أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين التميمي - فيك الخصام














المزيد.....

فيك الخصام


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3298 - 2011 / 3 / 7 - 11:25
المحور: حقوق الانسان
    


عباس رجل في العقد الثالث له ثلاثة اولاد وزوجة وقلب مهدد بالتوقف في اي لحظة ولايملك مايكفيه قوت يومه، وهو فوق هذا من المهجرين العائدين من التهجير، لكن لم يحصل على اي مبلغ من دائرة المهجرين والمهاجرين، ولكي يكتمل مسلسل المعاناة فان الغرفة الوحيدة التي تأوي عباس وعائلته انهارت في يوم صيفي قائض من ايام العام الفائت.
عباس وبعد ان غلقت بوجهه كل السبل والطرق لجأ الى احد الاعلاميين ليوصل شكواه، وهذا بدوره اصطحبه الى مكتب مسؤول ما، وحصل له على مبلغ (محترم) قد يكفي لشراء باب للغرفة التي تهدمت، واثر مفاوضات وتهديدات مبطنة بنقل الموضوع الى جهات عليا حصل الاعلامي على وعود من قبل احد المسؤولين بالتكفل ببناء الغرفة بالكامل وتوفير بعض قطع الاثاث كبديل عن الاثاث المتواضع الذي دفن تحت انقاض الغرفة.. ومر اسبوع تلاه شهر ولم تنفذ الوعود، واضطر الاعلامي الى منح هذا المواطن مبلغا مكنه من المباشرة بالبناء بعد ان بدأ فصل الشتاء يقترب ويهدد هذه العائلة بمخاطر جمة.. المفارقة ان الاعلامي الذي قدم الكثير من العون لهذه العائلة كان يشعر بالخجل من تقصيره معهم بينما الاخرون الذين وعدوا ولم يوفوا الوعود كانت لديهم وجهة نظر مختلفة.. متعالية !!
اخيرا وقبل ان تنفذ سماء الشتاء وعيدها استطاع الاعلامي ان يحصل على مبلغ من اخر من ذلك المسؤول.. مبلغ هو ربما لايصل الى ربع ماتم الاتفاق عليه، لكنه كان بمثابة الجائزة الكبرى للعائلة لأنها استطاعت اخيرا ان تتم بناء الغرفة وان تحصل على السقف الذي سيحميها من تقلبات الطقس ومخاطره.
وفي شأن ذي صلة نقول ان عباس لم يكن يحتاج الى سقف يأويه فقط بل الى مبالغ اخرى لسد رمق اطفاله.. وهذا بالطبع يحتاج الى بعض النقود كل شهر من شهور طويلة بلا سقف لانتهاء المعاناة، وقد شاء القدر ان لا يقفل كل الابواب بوجه عباس فحصل على وظيفة مؤقتة ولستة اشهر لكنه لم يحصل الا على رواتب ثلاثة اشهر منها، وكان عباس خلال هذه الاشهر الستة اشبه بكرة تتقاذفها التصريحات الحكومية في العاصمة بغداد والتصريحات المحلية في المدينة التي يعيش فيها عباس.
على الرغم من ان العديد من الفقراء والعاطلين عن العمل كانوا يحصلون على رواتب شهرية من شبكة الحماية الاجتماعية، الا ان عباس لم يحالفه الحظ فلم يحصل على اي راتب منذ عام 2003 والى يومنا هذا، باستثناء راتب الثلاثة اشهر الذي حصل عليه في غفلة من الزمن او القدر الذي لايريد لاشباه عباس ان يحصلوا على اي فرصة للعيش ضمن الحدود الدنيا.. ولا اريد هنا ان ابدوا متشائما او مبالغا بالتشاؤم، ومثلي كان عباس يحاول - رغم مرضه وتفاقم وتآمر كل صروف الدهر ضده، لذا هو ذهب في لحظة تجلي الى الاعلامي وطلب منه ان يتوسط له لدى احد المسؤولين كي يتم تعيينه كفراش في باب هذا المسؤول بعد ان حصل على توصية او رسالة من احد اصدقاء هذا المسؤول.
المفارقة ان الاعلامي اصطحب عباس الى حيث المبنى الحكومي الذي يضم مجموعة من المسؤولين دون ان ينتبه الى الاسم الذي ذكره عباس، وفي الطريق ومن بين احاديث عابرة تنبه الاعلامي الى اسم المسؤول المعني فتوقف في وسط الطريق واغرق في الضحك وهو ينظر الى عباس ويواصل الضحك حتى طفرت من عينيه الدموع، وحين ساله عباس عن السبب توقف وقال له بصوت مرتفع : هذا الذي تريد ان تعمل عنده قد سمح لنفسه ان يتقاضى راتبا من شبكة الحماية الاجتماعية، ربما يكون هو ذاته الراتب الذي كان يفترض ان تحصل انت عليه !!



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميدان مصر وساحة بغداد
- شباب من تونس ومصر ومحافظات عراقية
- زنكنة .. هل مات آخر الرجال؟
- التحليق الى الهاوية
- العراق اولا
- سوبر نائب
- من الاذكى هذه المرة .. المرشح أم الناخب
- جنة الخلد مثواك ايها المعلم.. فلامكان لك بيننا
- اذهب ايها المهجر انت وربك فقاتلا
- خالد السعدي .. الشاعر الذي اقتفاه القدر
- المواطن عنبر .. .. حكاية مهجر
- أصوات ليس لها صدى
- أقساط القرض العقاري والمهجرين
- دوائر الهجرة والتنصّل عن المسؤولية
- ارهاب الكهرباء
- مدارس تم اعمار بنائها .. فمتى يتم اعمار كادرها ؟!
- تطوير القطاعين الخاص والعام في ديالى.. ومشكلة القروض
- كابوسنا الجميل
- في بعقوبة..اطفال يتأرجحون بين الاهمال واللعب التي تقتل برائت ...
- بوووم - قصة قصيرة


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين التميمي - فيك الخصام