|
كلمة العرق مشتقة من العراق ؟ ...
خلدون جاويد
الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 09:42
المحور:
المجتمع المدني
العرق اصلها العراق وقد اُسقط حرف الانتصاب " أ " للتأدب كما حدث ذلك مع كلمة "هن" وهي من الاسماء الستة حذفت ايضا لكي لايُخدش الحياء اذا بقي لديهم حياء ! . الشعر وحده الوقح المشاكس الذي يقلب الطاولة على المتطرفين من الدينيين الوقورين حد القيء ! قال الشعر :
لها هنٌ رابت مجسّته ضيق المسالك حرّهُ وقـْدُ فاذا طعنتَ طعنتَ في لبد ٍ واذا سلكتَ يكاد ينسدّ ُ
وهذا مايجده القاريء في القصيدة "الدعدية " في وصف الجهاز اياه . اذن حُذفت هن ! وحرف الألف حذف من كلمة العراق فاصبح هناك العرق حتى يعوض هذا عن ذاك ويصبّر أشواق هذا الى ذاك ! أما كلمة عرق فلايمكن ان تحذف من ارض السواد حتى لو انقلبت الكرة الأرضية 999 الف مرة لأن عناد العراقيين عناد . ممكن ان تمنع عنهم اي شيء الا حب العراق والعرق . انهم كفيلون من جهة اخرى بحرف الألف "أ" الذي يجري تفعيله حسب ذوقهم لا بإرادة صادرة من محافظ او وزير او مرشد او "شاه" . علما بان التعسف قد طال حتى حرف الألف " الفـَكَ انتَ وألفي أنا " بأنْ فتى احد الشيوخ بتحريم مشاهدة الوسط السفلي من الزوجة عند الجماع . وهؤلاء السلح أي " ماشابه ذرق الطيور وسواه " لا شاغل لهم الاّ الجنس . والسبب انهم خلوٌ من اي اتصال بشمولية الحياة وعصبها الرئيسي : العلوم والاكتشافات وكل مستجدات الحضارة ومجالات تنافسها وثوراتها . ومن جهة اخرى ، مع الاحترام لذوي الاختصاص ، اذا قيل ان هناك علماءا افذاذا فذلك يعني علماء دين وفقه وصرف ونحو وبلاغة وتصوف والخ من الامور المتصلة باللغة والتشريع . نعود الى العراق والعرق ونقول : اثنان يُمنع التجاوز عليهما . 1ـ الشعب العراقي اذا نهض نهضة رجل واحد فانه يُسقط الامناء والمحافظين والوزراء والرؤساء وكل قراراتهم. 2ـ الجمال العراقي وبضمن هذا الجمال ، العرق ! انظر : أدناه وصف للوحة معبّقة بالانتشاء : وطننا هو ضفاف دجلة الخير عشار البصرة ام الربيعين نرجس كردستان بابل الفرات،الزقورة الخالدة ، بيارات بعقوبة حمائم كربلاء طيبة البادية وكرمها وفوق كل ذلك فان العراقيين عشاق للنغم والفرح والسفر والتزاور . ولأن كل ذلك جميل فالمكمّل له هو : نشوة هبهب والمستكي والزحلاوي ولاكَر وفريدة وشهرزاد و"الليل والشعراء والصورُ " كما يقولون شاعريا . اما الألف المخبوءة وهنا مربط الفرس وبيت القصيد ! فان تفعيلها يجري ظهرا في القيلولة او ظهرا ـ حسب ذاكرتي ! ـ وكلٌ له كرّهُ وفرّهُ " الكر والفر " والشبق في العراق بالانتصاب الألفي يمنح الجسد وهْجَيْن اولا العشق الكوني الوجودي المتحد ! ونشوة روح العنب والشعير والنخيل . اما النزق والشبق والألق ولذاذة العرق فكلها خاصة عراقية لا يستطيع المتطرفون الدينيون تغييرها واذا استطاعوا جهارا ونفاقا فلن يستطيعوا عليها سرا . والغريب بأمر هؤلاء الهامشيين الطارئين على التاريخ العراقي انهم اغبياء لا اقصد الشتيمة بل من حيث العلم ، ان منعك للشيء ترغيبك له وقد قال العقلاء كل ممنوع مرغوب . ونحن لانطالب الأتقياء بالسماح للاشياء بالمرور والعبور نحن ننصحهم بعدم التصعيد الا ّ اذا كانوا يعنون بالتشدد هو الدعوة المبطنة على التحلل والحرام ،او الدعوة الى اباحة كل شيء سرا والاباحة سرا هي حقيقتهم . ان ليل البلدان المتشددة دينيا ليس مثل نهارها . وبالمناسبة يشير كثير من علماء الاجتماع الى ان الفصل القسري التحريمي الارهابي بين الجنسين يؤدي الى الشذوذ في دائرة الجنس الواحد . ورحم الله القائل: "وقل لمن يدعي بالعلم فلسفة ً... حفظت َ شيئا وغابت عنك َ أشياء ُ ". وانت لاتدري الآن من يحمل بوجهك السلاح من بعض شذاذ الآفاق وعديمي الشرف الشرقي ، ويهددك بالضرب او القتل الخ ، هؤلاء الصغار والتافهين هم الذين هجاهم شكسبير بمعلـّقته المدوّيَة التي مطلعها : " إيْهـِدْ عليّ بالبْلـَيطه ْ ... ياسبع يابو ضريطه ! ". والغريب انه لايقتلك ويفجّر محال بيعك للمشروبات تقربا لربه لا ! القصد انه يريد احتكار التجارة سرا ورفع اسعار البضاعة . وهو يتعفف ولاينظر في وجوه الحسناوات وذلك لأن له من الخبايا والزوايا مالا يتصوره المرء . يالجمالهم وراء الستارة : شذوذ واربع نساء وماملكت ! ياعيني عليه بالحزين كما يقول الفنان عادل امام. هؤلاء هم ، أما نحن العراقيين فنحن والحمد لله مكشوفون نبثها على الهواء الطلق ومن دون فيديو كليب اي ان باراتنا رياض وسهراتنا فراديس وتاريخنا البابلي له الفخر بصناعة 36 نوعا من البيرة من جمّار النخلة ويقولون عن الرجل البابلي انه لايشرب في بيته بل مع اصدقائه في " المايخانة " ويعود وقد تعتـَعَهُ الخمر ُ ، يعود "مثل الإوّز التي تأتي من الصين ِ " وبالدارجة " حايط إيجيبه وحايط ايْوَديهْ " . قال النؤاسيُ : ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر ُ ولا تسقني سرا اذا امكن الجهرُ
ولماذا الأسرار ... الأسرار فقط عند المتآمرين .. ليس سرا اني آكل وأشرب كما اريد . انها حياتي وأنا حرٌ بها ولن امارس الإنبطاح امام اي تقي ونقي ليذهب بنقائه وتقواه لحاله . وليتركني ! لماذا التجاوز على شخصي لماذا هناك كارت احمر ضد فرحي . قال الجواهري العظيم محذرا من انهم هؤلاء الرجعيون كلما نجحوا في تحريم شي كلما حاولوا تحريم مابعده :
مشت كلّ ُ جارات العراق طموحة ً سٍراعا ، وقامت دونهُ العقباتُ ومن عجب ٍ ان الذين تكفلوا بإنقاذ أهليه همُ العثرات ُ غدا يُمنع الفتيان ان يتعلموا كما اليوم ظلما تـُمنع الفتيات ُ
وهذا يعني انهم يضيفون على المنع منعا وعلى التشدد تشددا ويغالون . وقائمة الممنوعات معروفة والتسلط يأخذ منحى دينيا عسكريا " الدولة الثيوقراطية " فالحذر الحذر ان تعطي صوتك في انتخاب لهؤلاء المتشددين خنـّاقي الحياة ، " تره تنغسِل " بجر وتطويل حرف السين وكما ينطقها احد الممثلين المسرحيين . السؤآل هل سيسقط قرار منع العرق مع سقوط مجالس المحافظات . ان سر سقوط القادة هو تعسفهم ليس السياسي فحسب بل التدخل في طرائق حياة الناس انه يخلق قاعدة شعبية من التذمر ويفتح الباب على المكاره والتذمر مع شكل من صراع بائس ارادوي ثيوقراطي ينكسر فيه كل قوي حتى ولو بعد حين . ولماذا يخلقون العداوات ؟الجواب انهم عبيد لمن أرشدهم الى اذلال العراقيين والتعسف الكيفي بمقدراتهم الحياتية وتحريم ومنع كل شيء تدريجيا اولا بالترغيب وبعدها بالترهيب ومن ثم بشن الحملات . وبما انهم دمويون حتى النخاع فتصور كم هي قيمة الانسان رخيصة عندهم وهم يدمرون كل من يعترض عليهم . ان الشعار المرفوع ضدهم : بغداد لن تكون قندهار ، هو شعار ذكي يقرأ الواقع في ضوء التدرج المبرمج لمنع نسائم الحياة على العراقيين من قبل سلطة لا تحب العراقيين . انظر كيف تعاملوا مع المندائيين والايزيديين والمسيحيين وسواهم من الاديان او الاعراق ، لقد تعاملوا بالقتل والتفجير والتهديد والوعيد والتشريد ، ومن ثم تقدموا خطوه اخرى بمنع ابسط حقوق الناس في المأكل والمشرب والرأي ، انظر الموقف من الاختلاط من النوادي من التظاهرات ، منع تشدد قتل اعتقالات تضييق ، انظر الموقف من الأحزاب الاخرى ومقراتها وحقها بمكان معين لنشاطاتها . انظر الموقف من المرأة في حياتها البرلمانية والتعليمية والاجتماعية . أين اذن الديموقراطية ؟. انها هنا مثل طاولة قمار يجري التلاعب بورق اللعب تحتها بطريقة ما تؤول الى تركيع الرأي العام . ولكن لا ، الف لا . قال رجل خمار عاشق من الابناء النجب واعني الاشارة الى اغنية يوسف عمر " أما السكارى فهم ابناؤه النجب " قال لزوجته اللآغطة والمتبرمة :
" ولأنْ زعلتِ لأنْ سكرتُ بجزة ٍ فلأسكرن بجزة وخروف ِ"
وقد قال قيس بن الملوح :
" وان تمنعوا ليلى وتحموا بلادها عليّ فلن تحموا عليّ القوافيا" وقال حكيم : " اذا اردت ان لاتطاع فأمُر بما لايُستطاع" . وقال خمار آخر : " مادام بالنخلة تمر ما جوز من شرب الخمر " وقال صريع الغواني في اجمل بيت قالته العرب :
" وما العمر الا ان تروح مع الصَبا وتغدو صريع الكأس والأعين النـُجل ِ"
وهنا في العراق للأسف لايوجد لدينا صَبا اي النسمة الرخية، عندنا الوعثاء اي الوسخ اللآصق الطيني الذي يدبغ الاجساد بالعرق والغبار ، اذ اهمل سياج بغداد الأخضر فغدت المدينة صفراء والعراق جميعا ازرق برتقالي قطراني أوساخي مطعون ببهارات الزرنيخ وعصير الكراث ! . والكأس يُرمى بالرصاص ! والاعين النـُجْلُ أضحت " شُرْحُ " من كثرة البكاء والإبكاء ِ ووفرة الموت والشهداء ! ان الهدف النهائي لحل مشكلة النساء في العراق هو التغطية التامة بالأسود اعتبارا من الراس حتى مترين تحت القدمين ليكون عباءة ً وكفنا ً . وأخيرا فاذا بقي الحال على هذا المنوال فلا نجد كلاما يُقال الاّ بالصياح وراء الجنازة : " انا لله وانا اليه راجعون " و ـ لا اله الاّ الله ! ووحدوه ! . وهناك من يقول مع ضرورة البسملة والحمدلة والحوقلة ، بان البركة بالحركة ، بالشباب الطالعين كالنار من خلف جدارية جواد سليم الذي اعد جداريته لهذا العهد الذي تتلاهب به اعمدة الدخان والمظاهرات وتعد فيه المتاريس لميرابو عراقي جديد ينادي باسترداد العراق للعراقيين .
******* تـَوْقٌ أخير : قال شاعر لوتي ! : " وحقك ماشربت الخمر جهرا ... ولكن بالأدلة ِ والفتاوي " ويقال ان بعض رجال الحل والربط الباخوسي ـ الخيامي النؤآسي ـ قد حللوا النبيذ لأن مفعوله لايصل حد المشروبات الثقيلة ! لكن والإضافة مني وعليّ العهدة : ان زجاجتين من النبيذ تشربهما على جوع تعلمك الطيران من دون معلم . ولايُدرى ـ في اليوم التالي ـ بأي مطار انتم هابطون ! . الصعود علينا والنزول على مسؤوليتك ! . ان في الخمرة مخاطر لمن لايتناولها على نار هادئة مع مزمزات ضرورية ساندة . المهم في الأمر ان لاتأتيها عجلا قال الشاعر :
"رأيت المدامة َغلابة ً تهيّج للمرء اشواقهْ تسيء الى المرء تأديبَهُ ولكن تحسّن اخلاقهْ وقد متُ امس بها موتة ً ولايقرب الموت من ذاقهْ ".
وأخيرا في صحتك ... وليخسأ الجلافطة !.
*******
9/3/2011
#خلدون_جاويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يكفيه ِ عاراً أنه ملكُ الفسادْ ...
-
كل شبر ٍ في الناصرية ِ كوبا ! ...
-
ليبيا تعوم على الدماء وتسكتون ! ...
-
هذا هو الوطن الجميل ؟ ...
-
أعظم شاعر عراقي ضد شيخ المسلمين ...
-
شتاينبك وعراق على طريق الخطأ ...
-
ياساحة التحرير موعدُنا الصباحُ ...
-
سيسلخون فروة الأسد ! ...
-
مشعل نار لعراق 4 آذار
-
- نوري السعيد - ارحل !...
-
إن في ليبيا لرجالا ً أشداء َ !!! ...
-
ساحة التحرير - حيّاك الحيا - ...
-
صمت عروس الشام ! ...
-
قصيدة مظاهرة 25 شباط ...
-
أين ستهرب جرذان الثقافة ؟ ...
-
سوف ينتحر العقيد ! ...
-
احرار ليبيا يُقتلون ...
-
ياساحة َ التحرير يا اُم الفدا ...
-
السلام المصري وكسر اسطورة الارهاب
-
قتلوني
المزيد.....
-
اعتقال المئات وإخلاء وسط إسلام آباد من أنصار عمران خان بعد م
...
-
الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
-
الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
-
معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
-
الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا
...
-
المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن
...
-
وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
-
الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال
...
-
وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم
...
-
عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|