أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بودريس درهمان - أجيال الخيبة، جيل الثورة و النظام الإقليمي الجديد














المزيد.....

أجيال الخيبة، جيل الثورة و النظام الإقليمي الجديد


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 15:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أجيال الخيبة هي ثلاثة: جيل عاش خيبة وعود الاشتراكية و جيل عاش خيبة وعود الثورات الإسلامية و جيل ثالث عاش خيبة الوعود اللبرالية. ثلاثة أجيال في حوض واحد تحاصرهم الأوضاع و تضطهدهم الأنظمة. أما جيل الثورة فانه يرفض أن يعيش كباقي الأجيال الأخرى التي سبقته إحساس الخيبة.
جيل الثورة لديه شعار واحد هو إسقاط النظام عن طريق تبني برنامج واضح و مقروء؛ برنامج أصبح على ضوء الثورة التونسية و الثورة المصرية أكثر وضوحا؛ وعلى ذكر هاتين الثورتين، فان من يشكك في نجاحهما فهو جد مخطئ. إنهما ثورتان رائعتان بكل ما للكلمة من معنى.
البرنامج الثوري للثوار الشباب ابتدأ بالتواصل عبر الشبكات الافتراضية الاجتماعية مثل الفايسبوك و التويتر عن طريق التواصل بأسماء حركية مستعارة، كما يقوم بذلك جميع الثوار في العالم. بعد اتساع دائرة المؤمنين بالأفكار الثورية الجديدة، اضطر هؤلاء إلى الفصح عن هوياتهم و بدؤوا يضربون مواعيد في مقرات حزبية و في أماكن عمومية. بعد أن حددوا أهدافهم بشكل جيد قرروا البدء في التظاهر و الاعتصام بساحة عمومية تتوفر على رمزية سياسية قوية و توجد على مقربة من الجهاز التنفيذي الذي تشكله الحكومة، مثل ساحة التحرير في مصر. أثناء عملية الاعتصام تتم المطالبة بشيء واحد هو رحيل الحكومة، حل البرلمان و المطالبة بدستور جديد يؤسس لمجتمع جديد. إلى حدود كتابة هذه المقالة الدول التي نجحت فيها الثورة هي دول جمهورية ذات نظام رئاسي لم تحترم فيها قيم النظام الجمهوري الرئاسي كما هو متعارف عليه دوليا. هذه الأنظمة الرئاسية الشبه جمهورية التي نجحت فيها الثورة ظهرت فيها ظاهرة غريبة هي ظاهرة التوريث السياسي. هذه الظاهرة ظهرت أول ما ظهرت في سوريا، بعد ذلك انتقلت إلى ليبيا ثم مصر فاليمن فتونس أخيرا. الغريب في الأمر الدولة الأولى التي برزت فيها ظاهرة التوريث الرئاسي هي سوريا و رغم ذلك لازالت هذه الدولة تستعصي على التغيير الثوري و كأن التوريث السياسي هو الأخر يستند إلى ثقافة سياسية أصيلة تعتمد على قوانين و أعراف؛ في حين الدول التي لم تؤصل لهذه القوانين و الأعراف تنهار بسرعة هائلة أمام شعوبها.
انهيار الأنظمة العربية الشبه جمهورية أمام شعوبها، جاء نتيجة لتبنيها لنظام التوريث السياسي الغير معترف به في كل الأنظمة السياسية الدولية التي تعتمد النظام الجمهوري كخيار سياسي لشكل الدولة. انهيار الأنظمة العربية الشبه جمهورية أمام شعوبها لا يعفي باقي الأنظمة السياسية الأخرى من ثورات شعوبها، فحتى الأنظمة الملكية العربية الحالية مقارنة بنظيرتها الأوروبية هي أنظمة شبه ملكية، مما يعني بأن كل الأنظمة السياسية التي تسود شمال إفريقيا و الشرق الأوسط هي أنظمة شبيهة و غير مكتملة الملامح، و الثورات جاءت للتدقيق في إضافة هذه الملامح حتى لا تكون هنالك تشوهات ما بين النماذج السياسية المعتمدة دوليا و النماذج الشبيهة السائدة في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط.
إذا كانت الأنظمة السياسية الجمهورية ليس من حقها ممارسة مبدأ التوريث السياسي و السلطوي على مستوى رأس هرم السلطة و حواشيه، فالأنظمة السياسية الملكية هي الأخرى ليس من حقها ممارسة مبدأ التوريث السياسي و العائلي في مناصب حكومية و في مناصب سامية عليا، لأن مبدأ التوريث السياسي يخل بقيم الكفاءة و الفعالية و يخل بالقيم الديمقراطية ككل.
لا فرق بين النظام السياسي الجمهوري و النظام السياسي الملكي إلا بمستوى احترام هذا النظام أو ذاك للحقوق السياسية و الاقتصادية و الثقافية للمواطنين. أما ما عدا هذا فالاختلاف لا يعدو أن يكون اختلافا إيديولوجيا على مستوى الارتباط بالتاريخ أو على مستوى الرغبة في الانفصال عنه.
الأنظمة الملكية العشر السائدة حاليا بداخل دول الاتحاد الأوروبي هي الأكثر تقدما و الأكثر تمايزا على مستوى مؤشر السعادة و على مستوى الدخل الفردي و مستوى الاستمتاع بالحريات الفردية و الجماعية و لا تستدعي هذه الأنظمة مواطنيها لتحفيزهم على الثورة و على تغيير النظام. الذي يحفز على الثورة ليس شكل النظام هل هو جمهوري أو ملكي و لكن طبيعته بمعنى هل يحترم القيم الديمقراطية و حقوق الإنسان أم لا.
دول شمال إفريقيا و الشرق الأوسط خلقت نماذج للسلطة في حين دول الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية و غيرها من باقي الدول خلقت نماذج للديمقراطية و لحقوق الإنسان، و قد استطاعت أن تخلق هذه النماذج بواسطة الثورة على نقسها، لهذه الأسباب لا محيد عن الثورة على الذات بداخل النماذج السلطوية؛ لأن جوهر القضية ليس في النماذج السلطوية في حد ذاتها و لكن جوهر القضية هو في النظام الإقليمي الجديد الذي هو بصدد التشكل. فبداخل النظام الإقليمي الجديد مصر ستكون لها الريادة بفضل شبابها الثائر و ستتبعها في ذلك تونس و الدول التي ستحدث الثورات على أنظمتها المتقادمة، أما الأنظمة التي ستتأخر في تثوير ما هو متقادم فيها فستعرف لا محالة عجزا عن مواكبة النظام الإقليمي الجديد بعلاقات جديدة و معاملات جديدة ناهيك عن طبيعة الثروة الجديدة المتمثلة في الرأسمال البشري و في الذكاء الإنساني.



#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة العربية و روح و عقل الشعوب
- خطة الرئيس أوباما للتغيير
- بلطجية التاريخ انتهوا
- مفهوم التجديد و مفهوم الابتكار
- ثورة البرونيتاريا
- في النظام الجزائري الحالي لا قضية تعلوا على قضية الصحراء.
- دكتاتورية الشفافية
- الكبرياء و التاريخ:رسالة أيمن نور، خطاب أوباما و موقع ويكيلي ...
- الإعلام الجزائري و قضية الصحراء
- الأراجيز و التاريخ
- العلوم العصبية و نظرية الازدواجية الوظيفية
- محاربي تندوف هم بصدد التحول إلى محاربي التنظيم الإسلامي العا ...
- العقل الإجرائي و نظرية التعتيم الكلي
- الصحراء، أسطورة الإطار و فشل صراع الأضداد
- التسريبات الويكيليكسية
- اليمين الاسباني و اتفاقية مدريد
- قرار البرلمان الأوروبي قوي اللهجة
- مخيم اكديم ازيك و التحديات الأربع
- أحداث الثامن من نونبر بمدينة العيون أمام اللجنة الدولية لمكا ...
- أحداث العيون الأليمة ليوم الثامن من نونبر على ضوء مقتضيات ال ...


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بودريس درهمان - أجيال الخيبة، جيل الثورة و النظام الإقليمي الجديد