أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ظافر أبو الحارث - أنا مدينة العلم ... و المالكي بابها !














المزيد.....

أنا مدينة العلم ... و المالكي بابها !


ظافر أبو الحارث

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 21:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنا مدينة العلم ... و المالكي بابها!

http://www.shatnews.com/media/pics/1286717095.jpg

لافتة انتخابية لنوري مالكي مكتوب عليها: ((حي على خير العمل .. المالكي هو الامل .. اللهم وال من والاه .. وانصر من نصره)).


هناك اعتقاد خاطيء بإن التجارة بالأعراض – أي الدعارة - من أقدم المهن التي عرفها التأريخ ، و لكن الصحيح أن التجارة بالدين - أي الكهانة – أقدم منها بكثير و أكثر رواجاً و أدرُّ أرباحاً ، و كلاهما من عمل الشيطان. و حقيقةً ، إن الكهانة هي مهنة الشيطان المفضلة ، و ما الدعارة إلا مهنة تمويهية لصرف الأنظار عنها ، و ذلك من أجل خلق الأنطباع بأن الشيطان مشغول بإدارة أعمال الخمارات و المواخير و ترك العباد و دينهم لله ! و لم يفقهوا قوله تعالى ((لأقعدن لهم صراطك المستقيم )) و إن الدين و أدواته من سلسلة المقدسات والرموز و الطقوس و الشعارات هي ساحة الشيطان المفضلة و ميدانه الذين يصول فيه و يجول. و إذا كانت القاعدة الفقهية تقول أن "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" فإن القاعدة الفقهية الشيطانية تقول إن "الزنا بالعقول مقدم على الزنا بالأعراض" !


وما أشبه اليوم بالبارحة! قديماً رفع البعثيون شعار "من نبوخذ نصر إلى صدام حسين " و اليوم يرفع خلفائهم الدعوجيون شعار "من علي بن أبي طالب إلى المالكي". لافتات بحجم كبير انتشرت في قلب بغداد و في ساحة التحرير و عليها صورة المالكي مكتوب فيها ((حي على خير العمل .. المالكي هو الامل .. اللهم وال من والاه .. وانصر من نصره)).



ثم أسردت اللافتة مجموعة من الإنجازات العظيمة لحكومة المالكي منها : المشاريع الخدمية (لا ماء و لا كهرباء)!! والصرف الصحي (تذكروا هذا و أنتم في بيت الخلاء) !! و بناء القوات اللوجستية للقوات المسلحة !! وتطوير العلاقات مع بلدان الجوار (هاي كلش مهمة شغلة دول الجوار)!! . و لا أعتقد أن هذه الإنجازات تحتاج إلى تعليق ، فالكهرباء متوفرة للجميع و المياه يسبح بها الأطفال و المجاري لا تطفح في الشوارع ، و الوظائف من حق الجميع بدون استثناء و لا تحتاج إلى رشوة أو واسطة حزبية أو عمامة مقدسة !


هذه اللافتة عرضت على المالكي و أقرها و رضيها كدعاية انتخابية يضحك بها على المغفلين المربوطين بسوط الدين و عمامة المذهب ، و هو شعار ذكي جمع بين دعاية صدام حسين و روحانية علي ابن أبي طالب! فالمالكي هو الأمل ، هو هبة السماء في الزمن الصعب ، هو فتى أحلام كل هذا الشعب ، هو قائد ضرورة من أجل تصريف المياه الصحية. و هو في الوقت نفسه ولي الله و نصيره ، فأين المفر؟


ترى ما هي أوجه الشبه الأخرى بين المالكي و علي ابن أبي طالب الذي حوله هؤلاء القردة إلى لوحة إعلانات مجانية يرسمون عليها خطط النصب و الإحتيال على حقوق الناس باسم الدين و باسم علي بن أبي طالب؟


في الإنتخابات الأولى خرجوا علينا بقائمة 555 (الآية 55 من السورة 5 من القرآن) و اليوم استبدلوا الآيات بالأحاديث و الروايات المدعومة بالفتاوى ، و غداً ربما ستظهر علينا رسالة من رسائل ((الناحية المقدسة)) تبين حقيقة المالكي بأنه النائب الجديد للإمام الغائب !


الدين سلاح فتاك ، و سر قوته تكمن في هيكليته كمنظومة محاطة بمفاهيم عِلوية مقدسة ترفض مناقشة الأصول و المسلمات - Dogma – فالكتاب مقدس ، و الصحابي مقدس ، و الإمام مقدس ، و الرمز مقدس ، و الحزب الديني مقدس ، و الفقيه/الحبر/الكاهن/المرجع مقدس ، و بيته مقدس ، و مكتبه مقدس ، و ابنه أيضاً مقدس ، و مسلماته مقدسة ، و الأدهى من ذلك إن قراراته و فتاواه كلها مقدسة ! إذا قال انتخبوا فلان .. رأيت الرحال تُشدّ من بلد لآخر كي ينتخبوا ذلك الفلان! و ذلك الفلان سيصبح أيضاً مقدساً بفعل التأثير الإشعاعي لذلك المقدس الأول! إنها سلسلة المقدسات التي تغل العقل و تطمس منافذ الهواء فيه .. ليدخل عالم الغيبوبة في زمن الغيبوبة .. المقدس!


((تلك الدار الآخرة! نجعلها للذين لا يريدون علوا ًفي الأرض و لا فساداً ، و العاقبة للمتقين)) و ليست للمقدسين !



ظافر أبو الحارث



#ظافر_أبو_الحارث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقه الضباع
- بلا حدود


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ظافر أبو الحارث - أنا مدينة العلم ... و المالكي بابها !