أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - المغرب والجزائر : بين الاتفاقيات الرسمية المشبوهة وضرورة التنسيق المصالحي بين الشعبين















المزيد.....

المغرب والجزائر : بين الاتفاقيات الرسمية المشبوهة وضرورة التنسيق المصالحي بين الشعبين


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 17:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بقدرة قادر تحولت سياسة العداء المتبعة بين أنظمة الحكم في المغرب والجزائر لمدة تجاوزت ثلاثة عقود من الزمن إلى علاقة ود واحترام
ففي تطور مفاجئ أعلنت كل من الديبلوماسية المغربية ونظيرتها الجزائرية ما سمياه استعدادهما لعقد لقاءات مشتركة للحوار والتداول في إمكانية عقد اتفاقيات في العديد من القضايا دات الصبغة السياسية والتجارية والأمنية ، والنظر في كل الملفات دات الصلة بمصلحة البلدين كفتح الحدود والتبادل التجاري في أفق التفكير في مصير اتحاد المغرب الكبير بمجرد ما تستقر الأوضاع السياسية فيه
إن ما يجعل حكام المغرب والجزائر على هدا الإنسجام الطارئ والمصطنع هو ما تعرفه المنطقة الشمال إفريقية والشرق أوسطية من ثورات شعبية ومن انتفاضات جماهيرية غير مسبوقة مما فرض على أنظمة الحكم في البلدين تجاوز الإختلافات المفتعلة في كثير من الأمور حتى يتم التنسيق على كل ما له علاقة بمستجدات الأوضاع ، وحتى يتم تدبير الملف الأمني بوجه خاص في إطار من التعاون والعمل المشترك
فالعلاقات المتوترة بين البلدين مند استقلال الجزائر سنة 1962 ، والتي لم تزد إلا استفحالا ، بسبب قضية الصحراء أريد لها أن تنزاح مؤقتا عن المشهد السياسي للبلدين حتى تتفرغ السلطتان الحاكمتان للعمل ضد طموحات الشعبين في التحرر والعدالة الاجتماعية والديموقراطية الحقة ، سواء بالتضليل عن طريق الدعاية الكادبة وترويج المغالطات بزعمهم القيام بأعمال مشتركة تتعلق بتطوير العلاقات على المستويات المختلفة حتى تتحقق الآمال في المصالح دات المنفعة المتبادلة ، أو عن طريق التنسيق في المجال الأمني والمخابراتي عبر تبادل الخبرات والتجارب وعبر تقديم المعلومات والتقارير والنصائح لبعضهما البعض حتى تتم الاستفادة منهما
إن الأوضاع التي تعرفها كل من الجزائر والمغرب على المستويات السياسية الرسمية وتلك التي تعنى بمجالات اللغة والثقافة والدين والتاريخ والمصير المشترك تكاد تكون متشابهة إن لم تكن جدا متطابقة . فعلى المستوى السياسي ، ورغم الفرق الواضح بين أنظمة الحكم دات الطبيعة الملكية في المغرب والرئاسية العسكرية في الجزائر ، إلا أنهما لا يختلفان في شيء في التوجهات العامة للدولتين . ففي كلا البلدين تنهج الطبقة الحاكمة سياسة دات منحى استبدادي ودات طابع تفقيري ولا شعبي حيث يمارس القهر والتسلط الطبقيين بأبشع صورهما موازاة مع الاستهلاك المفرط والديماغوجي لخطاب الحريات وحقوق الإنسان إعلاميا ومؤسساتيا بهدف التضليل وتغليط كل من الرأي العام الداخلي والدولي والظهور بمظهر الدولة الديموقراطية ، وحيث الفقر يطال أوسع فئات الشعب بسبب انتشار البطالة وسوء التدبير وانتهاج سياسة التبعية للإمبريالية المتوحشة مما أدى إلى استفحال ظاهرة الهجرة السرية في أوساط الشباب والمثقفين رغم الثروات الهائلة التي يزخر بها كلا البلدين حيث تنعم الجزائر بخيرات الغاز والبترول مما جعلها تراكم أكثر من 130 مليار دولار حتى حدود نهاية السنة الماضية والتي لا يتورع النظام العسكري في إهدارها في مراكمة الكثير من الأسلحة الثقيلة ، وحيث يستفيد المغرب من عائدات الفوسفاط والعمال المهاجرين والسياحة والصيد البحري والفلاحة
أما على المستوى الشعبي فهناك تقارب على مستوى الهموم والقضايا كما على مستوى منظومة الرؤى والأفكار لدى مكونات المجتمع بالإضافة إلى تشابه الأطروحات السياسية لأحزاب المعارضة ومواقفها من عدة قضايا سواء منها اليسارية الديموقراطية المتخادلة أو تيارات الإسلام السياسي المتخلفة .
فكما هو معروف يمثل الأمازيغ أغلبية السكان في المغرب وتقريبا نصف ساكنة الجزائر ، هدا رغم أن النسبة الكبيرة ممن يعتبرون عربا ليسوا في الحقيقة إلا مستعربين بفعل سياسة التعريب التي نهجتها قوى الإستعمار الفرنسي في فترة الحماية لتستمر عليها أنظمة الحكم العروبية الشوفينية بعد الحصول على الإستقلالات الشكلية . ورغم النضالات والتضحيات الجسام التي قدمها الأمازيغ في سبيل قضيتهم الأمازيغية لا زالت السلطات في البلدين تمارس سياسة التقطير في تحقيق كل الحقوق المشروعة بجعلها متساوية مع العربية في كل المجالات اللغوية والثقافية والتاريخية والهوياتية وهو ما قد يؤدي مستقبلا إلى احتقان شعبي إدا لم تتدارك الجهات المسؤولة أخطاءها وتعمل على تحقيق الديموقراطية اللغوية كاملة .
هدا وتستمر المعاناة لدى المواطنين في كلا البلدين خاصة في المناطق الحدودية حيث توجد علاقة قرابة وترابطات عائلية بين مئات العائلات المغربية والجزائرية والتي فرقت بينهما سياسة العداء بين الدولتين مما أسفر على اتخاد قرار إغلاق الحدود لمدة تجاوزت العقدين من الزمن مع ما يتركه هدا الإجراء من حنان إلى اللقاء ومن ألم وحسرة في النفوس
وكما هي السياسة الرسمية تمارس الديماغوجية والتضليل في تدبيرها للشأن العام حيث تقول خلاف ما تعمل ، نجد أحزاب المعارضة البرلمانية السابقة وأحزاب المعارضة الحالية المتمثلة في أحزاب الاشتراكية الديموقراطية التي هي على منوال أحزاب ما كان يسمى بالكتلة الديموقراطية في المغرب وحزبي العمل والقوى الإشتراكية وغيرهما في الجزائر ، والأحزاب دات التوجهات الإسلاموية كحزبي العدالة والتنمية وحمس وغيرهما ، تسلك نهج الأزدواجية في الخطاب والعمل حيث نراها على مستوى الشعارات تردد الكلام الرنان حول قضايا الحرية والعدالة والديموقرطية وما تتطلبه من نضال فعال ومستمر لتحقيقها على أرض الواقع في الوقت الدي نجدها تشارك السلطة سياستها الطبقية العدائية سواء عن طريق الدخول إلى العمل الحكومي المباشر أو لجوئها إلى الصمت وتجميد العمل النقابي وعدم مشاركة أفراد الشعب وتياراته المناضلة في سيرورة الكفاح كما هو واقع الآن في مقاطعة كل ما تدعو إليه الحركات الشبابية في الخروج إلى المسيرات والاعتصامات في الشارع
إن الطبقة الحاكمة في المغرب والجزائر لم يسعفها ضعفها في مواجهة المد النضالي الدي من المنتظر أن يتقوى أكثر فأكثر مع مرور الوقت مما جعلها تلجأ إلى تنسيق الأدوار لتكسيره ، رغم العداء المستشري بينهما ، وهو الأمر الدي يفرض على الشعبين الشقيقين في البلدين وعلى قواهما الحية المناضلة تسخير كل الجهود لإدابة جليد الجمود الحاصل في العلاقات والعمل على تعرية كل الخلفيات التي ترتكز عليها الأنظمة لبث سموم العداء والكراهية بين الشعبين وفضحها ، في أفق أن تنضج الشروط لتوحيد المواقف وتسهيل عملية النضال المشترك من أجل تحقيق الأهداف المبتغاة
فكما ينسق الحكام للحفاظ على سلطاتهم ومصالحهم ، على الشعوب أن تتدبر أمرها للنجاح في تنسيق المواقف لتتمكن من تحديد مصيرها المشترك



