أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - التصفوية الجديدة في الحركة الشيوعية العمالية!















المزيد.....

التصفوية الجديدة في الحركة الشيوعية العمالية!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 985 - 2004 / 10 / 13 - 07:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


على هامش المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي العمالي الإيراني
التصفوية حركة معروفة على صعيد الحركة الشيوعية العمالية، لينين وقف وقفةَ جرئية لصد هذه الحركة بعد إنتكاسة ثورة 1905 وبعد اإنتخابات الدوما، ماركس وقف وبشدة ضدهم داخل الحركة الشيوعية العمالية العالمية. لكن للتصفوية كباقى الظواهر الأخرى تظهر في بطن أوضاع سياسية معينة، وحسب القوة والنفوذ الاجتماعيين للشيوعية العمالية، سوا كان على الصعيد العالمي أو المحلي لبلد ما، وتلبس اشكالاً وأنواعاً من الحلية والزينة حسب هذه الاوضاع. لست بصدد تدوين هذه الحركة تاريخيا هناك كتب ومراجع حول ذلك. في هذه المرحلة التي يمر بها عالمنا المعاصر، التي يواجه فيها المجتمع البشري من الهمجية والعسكرتارية الرأسمالية منفلتت العقال، في الأوضاع التي نحن بصدد اعادة المدنية والتمدن للمجتمع البشري، حسب منصور حكمت، واخيرا في ظل الظروف الإستثنائية التي يمر به مجتمع العراقي الغارق في السيناريو الأسود والصراع الإرهابي، وفي ظل أوضاع تأمل أن تكون لصالح حركة الشيوعية العمالية في إيران.... في ظل كل هذه الاوضاع نحن نشاهد فليماً عجيباً وعجيباً، وهو المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي العمالي الإيراني. عجيبة ليس كما أتصور أنا ورفاقي أو الذين يعرفون هذا الحزب منذ نشوءه، لا بل أقصد الذين خارج عن إطارنا أو المجتمع. يفكرون بمنصور حكمت وبهؤلاء، يفكرون بالحزب الشيوعي العمالي الإيراني قبل رحيل منصور وينظرون إليه الآن، وستكون النتيجة عجيبة بحيث يمكننا أن نقول نيابة عن منصور حكمت "زرعت الحيتان، حصلت على البعوض"!! وعجيبة بكلمات وأقوال وشعارات طنانة ومنمقة، وبأعمال تصفوية لا تنسجم مع بعضهما البعض إلا بالأقوال، شعارت حول "الاشتراكية الآن" "عاشت المجالس" "الاشتراكية فورا" "الثورة الثورة الثورة" كلها شعارات جميلة وجيدة، ولكن بالاقوال لا بالأعمال، هذه الشعارات يجب أن ننظر إليها ماوراء الأكمة؛ حيث هناك حياك ينسجون لتخريب الشيوعية العمالية وحزبها، يدققون ويصدرون قرار حول تصفية الحزب الشيوعي العمالي العراقي، يعملون جاهداً لإطفاء الشمعة الوحيدة في ظلام العراق، هذه هي بعينها التصفية والحركة هي التصفوية. أنا أقول إن المسالة ليست خلافاتهم معنا، وليست بياننا لتأييد الحزب الحكمتي، هذا الموضوع هو القشر وليس المحور، هذا الموضوع هو ذريعة وليس الاصل، إنهم تصفويون قبل ذلك، وفي الصراع الداخلي في الحزب الإيراني. المؤتمر الخامس هو حصيلة لإنتصار التصفوية داخل هذا الحزب ومحاولة عنيدة لشق الحزب. المؤتمر الخامس هو تحصيل حاصل لبداية حقبة جديدة لهذه الحركة العنيدة، ضد كل ما يمت بصلة بالتحزب وحزبية الشيوعية العمالية. كيف نعرفْ هذه التصفوية؟! ماهي جذورها؟ وكيف نتصدى لها أو ما عملنا اتجاهها؟!



ملامح التصفوية الجديدة وجذورها!

