|
تفعيل مشروع الريفرندوم في المحافل الدولية
صباح قدوري
الحوار المتمدن-العدد: 985 - 2004 / 10 / 13 - 09:23
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
تحاول اليوم ، الحركة من أجل الريفرندوم في اقليم كردستان العراق ، احياء مشروعها الهادف الى أجراء الأستفتاء الشعبي في الأقليم ، ومن خلأله تثبيت شرعية الحكم الأداري الفيدرالي ، ولكن هذه المرة من خلأل المحافل الدولية ( الأمم المتحدة ، الوحدة الأوربية وغيرها من المنظمات الدولية ) ، وذلك بعد اصابتها باليأس والأخفاق في تحقيق مشروعها في الداخل ، واسفرت نتائج نشاطاتها الى جمع مايقارب مليونين من التواقيع في الأقليم الحالى وبالأضافة ايضا كركوك وخانقين ومناطق الأخرى المتحررة بعد سقوط النظام اليكتاتوري المقبور. حفظت هذه التواقيع في الأرشيف ، واصبحت مسالة الريفردوم في خبر كان . أخذت القيادات الكردية ، والتي تعطي الشرعية لنفسها بان تتفاوض مع المركز، في تحديد صيغة الفيدرالية القائمة حاليا ومستقبلأ ، وتثبيت ذلك في الدستور العراقي الجديد ، ولكن من دون اية ضمانات الداخلية او الدولية ، عدى ماتم اثبتها في الدستور الموقت ، بخصوص الفيدرالية الجغرافية للعراق ، مع خصوصيات الحكم الفيدرالي القائم حاليا في الأقليم ، ويتضمن ( اربيل ، السليمانية والدهوك ) ، وتأجيل مسالة كركوك وخانقين ومناطق اخرى الى اجل غير مسمى . لقد حان الوقت لدراسة أبعاد القضية الكردية ، وابراز جانبها السياسي وليس فقط الأنساني ، كا هو عليه حتى الأن ، وتفعيل دور المحافل الدولية بهذا الخصوص . لأبد من ان تتولد القناعة في المحافل الدولية ، وخاصة الوحدة الأوربية ، بان مسالة تحقيق الأمن والأستقرار ومن ثم السلأم الدائم في المنطقة ، لأ يمكن ان يتحقق بمعزل عن الحل السلمي العادل لهذه القضية ، على أسس الديمقراطية والتفهم لمسألة حق تقرير المصير لهذا الشعب ، وايجاد الصيغة العملية المتمثلة حاليا بالفيدرالية ، على اساس كيان سياسي ، جغرافي اداري واقتصادي وقومي ، وتثبيت ذلك من خلأل الريفرندوم ، باعتبارها مسالة داخلية تخص الشعب الكردي في اقليم كردستان الحالي والمستقبلي ، ومن ثم ممكن تحديد العلأقة مع المركز ، على اساس الممارسة الديمقراطية وحق الأختيار. لذا من الضروري على الجماهير الكردية في أقليم كردستان العراق ، متابعة االمتغيرات السريعة التي تجري في المنطقة ، وذلك بعد أسقاط النظام الديكتاتوري المقبور في العراق ، اذ لأبد ان تكون القضية الكردية طرفا فيها . ايجاد الأليات والمستلزمات الضرورية لخلق نظرة اكثر شمولية وموضوعية تجاه هذه القضية وعلى مجمل الحركة التحررية الكردستانية . هناك وجهات نظر متفاوتة للعامل الأقليمي تجاه القضية الكردية ، والذي يتمثل بمدى تأثير البلدان التي يشكل الأكراد فيها قومية وارضهم مقسمة في داخل الحدود الجغرافية لهذه البلدان ، على القضية الكردية ، والأعتراف بها كقضية سياسية ، يجب حلها بشكل يضمن حق تقرير المصير للشعب الكردي ، بما في ذلك الأنفصال مستقبلأ . ان اصرار حكام تركيا ، ايران وسوريا ، في اتباع سياسة عدم أقرار الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي ، ناهيك تتدخلها المباشر في ايقاف سيرورة تطورصيغة الفيدرالية القائمة في كردستان العراق ، ومحاولة اجهاضها .ان الصراع الدائر بين أنظمة الحكم في هذه البلدان وحركة التحرر الكردستانية ، من أجل تثبيت بعض الحقوق القومية للشعب الكردي ، قد تأخذ في أغلب الأحيان ، شكل العنف واستخدام القوة وضرب هذه الحركة ومحاولة محو اثرها من الوجود ، وذلك تحت ذرائع ومبريرات مختلفة ، تارة باسم الدين والأرهاب ، وتارة اخرى باسم الأنفصال والأستقلأل وتشكيل الدولة الكردية ، وان هي من حقوق المشروعة للشعب الكردي . والسؤال يطرح نفسه ، هل ان تفعيل مشروع الريفرندوم في المحافل الدولية ، وخاصة الوحدة الأوربية ، سيواجه الدعم والتايد في سبيل انجاح عملية الأستفتاء في اقليم كردستان العراق ، واخذ القضية الكردية طريقها الى الحل في غضون السنوات القليلة القادمة ، في حالة حدوث التغيرات الأيجابية في العامل الذاتي لصالح العمل المشترك مع الجهات المعنية في المحافل الدولية ، لأسيما مع بلدان الوحدة الأوربية ، ام لأ يزال هناك التفكير في استخدام هذه القضية كورقة لعب في ايدي الدول الأقليمية والدولية ، كلما اقتضى الأمر ، وذلك لغرض تحقيق مصالحها الأقتصادية والسياسية في المنطقة ؟.