أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم الديراوي - إرهاب الدولة والحاكم المنتظر*















المزيد.....

إرهاب الدولة والحاكم المنتظر*


ناظم الديراوي
(Nazim Al-Deirawy)


الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دفع اختلال موازين القوى الدولية،أوائل تسعينات القرن الماضي،لصالح أمريكا وحلفائها،خصوم الاتحاد السوفييتي وروسيا المعاصرة؛ المتأهبين وبضراوة للانقضاض المباغت على فرائس قاصرة،غير قادرة على حماية نفسها ولا حتى الاختفاء أو الفرار إلى مكان أمن.وطفقوا يتسللون،وبعنف غير مألوف،إلى تلك الدول ومنها العربية الداخلة في خصام مع محور غربي شرير يحرض على العدوان ويناهض العدل ويتجاهل الحق في علاقاته مع الدول(غير الحضارية!).الأمر الذي ألحق أضراراً جسيمة بمصالح روسيا الثملة،المنكفئة بل المتقهقرة والمهادنة،وعلاقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية والروحية،مع(شركائها)وبينهم دول عربية محاطة بشلة(رُغالية)سفيهة،ومعتمدة،بثقة لا حد لها،على وهم تضامن الأمم،الذي لم يجن العرب والمسلمون من ثماره قسطاً لا في فلسطين ولا في العراق وأفغانستان ولا حتى في الصومال وسواها من بقاعهم التي آلمها ظلم وجور العدالة الدولية !.ومَنْ يدري مَنْ ذا الذي في الغد؟! ما عرضها لغزوات وهجمات عسكرية انتقامية قاسية من طرف أمريكا وإسرائيل وحلفائهما الأوروبيين ووكلائهما المحليين،و ما راعوا فيها لا كرامة الإنسان ولا هيبة الأديان ولا حرمة الرحمن!
ولعل المرء على حق حين تنتابه الحيرة ويتملكه الذهول العميق من شدة وقسوة بطشهم وولعهم بقتل النفس بغير حق ! وتمتعهم بلذة إيذاء وتلويع بني أدم وتنغيص عيشتهم!.أَوَ لغرض ارتكابهم هذه الفظائع والجرائم الشنيعة تراهم يضيقون الحصار القاسي ويقبضون الخناق المؤلم على عيش شعوب عربية وإسلامية أبَتْ مرجعيتها السياسية والدينية والفكرية الانصياع لإملاء حكام شريعة الغاب الأمريكية،وأصرت على العيش وفق شرائعها السماوية ودساتيرها الوضعية ورؤيتها الإنسانية،والسعي لامتلاك مواردها والتطيب بمسك جنانها والتمتع بثرواتها وإرثها الحضاري العريق ؟.
وكعادة المتجهمين لم يألوا الرحمة قدراً،ولم يأنفوا من ركوب مسالك خسيسة لبث الغوغاء والبغضاء وابتداع الفتن والبلاء وتمويل التزمت العرقي والتطرف الديني والانعزال الطائفي وتفكيك الهوية الوطنية والانتماء القومي وتصدير صنوف العنف والإرهاب والاجتياح العسكري المباشر للإطاحة بحكومات شرعية عربية وإسلامية وإسناد ورعاية الحركات الانفصالية.وكان من مخلفات هذا العدوان الشمولي البغيض،الذي يعبر جهراً عن نهج إرهابي حكومي أمريكي-إسرائيلي-غربي،أن عمَّ الخراب والدمار اقتصاديات وعمران دول عربية وإسلامية،كانت تنعم بالأمس بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة مقارنة بطغيان الإرهاب الرسمي اليوم والعبث بأرواح وأملاك المواطنين وتهجير العقول،وانهارت بنيتها الاجتماعية والمعرفية ونهبت ثرواتها وتلوثت بيئتها ومواردها الحيوية،وغاصت في غياهب النَّزعات العرقية والدينية المتطرفة والتعصب الطائفي المقيت،وطال الدمار والخراب كيانها ونسيجها الوطني وإرثها الحضاري العريق.
ولعلنا نؤمن تماماً أن عدوان الحكومات الأمريكية-الغربية على الدول العربية ومقوماتها الوطنية ما هو إلا إرهاب دولة،مع سبق الإصرار،على الكيان العربي؛ القومي والديني والحضري،ونظامه القيَّمي والأخلاقي ومستقبله وما يكنزه من موروث الأجيال ويملكه من ثروات مغمورة ومتداولة.فإن شئنا ومعنا العقلاء والمنصفين من الناشطين في منظمات المجتمع المدني إعادة الاعتبار لكرامتنا المهدورة وهيبة القانون الدولي المستباحة وإرغام الدول المستكبرة على الالتزام بتطبيق بنوده وعدم مواصلة خرقها في علاقاتها مع الدول الأخرى،فلا بد من وضع تصور وآلية واضحة ومحكمة لمقاضاة الحكومات المعتدية والمستهترة بحقوق الدول الضعيفة،ومن يسندها من مؤسسات ودوائر محلية ودولية تمول الإرهاب الرسمي،في المحاكم المحلية والإقليمية ومحكمة العدل الدولية.،ولإعادة الحق إلى أصحابه لابد من رفع دعاوي جنائية ضد كل من ارتكب جرائم ضد المدنيين وفي الطليعة منهم؛بوش وحكومته وبلير وحكومته وحكام إسرائيل وحكوماتهم ومن ساندهم في حروبهم العدوانية،التي جلبت الخراب والبلاء الشامل وقتلت وجرحت مئات الآلاف من الأبرياء وأثارت الرعب والخوف في نفوس العزل وشردت ملايين المواطنين من ديارهم وحولتهم إلى لاجئين لا يتمتعون بالحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة،إضافة إلى ملايين المصابين بأمراض خطيرة مصدرها تلوث المياه والتربة والمزارع جراء استخدام أسلحة محرمة دولياً في دول عربية وإسلامية كان الاستقرار والأمان يسودان أراضيها.وما هذه الاعتداءات الوحشية إلا جرائم حرب وإبادة جماعية وقتل متعمد لجماعات بشرية يعاقب عليها القانون الدولي ومحكمة العدل الدولية.،وَيا ليتنا نحسن استثمار هذا الحق المشروع للحد من سياسة الظلم والجور والإرهاب التي تمارسها وبعمد الحكومات الأمريكية والإسرائيلية المتعاقبة وإصرارها المشين على إلحاق الضرر بمصالح وثروات ومصير الأمة العربية والإسلامية.
وحتى يعلو شأن المواطن العربي والمسلم ويثق بحاضر أمته ويطمئن على مستقبلها وقدرتها على تجاوز المحن والبلايا العصيبة التي تواجهها فلابد له من أن يلمس،وإن من بعض الحكومات العربية الأقل تورطاً في تضعضع العلاقات العربية-العربية وهبوط هيبة ومكانة النظام السياسي العربي محلياً ودولياً وعجزه عن ممارسة دوره باقتدار في تمثيل أمته والدفاع عن أمنها ومصالحها،حراكاً يؤكد إرادتها الحرة وعزمها على محاكمة من اعتدوا بغير حق على أخوانهم العرب والمسلمين،وأنها مستعدة للمساهمة في دعم وتمويل إجراءات رفع الدعاوي القضائية ضد مجرمي الحرب والعمليات الإرهابية في المحاكم المحلية والدولية.وإني لعلى ثقة لو تمكنت أية جهة عربية من محاكمة إِيٍّ من مجرمي الحرب والاعتداءات على فلسطين أو العراق أو لبنان وغيرها من دولنا التي لا يمر عام إلا وبليت بعدوان جديد،وملاحقة مشعلي الحروب ومنفذي العمليات الإرهابية والاغتيال السياسي والدول والجهات الممولة،لكان لها أثر عظيم في تعزيز ثقة المواطن العربي بوطنيته وحكومته وهيبة بلاده،وإدخال الرعب إلى نفوس القتلة والإرهابيين والمعتدين وإشعارهم بأن يد العدالة الدولية ستطولهم،أيَّاً كانوا وأينما حلوا،وأن أرواح الأبرياء والمظلومين التي زهقت ستلاحقهم ولن تذهب هدراً،وأنَّ للأملاك التي نهبت ودمرت من يطالب بإرجاعها وتعويضها.،ولا شك أن هذه الإجراءات القانونية،إن بدأ العمل فيها بتخطيط مدروس وعمل منتظم ومتواصل وبإشراف ذوي الاختصاص،لغدت رادعاً قوياً للدول المعتدية وللحكام الجائرين الذين تسول لهم أنفسهم خرق لوائح الشرعية الدولية التي تعاقب الدول والمنظمات والأفراد على جرائم؛إرهاب الشعوب وإذلالها وازدراء أديانها وتدمير ميراثها وقيمها ونهب ثرواتها.
ورغم قناعتي وإيماني بأن(في هذه الأُمة مليون سعد وقعقاع)كما قال أحدهم،إلا أنّي بحاجة إلى ترقب،وعسى أن لا يطول أمده،ظهور(الحاكم المنتظر!)من بين حكام ومحكومي أٌمة الملايين مَنْ(لا تأخذه في الحق لومة لائم).عندها يمكن انتشال الأمة الكاظمة الغيظ من حالها الظَّني وبؤسها المزري ووعيها المتدني بهويتها ومصيرها ومستقبلها ودورها الديني والعلماني وعلاقاتها السميحة بالجوار والأقوام والطوائف والمذاهب والأديان.
*أشير إلى أن هذا المقال كُتب في أيلول العام الماضي ،ولم أُجر عليه أي تغيير بعد الثورات والانتفاضات العارمة التي تجتاح الدول العربية.وكم كنت أنشدها بعواطفي قبل عقلي !



#ناظم_الديراوي (هاشتاغ)       Nazim_Al-Deirawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا بين التبشير والتقصير
- موج الحنان
- مُحَمَّدُ قبلَ الوضوءِ
- ليتني..!
- سَعفَةُ فَلسطين شعر/ميخائيل ليرمونتوف
- خطاب القرآن في شعر الرواد الروس
- القُرآن في شعر بوشكين
- مُحاكاةُ القديمِ ...قصيدة للشاعر الروسي قسطنطين باتيوشكوف*
- من القُرآنِ
- أنين للشاعر الروسي إيفان بونين
- عبدٌ مصريٌ للشاعر الروسي فاليري بريوسوف*
- التسرب الأوروبي المبكر إلى المشرق العربي
- التسرب الأوروبي المبكر إلى الشرق العربي
- أسر حدون
- بدوي.. شعر/سيميون نادسون*
- كنز الثقافة الروسية(2)
- كنز الثقافة الروسية
- عَطايا البحرِ
- حملة نابليون في الفكر العربي المعاصر(2)
- حملة نابليون في الفكر العربي المعاصر


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم الديراوي - إرهاب الدولة والحاكم المنتظر*