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسباب الكامنة وراء تأخر المغرب في مواكبة الانتفاضات الشمال ...
- القدافي - الثائر - والقدافي المتسلط
- ملخص للأجواء التي تمت فيها تظاهرة 20 فبراير في مدينة خنيفرة
- القيادة العسكرية وتخوفات الشعب المشروعة من إجهاض أهداف الثور ...
- الثورة المصرية وبوادر الجمهورية الثانية
- المغرب الكبير : الدولة الفيدرالية الديموقراطية الموحدة ( مشر ...
- سيرورة الثورة وضرورة الحزب الثوري
- مصر على درب الثورة
- ثورة الياسمين التونسية : إنجازات وآفاق
- الثورة التونسية ، تداعيات ، نتائج وطموحات
- حتى لا يتم الالتفاف على الثورة التونسية المجيدة
- الأصًوليون الإسلامويون ( تكتيك ومشروع حكم)
- حول التوصيات الختامية للجنة الأممية ... حالة المغرب
- منتدى اليسار بإفريقيا
- الدولة المدنية و الرهان الصعب
- الحلم الاشتراكي
- رد على مقال السيد طلعت : تاريخ العلمانية
- رد على مقال السيد مدبولي : هاجم وانتقد....
- الحركات الاجتماعية واليسار أية علاقة ؟
- النظام الفدرالي وبناء صرح الديموقراطية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - المغرب والجزائر : بين الاتفاقيات الرسمية المشبوهة وضرورة التنسيق المصالحي بين الشعبين