|
حزب يساري اردني يحشر نفسه في مسيرة - ملتحية-
خليل سميرات
الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 22:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رفضت اربعة احزاب يسارية وقومية اردنية هي الحزب الشيوعي الاردني , حزب الشعب الديمقراطى , حزب البعث الاردني والبعث التقدمي المشاركة في مسيرة " غضب " كان حزب الملتحين بشقيه " جبهة العمل الاسلامي " و " جماعة الاخوان المسلمين " قد دعوا اليها وقاموا بالتحشيد لها وسط العاصمة عمان يوم الجمعة الماضي بهدف الضغط على الحكومة من اجل التعجيل بالاصلاحات السياسية التي سبق لمسيرات "غضب " ان طالبت بها , كما غاب عن المسيرة اطياف يسارية اخرى مثل جماعة الدكتور خالد الكلالدة وجماعة المفكر والباحث موفق محادين . هناك تفسيرات عديدة لعزوف هذه القوى السياسية عن المشاركة في مسيرة عبأ وحشد لها الملتحون منها انهم كانوا يريدون اظهار الثقل والوزن الجماهيري لحزب الملتحين على حقيقته امام وسائل الاعلام المختلفة وبانه بغير مشاركة ا حزاب المعارضة لا يستطيع تحشيد الا بضع الاف من المتظاهرين وليس عشرات الالوف التي كثيرا ما استند لهذا الرقم للتاكيد للراي العام المحلي والعالمي بانه اكبر حزب والاكثر قدرة على تعبئة وتحشيد رجل الشارع في اية مسيرة يستهدف من ورائها استعراض عضلاته امام الحكومة وللضغط عليها من اجل الاستجابة للمطالب " الاخوانية " ولتاكيد وظيفته كشرطة دينية , كما عزا مراقبون اسبابها الى ان الاخوان يستغلون هذه المسيرات من اجل رفع شعارات واطلاق صيحات مؤيدة لفرع الاخوان المسلمين في قطاع غزة " حماس " فيظهر بذلك المشاركون في المسيرة وكانهم من المؤيدين والداعمين للحركة وهو ما ترفضه الاحزاب اليسارية والقومية لان حماس بنظرهم حركة انقلابية ظلامية ومناهضة لحقوق المراة وللدولة المدنية وللحريات العامة .من هنا اعتقد ان انسحاب الاحزاب الاربعة ومعها بقية الاطياف اليسارية كان خطوة ايجابية حتى لو جاءت في وقت متاخر لاظهار حزب الملتحين بحجمه الحقيقى وانه في اي مسيرة ينظمها لايشارك فيها الا اعضاء الحزب وهم في معظمهم من الموظفين الذين يعملون في العشرات من الشركات التي تتبع المركز الاسلامي ولم ينضموا للحزب ثم اطلقوا لحاهم ودمغوا جباههم بزبيبات الورع الا للحفاظ على وظائفهم . وخلافا لموقف الاحزاب الاربعة في التعاطي مع مسيرات " الغضب " االتي ينظمها الاخوان المسلمون فقد هب حزب الوحدة الشعبية الى تضخيم حجمهم ولزيادة ثقلهم الجماهير ي حيث راينا امينه العام الدكتور سعيد ذياب والكادر المتقدم للحزب والمئات من اعضائه يشاركون في المسيرة فيما كان " الاخوان " تهتز لحاهم وتنطلق من حناجرهم صرخات تطالب بتعديل الدستور ومكافحة الفساد وحل البرلمان والغاء قانون الصوت الواحد الى اخر القائمة الاصلاحية التي يضغط الاخوان على الحكومة من اجل تلبيتها في الوقت الذي يرفض الاخوان ادخال اية اصلاحات على نظامهم الداخلي ولا على برنامجهم السياسي حيث يصر الاخوان ان يبقى حزبا دينيا تقتصر العضوية فيه على المسلمين دون سائر المواطنين مع التمسك ببرنامجهم الرامي الى اقامة دولة دينية لا تمنح المواطنة فيها الا المسلمين فيما يعامل غيرهم من الاردنيين كذميين ولا اقول هذا الكلام جزافا او تجنيا عليهم بل استنادا الى الدراسة التي اعدها مراقبهم العام الشيخ همام سعيد حول الوضع القانوني لاهل الذمة. ولهذا فقد عجبت ان ارى الدكتور ذياب " مؤنكجا " ذراعه بذراع زعيم حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور وفي الصف الذي ضم قادة حزب الاخير اقول دهشت وعجبت لان الاخوان المسلمين كانوا ولا زالوا من اشد المناهضين لبرنامج وطروحات حركة القوميين العرب وفيما بعد لبرنامج الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي كان