمسلم يمكن أن يكون قومياً أو ليبرالياً أو شيوعياً ويبقى محافظاً على أيمانه الديني بطريقته الخاصة. كما أكد أن الماركسي ليس بالضرورة ملحداً . وأن المناضل الشيوعي ليس بالضرورة كافراً كما تروج لذلك ماكينة الدعايات الاستعمارية والرأسمالية وكل المعادين للشيوعية.
تبنى في تحليلاته نوعاً مختلفاً عن كتـّاب آخرين يحاولون دائماً أن يجعلوا الحق بجانبهم ، ويجعلون أفكارهم هي المرجع وهي الأساس في تقرير الخطأ والصواب في الكون والحياة . فكثير من المفكرين الأصوليين يرون أنه لا يوجد غير الإسلام على صواب مثلما كان عدد من الشيوعيين يقول ليس غير الماركسية على صواب .، حتى ظهر ت نظرية صاموئيل هننجتون عن " صدام الحضارات " التي مهدت أفكار العالم إلى صدام محتمل بين " الحضارة الغربية " والإسلام ، أو بين نوعين من الحضارات . يقف في الصف الأول الحضارة المسيحية ــ اليهودية ، وفي الصف الثاني يقف المسلمون والصينيون ، كحضارتين مقابلتين .
في الحقيقة أن مختلف أنواع السجالات الدولية بما فيها السجال بين الإسلام والماركسية هي من النوع الذي يترك آثاره ليس على الآفاق الفكرية وحدها بل يترك آثاره على عملية الانتقال في التحليل السياسي الذي شغل العالم في مستوى التسعينات من القرن العشرين وخاصة تنامي ظاهرة العولمة بعد سقوط دولة الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية الأخرى الأمر الذي فتح الطريق أمام ظهور نظرية " صدام الحضارات " ومحاولة تصويرها أنها سوف تحل محل " النظرية الماركسية" عن الصدام بين الطبقات وليس بين الحضارات . لم يترك هذا التطور في السياسة العالمية ، كما أعلم ، على رؤية هادي العلوي الذي كان قد توفي قبل ارتكاز المحللين الغربيين إلى تحديد الصراع بين الغرب والإسلام وجعله في المرتبة الأولى تأكيداً لنبوءة هننتجتون ، وبالتالي حدوث 11 سبتمبر لتكون علامة الفكر الغربي الجديد لمرجعية تحليل الصراع على أساس الحضارات وليس على تناقض الصراعات السياسية الدولية .
يجب أن أقول ملاحظة هنا بأن هادي العلوي الرجل ، التراثي، التاريخي ، هو ليس هادي العلوي السياسي . بمعنى أقصده بالضبط أنه لم يلتفت ، كمفكر ، لأثارة جدله على أساس أن التطور السياسي العالمي هو نتيجة الصراعات العالمية ، فالأسباب المحتملة للصراعات الكبرى ( الحروب العالمية ) لم تنشأ ولم تنتج من الصراع الماركسي ــ الإسلامي ، وليس من المحتمل ، إذا صح القول ، أنها تقوم مستقبلاً .

