|
التظاهرات سياسية بحتة
عماد الطائي
فنان تشكيلي
الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 18:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تظاهر الفقراء والجياع والعاطلون عن العمل هو سياسي وليس كما يدعي البعض... من الذي تظاهر؟ انه المواطن الذي لا يستطيع ولايريد تقديم الرشوة ولا يحق له معرفة مصير مليارات الدولارات ولا يستطيع الدفاع عن ثقافة البلد المهددة بالانقراض ولا محاسبة ابسط مسؤول مقدس ولا التفوه بكلمة ضد الحاكم لانه يوصف بالبعثي. كيف تكون السياسة أكثر من هذا؟؟ عدم تغيير هويتها الى سياسية هو الخوف من ردة فعل الحكومة لانها لا تريد مظاهرات تطالب بتنحيها أو اجراء انتخابات متحضرة لا تشرف عليها ايران. انتخبناكم فسرقتمونا وأعطيتم العمل للاجنبي. أين الماء والكهرباء؟؟ لمَ سياسة المحاصصة؟ ومن سيعيد ألاموال المنهوبة؟ هذا الكلام هذه الانتقادات و التعليقات والهتافات هي السياسة بعينها...توقع حدوث ما يشابهها وبشكل عفوي فلاسفة العصر الماضي حيث الجياع والفقراء العاطلون عن العمل والعمال والفلاحين ينزلون الى الشارع لأنهم لا يخافون من ان يفقدوا شيء فلا شيء عندهم انظمت كتلة المثقفين الوطنيين الى المتظاهرين ليصدوا الهجمة الشرسة على الثقافة الوطنية. وأعلن السيد المالكي ان الفاشلين في الانتخابات هم الذين من وراء (الشغب) أي الشيوعيين وحزب الأمة والأحرار والليبراليين وهي مغازلة للمخابرات الايرانية لكي تصفيهم فردا فردا. شعارات المتظاهرين لا يمكن للفئة الحاكمة الاستجابة لها فكيف لها أن تحقق بالكسب الغير شرعي وتزوير الشهادات والكثير من كوادرها من مزوري الشهادات، لذلك لا يستطيع لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الوزراء النزول لمناقشة المتظاهرين لأنهم يسالونه عن حجم املاكه وبيوته وراتبة ورصيده في البنوك وهنا المصيبة الكبرى فحسب الدستور جميع المواطنين متساوين ويحق لأي مواطن المطالبة بحصته من النفط مما أحرج الحاكم؟؟ هذه الاستفسارات هي معادلة سياسية واقتصادية بحتة فكيف يمكن أن تكون المظاهرات غير سياسية؟؟ هتافات تطالب المراجع الدينية بالنزول الى الشارع يعني ان الشعب الجائع في واد والقيادة الدينية في واد آخر ولو كانوا في خندق واحد لما حصل نهب وتزوير ومذابح. لماذا تجد الفنان والشاعر والمثقف مشارك بقوة في الاحتجاجات لأن المليشيات حرّمت الفن والثقافة العراقية واستبدلتها بالطقوس الايرانية التي رفضها شيعة العراق منذ عقود وهو ما اعطى المتظاهرين دافع روحي ومعنوي واعلامي مهم حيث تسارعت ثقافة الرفض وازداد الصراع بين السلطة الغنية ورجال دينها والشارع الفقير وثقافته الشعبية الوطنية.
ستصبح النكتة سلاح، ويظهر المسرح الساخر والأدب التحريضي بقوة ويتحول التراث الشعبي الى هلاهل تخيف السيد السلطان، ستترك العامة من الشعب التيارات التي نهبت البلد وأهدته للأجنبي. لا يوجد متظاهر واحد يسألك فيما أنت شيعي أم سني مسيحي أو صابئي كردي فيلي كردي من بهدينان من سوران محجبة غير محجبة نجس ام شريف تصلي أم من اهل النار. منذ متى ونحن نسمع بالمقاولات الوهمية فتبليط شارع يتناوب على سرقة مقاولته ستة مقاولين اذا اشتكيتهم تضيع شكواك ويضحك عليك الموظف لان المقاول السارق من معارفه في الحزب أو معه في صلاة الجمعة والزيارات يأخذ الموظف المرتشي الطلب من (المواطن) ليرميه بسلة المهملات وامام المراجعين لماذا انت بعثي أنت شيوعي أنت تتكلم على الرموز المقدسة هذا ماجن وذلك داجن هذا كافر وذلك عنصري.... لقد ظهرت فئتين اجتماعيتين متناحرتين رغم انها تتبع نفس المرجع الديني الاولى جائعة ومحرومة الهوية الوطنية والكرامة وهي الفئة الاكبر والثانية غارقة في خيرات البلد وضمنت مستقبلها لالف سنة. التظاهرات هي خطوة نحو التغيير الجذري في البلد فهي تريد جواب عن توزيع الواردات، عن محاكمة السراق والمرتشين تريد اعادة الهوية الحضارية للمجتمع وهي ثورة على حرامية الاحتلال الأجنبي وجرائم مخابراته .
لا توجد علاقة مباشرة للانتفاضة في تونس بالتظاهرات العراقية فقد بدأت في العراق منذ خمسة أعوام وهي تشكو من الذين يتنافسون على المقاعد.وسمعنا من المتظاهرين آن ذاك ان (المسؤول) مستعد أن يحرق العراق مقابل كرسي السلطة. التظاهرات بدأت سياسية فكيف لها ان تكون اليوم عشوائية...العراقيون عانوا من الاحتلال وما قامت به المخابرات ومليشياتها من مذابح وتفجيرات بما فيها شارع المتنبي لبيع الكتب كلما تضاعفت الأحتجاجات كلما ازداد ارهاب السلطة وكلما أخذت التظاهرات طابعا وطنيا ثوريا وسوف تستشرس فرق الموت ويزداد الميل نحو الفتنة الطائفية للتخفيف من احتمال انتصار الانتفاضة. لا توجد أي جهة غير عراقية خلف المتظاهرين مما اثبت وقّوى وطنيتها وسوف تتحول قريبا القائمة العراقية الى المعارضة. لقد بدأت الحكومة ببغداد بغلق مقرات الاحزاب المعارضة لايران مما سيحتم تقارب شعبي غير مسبوق بقرار من القيادات يبشر بجبهة عريضة شعبية علمانية لوقف التدخل الاجنبي ونهب الثروات والتفريط بالهوية الوطنية. عماد الطائي 6 آذار2011
#عماد_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اما محاكمتنا أو محاكمتكم
-
بانتظار أول شهيد
-
أول حكومة في التأريخ
-
أين الله يا عباد الله
-
جائزة مؤسسة بن رشد
-
بمناسبة فوز الحوار المتمدن
-
حرق القرآن أم حرق الأديان
-
نصب تذكاري لتوما توماس
-
السخرية من المعتقدات الدينية
-
من سيقضي على داء الكذب
-
امتحان المرجعيات القسم الاول
-
امتحان المرجعيات القسم الاخير
-
انتخبوا الأحزاب الدينية
-
اللوبي الأمريكي أمام الصحافة الحرة
-
يا أسياد التخلف أتحدو
-
لقد أطيح بحظ العراق الجديد
-
لماذا انهار العراق ؟
-
عبقرية الإدارة الأمريكية - القسم الاول
-
عبقرية الإدارة الأمريكية - القسم الثاني
-
الرسالة التي لم تنشر
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|