أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - لماذا لا يحاكم الطغاة ووزراؤهم، أيضاً، بتهم الإبادة الجماعية؟















المزيد.....

لماذا لا يحاكم الطغاة ووزراؤهم، أيضاً، بتهم الإبادة الجماعية؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 11:22
المحور: حقوق الانسان
    


مع بدء إجراءات حثيثة وجادة لمحاكمة العقيد ومجرم الحرب الطاغية الدموي معمر القذافي الذي يقصف السكان المدنيين بالطائرات وهي سابقة خطيرة في تاريخ الإجرام الجماعي، ومع ذلك فهو ليس المجرم الوحيد فلماذا لا يحاكم وزراء المالية والاقتصاد،، أيضاً بتهم الإبادة الجماعية، فما هو واقع وحاصل اليوم بحق شعوب المنطقة هو عملية إبادة جماعية منظمة، يقودها، ويساهم فيها، وزراء المالية والاقتصاد والتخطيط وكل الطواقم الفاسدة الأخرى، وما الكلام عن التطوير والنهضة ما هو إلا محض هراء وكذب وافتراء، وإليكم الدليل.

فسياسات التجويع والتلويع والتشليح والتشبيح والإفقار الممنهج والنهب المؤدلج والإذلال المبرمج والقهر المعمم وتدمير الزرع والضرع، وفتح الأبواب على مصراعيها أمام حيتان النهب وإخطبوطات الجشع وضباع المال ونشر الرثاثة والفساد في الأرض التي تقودها الأنظمة العربية الفاشية الفاشلة على كافة الأصعدة، وعن سابق تصميم وترصد وتقصد ضد شعوب المنطقة، تندرج كلها في إطار جرائم الإبادة الجماعية الموصوفة وتقع تحت بند جريمة إبادة الجنس البشري الـ Genocide التي يعاقب عليها القانون الدولي، كونها تؤدي في نهاية، أو أدت فعلاً، إلى إفناء وتغييب والفتك بمجموعات بشرية تقع تحت سلطة أنظمة الشؤم والنهب أولئك، وإلحاق الأذى المعنوي والمادي بها والنيل من كرامتها ومن وضعها الإنساني العام، وحرمانها من الوصول إلى أهدافها وغاياتها الإنسانية المشروعة، ومنعها من التمتع بحياتها التي وهبتها إياها الطبيعة وقد تسلط عليها هؤلاء الأشرار إذ أصبحت أعداد ومجاميع غفيرة من السكان في وضع إنساني مزر وبائس ويعيشون تحت خطوط الفقر، وتمركزت الثروات والأموال العربية في أيدي نسب وفئة وقلة قليلة لا تزيد عن 5% من مجموع السكان والحرمان المتعمد للبقية الباقية من السكان من الوصول والتمتع بخيرات بلادها وثرواتها والعيش بكراماتها.

تعد جريمة إبادة الجنس البشري من الجرائم الدولية طبقاً للاتفاقية الخاصة بمكافحة جريمة إبادة الجنس البشري والمصادق عليها في عام 1948 والتي نصت على : "ان إبادة الجنس البشري هي جريمة في نظر القانون الدولي"، وتنص المادة الأولى على: "(تؤكد الدول المتعاقدة أن الأفعال التي ترمي إلى إبادة الجنس البشري سواء ارتكبت في زمن السلم أو في زمن الحرب تعد جريمة في نظر القانون الدولي ونصت المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: "لا يعرض الإنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة"، وهنا كما نرى فإن الأنظمة العربية تمارس كل ذلك علناً وتتفنن في تعذيب البشر وقهرهم ومعاملتهم بوحشية وازدراء ونهبهم وتشليحهم وهي رائدة في الحط من كرامة البشر التي لا تساوي عندها أي شيء.

فالإبادة الجماعية، رسمياً وقانونياً، ووفقاً للاتفاقية، تعني ارتكاب أي عمل من الأعمال الآتية بنية الإبادة، الكلية أو الجزئية، لجماعة ما:
(أ) قتل أعضاء الجماعة.(طبعاً معظم شعوب المنطقة هي في حالة موت سريري وسبات دماغي).
(ب) إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي الخطير بأعضاء الجماعة. (هذا ينطبق تماماً على الأنظمة العربية).
(ج) إلحاق الأضرار بالأوضاع المعيشية للجماعة بشكل متعمد بهدف التدمير الفعلي للجماعة كليًاً أو جزئيًاً. (وهذا بالضبط ما تفعله الأنظمة العربية).

