|
يجب الانتقال حالا من مقولة ان 99% من الاوراق في يد امريكا، الى ان 100% من الاوراق في يد الشعوب
محمد نفاع
الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 09:34
المحور:
القضية الفلسطينية
كلمة الحزب الشيوعي الاسرائيلي في اجتماع الأحزاب الشيوعية في قبرص:
الرفيقات والرفاق الاعزاء! أنقل شكرنا العميق لحزب اكيل - لاستضافته هذا اللقاء الهام والواسع حول قضية في منتهى الاهمية، التضامن مع الشعب العربي الفلسطيني في كفاحه البطولي من اجل كافة حقوقه العادلة. اقول ذلك كعضو في حزبنا الشيوعي الاممي اليهودي العربي الماركسي اللينيني، واقول ذلك كابن للشعب العربي الفلسطيني.
إن ارقى اشكال التضامن هو التضامن الاممي، فهو المبدئي والمثابر، لا يخضع للهزات ولا أي اعتبارات اخرى، هذا هو موقف كافة الاحزاب الشيوعية واليسار الحقيقي. إن ثالوث الاستعمار والحركة الصهيونية والرجعية العربية هو الذي صنع نكبة الشعب العربي الفلسطيني سنة 1948 وما قبلها، وهو المسؤول اليوم عن حرمان هذا الشعب من الوصول الى حقه، بالرغم من وجود سلسلة طويلة من قرارات الامم المتحدة. قلما توجد قضية اوضح واعدل من قضية هذا الشعب، فلماذا لم تُحلّ!! هذا الثالوث هو السبب بالامس واليوم. هناك احتلال منذ الخامس من حزيران سنة 67 في حرب عدوانية شنها حكام اسرائيل، هذا الاحتلال يجب ان يزول وكليا من كل شبر من الارض المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري المحتل ولبنان. هنالك استيطان عنصري يجب ان يقلع بالكامل وليس ان يجمد فقط وبضمنه القدس الشرقية. هناك شعب يطالب باقامة دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وحدود وعاصمة هي القدس الشرقية الى جانب اسرائيل، هذا هو المطلب. هنالك لاجئون شردوا من وطنهم سنة 48 يجب ان يكون لهم الحق الكامل في العودة بحسب قرارات الامم المتحدة. هذا هو موقف حزبنا، هذا هو برنامجنا للسلام. كان هنالك قرار التقسيم ضرب به عرض الحائط، وجرى الانتقال سنة 67 الى قرار 242، المعتدي يجب ان يعاقب لا ان يكافأ، لكن ما حدث هو العكس ومن هنا اهمية اعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية، الامر الذي يجب ان يتسع ويستمر وتقديرنا الدولة قبرص على ذلك. إن الاعتماد في الحل على الاستعمار، وعلى حكام اسرائيل وسياستهم التوسعية العدوانية وعلى الرجعية العربية، لم يوصل في السابق ولن يوصل اليوم وفي المستقبل الى الحل العادل، هذا الطريق خطأ، لانك تطلب من حراميها ان يكون حاميها، القيادة الفلسطينية استمرت سنوات في المفاوضات التي لم تجلب شيئا ايجابيا، بل بالعكس، الاستيطان مستمر، والحرب الاجرامية على غزة وصلت الى اوج الجريمة، وكذلك في الضفة، والجدار... هذه القوى ايضا هي التي استهدفت وتستهدف استقلال لبنان ووحدته ومحاولة تركيعه ضمن المخطط الامريكي في المنطقة والعالم. ان احتلال العراق هو عمل اجرامي، واحتلال افغانستان عمل اجرامي، والعدوان على سوريا وتهديد امريكا واسرائيل لايران يأتي في نفس الخانة. ولعل الانتفاضات الشعبية الهائلة في العديد من الدول العربية ذات النظم الدكتاتورية الموالية لامريكا ضد شعوبها وبكل ما فيها من فساد وتوريث وارهاب وافقار هي بداية النهاية لهذه الرجعيات الفاسدة، بالرغم من قوافل الشهداء، هؤلاء هم الحكام الذين شكلوا ضاغطا على الشعب الفلسطيني تحت اوامر السيد الامريكي. ونحن نحيي هذه الهبات الشعبية الثورية. ويجب الانتقال حالا من مقولة ان 99% من الاوراق في يد امريكا، الى ان 100% من الاوراق في يد الشعوب ان عاجلا وان آجلا. هذه هي المسيرة، هذا هو الدرس. ان التلويح بالخطر الايراني او الشيعي هو شعار دنس كاذب تلوّح به امريكا وحكام اسرائيل والرجعية. نحن من اجل ان تكون كل منطقة الشرق الاوسط نظيفة من السلاح الذري واسرائيل في اولها. نحن نؤيد مقاومة كل شعب للمحتل بالطريقة التي يريدها، وقبل ان نأتي ونشرّح المقاومة على مائدة التشريح ونصنّفها، علينا اولا التنديد