أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عمر أبو رصاع - الفكرة القومية-1-















المزيد.....

الفكرة القومية-1-


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 986 - 2004 / 10 / 14 - 08:58
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كثيرا ما تطالعنا الأقلام الكاتبة ومنها ما نحترم في موقعنا هذا الذي نعتز به و في غيره ، تصب جام غضبها و لعنتها على القومية العربية والقوميين العرب ، فما هي هذه القومية العربية التي تستحق كل ذلك ؟ وما هي الحدود الفاصلة بين القومية العربية وغيرها مما في الغالب الأعم يمثل مدخلا لإدانة القومية من خلاله ؟
هل القومية عقيدة وإيديولوجيا أم فكرة ؟
أهي غاية أم وسيلة لتحقيق غايات ؟
بادئ ذي بدء ظهرت القومية في أوربا عصر النهضة حاضنة مفهوم حق الأمة ذات الخصائص المشتركة أن تتوحد في دولة واحدة ، وظهرت كذلك كشكل من أشكال الرغبة في الأنفصال عن الهيمنة الأقطاعية الكنسية ، و كفكرة تقدمية منسجمة مع السعي الحثيث للرأسمالية القومية الناشئة في التغلب على الرجعية الإقطاعية .
ماركسيا وبوضوح تحليلي أوسع بونا يمكننا القول أن قيام الدولة القومية في أوربا جاء كنتيجة لتطور التاجر المصنع إلى صناعي و بالتالي ظهور الإنتاج الصناعي والمدينة الصناعية و النطاق التجاري الموسع ، وهكذا قادت الطبقة الرأسمالية تحديدا والتي حسب الدور التاريخي كانت آن ذاك تمارس دورا تقدميا المجتمع متبنية الفكرة القومية و دافعة باتجاهها ، تحقيقا لمصالحها الطبقية وللمصلحة المجتمعية الكامنة بالإندفاع في إتجاه الحتمية التاريخية نحو مواقع أكثر تقدما ، فالدولة القومية تتيح أمكانية توحيد عناصر الإنتاج على مد الرقعة الجغرافية القومية وكذلك وحدة أسواقها وقوة الدولة المركزية الضرورية لكي تقوم الدولة القومية مبدئيا بحماية الرأسمالية الوطنية ومن ثم الإنتقال إلى الدولة الإستعمارية مما يتيح تواصل تراكم رأس المال و الدخول إلى مرحلة الإنتاج الضخم (Large Scale Mass Production ) ذي النطاق الواسع والإفادة من إقتصاديات الحجم ، ولكن قبل ذلك إنطلقت الدولة القومية مرتبطة عضويا بالاقتصاد والنمو الاقتصادي والتقدم وفق رؤية موقفية برغماتية فكان علم الإقتصاد الميركانتالي (Mercantilism) و الذي ظهر و شاع في القرنين السابع و الثامن عشر إبان قيام الدولة القومية الاوربية الحديثة ، ويعرف علم الاقتصاد الميركانتالي بأنه : " محاولة الكشف عن السياسات الاقتصادية التي تلائم حاجات الدولة الصاعدة" ولذلك وصفها الاقتصادي الألماني شمولر بأنها : " اقتصاديات بناء الدولة" ، فكانت مفاهيم الميركانتيلية تركز على الربط بين ثروة الأمة وما لديها من المعادن الثمينة ، وتحقيق الميزان التجاري الموافق ، وضرورة تدخل الدولة حمائيا في الاقتصاد و ترتيب أوجه النشاط الاقتصادي ، وصولا عبر كل ذلك إلى قوة دولة الأمة وعظمتها .
أما فلسفيا فقد كان فلاسفة الثورة الفرنسية كانوا أفضل من عبر عن الفكرة القومية – طبعا منسجمة مع المعطيات التاريخية – أو مفهوم الدولة-الأمة ، فأسماها منتسكيو بأنها روح الأمة الواحدة ، أما روسو فقد صاغ عقده الاجتماعي مؤسسا لمفهوم الدولة الأمة و هو الفهم القانوني الدستوري الذي لا زال سائدا في الفكر القانوني إلى اليوم .
نخلص إذا من كل ما سبق إلى أن الفكرة القومية ولدت في أوربا النهضة و أرتبطت بداية بالمصالح التقدمية للطبقة الرأسمالية ومن ثم بعد قيامها بالمذهب التجاري الاقتصادي ثم برأسمالية الدولة الاحتكارية ثم برأسمالية الدولة الأمبريالية ، للتتجاوزها الرأسمالية لاحقا بأتجاه ما بعد الدولة الأمة والاقتصاد المعولم .
على ذلك فإن الفكرة القومية تمظهرت في غير ذلك من الصيغ السياسية ، و ارتبطت باشكال متباينة من الفكر السيواجتماعي و السيواقتصادي ، فبنظرنا الاشتراكية في بلد واحد التي تبناها ستالين ضدا على فكرة الثورة الدائمة التي كان يطرحها تروتسكي كانت نزوعا قوميا روسيا وكذلك الماوية الصينية التي ارتبطت فافكار التاوية وغيرها من التراث الفلسفي الصيني .
إذن القومية ليست إيديولوجيا أو عقيدة سياسية في حد ذاتها ، إنما هي فكرة توحيد أمة في إطار جيوسياسي واحد على أن الشرط الرئيس لنجاحها هو ارتباطها بالفكر أو الأفكار التي تتبنى وفق التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية السائدة موقفا تقدميا على سلم التطور وهنا تماما يكمن مقتل القومية العربية الحقيقي ، ذلك أنه لم يتسنى منذ ولادة مفهومها في أواخر القرن التاسع عشر أوائل القرن العشرين أن ترتبط بطليعة تتمكن من تحقيق المفهوم ، فهي ولدت أولا ردا على القمع التركي بكل ما عنته ممارسات الاحتلال التركي بصيغته العثمانية من قهر وقمع وظلم للعرب وغيرهم ، ثم استغل الانجليز الفكرة القومية الناشئة للوصول إلى طرد الأتراك من المنطقة العربية فدعموا مشروع الحسين الأول الرامي لإنشاء مملكة عربية في المنطقة العربية من أسيا مرتبطا بمصالح ارستقراطية عربية طامحة ثم تكشف كذب الانجليز بعد أن كشفت الثورة البلشفية عن وعد بلفور والذي أدى رفض الحسين الأول له إلى نفيه المذل إلى قبرص حيث قضى – أنظر مراسلات الحسين مكمهون – بعد أن دفعوا بآل سعود للإستيلاء على عرشه في الحجاز وهزم الفرنسيون إبنه فيصل في ميسلون في سوريا لينتهي حلم المملكة العربية الكبرى وتتراجع الأسرة الهاشمية العونية إلى مواقف متماشية مع السياسة الانجليزية تحت وطأة هزائمها السابقة و رغبتها في التوصل إلى كيان جغرافي تحكمه .
ثم أعيد بعث المفهوم على يد مشيل عفلق وصلاح البيطار وزكي الأرسوزي ، وكان عفلق والبيطار أساسا قد تأثرا بالقومية الفرنسية و الاشتراكية الوطنية ، ورغم النجاح الواسع الذي جناه البعثيون في كسب الرأي العام إلى أنهم غرقوا في اشكالية المفاهيم وغياب الرؤية الواضحة وآليات الحزب السلبية التي سمحت بهيمنة العسكرتاريا على الحزب ، وهكذا سقط الحزب أخيرا بيد تيار طائفي غنوصي بصيغته السورية و قبلي شوفيني بصيغته العراقية ، فوئدة على يديهما الفكرة القومية وليس أبلغ من وصف تلك الحالة من عبارة ساخرة لأنور السادات : " الأسد وخدامه والبكر وصدامه والبعث العلوي والبعث التكريتي و اتلم المتعوس على خايب الرجاء "
أما الحالة الناصرية فقد أرتبطت فيها الفكرة القومية بالشخصية الكرزمية للرئيس عبد الناصر ، والذي وصل إلى السلطة عبر انقلاب عسكري وببرنامج ورؤية تقدمية تطمح للحد من القهر الطبقي الاجتماعي و الاقتصادي ذي الطابع الارستقراطي الاقطاعي ، انحاز ناصر أولا لمصر للمصريين وللطبقة الوسطى والكادحة ضدا على الارستقراطية الملوثة ، إذا نبع ناصر من مجموعة من الافكار التقدمية رغم جنينية فهمه لها . –يتبع-يتبع-



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضاءة على النزعة الرمزية و التأريخ الاجتماعي في أدب نجيب محف ...
- د.ابتهال يونس امرأة تدفع ثمن باهضاً لأنها زوجة مفكر عربي!
- اهداءإلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- الشعب هو المعلم (2)(المشهد الفلسطيني)
- الشعب هو المعلم (1) المشهد العراقي
- ليس اختيار
- في نقد القراءة التراثية
- الذَّبحُ و الأرَبُ
- قراءة حول إشكالية النهضة في الخطاب المعاصر


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عمر أبو رصاع - الفكرة القومية-1-