أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عودت ناجي الحمداني - الاستعدادات الامريكية لغزو ليبيا















المزيد.....

الاستعدادات الامريكية لغزو ليبيا


عودت ناجي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 15:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



المتتبع للازمة الطاحنه في ليبيا يصاب بالذهول من دخول الولايات المتحدة الامريكية بقوة على خط الازمة وتسويق نفسها كمدافع عن الديمقراطية وحقوق الانسان المنتهكة من النظام القذافي في الوقت الذي هي تحمي الانظمة الرجعية والاكثر همجية في المنطقة والعالم والتي لا تعترف تلك الانظمة المتعفنه بأبسط حقوق الانسان الاجتماعية والاقتصادية ولا حتى في حق الانسان في التعبير عن ابسط اشكال حريته كالسعودية و من على شاكلتها من الانظمة التي تحكم البشر بقوانين القرون الوسطى .
ان الولايات المتحدة الامريكية لم تنزع صفتها العدوانية مهما تظاهرت بدعم الديمقراطية التي تكافح من اجلها الشعوب فهي تدعم اسرائيل العدوانية وتساند كافة الانظمة القمعية التي لها مصلحة في بقائها رغم معاداة تلك الانظمة للحرية والديمقراطية ورغم انتهاكها الصارخ لحقوق الانسان.
لقد فاجئت الامبريالية الامريكية العالم بتباكيها المزيف على حقوق الانسان في ليبيا , وهي التي فرضت الحصار الاقتصادي والجوي في العام 1989 على الليبيين وجوعت اطفالهم وجمدت ارصدة الدولة الليبية مما ادى الى احباط خطط الدولة التنموية و تدهور قيمة العملة الوطنية وارتفاع نسب التضخم والبطالة وانتشار الفساد المالي والاداري.
و انبرت الولايات المتحدة الامريكية بكل وقاحه وتطاول في استغلال الازمة الليبية وتحريض الدول الغربية على اتخاذ التدابير السريعة, كتجميد الاموال وارسال البوارج العسكرية بالقرب من السواحل الليبية ودفع حلفئها لفرض الحظرالجوي على الاجواء الليبية والاعلان عن دعمها للمعارضة الليبية وغير ذلك من الاجراءات الاخرى لمحاصرة النظام الليبي في محاولة مفضوحة لتعبيد الطريق امام قواتها للتدخل العسكري وفرض واقع جديد يؤمن مصالحها الآنية والمستقبلية.
وهنا ينبغي ان نتفهم دور هذة المعارضة وتوجهاتها السياسية والايديولوجية فلم يكن في صفوف هذة المعارضة اي حزب من الاحزاب الوطنية والتقدمية ولا اي منظمة من المنظمات الديمقراطية و اليسارية سوى جبهة انقاذ ليبيا التي تمثل الايديولوجية السلفية وهي الاقرب الى القاعدة في رؤيتها المستقبلية في ادارة الدولة بمبدأ الحلال والحرام .
فالقوى السلفية المنظمة في لواء جبهة انقاذ ليبيا وانطلاقا من ايديولوجيتها المستمدة من ثقافة القرون الوسطى فأنها متعطشة لاقامة نظام استبدادي بديلا للنظام القذافي من نموذج النظام السعودي وطالبان والسودان وغيرذلك من الانظمة الهمجية.
والسؤال هنا هل تدعم الولايات المتحدة الامريكية القوى المعارضة وتتخذ هذة المواقف السريعة من دون ثمن سياسي ومن دون ترتيبات تضمن مصالحها ونفوذها في ليبيا ؟ وهل تدخل هذة الدولة العملاقة بهذا الثقل السياسي والعسكري للاطاحة بنظام القذافي لو كانت قوى هذة المعارضة من الاحزاب اليسارية و الشيوعية ؟.
والامر الملفت للانتباه ان قوى المعارضة المحتمية بالولايات المتحدة الامركية لم تفصح عن سياستها المستقبلية بعد الاطاحة بنظام القذافي فلم يرد في خطابها ولا اشارة واحدة عن حكم ديمقراطي اوتعددية سياسية كبديل مستقبلي لنظام الحكم كما لم يرد في خطابها السياسي اي ذكر لحقوق الانسان ولم تشر اشارة واحدة الى حرية تأسيس الاحزاب السياسية التي تعبر عن مصالح المجتمع الوطنية والطبقية ولم تفصح هذة المعارضة عن رؤيتها لقضية الديمقراطية والحرية التي يجب ان تكون معيارا لوطنية القوى التي ستتولى الحكم .
وفي الداخل الليبي نلاحظ انعكاس روحية هذا التوجه الاخواني حاضرا ومؤثرا في شعارات المنتفضين ولهذا فلم نسمع هتافا للحرية والديمقراطية ولا هتافا واحدا بحياة الوطن ولا لافتة واحدة تعبر عن المساواة و حقوق المراة ولا شعارا واحدا لحقوق الانسان. ولكن نسمع شعارا واحدا يتردد اينما وجد المتظاهرون ( لا الله الا الله) وهو ما يعبر عن مدى تاثير وتغلغل القوى السلفية والرجعية بين المنتفظين .
فالقوى السلفية سوف تستغل بساطة وقلة وعي المجتمع الليبي واحباطاته التي ولدها النظام من ظلم وقهر وفقر ويأس وتسوقه على انه (عقاب من الله لعدم طاعة العبد لربه ) وبذك تعمل على تخدير عقول الناس البسطاء بخزعبلات الفتاوي الدينية والارشاد الروحي بهدف سرقة منجزات الانتفاضة واقامة نظام ديني استبدادي معادي لتطلعات الشعب الليبي في الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
ونعتقد مما يجري في الازمة الليبية ان الولايات المتحدة الامريكية سوف تستخدم حركة اخوان المسلمين الليبيين و الجماعات الليبية المعدة سلفا كواجهه عميلة لاضفاء الشرعية الدولية في التدخل الفج في شؤون الشعب الليبي واحتلال آبار النفط وفرض نظام هزيل من اخوان المسلمين المتأمركين في الشكل والمعادين للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان في الجوهر . فبحجة تقديم المساعدات الانسانية وحماية المواطنين من بطش النظام القذافي تسعى الادارة الامريكية لفرض منطقة الحظر الجوي على الاجواء الليبية والغاية الاكيدة لهذا الحظر هو التحضير لشن العدوان العسكري والهمجي لتدمير البنى التحية والقطاعات الاقتصادية والخدمية الحيوية في ليبيا في سبيل خدمة مصالح الشركات الاحتكارية بحجة اعادة البناء والاعمار كما حدث في العراق وامتصاص الاموال الليبية ودفع الدولة الليبية نحو صندوق النقد الدولي لأغراقها بالديون الخارجية كي تكون المديونية وسيلة للتدخل في شؤون الدولة الليبية ومصادرة قرارها الوطني.
وعليه فأن عداء القذافي ونظامه للقوى اليسارية والديمقراطية وتغييبها عن المجتمع الليبي بقوة القمع الدموي, قد رجح القوى السلفية والرجعية الى الواجهة في معركة التغيير فنظام القذافي في عدائه المسعور للشيوعية والديمقراطية يتحمل المسؤولية في توفير المناخات الدافئة لنموالقوى السلفية واتساع نفوذها وتحقيق اهدافها بأقامة حكم اسلامي مستبد في ليبيه.