بالمحتل من اجل انقلاع كل احتلال. هذه هي المعادلة الصحيحة. المشكلة الاساسية ليست في طبيعة المقاومة، بل في طبيعة وجوهر وهدف وممارسة واجرام الاحتلال. فهل قاومت مثلا قوى الرابع عشر من آذار في لبنان ولم نقدرها!! هل الذين يقاومون في بلعين وضواحي القدس الشرقية هم من الاصوليين!! بينهم شيوعيون وفتح ويهود وقوى اوروبية، فلماذا اتهام كل مقاومة بالاصولية!! الضفة الغربية ليست تحت سلطة حماس فكيف يتعامل الاحتلال الاسرائيلي هناك، هدم وتهويد وجدار وقتل. إن استعمال الولايات المتحدة لحق النقض مؤخرا كشف الوجه الحقيقي للولايات المتحدة من قبل البعض، اما بالنسبة لنا فالامر معروف على الدوام. كل الموقف الامريكي عبارة عن دعم سياسي ومعنوي وعسكري للعدوان الاسرائيلي. كما ان هذه الضغوط على الجانب الفلسطيني لاستمرار المفاوضات يجب ان ترفض رفضا قاطعا بناء على التجربة المرة. على ماذا يفاوض الجانب الفلسطيني!! هل عليه ان يتنازل عن شيء!! لم يأخذ شيئا ليتنازل عنه، وعلى هذا الشعب ان يتوحد ضد المحتل وضد كل من يدعم الاحتلال. والا يقع في أي مطب او ان يتنازل شفويا وخطيا عن أي من الثوابت، والقول الفصل يجب ان يكون لهذا الشعب المكافح بكل قواه وتنظيماته واماكن تواجده وبغض النظر عن طبيعة هذا التنظيم او ذاك. في اسرائيل اليوم حكومة عنصرية يمينية فيها نتنياهو وليبرمان وبراك وامثالهم، فيها قوى فاشية، وتتخذ قوانين فاشية ضد الاقلية القومية العربية الفلسطينية التي تعيش في وطنها وستظل رغما عن انف دعاة الترحيل، حكومة تفرض الغلاء والبطالة والاضطهاد والتمييز وهدم البيوت ومصادرة الارض وارتكاب المجازر. فقط في الاشهر الاخيرة هدمت السلطات الاسرائيلية قرية العراقيب العربية في النقب 18 مرة. في الاشهر الاخيرة كانت هنالك ثلاث مظاهرات يهودية عربية في تل ابيب هي الاضخم منذ عشرات السنين، وغالبية المشاركين من الاجيال الشابة، هذا هو الطريق وهذا هو الامل ردا على ما يسمى "يهودية الدولة" والقوانين الفاشية، وضد استمرار الاحتلال والاستيطان والجدار العنصري. إن حزبنا الذي تأسس سنة 1919، والذي يستعد لعقد مؤتمره السادس والعشرين في النصف الثاني من هذا العام، يتمنى لكل قوى اليسار الكفاحي وللشعوب المزيد من النجاحات. ويطمح ويعمل لتوطيد العلاقات مع كافة الاحزاب الشيوعية والعمالية في العالم، وخاصة في منطقة الشرق الاوسط، والتغلب على كافة العراقيل الشكلية والهامشية والاعتبارات السخيفة في وجه هذا التعاون الكفاحي والتضامن الاممي. ان حزبنا ومنذ سنة 1923 ادان الصهيونية كحركة عنصرية موالية للاستعمار، واليوم عندما ندين الامبريالية يجب معها ادانة الصهيونية كفكر وممارسة. وآمل ان يكون هذا ضمن البيان التلخيصي، كذلك حق الشعوب في مقاومة المحتل، خاصة اذا كان المحتل امريكيا واسرائيليا اخطر نظامين على الشعوب.
#محمد_نفاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المقياس الأساسي
-
رياح ثورية تهبّ على العالم العربي
-
الجواب عند الشعوب
-
وسط خنوع عربي ذليل: أمريكا تقسّم السودان
-
النضال ضد الصهيونية جزء من النضال ضد الاستعمار
-
يهودية الدولة - بين عنصرية النظام والحقيقة الغامرة
-
في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا
-
ألموقف من هذه المفاوضات المباشرة
-
دفاعًا عن الأرض والانتماء
-
وجهة نظر حول تهمة -عرقلة عمل شرطي-
-
لبنان بالسير الجدي لوحدته، وصمود المقاومة يعطي المثل المطلوب
-
شطارة فائقة في تزييف التاريخ وإنكار دور الشيوعيين
-
بين الشعب والسلطة في فلسطين
-
خمس ملاحظات سريعة أو متسرّعة
-
سياسة إسرائيل – ألداء والدواء
-
القوة المجرَّبة والمجرِّبة، المبدئية والمسؤولة
-
ألثابت والمتحوّل ما بين الاممي، والقومي، والطائفي والذاتي
-
هذا التصعيد الاستيطاني لا يمكن ان يكون من وراء ظهر امريكا
-
ألشعب المصري المجيد والدور المنوط به والمتوخّى منه
-
جذر يتعمق وفرع يسمو
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|