أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود عبد الحى - هي فوضي !















المزيد.....


هي فوضي !


محمود عبد الحى

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 19:41
المحور: حقوق الانسان
    


هي فوضي ! استفهام أم توصيف حالة ، هي فوضي هو آخر أفلام المبدع الراحل عبقري السينما المصرية يوسف شاهين .
هي فوضي فيلم انتاج عام 2007 ، قصة و سيناريو و حوار ناصر عبدالرحمن ، إخراج يوسف شاهين ، بطولة خالد صالح ، منة شلبي ، هالة صدقي ، هالة فاخر ، يوسف الشريف ، عمرو عبد الجليل ، أحمد فؤاد سليم.

الفيلم عبارة عن حالة وطن تحول و تبدل و تبدد أيضا ، عن وطن انتهكت حرماتة و سرقت أحلامة و سٌحقت آمالة ، الفيلم عبارة عن صرخة استغاثة من حالة بعثرة القيم و المباديء و المعاني .

قصة الفيلم باختصار عما آلت إلية أحوال مصر بعد استبدال المحتل الاجنبي بالمحتل الوطني! ، و الفيلم بالمناسبة يوصف أحوال جميع الجملكيات العربية الاخري مع بعض الاختلافات التيكتيكية و اتفاق جميع الثوابت الاستراتيجة لهذة الجملكيات.

تدور قصة الفيلم حول امين الشرطة "حاتم" و هو الفاسد المستبد المرتشي المنافق المتجرد من كل القيم ضحل المحصول المعرفي و التعليمي ، يمارس حاتم جميع أنواع البطش و يتفنن في تطوير صنوف العذاب و الظلم طبقا لما يرضي عنة قياداتة و يجعلهم يتغاضون عن فسادة و يدافعون عنة إذا لزم الامر .

و يلخص حاتم بعباراتة البسيطة أعقد التحليلات السياسة و لنتأمل مشهد إلقاء القبض على الشباب المتظاهرين و يتحدث إليهم حاتم كالتالي " اوعو تكونوا فاكرين البلد سايبة..لا ..البلد فيها حكومة و حكومة من حديد ..و الحكومة دي هي أنا " .

حاتم لا يهتم بالقانون ولا أحكام القضاء فعندما تفرج النيابة عن الشباب المقبوض عليهم في المظاهرات و لا يكون القرار علي هوي قياداتة يكون رد حاتم " ولا يهمك يا باشا قرار الافراج بيتنفذ من عندنا.. و ساعتك قلت لا يبقي أنا هأقول لا لحد ما سعدتك تقول اة يبقي أنا أقول اة " .

حاتم يعشق القوة حتي عندما يحب يريد ممن يحبها أن تبادلة الحب حتي إن لم تكن ترضي و يدور بينة و بين جارتة التي يحبها يهددها " خايف عليكي من نفسي...غصب عني لما بزهق ببقي وحش " .

حاتم يفرض الاتاوات و الرشاوي علانية علي الناس و من لا يقبل بذلك يكون لحاتم تهديد صاعق يٌنهي الموقف لصالحة بحزم ، و يكون المشهد علي النحو التالي يجلس حاتم في إحدي المطاعم يأكل بكل شراهة و ينتظر الناس أمامة بالطابور يتحدثون معة عن مشاكلهم الذي يستطيع أن ينهيها لهم حاتم بعلاقاتة في مقابل رشوة يحدد قيمتها هو حسب نوع الخدمة ، عندما يحاول صاحب المطعم أن يحصل منة ثمن ما أكل بة فيذكرة حاتم بمحضر قديم لم ينتهي علي صاحب المحل و يرد علية في جملة قاطعة " الي ملوش خير في حاتم... ملوش خير في مصر " .

يسرق حاتم صورة لجارتة التي يحبها حتي يتلذذ بالنظر إليها و يضعها في غرفة نومة .

يذهب حاتم إلي مكتبة في قسم الشرطة الذي هو بالاساس قصر لاحد امراء العائلة الملكية السابقة ويدور بينة و بين "عم سيد" الساعي الذي كان يعمل في خدمة أمير القصر ثم ظل يعمل بالقسم بعد تحويلة الى قسم شرطة و يسأل حاتم "مين بقي البرنس دلوقتي يا عم سيد ..أنا ولا هو " فيجب الرجل العجوز برد بة كثير من الحكمة " هو ..لكن أنت الملك " .

و عندما تقوم مشاجرة عنيفة بين المسجونات يتدخل حاتم لفض المشاجرة بينهم بالقوة ، و يقدم حاتم الحل السحري و يأخذ الاموال التي هي سبب المشاجرة قائلاً "هتموتو بعض عشان ملاليم يا غجر " ثم يجلس حاتم مع إحدي العاهرات التي هي طرف المشاجرة و هي عشيقتة أيضا .

و يستمر حاتم في منافقة و محاولة إرضا رؤساءة في العمل ، و عندما يسألة هل عرف أحد عن إحدي القضايا يكون رد حاتم " سعتك التي تقرر مين الي يعرف و مين الي ميعرفش..و في الاخر كلو هيتنسب لسعتك " ، و عندما يريد حاتم أن يأخذ رأي رئيسة عن أحد المسجونين الذي توفي يقول لة " و الراجل الي كان مات من فترة أنا نقلت جثتة التلاجة ..عايز بس حضرتك معلش تقولي ..مات ازاي هيموت امتي عشان أنا اتصرف و اكتب التقرير " .

و عندما يعود حاتم للمقبوض عليهم بالمظاهرات و يحاول أن يستفسر أحدهم عن سبب بقاءهم و قد أمرت النيابة بالافراج عنهم يكون رد حاتم "هنا في قانون واحد بس..قانون حاتم" .

و يقوم حاتم بتدبير عملية سرقة من داخل قسم الشرطة لاحدي اللوحات الاثرية ، و عندما يفشل حاتم و السارق المساعد لة في الخروخ باللوحة يقوم حاتم بقطع اللوحة بشفرة حادة ! فما من مساعدة إلآ أن يثور علية قائلا "شوهت اللوحة ..و أنا عمال أقولك يا غالي د أنت لا غالي ولا نيلة أنت مبتفهمش حاجة خالص" ، و يعتقد حاتم بجهلة أن مساعدة لا يريد أن يدفع لة باقي الاموال المتفق عليها في السرقة ، فيخبرة أن اللوحة منذ 130 عام و قيمتها تتعدي نصف مليون جنية فيرد حاتم " عرفت قد أية أنت حرامي نتن عايز ترميلي خمس تلاف جنية و تاخد أنت نص مليون جنية تلهفة بس وحياة أمك.. ما هتشوف نور الشمس تاني " .

و يعود حاتم يريد أن تحبة جارتة التي لا تحتمل النظر في وجهة القبيح فيذهب لاحد المشايخ يطلب منة أن يقوم بعمل حجاب محبة لة كي تحبة جارتة ! ولا يمتلك الشيخ إلا أن يقول لة "قوم اتضوء و صلي و اذكر الله " ، و يذهب حاتم بجهلة المغموس في شهوتة إلي أحد القساوسة يطلب منة حجاب محبة ! و عندما يرفض الرجل فما من حاتم إلا أن يثور علية قائلا " طاب علي فكرة بقي المولد قرب مفيش احتفالات السنة دي ولا ترانيم ولا بخور ولا زعف ..و مفيش مواكب في الشارع ممنوع التجمهر قانون طواريء " .

يتحول حاتم إلي كتلة من الجهل النشيط و يبحث عن أي حل سحري كي ترضي عنة جارتة و تحبة و لكن دون جدوي .

و يشتبك حاتم مع شخص لم يكن يعرف أنة وكيل نيابة و يكاد يطلق علية الرصاص ثم يتراجع و يقوم وكيل النيابة بعمل محضر عدم تعرض لحاتم ضد جارتة فما من حاتم إلا أن يتحول إلي كتلة من الغضب و يصب جام غضبة علي المعتقلين .

يشاهد حاتم جارتة التي أحبها حباً كبيراً لكن دون جدوي و هي تحب وكيل النيابة الذي يمتلك سلطة أكبر منة و يشعر حاتم بالعجز و هو صاحب الحيلة الواسعة و القدرة النافذة في كل امور الحياة .

يدبر حاتم للقاء لة مع جارتة التي يحب في يوم "عيد شم النسيم" محاولاً لاخر مرة أن ينال حبها و يدور حوار من نوع مختلف يكشف عن أبعاد جديدة في شخصية حاتم الضعيف المجني علية و يقول " يا نور أنا أغلب مما تتصوري ..من يوم ما فتحت عيني علي الدنيا و أنا يتيم ..أمي سابتني و أنا عمري سنتين و أتجوزت بعد ما أبويا مات ..و عمي كلني سرقني و سرق أرضي ..عشت متشحطط من بيت لبيت ..عند خالتي الاكل بمواعيد و عند عمتي الحمام باذن .. و عند عمي التاني الضرب ع الكيف و ممنوع أعيط ..عشت طول عمري جعان و عمري ما شبعت ....عيل عمرة سنتين يا ناس و ميعرفش يلعب ..مفيش حد بيربي حد يا نور من ابتدائي و أنا في ملجأ محبوس هناك ..خرجت ورثت بدلة أبويا و بقيت أمين شرطة " .

ويقوم حاتم باختطاف جارتة و اغتصابها بمساعدة أحد المجرمين ، و يحاول وكيل النيابة أن يحاسبة ولكن يقوم رؤساءة بمساعدتة في الخروج من القضية دون عقاب ، و تكون هذة القشة التي قسمت ظهر البعير فيتجمع أهالي المنطقة بعد معرفة ما حدث و يقررون الانتقام من حاتم محملين بكم من الغضب و الضيق و الضجر ضد كل ما حدث لهم من قبل حاتم من فرض الاتاوات و تلفيق القضايا و ظلمهم و يقوموا بالهجوم علي قسم الشرطة محاولين القبض علي حاتم ، و يدخلون القسم لاخراج كل المحبوسين ظلما داخلة ، و ينتهي الفيلم بموت حاتم .

القصة باختصار هي قصة الثورة المصرية ، ثورة الغضب و الكرامة ، ثورة ضد كل حاتم في هذا البلد المحبوس ، لم نعد نقبل بها فوضي و لا حتي نرتضي بعد اليوم أن يكون "هي فوضي" سؤال أو جواب ، لم نعد نرضي بمستبد اجنبي أو وطني و لن نعود إلي الاستبداد ثانية .



#محمود_عبد_الحى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحزاب الاسلامية و التجربة التركية
- سعدُ زغلول
- الصحفى والأديب والمفكر!
- الثورة التونسية و غياب الديمقراطية
- جذور الاستبداد فى الفكر و التراث العربى!
- ويكليكس فى الميزان !
- قراء فى المهزلة الانتخابية
- احداث العمرانية نتيجة طبيعية
- الاسرة المصرية القديمة 1
- جدرايه
- سلطان المجانين
- مولاتى
- حديقة النغم
- حديث عن العالم الافتراضى
- الحركة الصهيونية قبل هرتزل
- الفكر السياسى الاغريقى 2
- الفكر السياسى الاغريقى
- الدين و الايديولوجية


المزيد.....




- محامون يقاضون إدارة ترامب لمنع نقل مهاجرين إلى غوانتانامو
- جريح ومداهمات واعتقالات بالضفة واعتداءات جديدة للمستوطنين
- إصابات واعتقالات وهدم في الضفة ومئات المستوطنين يقتحمون الأق ...
- -حبيبتي غزة-.. هكذا تغلّب الروائي يسري الغول على مآسي القتل ...
- عائلات الأسرى تتهم نتنياهو بدفن أبنائها في أنفاق الموت من أج ...
- -حماس-: إسرائيل تتنصل من التزاماتها وتطيل معاناة الأسرى
- ماسك يؤيد انسحاب الولايات المتحدة من الأمم المتحدة و-الناتو- ...
- هل تحسم زيارات اللاجئين السوريين الاستطلاعية لبلادهم قرار عو ...
- إسرائيل توافق على هدنة برمضان وعيد الفصح مقابل إطلاق سراح نص ...
- للمرة الثانية.. مقاضاة ترامب لمنع نقل مهاجرين إلى غوانتانامو ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود عبد الحى - هي فوضي !