وفي الوقت الذي يتوجه فيه جنرالات الأمن العرب الفاشلون والجبناء، والذين هربوا واندحروا كالجرذان المذعورة أمام شباب الغضب الثائرين واختفوا من الساحة تماماً حين جد الجد ويقبع رمزهم الكبير حبيب العادلي اليوم في زنزانة وحيداً كمجرم حرب دولي، نقول في الوقت الذي يتوجهون به نحو الشرفاء والأحرار وأصحاب الضمائر الحية لمطاردتهم والنيل منهم باعتبارهم يهددون الأمن القومي العربي وبقاء أنظمة الطغيان، ينسون أو يتناسون عمداً، وتناحة، القتلة الحقيقيين ومجرمي الحرب والإبادات الجماعية من فرسان الاقتصاد والمالية والتخطيط، واضعي سياسات التجويع والإفقار والإذلال، ومن معهم من الطاقم الفاسد والفاشل، الذين باتوا يشكلون فعلاً أكبر تهديد للأمن القومي ولبقاء الأنظمة ذاتها كما كشفت الثورات الليبية والتونسية والمصرية، فالفساد وإدارة البلاد والتنكيل بالشعوب وقهرها على ذلك النحو المزري والبائس والفاشل كانت وراء الزلازل الاجتماعية والسياسية التي أزاحت ثلاثة من أبشع وأكره الطغاة في تاريخ المنطقة، وأماطت اللثام عن سبب الغضب الماحق الذي راكمته سياسات التجويع والتشليح والتبئيس والإفقار ولا علاقة لكامب ديفيد لا بتونس ولا بليبيا العقيد الفاشي الثوري من الثور وليس الثورة، أو في كل من اليمن، والجزائر والبحرين، وانتفاضة صحار في عمان، كما تمنطق وتشدق وتفتق بعض إعلام كراكوزي بائس اشتهر بفقره التاريخي وحركاته البهلوانية المضحكة. وإن جنرالات الأمن العرب، ومن خلال صرف النظر والتعامي عن ممارسات هؤلاء، وتركهم يسيدون ويميدون، ويفعلون ويتركون في حياة ومصائر الناس، ومن دون وضع حد لهم، يساهمون، هم الآخرون، في تدمير أنظمتهم، وتقويضها، عن جهل أو علم، والله أعلم، بدل المحافظة عليها والمساهمة في ديمومتها، ولكن هيهات أن يفعلوا أو يبصروا، لتبقى مطاردة الأحرار والشرفاء، وأصحاب الضمائر الحية والكلمة الصادقة الطيبة وتجويعهم واضطهادهم وحرمانهم من حقوقهم الوطنية بدل حرمان مجرمي الحرب من وزراء المالية والاقتصاد والتخطيطي، محور عملهم وجل اهتمامهم. وكم من حر نبيل دفع ثمن تناوله لمجرمي الحرب أولئك الذي يجوعون ويبيدون الشعوب ويمنعون الناس من التمتع بأبسط حقوقها من عيش كريم ولائق.

فوزراء المالية والاقتصاد والتخطيط، رأس حربة هذا المخطط الشرير في إبادة والفتك المادي والمعنوي بالسكان، يؤازرهم جنرالات الداخلية والأمن، ومن خلال التعتيم والتمويه والمداراة والمحاباة، هم المسؤولون مسؤولية مباشرة عن الحالة المزرية والبائسة المحبطة السياسات الاقتصادية التدميرية والتجويعية التي أرهقت الشعوب وفرض الضرائب الباهظة التشليحية غير المبررة وعلى نحو عشوائي وعدواني ومريب جعلت شعوب المنطقة من أفقر شعوب العالم وانهارت القدرات الشرائية لديها وتدنت مداخيلها إلى الحدود الدنيا، ودخلت شرائح عريضة منها في أنفاق الجوع ومتاهات الفقر. وسياسات هؤلاء الوزراء المتعمدة لا تقل كارثية وتدميراً وإجراماً وفتكاً وأذى بالناس عن حملات القصف بالطائرات التي يقودها اليوم الزعيم الجماهيري "المحبوب"، ضد أبناء شعبه الأبرياء العزل.

لقد ثارت شعوب المنطقة وشبابها الجائع العاطل على رموز الفساد، وبات أبطال الإبادات الجماعية داخل القفص والزنزانات، ولم يبق سوى محاكمتهم علناً بتهم جرائم الإبادة الجماعية والفتك بمجموعات بشرية بقصد إلحاق الأذى المادي والمعنوي بها، وكل ذلك وفقاً للقانون الدولي، وشرائعه المعروفة.



*ملاحظة هامة جداً: واستباقاً وتوضيحاً، لا يمكن استثناء ما تسمى بمشخيات الخليج الفارسي من هذا، لأنه في معظم هذه المنظومة، يعيش عدد ضئيل من السكان في بحبوحة ويسر وهم من يسمون بالمواطنين، فيما المقيمون والعمالة الوافدة تعاني الأمرين، إضافة للبعد التمييزي والعنصري في القضية، وهي جريمة أخرى لا تقل فداحة وخطورة وضرراً عن جريمة الإبادة الجماعية.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
- خسئتم يا سيادة العقيد
- الراشي والمرتشي في النار
- رشوة الحاكم العربي: لا قانونية ولا أخلاقية الفعل
- الحمير هي الحل
- رأس الأفعى الوهابية: مزبلة الطغاة العرب
- تنازلات الطغاة العرب قي الوقت الضائع
- الطاغية العربي وحيداً ولا يجد من يدافع عنه
- عصابة اللهو الخفي المصرية في قاووش واحد
- سيف الأحلام القذافي: سيف من خشب أتى ليكحلها فعماها
- سقوط الاستراتيجيات الأمنية للأنظمة العربية
- إياكم أن يضحكوا عليكم: لا لرشوة المواطن العربي
- هل جاء دور العقيد الليبي؟
- لن تحميكم أمريكا ولا إسرائيل، ولا ملياراتكم، بل حب شعوبكم
- باي باي: في رثاء معسكر الاعتدال العربي
- هل تكفّر الجيوش العربية عن تاريخها القديم؟
- طوبى للأغبياء: الغباء يصنع المعجزات
- هل تتحرر مصر من حقبة مبارك الوهابية ؟
- تنحوا، طال عمركم، قبل أن تُنحوا، فذلكم خير لكم لعلكم تفلحون! ...
- اقبضوا فوراً على فيصل القاسم مفجر الثورات والشوارع!!!


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - لماذا لا يحاكم الطغاة ووزراؤهم، أيضاً، بتهم الإبادة الجماعية؟