السعودية: التظاهر ممنوع لمخالفته الشريعة!!!

مروان حمود

الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

(الرياض - واس
أكدت وزارة الداخلية السعودية على منع كافة أنواع المظاهرات والمسيرات والاعتصامات، والدعوة لها، لتعارضها مع مبادئ الشريعة الإسلامية، وقيم وأعراف المجتمع السعودي.

وقالت الوزارة، في بيان للمتحدث الأمني باسمها، السبت 5-3-2011، إن البعض "يحاول الالتفاف على الأنظمة والتعليمات والإجراءات لتحقيق غايات غير مشروعة".

وأكد المتحدث الأمني أنه "في الوقت الذي ضمنت فيه الأنظمة والقيم السائدة في مجتمعنا، المحكوم بشرع الله وسنة رسوله، وسائل مشروعة للتعبير، وأبواباً مفتوحة تكفل التواصل على كافة المستويات في كل ما من شأنه تحقيق الصالح العام؛ فإن قوات الأمن مخولة نظاماً باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بشأن كل من يحاول الإخلال بالنظام بأية صورة كانت، وتطبيق الأنظمة بحقه".

في حين أن التظاهر يترتب عليه "إخلال بالنظام العام، وإضرار بالمصالح العامة والخاصة، والتعدي على حقوق الآخرين، وما ينشأ عن ذلك من إشاعة الفوضى التي تؤدي إلى سفك الدماء، وانتهاك الأعراض، وسلب الأموال، والتعرض للممتلكات العامة والخاصة").
لـقـد قـرأت هـذا الـرد عـلى صفـحات موقـع العـربيـة نت كـرد على التملمـل والتظاهـر المتواصل هـناك منـذ عـدة أيام, والحقـيقـة أننـي لـم أفـاجئ بـرد آل سـعـود عـلى أي مطلـب شـعـبي, وعـدم قـبولهـم لأي شـكل مـن أشـكال الإعـتراض أو حتـى التسـاؤل عـن عـدم ممـارسـة الإنسـان لحقـوقـه, فـهـم لايـزالون يعـتقـدون أنهـم المـلاك الشـرعـيون لـ (السـعـوديـة) ولكل مـن وما فـيهـا, إلا أن مـاأسـتغـربـه هـو أنهــم بـدأوا بـتزويـر الإسـلام وشــرائعـه, فـالإسـلام هـو الـذي يـدعـو إلى العـدالـة والمسـاواة وضمانـة العـيش الحـر والكـريـم لكـل إنسـان والإسـلام هـو الذي دعـى إلى وجـوب قـول الحقـيقـة ومناهـضة الظلـم والفـسـاد, أي عـلى عـكـس ممـارسـات آل سـعـود, وبغـض النظـر عـن فـلسـفـتهـم للأمور أود هنـا القـول أن التظاهـر كان وسـيبقـى حقـا أسـاسـيا لكل إنسـان أو جمـاعـة تعـاني مـن ظلـم أو إستبداد أو تفـرقـة, بغـض النظـر عـن الإنتمـاءات الدينيـة والطـائفـية ســواء للفـرد أو للـدولـة.
السـعـوديـة ليـسـت بمملكـة (فـاضلــة) ولاهـي ضامنـة لحـقوق وحـريات مواطنيهـا, وحكامهـا لـم يحققوا العـدالة أو المسـاواة أو أي من توصيات الإســلام ورسـولـه, فـهـي إذا معـرضـة لـرياح الإحتجـاج ونـزول الجمـوع إلى الشـوارع, وهـم (آل سـعـود) سـيجـدون أنهـم أمـام واقـع جـديـد, يحـتـم عـليهـم النـزول عـن عـروشـهـم والبحـث فـي أسـباب عـدم رضى المواطـنون وتلبيـة مطالبهـم وإحـترام حـرياتهـم وحقـوقهــم, فـجيـل الشـباب (65% مـن مجمـوع السـكان) لايجـد أي مـبـرر لعـدم تمتعــه بحيـاة حـرة وكـريمـة, وأيضا لايجـد مـبررا لقـبول تمـركـز كافـة السـلطات والثـروة بأيـدي عـائلــة, أي أن زمـان الطـاعـة العـميــاء قـد ولـى وحـل محلـه عـصر الشـراكـة والتشـارك. و(أوامـر) أوفلسـفـة وزير الـداخليـة لـم تعـد كمـا آيات وصـور القـرآن, بل ســتواجـه بإحـتجـاجـات أوسـع وأضخــم, وصاحب السـمو يخـطئ إن لم يـسـتـوعـب المـسـتجـدات وإن أغـمض عـينيـه عـن الحقـيقـة, فـشرعـية وجـوده وعـائلتـه سـتصبح مـوضع التسـاؤل إن لـم يتفـاعـل إيجـابيـا مـع المـستتجـدات المـذكـورة, وإن لـم يتحـرر مـن إعـتقـاد تفـوق آل ســعـود عـلى غـيرهـم مـن مواطنـي هـذا البـلـد.
إننـي أجــد أن ممـارسـات آل ســعـود سـتضطـر مواطنـي (السـعـوديـة) إلى إعــلان ثـورتهـم قـريبا جــدا, فـهـم يحـتكـرون السـلطـة والثـروة ويفـرضون عـلى الشـعـب العـيـش في دولـة بوليسية لاتراعـي أبسط حـقـوق الإنـسـان ولاتعـير لحـريات الأفـراد والجماعـات أي إهـتمـام.
البحـبوحـة الماليـة لـم تعـد الأسـاس الأهــم الذي تبنـى عليه الـدول والمجتمعـات أو الإســتقـرار, إنمـا الأسـاس أصبـح العـيـش الحــر والكـريــم, فـالمـال ومهـما تضخـمـت مبـالغـه لـم يعــد بـديـلا لحـريــة الفـرد ولإنـسـانيتـه, تلك هـي حـقـيقــة اليـوم, أمـا مـن يصر عـلى العـيـش وفقـا (لحقـائــق) البارحــة فـ (زنبــو عـلى جـنبــــو), ورياح التغـييـر أصبحـت عـليلــة جــدا بحـيث جـعـلـت الجميـع عـلى إســتعـداد لـدفـع ثمنهــا, عـلـى أمـل أن يـسـتـوعـب آل ســعـود وغـيرهـم مـن "طـوال العـمـــر", فـالشـعـب أقـوى.
مــروان حمــود العـلــو الخـابـوري

#مروان_حمود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات