أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - الثورة التالية














المزيد.....

الثورة التالية


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الانظمة الشمولية تتساقط في العالم العربي واحدة بعد الاخرى ايذانا بحلول عصر جديد يحمل ليس التطلعات المشروعة وانما ايضا الغموض ، وقانون التاريخ يؤكد ان الانظمة الديكتاتورية الشمولية لا تنسحب ولا تحتضر بهدء وانما بجرها الكوارث على الدول التي جثمت عليها لعشرات السنين، وليبيا لن تكون استثناء.
الثورة التالية في العالم العربي يجب ان تكون ثورة على العقول الجامدة التي لاترى بغير الثابت من موروث الماضي اسلوبا للحياة فَجَمٌَدَت الحياة التي من اهم قوانينها الحركة والتغيير والبحث عن افق جديدة.
ليس من المعروف فيما اذا ستحقق نتائج الثورات والانفجارات الشعبية في عدد من الدول العربية الى التطلعات المشروعة التي تحملها شعاراتها والموت في سبيل تحقيقها، فالاحلام لاتتجسدد دائما بالواقع. ولكن من دون قيام ثورة تالية اي ثورة العقول والفكر ورؤية المستقبل وبناء مجتمعات متحررة من الاطر الضيقة القبائلية والطائفية وكحد اقصى تربيتها على الانتماء للوطن بل والعالم والانفتاح على انجازات العلم والاقتصاد والثقافة وتطوير مفاهيم مثل الهوية والخصوصية لتكون اوسع واكثر مرونة، لا يمكن تحقيق اهداف الثورات المناؤة للانظمة السياسية القائمة.
لقد اريقت الدماء الكثيرة خلال الثورات الكبرى في العالم : الفرنسية والروسية والصينية واخيرا الايرانية، ولكنها لم تؤد الى تحقيق الاهداف المنشودة منها،وسرقتها القوى التي ظلت تماطل في الوصول الى الاهداف المنشودة.وتقف الثورة العربية الجديدة على حافة نفس خطر استيلاء قوى غير ذات مصلحة بتغير الانظمة القائمة بانظمة حكم جديدة والتهيئة لعودة دورة التحضير لثورة اخرى.
ويمكن ان يستفاد شباب ثورة التغيير العرب من الثورات الخضراء في محيط الاتحاد السوفياتي السابق فمعالم الثورة البرتقالية واهدافها اختفت باوكرانيا وتسنم الحكم يانوكوفتش المحكوم بقضيتين جنائيتين ويواصل تعزيز صلاحياته، ولم تعد اية رائحة لزهور الثورة في جورجيا ( ثورة الورود).لقد مارس قادة الثورات الملونة نفس اساليب اسلافهم فاستشرى الفساد الحكومي ورميت الشعارات القرمزية في "المزابل" من اجل الاستئثار بالسلطة.
في خلافها عن ثورات القرن الماضي للتحرر من ربقة الاستعمار، فان الثورة العربية الجديدة هي ثورات اجتماعية ودلالة مرحلة جديدة، لذلك ينبغي وضع اليات وقوانين دقيقة للتحرر من قبضة الماضي الجاثم عليها ومنع استيلاء رموز الانظمة الشائخة عليها، وارساء الاسس لتربية مجتمعات منفتحة تتعايش فيها بسلام كافة التيارات والتوجهات، ويعلو عليها بناء مجتمع يرتقى بمستواه الى انجازات القرن الواحد والعشرين. هذا هو هدف الثورة التالية.
ويعيش العالم العربي في الوقت الراهن هزات قوية بدأت في تونس وانتشرت شرقا ووصلت حتى سلطنة عمان. و يقع مركزها اليوم في ليبيا التي كانت محكومة وعلى مدى 42 عاما من قبل العقيد عمر القذافي، ولكنها باتت عمليا اليوم منقسمة إلى جزئين متناحرين - في الشرق حيث سيطرت قوى المعارضة التي انتفضت على نظام القذافي و المنطقة الغربية التي لا يزال أنصار العقيد القذافي يسيطرون عليها بما ذلك العاصمة طرابلس.ولا تزال المظاهرات تعم اليمن حيث أعلن الرئيس علي عبد الله صالح أنه سيبقى في منصبه حتى تنتهي صلاحياته الرئاسية في نهاية عام 2013 رافضا الخطة التي طرحتها المعارضة والمتضمنة "رحيله بشكل ناعم" من منصبه قبل نهاية العام الجاري.
ان التطورات التي شهدتها مصر انتشرت الى خارج البلد، وجرت خلفها الدول الاخرى. لقد كانت ممهدات الثورتين التونسية والمصرية قائمة في العديد من بلدان المنطقة.فلكل دولة عربية مشاكلها وهناك اشكالية تحوم حول طبيعة بعض الانظمة السياسية الشائخة، وطالت الجميع الازمة الاقتصادية ولدى شباب اغلبية الدولة فرصة للتعاطي مع الانترنت.
ووفقا لكل السيناريوهات فان الشرق الاوسط ق يلتهب. وثمة توقعات ان الاضطرابات ستعم دولا اخرى. وبعد تونس ومصر جرت المظاهرات المعادية للحكومات تقريبا في العديد من الدول العربية.ومن اجل ان لا يكون مصيرهم مثل مصير حسني مبارك، فان بعض الزعماء العرب سارعوا باتخاذ التدابير الوقائية لكي لا يسمحوا لاتساع الثورة في بلدانهم. واجرت العديد من الدول تغيرات ووزارية ووعدت اخرى بزيادة الضمانات الاجتماعية وزيادة الاجور.
من دون شك ان كافة هذه الاجراءات هي اجراءات مؤقتة. ان على الحكومات العربية ومن اجل ان لا تسمح باشتعال الثورات الخضراء قراءة ميول الجماهير والاسراع بالقيام باجراء اصلاحات سياسية، وتعزيز الضمان اجتماعية والمؤسسات الديمقراطية. وهناك مفارق لا بد من مواجهتتها بشجاعة تتمثل بان الدول العربية غير مهئية للديمقراطية.وان الاصلاحات السياسية قد تؤدي ببعضها الى زعزعة الاستقرار في داخل البلد الواحد او في المنطقة باسرها. فمثلا اذا وافق ملك الاردن على تلبية مطالب المحتجين ووافق على ان يعين رئيس الوزراء منتخب، فهناك احتمال كبير من اجراء الاردن تغيرات على سياستها من النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي.ولا يُستبعد توتر الوضع : فان الزعماء الفلسطينون، وفي حال حصولهم على مناصب حساسة يمكن ان يكرروا احداث 1972 ويحاولون من جديد تحويل الاردن الى دولة فلسطينية.ان الامكانية الوحيدة لتجنب الوقوع في مثل هذه المفارقة، يكمن بتشجيع مؤسسات الدولة في البلدان العربية، والتفكير العلماني الكوني الواسع، بيد ان تحقيق ذلك يتطلب سنوات طويلة،











