محمد سعيد الصگار
الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 03:11
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كتبت أكثر من مرة عن (نعمة الملل)، وقلت إنها دليل عافية تحملنا على مراجعة الأمور الباعثة على الملل، بغية تقييمها وجدواها. وإذ كان عندنا رصيد هائل من بواعث الملل، أصبح جلدنا أصلب من جلد التماسيح، فلم تفد معه وخزة الملل، وصار التكرار ولوك المقولات مألوفا، وصرنا نعرف مسبقا ما يملأ آذاننا من وعود كاذبة، وتخريجات لحالتنا المزرية دونما سعي جاد لتجاوزها، أو إحساس بحجم الملل الذي ضقنا به وضاق بنا.
وأنا أعجب، وغيري أيضا، بلا شك، يعجب من تكرار الوعود الفارغة التي نسمعها بالصيغة نفسها، والعبارات نفسها، منذ شهور، دونما سأم أو ملل، أو معالجة. والعجيب أن هذا الملل الذي ضاقت به النفوس لا يخترق تلك الجلود العصية على الإختراق، ولا يثير لدى زعمائنا أي حرج في مواصلة وعودهم الكاذبة على الناس الذين ينتظرون الفرج مما هم فيه من مشاكل وصلت حد العظم؛ وإلا فكيف نفسر هذه الدوامة الدائرة منذ شهور، دون توقف، بشأن القوات الأمنية، ومجلس السياسات الستراتيجية، وكأن ليس في العراق ثلاثة وزراء مؤهلين لملء هذه الشواغر من بين عشرين مليونا من المواطنين العراقيين الذين تزدحم بهم قائمة الكفاءات في مختاف المجالات المهنية والمعرفية !
أما يمل هؤلاء الزعماء من ترديد اسطوانتهم التي صارت مضحكة ومبعث تندر، بل وانعدام ثقة بهم وبمشاريعهم الإصلاحية التي لم تصلح شيئا؟
أما تحملهم موجات الغضب الجماهيري على مراجعة المواقف، والتخلي عن المواقف المتصلبة، والمرفوضة التي تدور وتدور بلا مخرج ولا ملل؟
أما يكون لهذه الحشود التي تطالب بالإصلاح وازع يدفع بالزعماء إلى مراجعة مواقفهم ومراجعة واقع الحال، والوقوف في دائرة الواقع الذي يتبلور بمطالب الجماهير؟
أما آن لهذه المحاصصة الخبيثة أن تنأى بنا عن مزالق الفوضى؟
أيصح أن تتوالى الشهور في انتظار ثلاثة وزراء ينهضون يالمهام الأمنية؟ وأن تستمر المماطلة لاختيار رئيس أو أمين عام لمجلس السيادات؟
أهذه حكومة فعلا، ينتظر منها أن تحترم شعبها، وتأتيه بما هو في حاجة إليه؟ وتتأمل في هذه الجموع المزدحمة في ساحات بغداد وبقية مدن العراق دفاعا عن كرامة الوطن وحاجات مواطنيه؟ وتمل من تكرار الوعود وتبريرات التلكؤ في الإيفاء بها.
(جمعة الكرامة) أو (جمعة الندم)، وكلاهما وارد، ستضع جدول عمل لمستقبل الحكومة، وعليها أن تتأمل فيه، وتعيد النظر في علاقتها مع الواقع، وفي ما تفرزه هذه الجموع الظمآى إلى قولة الحق وصولته؛ وإن غدا لناظره قريب.
#محمد_سعيد_الصگار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