ذياب عضوا ثم كادرا متقدما فيهما وكان من اسباب عداء الاخوان لها ان القوميين العرب كانوا من المقربين من عبد الناصر ويتبنون نفس شعاراته الداعية الى محاربة الرجعية العربية و تحقيق الوحدة العربية وتطبيق الاشتركية الى غير ذلك من الشعارات التقدمية التي يرفضها الاخوان وشنوا اعنف الحملات ضدها لانها من وجهة نظرهم مخالفة لبرنامجهم فضلا عن تعارضها مع تعاليم الشريعة . هناك في الواقع علامة استفهام حول تحالف حزب الوحدة الشعبية مع الاخوان المسلمين وفي السراء والضراء كما يقولون والذي اخذت تظهر تجلياته بعد الانقلاب الدموي الذي نفذه الاخوان المسلمون " حماس " في قطا ع غزة قبل اربع سنوات حيث لم يصدر عن حزب الوحدة اي بيان يشجبون فيه الانقلاب رغم ما تمخض عنه من قتل للمئات من كوادر واعضاء حركة فتح اما باعدامهم رميا بالرصاص او بالقائهم من اسطح العمارات وكلما كنا نطرح على كوادرهم اسئلة حول موقفهم من الانقلابيين كانوا يردون ان قادة السلطة وحركة فتح فاسدون بينما قادة حماس بنظرهم متقشفون ويعيشون بين شعبهم في المخيمات ويتمتعون بطهر ثوري لم يلمسوا مثيلا له في اي تنظيم فلسطيني الا في بدايات العمل الفلسطيني المسلح طبعا لم نكن ناخذ ردودهم على محمل الجد لاننا كنا نعرف انهم يتجنبون الحديث عن الانقلاب ولا يدينونه حتى لا يثيروا استياء وغضب جماعة الاخوان المسلمين وحتى لا يؤدي ذلك الى قطيعة بينهما في وقت كان قادة حزب الوحدة الشعبية يتبادلون الغزل مع نظرائهم الاخوانيين فضلا عن امتناعهم عن المشاركة في الحوارات السياسية التي كا ن ينظمها وزير التنمية السياسية مع قادة الاحزاب الوطنية اذا "حرد" وقاطعها رئيس جبهة العل الاسلامي ثم المشاركة فيها اذا حضرها ممثل الجبهة وكان لافتا في هذه الحوارات ان وجهة نظر الحزبين حيال القضايا المطروحة للنقاش كانت متجانسة الى حد جعل الكثيرون يتساءلون عن الاسباب الذاتية والموضوعية التي تمنع تحقيق وحدة اندماجية بين الحزبين !! بالنسبة لى يظل تحالف حزب الوحدة الشعبية مع الاسلاميين بموازاة تباعدهم عن الاحزاب اليسارية لغزا لا اجد تفسيرا مقنعا له على الاقل في الوقت الحاضر حتى لو سمعت من كوادر منسحبة من حزب الوحدة ان رئيس الحزب قد طلق بالثلاث طروحات حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية وحزب العمل الثوري كما اضعف دور الحزب وتاثيره في اطار النقابات العمالية التي سجل حضورا مؤثرا فيها في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي لصالح توظيف نشاط الحزب في سبيل قضية مركزية واهم الا وهي تعزيز التنسيق والتحالف مع الاخوان المسلمين ربما طمعا بان يسهل لهم هذا التحالف الفوز بمقعد في مجلس النواب في الانتخابات القادمة . انا شخصيا لا اصدق هذا الكلام وساظل معتبرا التحالف بين الحزبين لغزا ولن اتخلى عن رؤيتي الا اذا رايت الامين العام لحزب الوحدة الشعبية قد ارخى لحيته ودمغ جبهته بزبيبة الورع ثم شاهدته يسير جنبا الى جنب مع قادة " الاخوان" في مسيرات الغضب القادمة !!
#خليل_سميرات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حزب الملتحين في الاردن يطالب بتحيق اصلاحات سياسية فورية
-
حذار ثم حذار من المصالحة مع حماس.
-
الاخوان المسلمون يسرحون ويمرحون في مصر
-
تنظيم القاعدة يحقق اختراقا امنيا
-
القاعدة ام الاخوان المسلمو ن مصدر الارهاب الدولي
-
القضية الفلسطينة
-
الجنرال اسماعيل هنية وحصارغزة
-
.السلطات الاردنية تبتر الذراع المالي لتنظيم جماعة الاخوان ال
...
-
هل يعجل السور الفولاذي بانهيار امارة حماس
-
نتنتنياهو اذ يلقي بطوق النجاة لحركة حماس
-
التشكيلات الوزارية في الاردن
-
الانفلونزا
-
حماس تدير معركتها ضد عباس عبر فضائية الجزير
المزيد.....
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|