عبد الجبار منديل
الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 21:13
المحور:
حقوق الانسان
منذ سقوط النظام العراقي السابق ولحد الان ولا تزال نفس الشعارات والمطاليب ترتفع بشكل مستمر سواء في المظاهرات او خلال اللقاءات في الصحف او الفضائيات وهي
(ماكو كهرباء ماكو ماء ماكو خدمات ماكو بطاقة تموينية ماكو وظائف ..ماكو ماكو ماكو...) ولكن لم يتحقق اي شيء من تلك المطالب او الشعارات ولا يبدو انه سيتحقق منها شيء . ولم يلتفت احد الى اسباب عدم تحقق ذلك برغم الاستمرار على تكرارها منذ ثمان سنوات .
ان السبب الذي لا يبدو ان الجماهير تدركه هو ان السر في عدم تحقق ذلك لايكمن فقط في عدم كفاءة الاشخاص الذين يتصدون للمسؤوليات على الرغم من ان ذلك هو احد الاسباب المهمة ولكنه ليس السبب الوحيد او الاساس .
ان السبب الاساس في عدم كفاءة اداء الجهاز الحكومي العراقي يكمن كما نعتقد في سببين رئيسيين وهما
1ـ المنظومة الادارية الرسمية
2ـ الاليات المعتمدة في العمل .
ان المنظومة التي تشكل هيكل الدولة العراقية بما ذلك طبيعتها واسس تشكيلها وجوهرها وفلسفتها واهدافها اضافة الى الاليات التي يتم عن طريقها تحقيق الاهداف كلها قائمة على اسس مغلوطة . كما ان اي مطلب او شعارمن المطالب والشعارات التي ترفعها الجماهير لم تتحقق ولن تتحقق لانه لا يوجد شعار مركزي واضح . الشعار المركزي الذي يجب ان يرفع بوضوح و اصرار هو المطالبة ب(الدولة المدنية) كما ينص على ذلك الدستور العراقي .
الاحزاب العراقية في السلطة والتي هي في الاغلب احزاب دينية تخلط بين دستورها ودستور الدولة فهي تعمل احيانا على تطبيق برنامجها متصورة انه دستور الدولة في حين ان البرنامج الحزبي هو برنامج شريحة معينة من الشعب اما برنامج الدولة فهو برنامج كل الشعب العراقي الذي يتكون من فئات وثقافات وقوميات واديان مختلفة .
ان الشعار الاول للجماهير سواء في المظاهرات او في المقابلات والتجمعات . يجب ان يكون هو ان العراق كما ينص دستوره هو دولة مدنية وليس دولة دينية وبهذا نفض الاشكال او الخلط او الالتباس الذي يحصل لدى بعض الاحزاب الدينية في سوء الادارة او في اتخاذ القرارات الخطأ او في النظرة الى الدولة والى الحكم او في اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب وبالتالي عدم اعتبار ان جهاز الدولة هو ملك للاحزاب التي في السلطة لتتصرف فيه كما يحلو لها او كما تملي عليه قناعاتها الايديولوجية او الحزبية الضيقة.
#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