إذا كنت في المغرب فلا تستغرب

محمد كوحلال

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 17:15
المحور: حقوق الانسان
    

إذا أتتك الضربات من الخلف فاعلم أنك في المقدمة. في بلاد العجم تعتبر الديمقراطية المحراب , الذي يحمي المواطن و يعيش الجميع على جناح الديمقراطية امنين مطمئنين مرتاحي البال. في بلاد يعرب آل يخرب , يعيش الفرد و ليس المواطن , جاهلا بحقوقه تحت سماء الوطن , يسلبه حقه في التعبير . لا تجمعه مع الوطن و الوطنية سوى رزمة من الوثائق .
ثقافة التواصل منعدمة بين القاعدة الجماهيرية و القمة , فقط أيام الانتخابات على وزن الاختلالات .يعود الود و الابتسامة الميكانيكية و تتحرك حقائب الأموال لرش الدراويش بورقات ماليةلا تغني و لا تسمن من جوع و من تم خطف أصواتهم , و هم في الجهل قابعون و على خطى الفقر سائرون.
في المغرب الدرويش مقموع مهمش منسي مقصي غلبان , يصارع الدهر و يتحمل سياط الفقر وأنينه يزلزل صمت القبور , لأجل إطعام عياله.أفواه مفتوحة لا ترحم في بلد أسعاره نار على نار , تتقل خطواته و تمنعه من التعبير عن حقوقه المهضومة على عهد حكومة تقودها أسرة آل الفاسي تحت لواء حزب الاستقلال على وزن الاستغلال.
إبعاد المغربي الغلبان عن ساحة الاحتجاجات و التظاهرات و تدويخه بشتى الأمور / مهرجانات دولية لا تنتهي حتى تبدأ أخرى بأموال الطبقة الكادحة المطحونة , مهرجان موازين نموذجا ,على شاكلة .. لخبط لخبيط شخبط شخبيط .. كذالك تنظيم مهرجانات محلية خاوية لا جدوى من ورائها, و تجمعات الزوايا حتى تظهر الدولة على أنها ترعى الجانب الديني و تعطيه حقا...الخ. حقا أمور تجعلني أصاب بنوبة ضحك شديدة.
الانتخابات على وزن الاختلالات هي الأخرى مجرد ديكور لتأتيت البيت الداخلي.أقصد شر لا بد منه , حتى تظهر المملكة بصاع من المساحيق على الخدود أمام العالم. في غياب أحزاب شرسة و عنيفة و تمتهن النضال الصحيح و ليس نضال الكسب و المناصب و الامتيازات / أذونات نقل , إكراميات ...الخ. حتى تصبح للمغرب حكومة مفبركة معطوبة شأن الحكومة الحالية التي تم تعيينها و إخراجها من رحم البلاط بولادة قيصرية . و كان الوزير الحالي عبيبيس الفغسي / عباس الفاسي / آخر من يعلم و يتسلم ورقة عليها أسماء وزراء حكومته.اعلموا يا جماعة الخير ان الحكومة الفعلية في المغرب هي خلف البلاط تسير و تخطط. أما البرلمان فهو جوقة جل أعضائه غائبون و إن حضروا ناموا, و البقية تعيد أسئلة تجعل الدم يغلي في العروق.
على كل حال نتسلى بهؤلاء و نضحك قليلا رفقة الرفاق و نمضي الوقت و نحن نتابع طزطزات بعض النواب و من خلال تدخلاتهم يظهر ان المغرب يلزمه أعواما و أعواما للحصول على نواب بثقافة برلمانية. علما ان اغلبهم لم يعرف يوما طريقه إلى الجامعة و تعليمه محدود جدا.
المغرب بلد المتناقضات بميزة حسن جدا .
عندما فتحت الشبكة العنكبوتية ذراعها لكل مقموع في المغرب ’ تحركت الأنامل تنفث زبده المرارة , تعبر عن ما لا تقدر التفوه به نظرا للحراسة البوليسية و المخابراتية , حتى في الحارات هناك عيون و بصاصين و مخبرين ,مهمتهم نقل التقارير إلى السلطة المحلية.
النت ثقب صار شعاعه يكبر رويدا رويدا , حيت أحس المخزن / السلطة / بدوخة من خلال تعاليق و كتابات الشباب التي تحولت إلى إبرة في ظهور الطغاة, و قطرات شمع تقطر على رموشهم. انزعاج أحست به السلطة , المخزن, , فحاولت شراء ذمم بعض أرباب المواقع / هسبريس نموذجا / الذي كان رائدا في نشر تعاليق الشباب و الرفاق أزعجت حتى البلاط . فتحول الموقع السيئ الذكر من منبر شعبي إلى منبر مخابراتي, يبلغ عن كل التعليق يتجاوز الخطوط الحمراء / أحد المعلقين الشباب من محافظة الحسيمة شمال المملكة نموذجا / . تم اعتقاله بسبب تعليق عنيف ضد المخزن على الموقع المذكور
عمل إجرامي لا يخطر حتى على بال إبليس, الغرض منه منع الأصوات الحرة ,و بناء أذرع ضد التعبير . علما ان المغرب كان دوما السباق إلى الموافقة على كل المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ..
ما في حقوق و لا بطيخ ..
اخشي أن يكون مندوبنا الأممي بقبعة حقوق الإنسان بجنيف , قد وضع إمضاؤه على حقوق العصافير دون أن يدري. لان قلم المغرب شغال 100 / 100 .
استطاع المخزن في الرباط شراء ذمم أرباب مواقع أخرى / هبة بريس نموذجا / و خلق العشرات من مواقع أخرى , طنا منه ان الشعب المغربي بليد . و لا يفهم ناهيك عن تخريب المدونات و المواقع المشاكسة و ملاحقة الأقلام المشاغبة و محاولة توريطها و التضييق عليها أحد كتاب , موقع ,مرايا بريس, من سلا نموذجا / .
ظزظزات اعلام المخزن و صبيانه على النت , سلالة مسيلمة الكذاب فضحتها خرجات شعبنا و الجماهير الشبابية الى الشارع للتعبير عن الحقيقة. فمهما فعلوا فهم خاسرون لان الواقع المعاش من قهر و قمع و فضائح السجون و الرشوة والفساد و اقتصاد الريع و استغلال آل الفاسي لثروات البلاد و العباد ,و بعض الجنرالات أصحاب امتيازات شتى , و رخص الصيد البحري في أعالي البحار لهم يتمتعون بخيرات المغاربة .
بلاوي كثيرة سوف اذكرها بالتفصيل الممل في مقال عنيف ناري في المقال المقبل إن بقي في العمر بقية و إن لم يتم الاعتداء علية مرة رابعة .
أنا ميت ميت.. و هذا قدري و قدركم انتم يا جماعة الخير , لكن لا يهمني كيف سأموت؟ . يهمني أن أحاول إبلاغ رسالتي إلى كل مناضل حقيقي, و أن يأخذ المشعل بعد أن يضعني معشر وجوه الخير في حفرة لن يراني احد من بعد. و مادام القلب ينبض فسوف ألاحق مخزن مسيلمة الكذاب.
لقد أرادت الأيادي الخبيثة منعي من التعبير و اقفلوا باب مدونتي / مراكش الحمراء / حتى لا ألاقي الرفاق و الأحباب المسحوقين و أفرج عن كربهم بالكتابة . المدونة التي كانت تخيف من يهمهم الأمر في الرباط .كذالك حرموني من 1602 من الخلان على موقع , الفيسبوك, الجميع على صفحتي الخاصة كان معجبا بما أنقشه من كلمات صادقة و خصوصا الصور التي كنت اعتمد عليها اكتر من الكتابة و هي أفضل تعبير. وهاأنذا استمر في الكتابة و سأواصل مشواري رغم ان دربي موحش تتخلله الأشواك لكن قدري أن امسح دموع الحزين و أبكي لبكائه و اخفف عن الدرويش قدر ما استطعت , رب السماء أهداني قلما لأجل نصرة المظلومين.
معركتي إذن يا وجوه الخير تستمر و ادعوا لي بالسلامة لأني أصبت بحسرة و تذمر و خيبة و حالتي النفسية متدهور جدا. فلولا دعم الخلان و مكالمتهم لكنت الآن طريح الفراش.
ادعوا لي و صلوا من اجلي فأنا وحيد في عالم الوحوش لا املك سوى قلمي و حبي لدراويش وهذا يكفيني لا أسأل مالا و لا جاها. لأنني ميت و لن أسحب معي شيئا أفضل أن أظل معدما فقيرا إلى جنب الفقراء
دمتم بخير إلى اللقاء
المحاصر المقموع المدون ذ محمد كوحلال ناشط حقوقي مستقل مراكش

#محمد_كوحلال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات