الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)
الحوار المتمدن-العدد: 986 - 2004 / 10 / 14 - 09:02
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
على طريق الشعب
تتكثف الاتصالات وتتكرر الدعوات لعقد مؤتمر دولي خاص بالعراق. وفيما انغمرت الاطراف المعنية في تبيان اهداف المؤتمر وجدول اعماله وتحديد مكانه وزمانه، قفزت امام الجميع اسئلة كثيرة مازالت تبحث عن اجوبة شافية لها: ما الحاجة الى مثل هذا المؤتمر؟ ولماذا يعقد في هذا الوقت بالذات بعد ان رفضت دعوات مشابهة سابقة؟ ماالهدف منه؟ ومن هي القوى المشاركة فيه؟ وهل يراد به تنفيذ البند (5) من القرار الدولي 1546؟ ...الخ
ومما لا ريب فيه أن شعبنا يحتاج الى دعم واسناد، مادي ومعنوي، عربي واقليمي ودولي لأنجاح العملية السياسية ودحر قوى الأرهاب والجريمة واعادة الأعمار واجراء الانتخابات العامة في وقتهاالمحدد واستكمال مهام المرحلة الانتقالية والسير بخطى ثابتة نحو العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.
وما دام أمر الاعداد للمؤتمر قد دخل حيز التنفيذ، وأعلنت مصر استعدادها لاستضافته في نهاية شهر تشرين الثاني القادم، فأن الحكومة العراقية مطالبة بالقيام بمجموعة واسعة من الاتصالات والمشاورات، سواء مع المجلس الوطني المؤقت او الاحزاب والمنظمات العراقية، لبلورة موقف عراقي متكامل من المؤتمر واهدافه وجدول عمله والقوى المدعوة للمشاركة فيه،وضمان ان يتم التعبير فيه عن مصالح شعبنا وارادته. ومن الضروري التذكير بان المؤتمر ينبغي ان يتكرس لدعم ما تم الاتفاق عليه بين العراقيين انفسهم، وما جسدوه من اهداف وتصورات في قانون ادارة الدولة العراقية وملحقه الخاص الذي حدد الاهداف والاليات التي تفضي الى اقامة العراق الديمقراطي الامن والمستقر .
وغني عن القول انه ينبغي الحؤول دون خلط جديد للاوراق تحت خيمة المؤتمر، وتسويق زمر التقتيل وقطع الرؤوس واختطاف الرهائن وتخريب مؤسسات الاقتصاد الوطني، كما اقترح البعض ولأهداف ومنطلقات ليس من الصعب فهم مغزاها ومراميها والتوقيت الذي جاءت به، والتي لا يجمعها جامع مع مصلحة شعبنا ووطننا، ولا مع "الحرص" الاعلامي الذي تبديه تلك الاوساط على مستقبل العراق وسيادته الوطنية واستقلاله بما في ذلك الانسحاب السريع للقوات الاجنبية منه.
ان مؤتمراً يراد منه مساعدة الشعب العراقي ودعم مسيرته نحو الاعمار والديمقراطية، يتطلب اعداداً وتحضيراً جيدين، وان تكون الكلمة الاولى في ذلك لشعبنا ومؤسساته الوطنية المختلفة، وان لا يحل محلها، بل يدعم ويكرس استقلالية القرار العراقي المنطلق من مصلحة الشعب واولوياته، بعيداً عن التدخل في شؤونه الداخلية ومحاولة فرض اراء وتصورات عليه. فقد بينت تجربة الفترة الماضية ومنذ التغيير في نيسان 2003 ورحيل النظام الدكتاتوري، ان "اهل مكة ادرى بشعابها"، والعراقيون يمتلكون الخبرات والكفاءات والقدرات لرسم معالم سياسية ، تنسجم مع تطلعاتهم وتصوراتهم وحاجاتهم وهم الأحق والاقدر على انجاز ذلك.
ان القيمة الفعلية لهذا المؤتمر او غيره من النشاطات والفعاليات المماثلة، تتجسد في مدى اسنادها للعملية السياسية الجارية الأن في بلادنا، ودعم رغبة العراقيين وتطلعهم الى حياة امنه مستقرة، واعادة اعمار بلدهم وانعاش الاقتصاد الوطني وبناء النظام الديمقراطي ومؤسساته الوطنية.
ان مؤتمراً يعقد بالمواصفات والآليات المشار لها اعلاه، سيحظى، بلا شك ، بدعم جماهير شعبنا واحزابه ومنظماته وهيئاته الرسمية والشعبية، وسيكون عاملا مساندا اضافياً لمسيرة شعبنا نحو البناء والاعمار والسلام والديمقراطية.
#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)
Iraqi_Communist_Party#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