حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 23:55
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
منذ أن تجاوز المواطن العربي حاجز الخوف في تونس الشقيقة وانفلاته من قبضة الدكتاتور حتى بدا يتكسر ذلك الحاجز في كل ربوع الوطن العربي وكأن الشجاعة بمحاربة الأنظمة الدكتاتورية عدوى تنتشر بين الشعوب كانتشار النار بالهشيم . كما أن العمل الجماعي بين طبقات المجتمع العربي حدث بأنصع صوره . الصراع جذري بين الحاكم الدكتاتور ومن يحيطه من اللصوص والأبناء والبطانية وبين بقية الشعب المحروم .بجياعه ومثقفيه وكل قواه الحية . عدوة الشعوب الدولة الامبريالية العظمى في العالم والداعم الحقيقي لتلك الأنظمة تعمل باتجاهين متناقضين . الاتجاه المعلن هو دعم الحريات في العالم العربي والعالم أجمع والمساعدة على بناء أنظمة ديمقراطية ليبرالية . أما الاتجاه الخفي هو التآمر على الثورات والإتيان ببديل يسير على خطى الأنظمة الدكتاتورية مع تغير في بعض الوجوه . الوعي الشعبي لدى المنتفضين كان بالمرصاد للنوايا الأمريكية المبيتة . حيث الإصرار على تنفيذ كل المطالب الشعبية ورفض أي بديل لا يختاره الشعب وفق الإرادة الحرة . وما تبين لحد الآن أن إسقاط الأنظمة الدكتاتورية أسهل بكثير من فرض الإرادة الشعبية في بناء دستور جديد وفق مفاهيم عصرية . دستور يعمل على قطع الطريق أمام قيام دكتاتورية أخرى تعبث بالمال العام وتبدد الثروات وتشيع الفساد بكل أنواعه . كما أن التخلص من الوجوه المعروفة بولائها للأمريكان أمر ليس بالهين .
إن تعثر الثورات في تحقيق كامل مطالبها أدخل الثورات في صراع حقيقي مع الامبريالية الأمريكية والصهيونية وهي ليست على استعداد لكشف كل أوراقها أمام الثوار والمنتفضين ولكن استمرار الانتفاضة الجماهيرية سوف يسقط كل الأوراق التي تراهن عليها امريكا .
أما في ليبيا الشعب الأكثر فهما للنوايا الأمريكية والأكثر كراهية لها فلا أظن أن الأمر سيكون سهلا في عملية إسقاط النظام . بل سيحتاج إلى المزيد من الدماء . وذلك لسببين جوهريين .
الأول هو العلاقات الواسعة التي تربط ألقذافي بقادة الدول الأوربية والذي قد تبدو للآخرين بأنها علاقات سيئة لكن الواقع غير ذلك كما أن الشركات العملاقة في الولايات المتحدة الأمريكية ترتبط بمصالح كبرى مع الحكومة الليبية وأسرة العقيد
الثاني هو إن التعويضات الضخمة التي دفعتها ليبيا إلى ضحايا لوكوربي خلقت لدى المواطن الليبي مزيج من الإحساس بالغبن والحيف كما إن العقيد ألقذافي وإعلامه لعب دورا مهما في تأجيج الكراهية للأمريكان .
الخاسر الأول من سقوط ألقذافي هم الأمريكان أنفسهم . والقيادة البديلة لمعمر ألقذافي لا بد وان تكون معادية للأمريكان . لذلك فأن التدخل العسكري الأمريكي هو الضامن الحقيقي لمصالح أمريكا في ليبيا .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