#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاجس مبارك
- بعد تونس: الصنم التالي
- فضائح التجسس والعلاقات بين روسيا وامريكا
- اكتوبر الثورة التي لم تحقق اهدافها
- اطفال الفلوجة
- الشيوعي الروسي يشارك بمسيرة كبرى في الاول من ايار وزوجانوف ي ...
- روسيا وحزبها الشيوعي تحتفل بالاول من ايار
- اسئلة مشروعة على هامش اجتماع الرباعية بموسكو
- المادة التي رفضت انباء نوفستي نشرها
- العراق في مواجهة الحرب الإعلامية النفسية
- اوكرانيا من الثورة البرتقالية الى مستقبل غامض
- هل سيقنع عباس موسكو بمقايضة ايران بالتسوية السلمية؟
- نهاية الثورة البرتقالية
- دور الفرد في العملية السياسية : بين التهميش والحاجة لمواطن م ...
- دروس الحرب الخاسرة
- ايران: خطاب ديني لاغراض جيو سياسية
- العالم بعد 20 عاما على سقوط جدار برلين والثورات المخملية
- احياء البرنامج النووي في العراق: قرار سابق لأوانه
- الاستئثار بالسلطة كمشكلة عربية
- هل تتعظ إيران بدرس ستالين؟


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - الثورة التالية