هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج3

نجلاء صبرى

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 05:10
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

استكمالا لما سبق
الجزء الثالث والأخير من مشاكل الطفل الموهوب
( 3 )

....



9. مشكلات ذاتية تتعلق بالطفل الموهوب:
قد يتعرض الطفل لبعض المشاكل النفسية في بداية حياته تؤثر بالسلب على موهبته كانفصال الوالدين أو وجود مشاكل أسرية تخلق جوًا من التوتر والقلق الدائم المصاحب لنمو الطفل، أو عدم توفر إمكانات مادية تتيح له استثمار موهبته أو التعبير عنها بما يجعله يستشعر الإحباط والذي يكون نتيجة مباشرة لكبت رغباته في البحث والاستطلاع واستكشاف المعرفة، وفي تلك الحالة تتحول حياة الطفل والموهوب خاصة إلى سلسلة من الصراعات، والتي تكون نتيجتها فادحه بتدميره على المستوى الذاتي في جميع مراحل حياته، لذا على الوالدين تحقيق وتوفير جو من التوافق بالمنزل وتوفير ولو أدني قدر من الاستقرار المادي بما يضمن لأطفالهم النمو بصورة متوافقة وسوية.

10. اختيار الطفل الموهوب مجالات تتعارض ورغبات والديه:
كثيرًا ما تكون المجالات التي يختارها الطفل الموهوب للتخصص تتعارض ورغبات الوالدين، فهو غالبا يتجه للأمور الغير معتادة والتي تعبر بصورة صريحة عن اختلافه عن الآخرين،لذا على الوالدين تقبل مسارات أطفالهم الغير مألوفة وعدم الوقوف بطريقهم لأن ذلك لن ينتج عنه سوى دخول الطفل لمجال يكرهه، وربما يفشل فيه ولا يبدع مطلقًا، بل يتقهقر ويشعر بالفشل على المستوى الشخصي، حتى ولو جعل والداه يشعران بالسعادة بما حققه لهم من رغبات، فكم من أطباء كانوا يتمنون في دواخلهم لو يدرسوا الفن، وكم من فنان كان يتمنى أن يكون معلمًا أو مهندسًا.
وهنالك الكثير من الاختبارات التي تساعد الأطفال على تحديد رغباتهم واتجاهاتهم المهنية في مرحلة مبكرة بما يسمح لنا بتسكينهم ببرامج تعليمية تعدهم لما يرغبون أن يكونوه في مراحل متقدمة من أعمارهم.

11. شعور الأطفال بالملل من المدرسة:
الأطفال الموهوبون كما وضحنا لا يميلون أبدًا للحفظ والتلقين وإنما هم يبتدعون أساليب مختلفة في التعلم والمذاكرة، حيث يميلون لأسلوب التعلم الذاتي، وعليه فهم يملون جدًا من التكرار والحفظ والتسميع والأساليب التربوية القديمة التي تعتمد على التلقين والتفكير النمطي المعتاد، حيث أن أساليبهم في التفكير مختلفة جدًا، إذ يعتمدون على التحليل والاستنتاج والابتكار وربط الأمور ببعضها لاستنتاج الجديد، لذا فهم يعانون من المدرسة ويصيبهم الضيق وربما يعزفون عنها كما أوضحنا في حالة الطفل "محمد" الذي كان يفهم من أول مرة ويمل من التكرار بل ويصيبه الصداع أيضًا.
لذا فتلك الأساليب تعوق نموهم الطبيعي وعلى المدرسة أن تحل تلك المشكلة بتوفير آليات جديدة من التعليم لمثل هؤلاء الأطفال كإنشاء بعض المراكز الخاصة بالموهوبين التي تتسم بأساليب جديدة في التعليم تساعدهم على تنمية مواهبهم.


12. درجات الطفل الموهوب والخوف من الوالدين:
الأطفال المتفوقون دراسيًا يعانون من مشكلة خطيرة ترتبط بدرجاتهم العالية التي تعبر عن مستواهم، فكلما تدرجوا بالتعليم كلما زادت صعوبات المناهج وربما تدنت درجاتهم قليلاً، فنجد أنهم في حالة توتر دائمة وخوف من تدني درجاتهم ومستواهم بما يدفعهم لبذل المزيد من الجهد والذي ربما يؤثر على صحتهم بالسلب، نتيجة لخوفهم المباشر من فقد تقدير الوالدين ومدحهم الوفير والمرتبط لديهم بدرجات التحصيل العالية، لذا على الوالدين توفير جو من التقدير لمجهود الطفل، ومحاولة توضيح أنه كلما تدرج في المراحل التعليمية كلما تمايزت المناهج وزادت درجة صعوبتها، لذا فليس من الضروري الحفاظ على ثبات الدرجات ولكن عليه أن يبذل ما في طاقته للحفاظ على التميز بدون إفراط ولا تفريط حتى لا يضر صحته ولا ينعكس الأمر عليه بالسلب فيشعر طوال الوقت بالتوتر وبالخوف من عدم تقدير والديه له.

13. تلقين الأطفال قوالب جامدة:
من الخطأ أن نضع لأطفالنا قوالب جامدةً في التفكير، وأن نحاول حصرهم داخل أُطرها، فلا يجب أبدًا أن نقول للطفل مثلاً هذا لا ينفع مطلقًا أو ليس عليك التفكير أبدًا إلا بهذه الطريقة، أو عليك التصرف وفق طرقتي أنا ورؤيتي أنا مع تحديد طبيعة تفكير الوالد وقوانينه بحيث لا يتخطاها الطفل، هنا تكمن الكارثة حيث يعمل الآباء على إحباط كافة الوظائف الذهنية للطفل، وكذلك إحباطه بالكثير من الجمل المثبطة للهمة مثل "من المستحيل أن تفعل كذا، عليك نسيان هذا الأمر لصعوبته"، هذا عوضًًا عن تشجيعه وإرسال الرسائل الإيجابية لعقله
على الوالدين أن ينتهجا الأسلوب الإيجابي في حياتهما وتفكيرهما لينعكس على طبيعة تربيتهم لأبنائهم.


14. مشكلة إعاقة الطفل الموهوب:
هنالك الكثير من الموهوبين معاقين بدنيًا بإعاقات قد تكون سمعية أو بصرية أو اجتماعية أو انفعالية أو بدنية كالشلل والأعضاء المبتورة وخلافه، مما ينتج عنه ميلهم للعدوان أو الانطواء أو توجيه نزعة الحقد للمجتمع، وعليه، فعلى الجهات المسئولة توفير كافة السبل لرعايتهم وتنمية موهبتهم كنوع من التعويض لهم عن ما هم فيه من إعاقة.




نجلاء صبري / أخصائية نفسية وكاتبة مصرية

#نجلاء_صبرى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات