جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 23:20
المحور:
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها
حتى نضحك على شكل العربي الليبرالي ليس شرطا أن يكون شكله مستوحى من التراث أو أن يكون شكل الرجل العربي الليبرالي مستطيل الشكل أو بمربع الشكل لكي نضحك عليه ونجعله موضوعا للسخرية أو أن يكون وجهه يشبه المنشور الزجاجي وآذانه تشبه سماعات الجامع وحتى يكون مضحكا ليس شرطا رأسه أن يشبه (دلو الحلاوة) وليس شرطا لازبا(لازما) حتى يكون مضحكا أن يتناسب شكله مع تلك الأشكال الهندسية وغير الهندسية ولكن يكفي أن نعرف رأيه بالمرأة وبالأحزاب السياسية حتى نموت عليه من الضحك حين نتصوره وهو ناشط حقوقي مدني ويتزوج من ثلاث نساء وكله كوم وقول غالبية الليبراليين بأن المرأة لا يجوز أن تاخرج متبرجة أو درها مكشوف فهذا مخالف للإسلام وهذه ليست حرية بل دعارة وهنا يقع المسكين في أزمة تمييز ألوان إذا لا يميز بين الأبيض والأسود وبين نهد امرأة وحبة جوز الهند والرجل المسلم العربي الليبرالي كوم آخر ومنظره يصلح لأن يكون كاريكاتورا مضحكا وخصوصا حين يتحدث عن السياسة وعن حرية الرأي والتعبير فأنا شخصيا يُغمى عليّ من الضحك حين أتناقش بالصدفة مع رجل عربي مسلم ليبرالي يقول بأن الحرية أساس العدل والمساواة ويجب أن تنتشر الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية وُتفاجأ وتموت من الضحك وهو يقول بأن الإسلام هو الدين الصحيح وبأننا يجب أن نحافظ على الإسلام وأن نحارب الأفكار غير الإسلامية, وتخيلوا معي بأنه يريد مثلا منع المثليين الجنسيين من ممارسة حقوقهم , فكيف هذه الليبرالية وما شكلها؟ وتخيلوا معي بأنه يريد محاربة كل ما هو مخالف لعاداتنا وتقاليدنا !! فما هو شكل الليبرالية التي يدين لها بالولاء وبالانتماء وبالمحبة!!, فأقول له وأنا أضحك جدا : إذا لماذا نفتح أحزاب ومؤسسات مجتمع مدنية ومنظمات حقوقية فعن ماذا تدافع المنظمات الحقوقية إذا كان كل شيء بنظركم حرام والحرية الشخصية حرام والتعبيرية حرام ؟ ومن سيدخل الأحزاب السياسية إذا كان الإسلام هو الدين الوحيد الذي على صح وباقي الناس على غلط؟.. أنا ما بحش أشمت بالناس , بس بحب أموت من الضحك على منظر المرأة العربية المسلمة التي تقول بأنها ليبرالية محافظة يجب أن تحافظ على عادات الإسلام وتقاليده وخصوصا إذا وجدتها في المدن الريفية تترأس اتحادا نسائيا تلبس في الصيف معطفا شتويا وتضع قدما على قدم لتقول بأن الإسلام كرم المرأة وأعطاها حقوقها بالكامل , فأقول لها : إذا لماذا لا تجتمعين بالنساء في مسجد للصلاة ؟ ولماذا أنت وهن هنا؟ هذا المكان لا يناسبكن, وما يناسبكن هو مسجد للصلاة أو ندوة فكرية يلقيها عليكن في باحة مسجد رجل سلفي من خلف حجاب وأنتن تستمعن وتتساقط دموعكن أسفا على عصر خديجة وعائشة الذي لم ولن يأتي على الأمة مثله, ومن ثم تقلب على ظهرك للخلف من شدة الضحك حين تستمع لرجل عربي يقول عن نفسه بأنه هو أبو الليبرالية وبنفس الوقت يجب أن لا تخرج المرأة من بيتها بدون إذن ويجب على الحكومة أن لا تسمح للمرأة العربية دخول شبكة الفيس بوك أو الجوجل لوحدها لا سمح ألله إلا بوجود مِحرم معها يكون على الأغلب :أخوها أو أبوها أو زوجها, وتكاد أن تموت يا عزيزي القارئ من الضحك حين تستمع لرجل عربي ليبرالي رفض الزواج من ليبرالية مثله حين اكتشف أنها قبل عشر سنوات كانت تعشق رجلا آخر ولها تجربة عاطفية, وأكاد أن أقع على الأرض مصدوما من الرجل العربي الليبرالي الذي يرفض الزواج من امرأة ليبرالية لها تجربة جنسية مع أحد أصدقاءها , من هنا يجب أن نعرف مدى التخلف الذي وصلنا إليه , فتخيلوا امرأة لها تجربة جنسية تعتبر في مجتمعنا عيبا أخلاقيا؟ يا للهول ويا للصدمة وخصوصا حين تعرفون بأن المتحدث هو الناطق الرسمي على لسان الليبرالية العربية, والله هزلت يا إخوان. أي احنا وين والليبرالية وين!! الليبرالية التي كان المضحون الأوائل من أجلها يضحون بشرف العائلة هكذا تصبح في ليلة وضحاها على يد مجانين عرب ليبراليين !!.
وأجمل منظر مضحك هو منظر الرجل العربي الذي يتحدث عن ليبراليته المتقدمة على ميكيافيلي ومنظري المجتمع الكتلي الصناعي, وأجمل منظر يجعلك تموت من الضحك وأنت تشاهده هو الرجل العربي المسلم الليبرالي الذي يتحدث عن الليبرالية, لا, والأنكى من ذلك كله هو منظر الرجل العربي المسلم الذي يتحدث عن المرأة العربية وحقوقها في الإسلام, وأكاد أن أموت من الضحك وأنا أستمع لرجل عربي مسلم يقول عن نفسه بأنه ليبرالي وبأن أخته التي تلبس الجلباب وتقف إلى جواره ليبرالية محافظة إلى أبعد الحديد, وأفضل منظر بطققك من الضحك عزيزي المستمع والمشاهد هو أن تستمع لصوت رجل عربي يتحدث عن دور مؤسسات المجتمع المدني للنهوض بالأمة وتشبيك تلك العلاقات ضمن الحدود والضوابط التي نص وينص عليها علماء السنة وأهل الفضل, والأحلى من كل ذلك الرجل العربي المسلم حين يقول لك بأن الليبرالية ضرورية ومؤسسات المجتمع المدني ضرورية شريطة أن يشرف عليها الشيوخ الأفاضل من أهل العلم والدراية.
وبعدين ولا قبلين والحاضر أحلى من الدين واللي ما معهوش خبر أو الحاضر يعلم الغايب عن منظر ومشهد الرجل العربي المسلم الذي يقول لك بأنه ليبرالي جدا حتى النخاع ومتفق جدا مع التوجهات الليبرالية وفي نهاية حديثة يصدمك بقوله الإسلام صالح لكل زمان ومكان, ساعتها بتصير بدك تفقع من القهر على غباءه أو على ليبراليته التي تورط بها , وبعدين ولا في أجمل من المرأة العربية وهي تتحدث عن النظام الإسلامي الذي كرم المرأة وأعطاها حقوقها وجعلها في بيتها ملكة وأميرة وإمبراطورة وفي النهاية تقول عن زوجها الذي تزوج عليها (إنشاء الله يا رب إنه يموت).
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