|
من يخاف من الشهداء؟
صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 3298 - 2011 / 3 / 7 - 02:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"ولعل الحكمة الساخرة التي يتشدّق بها اللبراليون في الغرب، تلك القائلة بان الحسّ الديمقراطي في الدول العربية مقتصر على النخبة اللبرالية دون الطبقة الشعبية قد أثبت فشله الذريع...لا بدّ إذن من أن لا تكون النسخة مشابهة لرائعة أقاتا كريستي: "وكأن شيئا لم يكن" ". (سلافوي جيجاك، 4 فيفري 2011).
"لا شيء يشبه ما يحصل الآن في تونس...ترفض إسرائيل ومعها أمريكا رفضا قاطعا وعميقا وُمهينا كل تطلعات الشعوب العربية إلى الديمقراطية...وان القوى التي تتحكم بآلية الانتقال أو التغيير لا تريد ديمقراطية حقيقية" (نوم تشومسكي، أمريكا وإسرائيل في ورطة بسبب ما يحدث في العالم العربي).
أحاول أن أوجه كلمة لمن لم يغيرهم حتى الرصاص. وأحيّي الدين دافعوا عن المجلس الوطني التأسيسي الثوري مند سنين. فمن كان مع بن على لم يكن يفهم شيئا على وجه الأرض ومن كان هازئا من فكرة المجلس التأسيسي كمشروع نضالي لم يكن بدوره لا يِؤمن ولا يفهم. لا تقزيم لجماهير شعبنا بعد اليوم ولا تراجع ولا استهانة بالذكاء المشرك والمساواة أمام العقل والثقة بعقول عموم المواطنين والمواطنات. من خرج لشراء حليب لرضيعه أو خبزة أو سيجارة وقتله رصاص الدكتاتورية خرج يناضل وهو شهيد ومن خرج من أجل الكرامة والحرية والعدالة وسقط هو شهيد ومن خرج دفاعا عن نفسه او عائلته أو ممتلكاته أو حزبه أو حتى للفرجة وهو مستحيل هو شهيد وأبعد من دلك كله من يعتقد أهله أنه شهيد فهو كذلك لأنهم هم الشهداء الدين شهدوا عليه حتى وان لم يكن يوما ضد بن على فهو يشهد بلحمه وروحه وقد أعطى حياته مثله مثل رفاقه الشهداء على الجريمة البشعة المضادة للبشرية. فلا يوجد فضل لشهيد على آخر ولا فضل لنا جميعا سوى الشهداء ولو أفتى المفتون بأتعس الأخلاقيات المحتملة وغير القابلة للخيال. لقد وهبوا أنفسهم لإسقاط نظام وبناء نظام آخر، بناء الدولة ابعد من كل الأحزاب وفوق الجميع وأبعد وأعلى من السياسة نفسها. فلا فائدة ادن أن نقول مجددا لن ترضى عنك لا اليهود ولا النصارى ولا شهيد في قومه وما إلى دلك بل ما أحوجنا لوطن الشهداء حقا وفعلا وواقعا ورمزا ومستقبلا. انه من العار أن لا نفكر بدلك وهو عار طويل المدى وسوف يأتي كذلك من المستقبل. اذ لا يوجد دستور ثوري بلا ثوار، والثوار لا بد من أن يشهد عليهم أهاليهم الأقرب أو الأبعد قبل بقية الرفاق الثوار أحزابا أو أفرادا أو منظماتا وجمعياتا أو ولاياتا ...الخ. لا يمكن البتة تصور مجلس تأسيسي دون استحضار الشهداء روحا ومادة مشخصة في عائلاتهم أو أصدقائهم أو جيرانهم... ولكن بصفة أهل الشهيد دون غيرها ممن يرغبون في دلك على الأقل في كل ما يتعلق بالروح والفلسفة والملامح العامة للدستور الجديد وحتى التفاصيل وعلى الأقل نفسه أيضا في المدة الأولى من أشغال المجلس الوطني التأسيسي مند افتتاح أعماله وربما حتى نهايتها. إنه أمر لا مزايدة عليه لو تعلمون ولو تتصورون. من المؤسف والمضحك في نفس الوقت التشدق بمقولة الكفاءة التكنوقراطية (سلطة التقنية) أو الجيريسقراطية (سلطة القانون أو الحق بالمعنى القانوني) أو الثوريقراطية (سلطة صاحب الثورة وهي اقتدار وإبداع نضالى أكثر مما هي سلطة أصلا) بالنسبة لهؤلاء جميعا ومعهم ومنهم خيميائي الثورة كما قال ماركس الدين يهلّلون للثورة وهي لم تحدث ويهللون لنهايتها وهي لم تنتهي. أولا: لسبب أخلاقي حتى لا نحتقر شعبنا. وثانيا لسبب سياسي حتى نؤسس الجديد بالجديد مع القوى الثورية القديمة المتجددة بثوريتها الثابتة ومع القوى الثورية الجديدة الصاعدة وهي تنتظم وهي قيد التأسيس أو لا تنتظم ادا كانت لا تريد ودلك حقها. وثالثا لسبب اجتماعي أدبي حيث لا يجوز اعتبار الناس غير متساوين أمام العقل لان عكس دلك يعني الدكتاتورية عينها و من ذلك ادعاء الاعتقاد أن الناس لا يفهمون لغة القانون. فالاّعدالة والقهر والظلم يبدأ من عدم الاشتراك في اللسان أو الاصطلاح التعبيري داخل الجماعة الوطنية الواحدة ومن غير العدل أن يكون بيننا من لا حق لأي كان استفتاء أو حصد أصوات و ألسنة من لا يفهمون اللغة والقانون والحقوق والحكم والأحكام لأن ذلك مخالف للشفافية والصدق والنزاهة وهو استغلال ومغالطة وتزوير مقصود وتحيّل مُضمَر. إنّ الأمر لا يتعلّق بشروط الترشيح والترشح بقدر ما يتعلّق بآليّات ديمقراطية الترشيح والترشح الحرّ والانتخاب الحر والتعاطي الحرّ مع الجماهير الشعبيّة الواسعة لمزيد فهم وتعميق التّطلّعات الحقيقيّة في علاقة بالدّستور الجديد وهو بناء للمشترك الجماهيري من أسفل بأساليب و أدوات مبتكرة من كتابات وحوارات وحلقات ونقاشات عامّة مباشرة أكثر من كونها حملات تصويت تقليدية حتى ولو تقاطعت في الشكل لان المشكل مشكل روح وعقلية لا علاقة له بالمعنى التافه للانتخابات ولا بالإعلام القديم ولا بالسلطات القضائية البائدة ولا التنفيذية والبوليسية أيضا وخاصة، بما في دلك كل أدوات الإعلان والتصويت والفرز والمراقبة والتاريخ والى آخره. وبالتالي لا بد أن يكون النظام الانتخابي الجديدة الذي لا علاقة له هو نفسه لا بالدستور القديم ولا بالقوانين القديمة ولا بالعقليات القديمة تقنية وفلسفة ومعيارا وتطبيقا وطبيعة. لا بد من ان يعكس دلك القانون أو النظام الاستثنائي، لا مجرد النص، رؤى القوى الحية الجديدة وروح الحرية الجديدة ذاتها فمن أبدع هذا الوضع الثوري البديع والفريد والمتواصل بطرق أخرى لا يمكن إلا أن يكون تأسيسيا. هدا إضافة إلى كل ما يتعلق بالتقنيات والآليات والإجراءات والإقرار النهائي ومراجعة فكرة أن يكون التاريخ مفتوحا على شهر أو أكثر قليلا شرط أن لا يتجاوز دلك هذه الصائغة لأسباب واحتمالات وجيهة جدا أهمها حالة تعليق الدستور التي نحن فيها إلى جانب السنة الدراسية والإدارية القادمة وبقية ما يتعلق بالتعهدات والتطلعات التي لن اعدّدها تجنبا للإرباك الذي قد ينجر على عديد الأشياء الدقيقة والخطيرة بلا أدنى هلع طبعا. يبقى أن الأهم من كل هذا تحضير شعبنا لهذه المرحلة وتحقيق الحد الأدنى من التطلعات السياسية والاجتماعية الطوفانية من الأمل الديمقراطي إلى الطمأنينة إلى أمل الحياة. هذا ولا بدّ من التنبيه على أمر آخر مهم جدا وهو أن المسألة لا تتعلق بسلطة التقنين وقدرة التقنيين