الجذور الأصلية لهذه الحركة، هي ببساطة اليسار اللاإجتماعي الهامشي. الحركة التي نحن نطلق عليها اليسار الهامشي هي تتضمن كافة المنظمات والفرق والأحزاب اليسارية المنتقدة لخط الشيوعية الروسية أو الشيوعية السائدة ابان الحرب الباردة. هذا اليسار ليس من نوع اليسار الجديد ولا من نوع اليسار الأوروبي، بل يساراً راديكالياً، يمكنه أن يبقى داخل الحركة الشيوعية العمالية ويمكنه أن يتحول إلى لا شئ ايضاً، أقصد حركة منزوية بعيدة عن أحداث المجتمع. ومن مميزاته هو رجوعه لماركس وخلوصية النظرية والأيديولوجية. من الطبيعي إن لليسار الهامشي أطياف وأنواع من المنظمات والتصورات، وليس كلها منسجمة حول خط سياسي واضح. لكن نحن أمام حركة تصفوية في الحزب الشيوعي العمالي الإيراني، لحد الأن ملتزمة قولا بمنصور حكمت وخطه السياسي والنظري، إذن عليها أن يحجب محتوى حركتها بسترات واقية كي لا تكشف عراها. هذه الميزة للتصفوية الجديدة، أي ميزة وجودها في الحزب الذي أنشأءه منصور حكمت، هذا القائد الماركسي العظيم، تجعلها تظهر بوجه حقاني وصائب، علينا أن نفضح هذا الأمر وأن نضع منصور حكمت في مكانه العظيم.

هذا اليسار ونحن بصدد الحزب الشيوعي العمالي الإيراني، بإمكانه أن يحلل ويحرض على كل شئ. ومن ناحية الإيديولوجية والنظريات له باقة منهما وبإسناد اللا معقول لنظريات منصور حكمت، ويفسر الظواهر الإجتماعية كافة من الزلزال إلى الأعاصير والفيضانات وإلى الأرهاب والصراع الإرهابي والحرب والاحتلال والإمبريالية، وحقوق الأطفال والعمال والنساء والتظاهرات والإضرابات والقضية النووية في إيران... كل شئ ولكن يفسر الأوضاع وليس بصدد تغيرها صوب بناء عالم خالٍ من الطبقات والإضطهاد، يفسرها كما يحلو له تارة جيدة وتارة أخرى سيئة حسب الوضع السياسي المتأزم وخصوصا في ظل الظروف التي تستلزم تكتيكاً سياسياً لحدث ما أو لمرحلة ما. يتحدث عن الإشتراكية والجمهورية الأشتراكية والثورة والثورة العمالية وماركس ومنصور حكمت وقرارات المؤتمر الاول والثاني والثالث والرابع للحزب، ولكن حين يقترب من ساعة الصفر، حين يسمع رنين جرس الثورة، أو حين يطلب منه أن يخطو خطوات عملية سريعة وفرصة للإنتقاض لصالح الحركة العمالية وحزبها، ويقوم بما يتعهد وعلى عاتقه، ليس بإمكانه، حين يصل الأمر إلى "خطوة عملية تساوي دزينة من البرامج" ليس بإمكانه أن يتحرك تحركا حكمتياً. عدم القدرة هذه جاءت من ظروف إجتماعية معروفة، محور منها هو مكانة هذا اليسار الراديكالي المنتقد للشيوعية السائدة بعد لينين، في المجتمع وتصوراته عن المجتمع وبنيته الإجتماعية والفكرية والسياسية، ومحور أخر هو الجو أو الظروف الاستبدادي التي عاشت فيه هذه الحركة ومنظماتها في البلدان العالم الثالث، ومنها العراق و إيران.

إن أكثر ما تميز التصفوية التي نحن بصددها والتي تجسدت في قيادة الحزب الشيوعي العمالي الإيراني، هو عدم إدراك علاقة الحزب بالطبقة العاملة والمجتمع ومن ثم علاقته بالسلطة السياسية. وهذا هو محور الخلاف الأصلي الذي شق الحزب الشيوعي العمالي الأيراني، وشكل أكثرية لجنته المركزية حزبها الجديد "الحزب الشيوعي العمالي الإيراني-الحكمتي"(منسوب إلى منصور حكمت). قيادة الحزب الشيوعي العمالي الإيراني، تنظر إلى الحزب كأداة طليعية للطبقة العاملة وللمجتمع، ويكتبون ويفسرون هذا الأمر بشكل جيد أيضاً، ولكن حين يصل الأمر إلى مسألة إستلام السلطة من قبل الطبقة العاملة من جانب ومن جانب أخر حين ينظرون إلى المجتمع والدور الذي تلعبه الطبقة العاملة في الوقت الحاضر في الساحة السياسية في إيران وعدم وجود التنظيمات الجماهيرية لهذه الطبقة في الوقت الحاضر، يصلون إلى طريق مسدود ويحصرون أنفسهم والحركة في زاوية حادة، عنئذٍ يرفعون شعارات طنانة، وينقلب الأمر عليهم. لأنه ينسون دائماً إن الحزب الشيوعي العمالي هو حزب للطبقة العاملة وهو جزء طليعي وثوري منها، وإن علاقة هذا الحزب بكل الطبقة تنظم من خلال هذا الجزء الطليعي والثوري. إذن والحال كهذا وفي ظل الظروف القاسية التي تعيشها هذه الطبقة في بلد مثل إيران من ناحية الحريات السياسية والوضع الإقتصادي والإستبداد المفرط، يجب أن يستلم حزب الطبقة السلطة وليس "الطبقة" في الوهلة الأولى، بإعتقادي هذا قانون للثورة العمالية ولكل الذين يؤمنون بالمادية العملية. ولكن هذه الحكومة هي حكومة الطبقة العاملة من خلال طليعتها الثورية. ولكن إستلام السلطة من قبل الجزء الطليعي للطبقة العاملة، هي ثورة بحد ذاتها ومرهون بالقوة والنفوذ الاجتماعي للحزب، مرتبط بالجذور الاجتماعية لهذا الحزب داخل صفوف الطبقة العاملة وخصوصا الجزء الطليعي منها والقادة والمحرضين العماليين، ومرتبط أيضا بنفوذ قيادتها داخل الحركات الإجتماعية، هل هذه القيادة للحزب المعني لها شخصياتها الإجتماعية القيادية للحركات الاجتماعية، هل قيادة الحركات الإجتماعية في دائرة نفوذ الحزب أم لا؟ الإجابة نعم يجب أن تكون كذلك، وايضا مرتبطة بالحزب الذي له مكانة خاصة داخل المعارضة، وقوة من قواتها وبإمكانها تعبئة الجماهير وتنظيمها حول سياساتها وشعاراتها ولكن معارضة ماركسية ثورية واجتماعية. إن استلام السلطة من قبل الحزب هو جزء من الثورة الإشتراكية وصفيرها الأول لتثبيت الجمهورية الإشتراكية. إن هذه الحكومة هو بداية لمرحلة جديدة في مجتمع المعني، مرحلة بصفتها المرحلة الانتقالية، وفي أثناء هذه الفترة، سيعزز الحزب دور الطبقة العاملة من خلال مجالسها العمالية، والدور المحوري لهذه الحكومة، هو ضرب كل محاولات البرجوازية لإعادة سلطتها، ومحاولاتها لإعاقة الثورة في مسيرتها نحو بناء مجتمع إشتراكي، ودفع حكومته نحو حكومة عمالية ثابتة "متعارفة" غير مؤقتة، ودفع وتعزيز التنظيمات المجالسية للعمال، لتهيئة الأرضية لإستلام المجالس العمالية دورها المركزي، في إدارة أمور المجتمع، اي تثبيت الحكومة العمالية، من خلال مجالسها المنظمة والواعية لمصالحها الآنية والمستقبلية.

بإعتقادي إن الحكومة العمالية في طورها الأول أي في مستهل إمساك الطبقة العاملة بسلطتها السياسية، يعبر عنها الحزب الطليعي للطبقة العاملة اي الحزب الشيوعي العمالي، ويمكن أن نفهم هذه المسألة من خلال بحوث منصور حكمت ولينين، بصورة مباشرة، وثورة اكتوبر ليس إلا تجربة ناجحة لهكذا الحكومة. هذه الاطروحة والبحوث التي طرحها منصور حكمت من خلال أبحاثه الشهيرة "الحزب والسلطة السياسية، إفتتاحية مؤتمر الثالث والحزب والمجتمع... كلها تنصب في دفع حركة الشيوعية العمالية واليسار عموماً نحو تغير التصورات الرائجة حول الحزب الشيوعي العمالي، التي كانت سائدة داخل هذا اليسار، لتحل محلها تصور واقعي، وهو بإمكان الحزب أن يستلم السلطة، ووضع أحزاب الشيوعية العمالية في مكانتها الإجتماعية الصحيحة كباقي الأحزاب الأخرى في المجتمع، من حيث رؤيتها للسلطة، وإن فلسفة وجود كافة الأحزاب السياسية سوا كان برجوازيةً أو عماليةً يجب أن تكون إستلام السلطة السياسية.

رفاقنا في الحزب الشيوعي العمالي الأيراني ينكرون هذا الدور للحزب، من خلال أطروحاتهم تحت إسم "الثورة" وإحالة الثورة إلى "الحركة المجالسية" و... أي هم يفهمون الثورة العمالية والتلاطمات الاجتماعية الثورية، لا من حيث الواقع العيني، والتحليل للأوضاع العينية، والرؤية الواضحة لمكانة الجزء الطليعي للبروليتاريا في الوضع الإيراني. عليه يطرحون المجالس ويجب تشكيل المجالس العمالية وتنظيمها وقيادتها صوب الثورة والأستيلاء على السلطة، من خلال تعبئة أكثرية المجتمع، حسب قولهم، ومن جانب أخر إنهم لايؤمنون برفع الشعارات التكتيكية، كما جاءت في قرارات المؤتمر الخامس لحزبهم. هذا هو تصورهم ولكن الجانب الواقعي يوفر اشياءً وواقعاً أخر. الواقع ولحد الأن في المجتمع الإيراني لم يفرز تشكيل مجالس عمالية ولا تنظيمات عمالية علنية أو شبه علنية. والحال كهذا يرون أنفسهم أمام نفق مظلم! ولم يتمكنوا من الإجابة على القضايا المطروحة أمامهم، عليه ينقلبون على برنامجهم وإستراتيجيتهم ويرجعون إلى اصلهم أي اليسار الهامشي ويقبرون كل التقاليد والسنن السياسية والحزبية التي بناها منصور حكمت زهاء أكثر من 25 سنة من عمره النضالي.

بعد سد الطريق أمامهم من الناحية السياسية والعملية وعدم إمكانهم الإجابة على القضايا المطروحة اجتماعيا، بدؤا بكليشات وتسميات غير واقعية قبال متنقديهم في حزبهم ورشقوا مفاهيم اليمينية عليهم وصنعوا منهم جناحاً يميناً، ليس لقناعتهم بأنهم يمينيون بل لتهيئة الأرضية داخل الحزب لإنزوائهم ومن ثم طردهم. فشلوا في ذلك وبعد فشلهم دنسوا كافة الأاصول والتقاليد والقرارات الحزبية التي كتبها منصور حكمت، وقفزوا بالزانا على اللجنة المركزية وقراراتها وكنسوا وألغوا كافة السمات الحزبية من حزبهم، وبدوا بإعلان مؤتمر غير قانوني، من خلال نداء إلى كافة الاعضاء للمشاركة في المؤتمر وتقرير مصير الحزب من خلال هذه التقليد اللاحزبي، الذي لا يمت بصلة بالشيوعية العمالية، لأنه ببساطة إن مؤتمر هو مؤتمر لممثلين منتخبين من منظمات الحزب وليس جمعية عمومية لأعضاء. إذا الحزب ينكر دور الحزب في إستلام السلطة، سيكون مصير المبادئ والقرارات الحزبية والتحزب، قبراً ولن يبقى لها موقعاً أو دوراً في الحياة الحزبية سوا كان داخليأً أو على صعيد المجتمع. عليه كنسوا كل المبادئ الحزب والقرارات بمكنسة اليسار الهامشي.



