أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الغني سلامه - هل هنالك صحوة إسلامية ؟!














المزيد.....

هل هنالك صحوة إسلامية ؟!


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 11:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الصحوة الإسلامية كما يفهمها الإنسان البسيط أو المثقف، تعني أن الجماهير الإسلامية بدأت تصحو من سباتها العميق، وأخذت تغير من سلوكها ومفاهيمها، وتنهج نهجا إسلاميا صحيحا، وأنها قد وضعت نفسها على بداية سكة الخلاص، وأنها تسير في الإتجاه السليم الذي يراكم بناءه وإنجازاته وصولا للتغيير الجذري المنشود، وأن هنالك العديد من المؤشرات والدلائل على وجود هذه الصحوة، ولكن هل هنالك فعلاً صحوة إسلامية ؟ وما هي مؤشراتها ؟
الأمة العربية ولسبع قرون خلت، تكابد الذل والهوان وتعاني من الضعف والتخلف، وهذه حقيقة لا يتناطح فيها عنـزان، وواضحة كما الشمس في رابعة الظهيرة. فمنذ أن حكمها عسكر المماليك ومن بعدهم الأتراك فقدت الأمة مبادرتها التاريخية، وخرجت من دائرة التأثير، ودخلت في التيه وفي النفق المظلم، وكانت إرهاصات هذا السقوط قد بدأت بتوجيه ضربة قاصمة للفلاسفة والمعتزلة في نهاية العصر العباسي، فبدأت الأمة تعيش عصر الدويلات والصراع على السلطة وفساد مؤسسات الحكم، فتعطل الاجتهاد وألغي دور العقـل والمنطق، وتغلب التقليد على التجديد، وحورب التطور والإبداع واستبدت مدارس الفقه النصوصية والجمود الفكري.
واليوم ونحن في بدايات الألفية الثالثة ما زالت الأمة العربية مغيّبة ومهمشة، وتلعب دور المتفرج السلبي، فالغرب يصنع وهي تستهلك، الغير يبتكر وهي تقلد، الكل يخترع وهي عاجزة حتى عن المتابعة والفهم، وتعاني من انقطاع حضاري عن العالم، وقد أخذت من الغرب أسوأ ما فيه وتركت كل ما هو جيد ومفيد، وشوهت روح حضارتها وحرفتها بأيديها وتركت عقولها تتوقف عند الإنتاج الثقافي عند القرن الثالث الهجري، وصارت كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.
وإذا ما قاربنا ما يدعونها بالصحوة الإسلامية مع أرض الواقع، سنجد أن تخلف الأمة قد ازداد، والهوة التي تفصلها عن العالم المتحضر قد اتسعت، ومشاكل الناس وتعقيدات الحياة لا ترى بصيص أمل، فضلا عن الإحباط والفقر والتعصب والعشوائيات والفوضى والتخلف والبطالة والأزمات المتلاحقة والهزائم المتتالية والخوف من المستقبل ... ولا نرى أي تغيير حقيقي وملموس في سلوكيات الناس وطرائق تفكيرهم وتخلصهم من أدران الماضي، أو اهتدائهم سواء السبيل وبداية إمساكهم بزمام المبادرة ووضع أرجلهم على أول الطريق.
إلا إذا كان المقصود بالصحوة الإسلامية فوز الحركات الإسلاموية بالإنتخابات التي تجري هنا وهناك، أو توبة بعض الفنانات واعتزالهن العمل، أو زيادة أعداد المحجبات وأعداد رواد المساجد ومريدي المشايخ والوعاظ، أو السيارات المفخخة والتفجيرات العشوائية والقتل المجاني للأبرياء تحت اسم الدين والجهاد، وزيادة أعداد المنتحرين أو الذين ينتظرون دورهم، أو هي مظاهرات الاستنكار لرسومات كاريكاتورية، وموجة غضب جامح ضد كتاب لم يقرأه أحد، أو هي تجنيد كل الطاقات لمواجهة رسوم البوكيمون، أو هي تطليق مفكر إسلامي من زوجته عقابا له على أفكاره النيرة، أو هي تفجير الأماكن السياحية، أو هي الاصطفاف الطائفي البغيض في لبنان والعراق وغيرهما، أو هي جماعات التكفير والهجرة والخوارج الجدد.
الصحوة الإسلامية كما نفهمها هي عودة الروح للأمة وتوحدها واستنهاض طاقاتها وتحررها من الاحتلال، هي العدالة الاجتماعية والتحرر من الجهل والخرافة، وهي قبل أي شيء آخر إعادة الاعتبار للإنسان وإعلاء قيمته. أما الثورات الشعبية العربية التي تقوم اليوم فلا علاقة لها بأية أيديولوجيا أو بأي تنظيمات إسلامية، لأنها ثورات شعبية اجتماعية، هدفها مختلف تماما هن أهداف الإسلام السياسي.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نماذج عبثية في تطبيق الشريعة وإهدار قيمة الإنسان


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الغني سلامه - هل هنالك صحوة إسلامية ؟!