#عودت_ناجي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهام الملحة للتعجيل باسقاط دكتاتورية القذافي
- ماذا بعد سقوط دكتاتورية القذافي
- الحوار المتمدن تطور دائم وعطاء لا ينضب
- ازمة تشكيل حكومة عراقية ام صراع المصالح الذاتية
- في الذكرى 76 لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي نمجد الشهداء ونصون ...
- انتخاب قائمة اتحاد الشعب ضمانة لعراق حر ديمقراطي تعددي
- الحوار المتمدن اشعاع للفكر العلمي والثقافة التقدمية
- الشيوعيون لايملكون المال والاعلام ولكنهم يملكون النزاهة والك ...
- السماوة الباسلة تفتخر بأبنها البار الشهيد ابو ظفر
- ثورة 14 تموز والفرصة التاريخية لانتصار الاشتراكية
- انكار الديون الخارجية للعراق حق مشروع للشعب العراقي
- المرأة العراقية بين نار الأرهاب ونار الطائفية
- حقوق الانسان
- ماذا قدمت الحكومة العراقية لمعالجة ازمة المهجرين العراقيين
- حكومة لم تقدم للشعب سوى الخراب
- عاش شريفا ومات عزيزا في أربعينية الراحل عالم التاريخ وخبير ا ...
- انقذو العراق من الكارثة بأقامة حكومة يسار ديمقراطي 2
- انقذو العراق من الكارثة بأقامة حكومة يسار ديمقراطي
- من اجل اغناء وثائق المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- حكومة السني والشيعي والكردي هل هي حل أم مشكلة للمالكي ؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عودت ناجي الحمداني - الاستعدادات الامريكية لغزو ليبيا