ان توفير الأمن والأستقرار في المنطقة ، والأكراد جزء منها ، هي مسالة مهمة لدى الأطراف المعنية ، وذلك من خلأل سيرورة الحل السلمي للقضية الفلسطينية واشراك جميع الأطراف المعنية فيها ، بهدف تأمين عملية ضخ النفط الى البلدان الأوربية والولأيات المتحدة الأمريكية واليابان ، والسيطرة على أسعارها ، مع توسيع الأستثمارات الأقتصادية من قبل هذه البلدان ، ومن اجل التعجيل في انشاء الكتلة الأقتصادية في المنطقة ، بحيث تستطيع اسرائيل ان تلعب الدور المميز فيها ، وربط ذلك بالعولمة وفق النموذج الأمريكي ، والحاق المنطقة بدوعاة الفكر النيوليبرالي . ان الدعوى الأخيرة الموجهة من قبل دول الوحدة الأوربية الى تركيا ، للتعامل معها بخصوص مسالة انضمامها الى الوحدة الأوربية في المستقبل المنظور، يجب أثارة القضية الكردية عليها كاحدى مواضيع مهمة واداة ضغط ، من أجل قيامها ببعض الأصلأحات السياسة والأقتصادية والأجتماعية في بلدها ، وخاصة فيما يتعلق بحقوق الأنسان وانتقال مركز قرارات السلطة ، الذي هو فعلأ في الجيش الى المؤسسات المدنية. يجب تفاعل مع الأوضاع الأقليمية والدولية ، انطلأقا من المنظور العصري ، الذي يستند على توسيع القاعدة الديمقراطية في المنطقة . ايجاد حلول سلمية للمنازعات الداخلية والأقليمية ، ومنها القضية الكردية ، التي تنكر وجودها اصلأ ، او حتى لوجود شعب كردي قوامه اكثر من 12 مليون يعيش داخل اراضيها ان تقوية العامل الذاتي لدى الأكراد ، هو احدى الضمانات الأساسية ، التي يعطي زخما والقدرة للشعب الكردي في اختيار الصيغة الصحيحة للتعبير عن حق تقرير المصير ، في المرحلة الراهنة والمستقبل . الأستفادة من العامل الخارجي ، كعامل اضافي او المساعد لصالح تقوية العامل الداخلي ، الذي اعتقد بانه يعطي صفة الديمومة في بلورة المسائل المستعصية والمصيرية ، وايجاد الحلول والمعالجات الصحيحة للمشاكل المتراكمة ولفترة طويلة ، وعلى راسها توحيد الأدارتين ، من دون حل . لأبد من التوجه الى ترميم البيت الكردي ، وتحقيق وحدة الخطاب والموقف السياسي، الداخلي والخارجي ، والمشاركة الفعالة في انتخابات الأقليم والجمعية الوطنية العراقية المزمع اجراءها في كانون الثاني يناير/ 2005 . توجيه الثقافة والتربية وفق مشروع تنويري حضاري . وضع ستراتيجية قومية شاملة الجوانب . كسب تعاطف الشعوب والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية ، والحصول على دعمها المادي والمعنوي . التفكير وبطريقة عصرية في معالجة الأوضاع ، من خلأل اقامة العلأقات الديمقراطية وممارستها في التعامل اليومي ، واحترام حقوق الأنسان والحريات الأساسية ، والتداول السلمي للسلطة والتعددية . تنسيق العلأقات بشكل احسن بين الأحزاب الكردية المختلفة وبين القيادات الحاكمة من جهة وبينها والجماهير الكردية ، التي هي صاحب المصلحة الحقيقية في اختيار الصيغة الملأئمة للتعبير عن حق تقرير مصيرها ، وتحديد العلأقة مع المركز من جهة اخرى . لقد حان الأوان للمنظمات والأحزاب السياسية الكردية ، في كل اجزاء كردستان وخارجه ، بان تعمل جاهدة في وضع برنامج عمل مشترك ، من اجل عقد مؤتمر وطني كردي ، وبمشاركة كافة الأطراف المعنية ، وذلك لأعطاء زخم أكبر لهذه القضية ، وتاسيس مراكز بحوث متخصصة لوضع دراسات أستراتيجية وخطط ثقافية واعلأمية ، والتفاعل مع ثقافات العالم المتقدمة ، وتاكيد الطابع الأنساني والسياسي لقضايا الشعوب ، وايجاد صيغة عمل مشترك مع المنظمات الدولية ، من اجل عقد مؤتمر دولي لحل القضية الكردية سلميا وسياسيا
#صباح_قدوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محنة أصحاب الكفاءات ، قبل وبعد الأطاحة بالديكتاتورية
-
نظام الحكم ، ومهمات اليسار في العراق
-
حساب الخسائر والأرباح للنظام العراقي ، قبل وبعد أسقاطه
-
ألأنتخابات الأمريكية والسياسة الأقتصادية المقبلة
-
ألفيدرالية الكردستانية بين العاملين الداخلي والخارجي
-
مستقبل التطور الأقتصادي في ألأدارة الفيدرالية لكردستان العرا
...
-
على هامش الأنتخابات العامة في العراق
-
أسرار شبكة الأسلحة النووية والبالوجية
-
نحو عراق الأمل والسلأم
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|