الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 986 - 2004 / 10 / 14 - 08:33
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
عكست هزيمة رئيس الحكومة، ارئيل شارون، في التصويت على بيانه السياسي في الكنيست امس الاول، الاثنين، مدى عمق الازمة التي تواجهها حكومة الكوارث اليمينية الشارونية. ولا نبالغ القول اذا اكدنا ان مصير حكومة شارون يتأرجح على كف عفريت، فالليكود تنخر في عظامه التناقضات، وتسعة اعضاء من نوابه صوتوا ضد شارون وثلاثة امتنعوا عن التصويت، اضافة الى غيرهم من معارضي خطة الفصل مع قطاع غزة، من المفدال وهئيحود هليئومي- ايتام ارض اسرائيل الكبرى.
وقد اظهرت نتائج التصويت ان حكومة شارون اقلية في البرلمان وسياستها الكارثية وصلت عمليا الى الطريق المسدود، والخيارات المطروحة امام شارون لانقاذ كرسيه وحكومته ترجح اكثر احتمال حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات. فأحد الخيارات تغيير بنية الائتلاف الحكومي بادخال حزب "العمل" او "شاس" الى حظيرة الائتلاف الشاروني. وقد بدأت امس عملية جس النبض مع "شاس" وغيرها.
ولكن هذا الخيار غير مضمون الجانب، فعدد لا بأس به من قادة ومن نواب الليكود يعارض بشدة دخول "العمل" كما ان عددا من قادة ونواب "العمل" يعارضون دخول الائتلاف برئاسة شارون. ومن ناحية ثانية فان "شينوي تومي لبيد تعارض دخول "شاس" وقادة "شاس" يرفضون دخول ائتلاف تؤلف "شينوي" احد مركباته الاساسية، خيار آخر يضغط بنيامين نتنياهو والمعارضون لخطة شارون لفك الارتباط مع قطاع غزة وحتى تومي لبيد لتبنيه ويتجسد باللجوء الى استفتاء عام حول الخطة. وشارون يرفض هذا الخيار بشدة، لانه يعني عمليا جرجرة وعرقلة تنفيذ خطة الفصل الكارثية المتفق عليها مع الادارة الامريكية.
امام صعوبة توسيع الائتلاف الحكومي او اجراء استفتاء عام على الخطة، يبقى الخيار الثالث وهو ان يتفق شارون ومؤيدون من داخل حزبه مع حزب "العمل" بالمبادرة لاقرار قانون حل الكنيست، وعندها تصبح حكومته انتقالية حتى يوم الانتخابات البرلمانية، وفي حالة كهذه يستطيع شارون بتأييد "حزب العمل" وغيره تنفيذ خطة فك الارتباط من طرف واحد دون خوف من اسقاط حكومته الانتقالية.
ان تقريب موعد الانتخابات البرلمانية برأينا الخيار الافضل على امل التخلص من اسوأ حكومة واسوأ سياسة عدوانية معادية للسلام والمساواة والدمقراطية والتقدم الاجتماعي عرفتها اسرائيل منذ قيامها. كما ان قصف اجل حكم حكومة اليمين الشارونية قبل موعدها الشرعي يعكس و يؤكد الحقيقة الثابتة والساطعة كالشمس انه منذ اوائل التسعينيات وحتى يومنا هذا لم تعمر اية حكومة اسرائيلية طيلة مدتها القانونية، بل سقطت جميعها قبل الموعد المحدد من جراء تناقض سياساتها مع متطلبات الواقع ان كان في المجال السياسي او الاقتصادي – الاجتماعي، وخاصة من جراء الموقف العدواني المخضّب بالدماء ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية، وحقيقة هي ان كل الحكومات من ايام رئاسة اسحق شمير وحتى شارون اليوم سقطت قبل الموعد وبقي عرفات رئيسا والشعب الفلسطيني، يقف على رجليه، فهل يستخلص العبرة اولو الالباب.
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