كانت الحرب العالمية الأولى تعبيرا عن بلوغ الصراع مداه بين دولتين استعماريتين كبيرتين هما بريطانيا وفرنسا الموزعة بينهما الكثير من المستعمرات في العالم من جهة ، وبين إمبريالية جديدة تمثلت في الدولة الألمانية ، ولم يكن للصراع بين الماركسية والإسلام دور حقيقي فيها ( رغم وجود الدولة العثمانية كدولة مسلمة في ميدان الحرب ) .. أما الحرب العالمية الثانية فقد كانت ، في الجوهر ، تعبيرا عن بلوغ الصراع الإيديولوجي بين الرأسمالية الغربية والشيوعية والفاشية مداه‏ الشاسع ، الأمر الذي أفضى إلى هزيمة الفاشية على يد الحلفاء ، الاتحاد السوفيتي والديمقراطيات الغربية‏..‏ وبالتالي فأن ما نشب من حروب بعد ذلك اعتباراً من الحرب الكورية وحتى حرب الخليج الثانية والثالثة لم يكن للصراع الماركسي ــ الإسلامي أي دور فيها أيضاً ..
وإذا كان الجدل الفكري بين الإسلام والماركسية قد وصل إلى حدود عرف كل طرف فيها وعيه والتزاماته وغاياته ، خلال قرن ونصف من الزمان ، فأن الجدل السياسي بينهما يمكن أن يتحول إلى جدل تحالفي يخلق بين الطرفين نوعاً من الالتزام المشترك خلال القرن الحادي والعشرين فيه نوع من السلام الذي يعارض مضمون القوى الاستعمارية والاستغلالية . فمن العقلانية أن يتطلع المسلم والماركسي ، وكلاهما غير مستغلين ، إلى السعادة على الأرض حتى وإن ظل الإنسان المسلم متطلعاً الى سعادته السماوية الأبدية .
كانت المصادر التاريخية المعتمدة أمامه في الفكر والتاريخ الإسلاميين قائمة بالأساس على استخدامات انحيازية شائعة وعلى تصورات محدودة وعلى حدس مطلق وهي متاحة في مؤلفات (أبن الأثير، ابن عساكر، الرازي، اليعقوبي، الماوردي، البخاري، ابن خلدون، ابن سعد ، ابن سيدة) وغيرهم عشرات. لقد قرا بعض التاريخ الإسلامي في هذه المصادر مستخلصاً السؤال : كيف يمكن إدراك الحقائق بكيفية عقلية متنورة مستقلة..؟
وقد أولى عنايته لهذا الجانب كي يوحد أفكاره التاريخية في هوية واحدة هي الجدلية الفكرية لتحقيق المعرفة المباشرة ليس اعتماداً على الإلهام أو وحي القلب أو الحقائق المقلوبة التي يحتويها العقل التأليفي في التاريخ الإسلامي المدون في كثير من الأحيان من دون الاعتماد على مبدأ مرشد حيث تكون الواقعة والحقيقة محسوبتين على جهة ما أو على جانب ما من دون أن تكونا حاضرتين في الوعي المرتبط بالواقع الاجتماعي.
وبالرغم من أن محاولات هادي العلوي ليست جديدة تماماً فقد كانت مقاربتها قد ظهرت من قبل ضمن أفكار ومشاريع صلاح خالص وأحمد عباس صالح ومحمد عمارة وغيرهم . إلاّ أن لدى هؤلاء الأفراد كانت تظهر ومضات وتختفي . أما النوع الذي أختار طريقه هادي العلوي فهو طريق التوسط والبحث بين جوهر المكونات الخارجية والداخلية في التاريخ الإسلامي . وكانت ذهنيته تشتد بإرادة قوية ورغبة صادقة في بحث الموجودات التاريخية الإسلامية وغير الإسلامية وتحويلها إلى موجودات معاصرة واضعاً إياها تحت تصرف العقل الواعي في مواجهة عقول كثيرة أصيبت بالتحجر والجمود .

انتهج هذا الباحث نهجاً خاصاً لبلوغ الحقيقة سالكاً طرقاً متعددة . ففي أغلب كتاباته لجأ إلى عرض الصور المنطقية في صفاتها المتميزة وفي نقائها لكي تتوافق مع روح العصر من زاوية دينية تسير فيها المعرفة خطوة خطوة متحدة مع عمق أو بساطة القارئ . وقد أصبح العمل المعرفي لديه أداة من أدوات التوحيد الجديد بين الرؤية الواعية للماضي ومنطق الأفكار الموضوعية بمعناها العميق المعاصر. وأظن أن محاولات باحثنا بهذا الصدد كانت جريئة وفاتحة تجاوزت حدود الفهم التحليلي إلى جهد منسق لترتيب محمولات الحقائق ترتيباً تصاعدياً مقنعاً ومن ثم فقد كان السؤال الأكبر الذي طرحه على نفسه : هل أن للوقائع التاريخية وجوداً فعلياً كما أشارت كتب الطبري والمسعودي وابن عباس وابن عساكر وغيرها أم أن هؤلاء نظروا إلى الحقيقة نظرة أحادية الجانب وكل واحد نسب إلى نفسه الفكرة المستوعبة من قبله.

