المركز الثقافي المسيحي في اقليم كردستان العراق

صباح قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 987 - 2004 / 10 / 15 - 09:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

قبل ما يقارب من السنة ، وبالتحديد في عشية عيد الميلأد المسيح ، سنة 2004 ، تم أفتتاح المركز الثقافي المسيحي في مدينة السليمانية ، برعاية الدكتور برهم صالح ، الذي كان في حينه رئيسا لوزراء في أقليم كردستان بزعامة السيد جلأل الطالباني . تم أفتتاح المركز من قبل الأستاذ فؤاد أسكندر ، الذي كان مشرفا اداريا في حينه على هذا المشروع . شارك في هذه المراسيم ، رجال الدين من الطائفة المسيحية في السليمانية ، وممثيلية مطرانية الكنيسة الكاثوليكية في كركوك ، وبعض رجال الدين المسلمين ، وكذلك نغبة من المثقفين المسيحين ، وجمهور كبير من الشخصيات والمسؤليين الحكوميين في ادارة الأقليم ، والطائفة المسيحية في المدينة . يتضمن المركز بناية كنيسة جديدة للطائفة المسيحية ، بالأضافة الى وجود كنيسة قديمة ، تقدرعمرها اكثر من 150 سنة ، وتقع في الجهة الأخرى من المدينة ، مع بيت لأقامة أعضاء الأبرشية ، وكذلك للضيوف والمسافرين في المهمات الدينية والثقافية . صمم المركز بشكل فن معماري مبدع وجميل ، وعلى نفقات حكومة الأقليم في الأدارتين ، وبعض المساعدات التي قدمت من قبل المنظمات الأجنبية العاملة في الأقليم وخارجه. توجد قاعات خاصة في المركز ، لمراسيم الزواج ، وحفلأت التأبينية وأقامة التعازي والحفلأت والندوات والكونفرانسات والمؤتمرات ، مع مكتبة صغيرة .ومجهزة بالكومبيترات واحدث وسائل ومتطلبات الأبنية العصرية
منذ تاريخ أفتتاح المركز ولحين كتابة هذه الأسطر، لم يسمع اي شئ عن هذا المركز. لم يتم ذكره لأ في الوسائل الأعلأمية المرئية والسمعية ، ولأ في الصحف المحلية والأجنبية ، او اية معلومات أخرى عن نشاطاته وأدارته ونظامه الداخلي والجانب الأقتصادي والمالي وغيرها ، عدى ماتم اعلأن عنه في مراسيم الأفتتاح . وهنا قد يطرح السؤال نفسه ، هل ان هذا المركز ، مجرد عبارة عن الأبنية والفن المعماري الجميل، وهدية دعائية مقدمة من قبل حكومة الأقليم الى أبناء الطائفة المسيحية في المدينة ، تكريما لمساهمتهم في عملية تطوير الفيدرالية في جوانبها الأجتماعية ، الثقافية ،السياسية ، والأقتصادية ، وهو تقدير جميل ايضا ، ام انه فعلأ هو مركز الثقافي بكل معنى الكلمة ؟. ان تعبير المركز الثقافي، هو مصطلح واسع ، يتضمن كل مايتعلق بالقيم الثقافية والأدبية والتوراثية المختلفة ، وتجميعها في هذا المركز ، من أجل احياءها وابرازها وتطورها ، من خلأل النشاطات والفعاليات المختلفة ومتنوعة الجوانب . يجب ان يكون لدى المركز الثقافي برنامج عمل شامل ، تدرج فيها كل النشاطات وتوزيها على مدار السنة والمواسيم ، مع تحديد أقسام المركز الأساسية ، الأدارية ،المالية ، المعلوماتية ، التسويقية وغيرها . ان المتعارف عليه في مثل هذا النوع من المركز، بان وظائفه الأساسية يجب ان تنصب في مهمة تطوير الثقافة والأدب والتوراث ، بعيدة عن الهيمنة الحزبية والدينية ، او أحتكارها من قبل فيئة او جماعة معينة لأغراض المصالح الضيقة ، ويجب ان تكون شفافية وممارسة مبداء الديمقراطية في عمله ونشاطاته المتعددة الجوانب في مجال ألأدب ، والشعر، واللغة ، والتراث ، والموسيقى ، والفنون التشكيلية والمسرحية ونشر الثقافة العامة ، واقامة الندوات ، والدورات، واصدار الدوريات والنشريات الثقافية ، وكل ما يتعلق بثقافة اديان وتراث وتاريخ الأقليات الكردستانية التي تعيش في المنطقة
وعلى ضوء ما تقدم ، ولكوني أحد أبناء الطائفة المسيحية في مدينة السليمانية ، واعيش حاليا في المنفى ، وانطلأقا من الواجب الوطني ، بان اساهم حتى بقسط متواضع في بلورة بعض المقترحات ، أرى انها ضرورية ، ويمكن ان تساهم في عملية تفعيل دور هذا المركز ، وجعله مركزا تقافيا ، ومنبرا لأصحاب الفكر والكفاءات ، وتحفيز كل المخلصين من ابناء الشعب الكردي وغيرها من الشعوب في الداخل والخارج للمساهمة في هذا المركز ، كل حسب مجالأته وطاقته الثقافية ، الأدبية ، العلمية ، وابرازه كمركز تنويري ، يساهم في تعبية وتوعية الجماهير ، والتفاعل مع ثقافات العالم ، وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي له
واقترح بهذا الصدد مايلي

على المركز ان يفتح له موقع وصحيفة خاصة به على الأنترنيت ، ينشر فيه النظام الداخلي وشروط العضوية ، وتحديد بدل الأشتراك السنوي للأعضاء في الداخل
وخارج البلد

تسجيل المركز ، كاحدى المراكز الثقافية والأدبية لدى الوزارة المعنية بذلك ، وطلب الحصول على الدعم المالي والمادي منها . وكذلك تشخيص الجهات الأخرى، ممكن ان تساهم في دعم نشاطات المركز من الأشخاص الطبعيين او المعنويين ، كالشريكات ، والمؤسسات الحكومية او الخاصة ، وكذلك المعاهد والجامعات المختلفة

أنتخاب هيئة ادارية ، من أشخاص ذوي الكفاءات الثقافية والأدبية والعلمية ، والشخصيات التي لها خبرة في هذا المجال ، للأشراف على ادارة هذا المركز . اقامة العلأقات مع المراكز والتجمعات الثقافية الأخرى المتواجدة في الأقليم وخارجه

يجب ان يكون لدى المركز ميزانية خاصة به ، تتضمن الأيرادات من الأشتراكات والمساعدات والتبرعات المالية والمادية وحصيلة بيع الخدمات وغيرها ، وكذلك
المصروفات الخاصة في تنفيذ نشاطاته . تشكيل لجنة مختصة للأشراف على هذا الجانب. تدقيق الحسابات مرة واحدة على الأقل في السنة. تقديم تقرير المحاسب القانوني الى الجهات المختصة، بعد تصديقه حسب الأصول، مع نشره في موقع المركز على الأنترنيت

الأعتماد على البرامج ، قصيرة المدى لمدة السنة ، وكذلك بعيدة المدى لمدة 5 سنوات ، تدرج فيها نشاطات المركز ، بحيث يتضمن فعاليات مختلفة في المجالأت الثقافية ، الأدبية ، الأجتماعية ، اللغوية، على سبيل المثال لأ الحصر ( اقامة دورات في الكمبيوتر ، اللغة ، الموسيقى ، تنظيم السفرات والحفلأت ، عرض الأزياء والموديلأت المسائل المتعلقة بالتجميل وصالون الحلأقة ، اقامة الندوات والمؤتمرات المختلفة ..الخ ) .

اصدار نشرة اخبارية دورية باسم المركز ، لتغطية نشاطات وفعاليات المركز ، والعمل على تطوير هذه النشرة الى مجلة فصلية او شهرية في المستقبل القريب ، والأتصال بذوي العلأقة وتحفيزهم للمساهمة في الكتابة اليها ، مع توسيع المكتبة الحالية وجعلها من المكتبات المتطورة بحيث تتضمن كل المستلزمات اللأزمة ، من الكتب والنشريات والدوريات وباللغات المختلفة والوسائل العصرية ، التي تتميز بها المكتبات الحديتة في مثل هذه المراكز التقافية في الدول المتطورة

دعوة اصحاب الكفاءات في مجال الفنون التشكيلية ، لتصميم شعار ملأئم لهذا المركز ، بحيت يجمع فيه الجوانب الثقافية والتراثية والتاريخية، وينسجم مع روح العصر وحضارة المنطقة ، مع ابراز ثقافات الشعوب ، وروح التسامح والعيش بالسلأم وألأمل بينها ، والأزدهار الأقتصادي للمنطقة

بذل الجهود للحصول على الدعم المادي ومن الجهات المختلفة ، من أجل أنشاء دار عصري للنشر والطباعة يلحق بالمركز ، وذلك لأصدار البحوث والجرائد والمجلأت والكتب ، التي تتعلق بالجوانب الثقافية، الأدبية والعلمية في المستقبل المنظور

#صباح_قدوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات