أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميشيل نجيب - ننتظر قرار الأسد














المزيد.....

ننتظر قرار الأسد


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 986 - 2004 / 10 / 14 - 09:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تتملكنى الدهشة والأستغراب عندما أجد الأيام تمر وتنقضى ، ولا يصدر شئ عن وزارة الإعلام السورية أو وزارة الداخلية السورية أو عن رئاسة الجمهورية السورية ، يقدمون الأعتذار عن خطأ أو أخطاء بعض المسئولين الجهلة الذى أدى إلى أعتقال الأستاذ نبيل فياض والأستاذ جهاد نصرة .
فى الوقت التى تحاصر الأنظمة العربية نفسها ويزداد حصار الحضارة والحرية على أبوابها ، تزداد ضربات قوى التخلف والأصولية لتختطف العقل الإنسانى وفكره الأصيل وتنهال حجباً لصحف أو مواقع أو كتباً وتكفر وتعتقل مفكرين أخلصوا لفكرهم ولوطنهم .
إلى متى يقف العرب فى طابور الحمير ويتركون طابور الإنسانية ؟ إن وقوف السلطات إلى جانب قوى الظلام هو أقوى تعبير على الفشل التام فى التكيف مع المتغيرات العصرية .
أوجه حديثى إلى الرئيس السورى بشار الأسد ولا أعتقد أنه يشترك فى بطولة مسرحية شاهد ما شافش حاجة ، ويصنع " ودن من طين وودن من عجين " حتى لا يتهمه البعض بأبشع الأتهامات بعد أن كالوا له المديح بألوانه ، أعتقد أن العيب كل العيب أن يصمت رئيس سوريا ويقول بأن القانون والعدالة تأخذ مجراها ، لأن هذا كلام لا يدخل عقول أطفال اليوم ، والواجب عليه هو الإسراع بوضع الأمور فى نصابها حتى تستعيد الإنسانية كرامتها التى يهدرها زوار الفجر وأعداء الحرية .
إن كل يوم يمر بدون أن يعلن النظام السورى الإفراج والأعتذار للأستاذ نبيل فياض وجهاد نصرة ، هو تأكيد ودليل قوى على بشاعة النظام السياسى السورى وكل من يسعى إلى تغذية القيم القمعية لدى رجال النظام .
لا أعتقد أن ضمير الرئيس السورى ينام عندما ينام ضمير رجاله فى القضاء والداخلية ، لو أنعدم الضمير من رجال الحكم فلا أصدق أنه كذلك فى رئيس الجمهورية السورية ، وأتمنى أن أسمع وأقرأ قريباً عن قيام بشار الأسد بالقضاء على مملكة الشيطان التى ترهب مفكرينا الحقيقيين فى كل مكان ، وأتمنى أن تحتفل الثقافة والإعلام السورى بخروج الأستاذين نبيل وجهاد قريباً وتجعل من هذا اليوم عيداً للحرية فى سوريا ولكل العرب ولشجاعة السلطة القوية السورية فى أنتصارها على قوى الإرهاب الغبية التى تختبئ وراء الجدارن وكراسى السلطة الحكومية .
لا أكراه فى الدنيا ولا أكراه فى الدين ، هذا يعنى أن يكتب الإنسان بحريته ويفكر بحريته ويقرأ بحريته ولا يوجد رقيب عليه إلا ضميره الذى صقله دينه ودنياه ، ولكن عندما يفشل الفرد العربى فى فهم الوجود الإنسانى وغايته ، ينقلب إلى مارد لا يشبعه إلا مناظر الرعب والقتل وإذلال الآخرين وإعتقالهم ونهب حقوقهم والأعتداء على عقولهم ، هذا المارد اللعين يتفنن فى أختراع القيود والسلاسل وتحويل المجتمع إلى عساكر نظامية ليس لها إلا أن تقول " تمام يا أفندم " تسبح بحمد السلطة والسلطان !
لقد أنتهى زمان المسرحيات الهزلية التى ورثناها عن رؤساء " زعماء " أجادوا تمثيل أدوارهم الهزلية بين شعوبهم التى لا تقرأ ولا تكتب بل تبصم بالعشرة ، العالم تغير من حولنا ومازلنا آخر طناش نجيد لعبة الأستهبال على أنفسنا أكثر من أستهبالنا على الآخرين ، الكل يستعمل عقله ليتحرر من كوابيس التخلف والماضى الكئيب ، ونحن مازلنا نستعمل ألسنة الحقد والكراهية لنشفى الصدور المملوءة غليلاً مستحدثين دكتاتورية دينية سياسية هى الأغرب والأفظع فى عصرنا الحاضر.
أجعلنى أعتقد أنك يا سيادة الرئيس لم تقرأ ولم تسمع حتى اليوم عن أخبار الأعتقال هذه ، لذلك سأستمر فى الإيمان بأن الدنيا مازالت بخير وسأنتظر منك قراراً جريئاً يا سيادة رئيس الشعب السورى بشار الأسد لتكون نموذج وقدوة صالحة لغيرك من رؤساء شعوبنا العربية ، سأنتظر مع الملايين رجوع الأستاذ نبيل فياض والأستاذ جهاد نصرة معززين مكرمين بما يليق بمفكرين تحترمهم قيادة بلادهم الوطنية .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب يا ريس صناعة محلية
- طابا وإعلام التفجيرات
- السعودية والخوذة الحديدية
- الحقيبة الطائرة فى صحافة القاهرة
- مصر التى فى خاطرى
- التعليم العنصرى وعرب الحادى عشر من سبتمبر
- خانة الديانة فى مصر الكنانة
- جيش الإسلام العربى
- صدقت يا شيخ الأزهر ولكن
- إستيقاظ إسلامى لصالح فرنسا فقط
- المرأة .. بعيداً عن الأديان
- كفى المؤمنين شر القتال
- الدساتير العربية واليابان
- بغداد وطبائع الأستبداد
- دارفور فى ميزان رجال الحكم السودانى
- قانون الطوارئ بين علاوى السياسى ومبارك
- إنها الفطرة يا عرب
- هموم الإصلاح والأفيون المصرى
- جريمة الفضائيات العربية
- أحمد نظيف رئيس وزراء لكل المصريين ؟


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميشيل نجيب - ننتظر قرار الأسد