مهدت الأفكار المختارة طريقاً ما أمام هادي العلوي للانتقال من مجالات المقارنة التاريخية الشاملة إلى مجالات المقارنة المعاصرة المحددة. فأهتم بحشد من المعلومات المتناثرة المجمعة في كتب التاريخ الإسلامي بلا قاعدة ولا قانون بحثي . وحاول أن يوجد وحدة مرتبة خارجياً وتجريبياً من أجل أن يوجد نسقاً عضوياً بين الإسلام والفكر المعاصر خاصة مع الفكر الماركسي مديناً ثلاثة أشياء : الفقه والتشريع الإسلاميين ، ومواقف الغلاة والمتشددين الإسلاميين ، وفلسفة الحكم على أساس العقيدة الدينية. وقدم في كتابه الأول فكرة عامة عن ذلك (كتاب في السياسة الإسلامية الصادر عن دار الطليعة في بيروت عام 1974) مستخدماً ومضات الجدلية الهيجلية كمرشد في تحليل الدعوة الإسلامية والسلطة الإسلامية والأخلاق الإسلامية وصولاً بالتالي إلى الدستورية الإسلامية . وقد اعتبر كل ذلك ضرباً من أنواع الوعي المصاحب للعقيدة الإلهية مستنداً إلى آيات في القرآن الكريم أو إلى أحاديث نبوية متداولة.

الحالة نفسها والطريقة نفسها اعتمدها في جوهر ومضمون الموضوعة الإسلامية الأخرى عن (الاغتيال السياسي في الإسلام الصادر عن مركز الدراسات الاشتراكية في العالم العربي عام 1988) فقد استخدم هنا لغة التصورات والفهم المحدد اعتمادا على معلومات عينية شاملة مذكورة بصورتها المبسطة في كتب التاريخ الإسلامي المعلومة.

وقد عرض معلومات كتابه في صورة حسية – آلية تمثل أصل الاغتيال السياسي في الإسلام على انه حادث زماني – مكاني ليس له علاقة بالصراع العقلي الذي هو واحد من أساس الصراعات السياسية في الإسلام.

ما يخص علاقة الدولة بالسياسة والدولة بالناس و الدولة بالمثقف ، فأنه تجاوز تخبطات ما قبله من المؤرخين والمحللين للذات فقد خلّص بعض الأحداث والأفكار التاريخية من الشوائب ومن القيم المبتذلة والسطحية. وسطعت من بنات أفكاره مقولات عديدة مثل : " كان يمكن للشريعة أن تتعدل لو أنها بقيت مرعية من جانب الهيئات الحاكمة في العصور المختلفة .." الصفحة الثامنة من مقدمة المجلد.

وجدت لدى هادي العلوي تيسيراً دقيقاً ولطيفاً لتفتح ينبغي على أخواتنا المسلمين أن يكونوا عليه ليجعلوا من الحرية الدينية معنى قادراً على تكسير أغلال الناس الذين يئنون من ثقل أحجار الدولة عليهم في كل العصور بما في ذلك أثقال الدولة الدينية. فكانت أبحاثه دعوة لجعل الإسلام أداة لتحرير الوطن من كل ظلم ومن الاستعباد الاستعماري وكذلك لتحرير عقول الناس من الظلم الداخلي ومن ظلاميات العصور السحيقة مذكياً رغبات القارئ عن طريق خوض معارك فكرية قاسية من أجل رؤية المسافة الحقيقية بين العدل والواقع وتحديد الهوة السحيقة بينهما.

يقال : أن الوعي الأيديولوجي يأتي متأخراً بعد أن تكون قد ظهرت ضروب متعددة من التصورات والأفكار. ولدى هادي العلوي تدرج الوعي أيضاً من (الكم) التجريبي الذي بدأت حياته تألفه منذ بداية تفتحه الشبابي الأول إلى (النوع) الفكري المأخوذ بواسطة الجدلية المنفتحة حيث لم تغلق الأبواب على المشاهد المتناقضة في هذا العصر.

أن جوهر موجودات هادي العلوي في إعادة كتابة أو استقراء صفحات من التاريخ الإسلامي إنما هو جوهر إبداعي . هو جوهر متجانس بين عناصر الدعوة الإسلامية باعتبارها ضرورة من ضرورات الخلاص من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان إذا وجدت صرحاً عملياً بالغ التحقق والكمال لبلوغ لحظة الانتصار على الظلم نفسه وعلى الظالم نفسه.
كذلك قامت موجودات أفكار العلوي على عناصر الفعل الماركسي باعتباره أداة من أدوات تحرير الإنسان الضعيف من طبائع استغلال الإنسان القوي إذا صبّ نهر الماركسية في طويته الصميمية.

تلك هي بإيجاز أهم تصورات هادي العلوي وأهم سمات الصورة الفلسفية وهي تصورات الخطوة الأولى في عمليات الوعي الماركسي بخصوص العلاقة مع الإسلام . كما أنها تحمل تصورات الخطوة الأولى في عمليات الوعي الإسلامي بخصوص العلاقة مع الماركسية . لقد ولج العلوي عتبة الوعي الناضج والفلسفي بلغة الجرأة في الحديث والتناول وبإحساس عال ٍ من المسؤولية الأدبية والإنسانية . وإذا ما سلمنا بذلك فأنه يصبح من المهم أن نتعرف معرفة دقيقة بما هو مختفٍ وراء حاضر أفكار العلوي من ثروة لغوية وبساطة في الصور والأشكال والتجسيدات الواسعة التي لا حدّ لها . وهو على هذا النحو أراد أن يوصل (داخل) الماركسية إلى المسلمين وأن يوصل (داخل) الإسلام إلى الماركسيين مستخدماً النبض الخافق في هاتين القوتين الفلسفيتين التي يمكن من حيث ارتباط قوانين الوعي وجزئيات المعطيات المستنبطة أن يوصلها متفاخراً إلى الوعي الأمّي وإلى القارئ المتعلم .

الحق يجب قوله أن روح هذا المجاهد هي روح (ماركسي – مسلم ) أو هي روح ( مسلم – ماركسي ) مرت بمجموعة من المراحل المعرفية فهي من الوعي الحسي إلى الموضوعة الذهنية في حياة المجتمع الداخلية إلى مرحلة تحويل الأفكار إلى موضوعات اجتماعية محتكة مباشرة بالعلوم التجريبية.

لنا بعد هذا، أن نفاخر بهادي العلوي بمشاعيته وبتجربته المشاعية الأولى . وإذا كانت الفلسفة تنشأ من التجربة وتسير إلى عالم الفكر الخاص من عالم خاص ، فأن مسار هادي العلوي يعتبر من مفاخر الماركسية العراقية ومفخرة من مفاخر المحاولات الجادة في إعادة كتابة التاريخ العربي الإسلامي . وكلاهما يمثلان العقل الواحد الحي الذي يمكن أن يتحول إلى عمل يوجه دفة تاريخنا العربي نحو الحرية في التعبير.
جاسم المطير
بصرة لاهاي في 12/2/2003



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية المريض الشيوعي 8
- مسامير - أنا وخالد القشطيني وهربجي كرد وعرب..
- الفصل الأخير من رواية المريض الشيوعي
- مسامير 712
- مسامير عن وفدنا العراقي في مؤتمر الصحفيين العرب ..!...!
- مسامير جاسم المطير 709
- مسامير عن خط بارليف الزرقاوي 707
- مسامير جاسم المطير706
- مسامير نداء الملــّة جويبر
- مسامير جاسم المطير
- المريض الشيوعي - الفصل السابع من رواية جديدة
- مسامير- المزاج السياسي والمسألة الكبرى
- مسامير 701 تايه عبد الكريم ..تايه ..!
- مسامير 700 يا عواذل فلفلوا ..!
- مسامير جاسم المطير 698
- المريض الشيوعي - الفصل السادس
- مسامير جاسم المطير 696
- مسامير 697 إعادة هيكلة الجامعات العراقية إسلامياً ..!
- 694مسامير لكل مواطن شطفة أرض
- المريض الشيوعي- الفصل الخامس من رواية جديدة


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - في ذكرى رحيل هادي العلوي :الجدلية بين الإسلام والماركسية في أفكار هادي العلوي ..