أهم قضايا المسلمين يا من ضحكت من جهلهم الأمم

محمد الأزهري

الحوار المتمدن-العدد: 987 - 2004 / 10 / 15 - 09:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أمريكا الملعونة وشيطان العصر مشغولة باستكشاف أسرار الفضاء والكون، والمسلمون ملائكة الدنيا وعشاق الجنة وحور العين مشغولون بالمرأة والحجاب، لقد أنهوا جميع مشاكلهم مع المرض والجوع وسوء التغذية والقمل والبرغوت وسكن الأكواخ وشرب المياه الملوثة ولم يبق لهم غير عورة المرأة هذه الفضيحة وشاغلة الرجل، هذا الرجل الذي يقيم الدنيا ويقعدها ضد المرأة السافرة التي من شأن سفورها أن يلهيه عن متابعة ذكر الله والتسبيح بحمده، أو عن متابعة هموم الدنيا والبحث عن لقمة الخبز، هذا هو هم الرجل المسلم الضعيف أمام المرأة الذي لا يجد أمام النظر لفخدها أو دراعها أو شعرها سوى رفع درجة ضغطه لأجل زيادة تضييق الحياة عليها بحجبها وحجب كل شق في ثيابها قد يؤذي دينه ومشاعره وهو يتلصص للنظر إليها، لماذا هذا الرجل مفتون بالمرأة إلى الحد الذي يدعي فيه أنها تشغله عن دينه ودنياه؟ إذا كان ضعيفاً فإن قوته ليست في حجب المرأة بل في النظر إليها بعيون براءة الذات من الشهوة الجامحة وبعيون الندية والتكافؤ والمساواة، إن مشكلة المرأة هي غرور الرجل، بل هي هذا الرجل المتبجح الذي يتغنى بقوامته على المرأة إلى الحد الذي يريد فيه استغلال القرآن لتصفيتها، ماذا يضيف الرجل للمرأة؟ ولماذا يريد تهميشها وهي أمه وأخته وابنته وزوجته؟ وماذا يكون موقفه لو نقلت المرأة معركتها معه وطالبت هي بأن يتحجب الرجل مستندة لنفس الأسباب التي يستند إليها في ادعائه؟ ولماذا يستغيث الرجل بالقرآن ضد المرأة ويحتمي به، ولا يبرر موقفه من المرأة بعيداً عن توريط الدين في معارك دنيوية، هل الرجل تافه إلى حد استنطاق القرآن وآياته ضد المرأة؟ وما هو موقف الرجل من هذه الرأة الأمريكية المجندة في العراق التي تمرغ أنوف الرجال في التراب وتمسح بهم الأرض، وتقف في وجه عتات المجاهدين من الرجال المسلحين بالرشاشات والبنادق والمسدسات والسيوف والخناجر قوية متحدية، لماذا يتجنبها المجاهدون وهل لأن قتلها أو خطفها عورة أو أن أولائك الرجال الصناديد لا يستطيعون الوصول إليها؟ كان حرياً بقهاء المسلمين ورجال الإسلام أن ينشغلوا بأسباب الفقر وأن يكونوا رجالاً ذوي شنابات تعطيهم حق التفاخر فعلاً لو رفعوا عن المرأة المسلمة قهر الجوع والعطش وسكن الأكواخ والتصبين في الأودية والرعي في البراري والصحاري وتحمل ضنك العيش بالعمل في البيوت ومعامل النسيج والتعليب في وجود رجل لا يملك غير إصدار الأوامر إلى الرأة، وأحياناً يقبع في البيت ينتظر أن تعود لتصرف عليه وتطعمه خبزاً وسجائر، كل الرجال في الشرق والغرب والوسط الإسلامي لو غابت عنهم المرأة لقتلهم القمل والبرغوت وماتوا من الجوع والضنك، إنهم رجال لا تكتمل رجولتهم بغير المرأة ومع ذلك يكابرون، وفي النهاية نجد فقهاء المسلمين وأقوياء الرجال وضعفاءهم يتوسدون صدر المرأة ليناموا نوم الأطفال، خانعين منبطحين متكورين أمام نهدي المرأة، ونعلة الله على غرور الرجال وضعف قوتهم، أيها الرجال والفقهاء الذين لا يرون في المرأة غير عورتها استروا عوراتكم من فضلكم، وتحدثوا حديث الرجال الأقحاح الذين يشعرون بالمسؤولية فعلاً، وكونوا بالفعل القوامين عن المرأة بالحق وارفعوا عنها ضنك العيش وظلم الحياة، وإذا لم تجدوا، ولن تجدوا، فاصمتوا يرحمكم الله

#محمد_الأزهري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات