سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 985 - 2004 / 10 / 13 - 07:06
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
إن انهيار الأيديولوجيات وفقدان الإيمان وسقوط المحظورات وإلغاء الممنوعات وغياب التوجهات والمرجعيات يخلق اليوم فراغا كبيرا وشعورا بالغم والاضطراب .
شبابنا الجيل الجديد فقدوا قدرتهم على التوجه فقدانا كاملا ,وباتوا عاجزين عن التفكير ,وعن أن يقرروا ما يريدونه ,وغير قادرين على تحمل مسؤولية حريتهم.
حريتهم ,وان كان حملها يسحقهم,عليهم أن لا يتخلوا عنها,فهذه الحرية هي قوام عظمتنا وكرامتنا .إنها ليست ترفا أو امتيازا أو زيادة.إنها واجبا ودعوة وفرض.أن يكون شابنا إنسانا,يعني أن يختار ,أن يكون حرا,أن يرغب في ان يكون حرا,أن يختار ان يكون حرا.
كان الإنسان في الماضي منقادا نوعا ما بالعادات والتقاليد ,ولم تكن لديه البتة فرصة لان يختار,أو كانت لديه فرص قليلة جدا.واليوم,مع تسارع حركة التاريخ والتغير السريع الذي يميز عصرنا ,نجد أنفسنا كل يوم في مواجهة أوضاع جديدة ,ومجبرين على اختيارات صعبة ولا سابق لها احيانا.
ما كان للإنسان قط سلطان على الطبيعة مثل سلطاننا,وما كانت اختياراته قط بهذا الشكل القاطع ,وما وجد نفسه قط أمام آراء بهذه الجذرية .فنحن في وضع فريد من نوعه في تاريخ البشرية .هل يجب إيقاف البحث؟منع التقدم؟وهل المسألة هي تقدم حقا؟ظلكن مستقبل هذا الوطن المسكين يتعلق باجابة شبابنا واختيارهم الان وقرارهم الحالي ,فلا يحق لهم أن يستسلموا .فالتاريخ سيكون كما سيفعلونه هم ,ولا وجود للقدرية ولا للمصير المحتوم لهذه الأمة التعيسة.
السلبية والانسحاب ,سمات شبابنا اليوم.
اختيار حرفة أو مهنة .إلى متى سنظل تقرره لأولادنا ؟؟ظالى متى سنجبرهم على دراسة هذا النوع من الدروس وعلى اختيار هذه الجامعة من دون اخذ ميولهم او قدراتهم في عين الاعتبار؟ ما اكثر الشباب الذين انساقوا على هذا النحو من دون أن يُستشاروا إطلاقا!ما اكثر الشباب الذين أُرغموا على إن يصبحوا أطباء أو مهندسين أو تجارا من دون أي ميل إلى هذا الاتجاه أو أي دعوة !ما اكثر الشباب الذين يسلكون طريقا خطه لهم الآخرون خوفا من المغامرة وما هو جديد ,وخوفا من المستقبل والمواجهة
كيف لامة أن تنموا وتتقدم وحرية شبابها مصادرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