بقدر ما تتعلق أكثر بالعقلية والفكر السياسي الديمقراطي الذي يجب ويمكن أن نراهن عليه لإصدار هذا القانون الذي نتمنّى أن يكون في مستوى طموحات أوسع جماهير الشعب وهو عهدة وأمانة في رقاب الهيأة العليا التأسيسية أو ما يسمى حماية الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي. من أجل ذلك كله فان الوفاق الفوقي الضروري طبعا رغم انه لا مرجعية فعلية له (رغم قشة الشرعية الدستورية وقشة الشرعية الثورية)، سوف يكون بلا قيمة ولا شرعية ولا معنى دون المشترك العام الأفقي والعَرْضي مع عموم جماهير الشعب بكل أدوات هذا المشترك وأشكاله (الأغلبية والنسبية والاجماعيّة والتوافقية والوفاقية...) لأننا لسنا في واقع عهد أو وعد أو ميثاق أو اتفاقية سارية المفعول وتنتمي فعلا للواقع السياسي والحضاري الحالي لشعبنا ولا هي جزء من تاريخه السياسي القريب عَدَا المشترك النضالي الذي حققه في هده الانتفاضة الجماهيرية الظافرة والنظيفة. فلا نحن نحتاج إلى وصاية ولا إلى التفاف جديد ولا إلى نيو-دكتاتورية ثانية ولا لآليات الحسبة لأننا ببساطة لسنا في مرحلة حكومة منتخبة ولسنا عشية انتخابات تشريعية أو غيرها. ولهذا فان كل أشكال الانتخاب واردة في علاقة بالنظام الانتخابي المأمول بما في ذلك الانتخاب العام بنظام القوائم في ما يخص الأحزاب والترشحات الحرة فقط حسب رأيي فلا هي انتخابات رئاسية حتى نقول أن المجلس التأسيسي هو مؤسسة رئاسة ولا تشريعية حتى نقول انه برلمان ( مع انه سوف يشرّع فيما بعد). انه فعلا مجموعة مقاعد وأوراق عمل وهو فعلا شكل فضاء أو مكان، والأرجح أنه دار الشعب أو التجمع قديما نظرا لمساحته الداخلية وللقيمة الرمزية لدفن الدكتاتورية، وانه فعلا يمكن أن يقسم إلى لجان في مرحلة ما وفي بعض التفاصيل ولكنه أبدا ليس برلمانا إلا إذا انتخبنا على قاعدة تشريعية أو اخترنا النظام البرلماني قبل الأوان أو أردنا التأثير على الناس في الخيار البرلماني الذي سوف أدافع عنه كخيار نهائي بكل ما أوتيت من قوة. لا سبيل إذن إلى التصغير الكرتوني أو تجاوز أخلاقيات المشترك. فالشعب ليس رهينة والشهيد ليس نائبا في البرلمان ولا هو شخصية حزبية له برنامج سياسي عاجل أو آجل ولا هو كاتب عمومي ولا ضيف شرف ولا فاصل إشهاري ولا شخصية خيالية أسطورية دراماتيكية ولا رأيا عاما وإنما شاهد شهيد لا غير ولا أقل ولا أعمق ولا أحق. إن اعتقادي الراسخ في تجنب الدوافع السرية كلها و الراسخ أنه يجب أن تكون ديمقراطية تونسية أصيلة وأصليّة يجعلنا نقول أن الشهداء لم يناموا ولن ينقطعوا عنا فلا لتمزيق أقمشتهم الطاهرة بكاتبة كما جاء جاء وبأي ثمن كان. ولهذا المنطق أن يكون خارج مسألة التعويض والأمور المادية التي تتمتع بها الأحزاب كذلك. فلا هم ضحايا وقتلى وإنما هم أبطال وشهداء لم يسقطوا في حادث مرور ولا بنيران صديقة. كما أن الصرف من الأموال العمومية بعنوان المجلس التأسيسي المناضل لا بد أن لا يتجاوز الدخل الحقيقي والعادي المعدّل لأعضاء هذا المجلس إلا بالنسبة للعاطلين أما الأحزاب والجمعيات فيكفيها التمويل العمومي التي تصرف منه خدمة للشعب والوطن. فلنفكر جميعا في جماعة من لا جماعة لهم وفي الجماعات غير المكتملة والجماعات المجحودة والمُعطلة والمُجَابَهة إضافة إلى من لا يريد أن يقدم نفسه على أساس ثوري لأن جبينه يندى بسرعة أمام فكرة أرواح الشهداء. على المجلس التأسيسي إذا ما انتخب أن ينظر في الحكومة القادمة بالاستفتاء أو التزكية أو التعديل وفي مدة سلطته التأسيسية الوقتية التقريبية. فلنشترك ما استطعنا في مواجهة الديمقراطية المضادة والمكابِرة والكاذبة ولنتجنب الفساد الديمقراطي والشلل والتعطيل وديمقراطية التسلية والتهريج اللاعبة على الشعب باسم الشعب وباسم لعب الشعب مع الشعب بواسطة الشعب. ولنمارس ونحن نتمرن ونتقدم ديمقراطية بلا أساس صوفي وبلا إيديولوجيا حقوقية ولنكن ذات الدستور الجديد وضميره وجماعة الحياة المقبلة والشعب الآتي أو الصائر ولنسهل على الناس شروط الانتخاب والترشح: السن والجنس والبطاقة. وعليه فالمبدأ أن المشرك أمر جماهيري وحق ومطلب مستجد لا قرارا نظريا ولا خطة سياسية ناظمة ولا برنامجا حزبيا خاصا ولا خطة أخلاقية ضابطة ولا نوايا حسنة ولا توافق امني ولا قضاء وقدر. فالخير المشرك والمصلحة العامة والشأن المشترك قبل الديمقراطية الكاريكاتورية. والتعبير عن المشترك هذا هو الحق الديمقراطي الأساسي وهو موضع الامتحان الحقيقي على أرضية الأخلاق والسياسة بلا هامش أو سلب ولا استيعاب واستقطاب والمشترك أعمق وأقوم من مجرد التعدّد والتعدّدية. عائلة الشهيد البوعزيزي من إخوته البيولوجيين أصحاب الشهائد العليا مثال والجامعي الذي سقط في دوز من أشقاءه الجامعيين من أهل بيته مثال، والديمقراطية في تونس يجب أن تكون مثالا والدستور الجديد مثال والوضع الثوري الصائر إلى المثال مثال لا مثالية ولا طوباوية فالمستحيل هو الذي أصبح ممكنا وبداهة في تونس الجديدة.
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقترح أولي حول المجلس الوطني التأسيسي
-
من أجل جمهورية المشترك الثوري الديمقراطي
-
بمادا يحلم الشهداء؟
-
الفلسفة : حب تونس وحكمة الشعب
-
جاك دَريدا و سيادة المفهوم على -المفهوم-
-
هل مسلمون أم حرّاس أمن الخليفة؟
-
الشيوعية ليست فقط فرضية مقاومة بل واقع مقاومة مشترك
-
عَفَوْتْ
-
موهبة
-
موهبتكْ، محضُ اختياركْ
-
يُبدَعُ حُبّ
-
لماذا أتوبْ؟
-
ولا يمشي الياسمين قتيلا
-
قاعدة في الحبْ
-
قُلِ الرّوح آخر الأسلحة
-
شتاء الياسمين
-
فجأة، ابتسم لها السؤال
-
الأصفر- الرّمادي
-
فَلْينبت الياسمين في البحارْ
-
الأبيض- الأحمر؛ ياسمين النّارْ
المزيد.....
-
تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر
...
-
قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م
...
-
ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
-
صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي
...
-
غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
-
فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال
...
-
-ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف
...
-
الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في
...
-
صور جديدة للشمس بدقة عالية
-
موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|