نداء مؤتمر الخامس إلى المجتمع !

من الطبيعي للحزب الشيوعي العمالي الإيراني، وبعد أن ضربوا بعرض الحائط كل المبادئ والتقاليد الحزبية في حزبهم، وبعد الخروج الأجبارى لأكثرية أعضاء اللجنة المركزية وتأييد الحزب الشيوعي العمالي العراقي للحزب الحكمتي. بدؤا بإرسال الرسائل إلى كوادر وأعضاء الحزب وحثهم على التظاهر ضد قيادتهم، وبعد أن وصلوا إلى نتيجة مفادها إن الحزب العراقي حزباً متلاحماً ومتجانساً أكثر مما يتصورون وإن قيادته تراعي المبادئ الحزبية والتحزب بقوة لايستهان بها، بعد ذلك بدؤا بصورة رسمية ومن خلال رئيس المكتب السياسي لحزبهم بتوجيه رسالة لحث كوادر وأعضاء الحزب لإضراب ضد قيادة الحزب العراقي نظرا لموقفها السياسي الداعم للحزب الحكمتي. واجهت هذه الرسالة أمواج من الرسائل شديدة اللهجة الإنتقادية من لدى كوادر وأعضاء الحزب. فشلوا في ذلك. ولكن في المؤتمر تمكنوا من جلب عدد صغير يحسب عددهم باصابع يد واحد من أعضاء الحزب واعلنوا فراكسيون داخل الحزب العراقي، النموذج الذي لم يسبق له مثيل إطلاقا ومن الممكن أن لا يتكرر إطلاقاً، هذه التجربة، هي بحد ذاتها وبدون تكرارها في حقبة أخرى من التأريخ هي مسخرة! وصدروا قراراً لتصفية الحزب الشيوعي العمالي العراقي وختموا جبين الحزب العراقي وقيادته "بإنعاطفه نحو اليمين" هذا هو تراث المرتدين عن الماركسية. وهذه هي الايديولوجوية بعينها، نظراً لأنهم صدروا حكمهم على قيادة حزبنا من خلال ورقة ليس إلا. وهي ورقة دعم للحزب الحكمتي. هل بورقة وبتاييد سيصبح حزب ما يسارياً أو يمينياً؟! في قاموس الهامشيين، نعم.

هذا الموقف من مؤتمر الحزب الإيراني وقيادته الهامشية، تنصب في صالح اليمين البرجوازي في العراق والمنطقة عموماً، خصوصا في ظل الظروف والأوضاع الماساوية السياسية والإجتماعية التي يعيشها المجتمع العراقي الغارق في سيناريو أسود في ظل صراع الإرهابيين، إرهاب الدولة الأمريكية وإرهاب الإسلام السياسي، ناهيك عن خطورة تفجير الأوضاع من خلال إثارة الكراهية القومية والصراعات القومية والطائفية. ولكن أريد أن أؤكد إن موقفهم السياسي هذا لا ينبع من خلال موقفنا نحن تجاه الصراع الداخلي في حزبهم وتأييدنا للحزب الحكمتي، بل هذا الموقف التصفوي نابع من خلال تصورهم الأيديولوجوية التي لا يعترف إلا بالأيديولوجيات المتجانسة، كمحفل أو كفرقة ايديولوجية. إن التصفوية أصبحت جزءاً من هيموكلوبين في دمهم، لأنهم ينكرون دور الحزب في السلطة السياسية ودورها في قيادة الثورة العمالية، إذن التحزب والمباديء الحزبية لن تبقى لها مكانة مهمة في وجهة نظرهم. أنا لا أتفق مع النظرة التي تقول إن موقفنا اتجاه الحزب الحكمتي هي التي دفعت بهم نحو هذه الهاوية والتصفوية، من الممكن إن لموقفنا دور في إسراع إبراز موقفهم التصفوي إتجاه حزبنا ولكن ليس سببأً محورياً.

لأنهم إذا يريدون التحزب للشيوعية العمالية، عليهم أن يركزوا على وحدة هذا الحزب على رغم إختلافاتهم معه. أي إن حركتهم التصفوية ليست فقط لا تحل الخلافات السياسية بل تصعدها إلى شكل غير مطلوب إطلاقاً، وذلك في صالحهم لأنهم يريدون أن يوحدوا الأفكار والأايديولوجيات أولاً، واصبح هذا العمل محور سياساتهم في هذه المرحلة العصيبة، ليس لهم عمل أن يشغلوا به. وفي سبيل ذلك يضحون بكل شئ حتى بعقولهم!



كيف نتصدى التصفوية ؟!

بإعتقادي، إن التصدي للتصفوية، شل ووقف حركتها، هو إجتماعيا ومن خلال العمل الإجتماعي الثوري. من خلال العمل الشيوعي العمالي المباشر داخل المجتمع وقيادة الاعتراضات الاجتماعية. من الطبيعي إن هذا الأمر يطلب منا أن نتصدى لها من الناحية النظرية والسياسية أيضاً ولكن وفي تحليل الأخير الإجابة القاطعة لها هي الإجابة الإجتماعية من خلال تثوير الأوضاع وقيادة المجتمع والطبقة العاملة نحو إستلام السلطة السياسية بوسيلة الحزب. والوسيلة الأولى أو المحور الأولى لوصول إلى هذه الأهداف هي تشكيل حزب سياسي، من خلال نشاطه الإجتماعي والسياسي وايضا من خلال المبادئ والسنن الحزبية.لأن التصفوية وخصوصا نحن نواجه حركة تصفوية خاصة، لها مميزاتها الأيديولوجية والفكرية والسياسية، وإن إحدى عناصرها هي الإستفادة من تأريخ الحزب الذي أنشأؤه منصور حكمت، والإشادة بأبحاثه. من الطبيعي إنهم في البداية أعمالهم التخريبية، سنرى أعمالاً أخرى بالتأكيد، أكثر وضوحاً لتدمير ما بقى من موروث منصور حكمت داخل حزبهم وخارجه.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستحقاقات الجماهيرية في -الإنتخابات- القادمة ! على هامش تص ...
- تنكيل بجماهير العراق و شرعية لثالوث الطائفية-القومية -قانون ...
- التصدي للنظام العرفي، وظيفة جماهير العراق
- الحكومة الانتقالية حكومة مناهضة لطموحات الجماهير !
- تعذيب الديمقراطية، ديمقراطية التعذيب !
- على الطبقة العاملة، أن تأخذ دورها الريادي في حسم الصراع السي ...
- الكذبة التاريخية الكبرى، و البيان الصحفي (150) لمجلس الحكم ح ...
- قانون إدارة الدولةالعراقية- الدستور المؤقت- وغطرسات الإسلام ...
- جماهير إسبانيا إنتزعت حقها من مغتصبها !
- لا يستتب الأمن والاستقرار‘ دون سيادة الهوية الإنسانية على مد ...
- مقابلة مع سامان كريم مسؤول الحزب في مدينة كركوك، حول وثيقة ك ...
- تقرير من كركوك
- نشاطات مستمرة ومتواصلة لحزب و منظمة حرية المرأة في كركوك ضد ...
- شعار الحزب يصبح شعاراً لمديرية شرطة كركوك - يجب منع الشعارات ...
- الحزب الشيوعي العراقي الدين، الاسلام السياسي والوطنية ! - ال ...
- الحزب الشيوعي العراقي الدين، الاسلام السياسي والوطنية ! - ال ...
- رؤساء بلا سلطة !
- حقيقة الصراع بين الجماعات الإسلامية الإرهابية، و الحزب الشيو ...
- الإسلام السياسي في العراق، يكاد يفقد ظهيره!
- نضموا أنفسكم، واتحدوا! حول - بيان الحريات السياسية -


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - التصفوية الجديدة في الحركة الشيوعية العمالية!