|
الديكتاتور في ميدان التحرير
الشربيني المهندس
الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 03:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتقد البعض إن قتل الآخر يوصله للجنة ، فهل خدمة الآخر من محتاجين ومعاقين توصله للنار .. أنا علي استعداد للاعتذار إذا لم يكن المفهوم عن الإرهاب والاستبداد بشكل عام وليس السياسي فقط .. وإذا كانت الشعارات تأتي أحيانا بعكس ظواهرها تماما مثل الثورات العربية فيجب أن نتوقف خلف أول إشارة حمراء قليلا للسؤال عن الفارق بين النص الجيد والردئ .. ربما يمكن الطرح بصورة مغايرة عن طريقة القراءة للنص .. هناك قراءة تقول أنه سيمضي وقت طويل لإمكانية تحليل الشخصيات التي تعددت اتجاهاتها في ثورة ميدان التحرير بمصر ،نظرا للغموض الذي يحيط بقادتها .. ولكن يمكن قراءة الأحداث حيث الهدف الأول المعلن للثورات هو تحقيق الحرية مع العدالة الاجتماعية ..وربما يظل الاختلاف فيمن يقود العربة كالعلم والدين مثلا ،مع مراعاة عناصر الاتزان قبل ترك حتمية التغيير للقوة الناعمة أو الغضب الشعبي المتنامي وتأتي الديكتاتورية لتتيح لنا نوافذ الشخصية والتفكير والممارسة .. وهي لا علاقة لها بالسياسة التي تعني فن الحكم وإدارة البلاد .. الحاكم الديكتاتور له مظاهر الإلوهية بلا معارضة ، ومن ثم الاكتفاء بعقل واحد مصدر التوجيهات ، بالإضافة إلي أفعال الشياطين بلا رقابة أو مساءلة علي قمة إجماع المرفوض والمكروه ،الذي رأيناه مع ثورة الياسمين والرئيس التونسي علي بن زين العابدين وعائلته ، وثورة الشباب المصري والرئيس مبارك وعائلته ، والثورة الليبية والزعيم القذافي وعائلته .. وسابقة تخص الشرق العربي من ظهور غير دستوري لعائلة الرئيس يحول البلاد إلي مزرعة خاصة . وبالقطع لا يولد الرئيس مستبدا ومع محاولة الإجابة عن السؤال يا فرعون من فرعنك وهو يقول لا أعرف لكم رئيسا غيري قد يبدو منطقيا ظهور ما يسمي الثورة المضادة فالدنيا مصالح ، لكننا نقرأ الآن ونتحدث عن نموذج الثورة وموديلها في مصر مثلا ، وضرورة تدريسها ، بل والمطالبة بمنحها جائزة نوبل للسلام ، دون النظر إلي السلوك الانفعالي الذي صاحب هذه الانتفاضة من الطوائف والفئات التي تسعي لفرض مطالبها الخاصة .. وتناست هذه الفئات أن تراكم الغضب كان لممارسات وإحداث سمتها الرئيسة الازدراء بالناس والتعالي علي حقهم في المشاركة في الحياة العامة .. نعم كانت عبارات دعهم ينبحون ما داموا لا يعضون وخليهم يتسلوا وأمثالها هي القشة التي قصمت ظهر البعير وكسرت حاجز الخوف والحائط خلف الظهور ليسقط نظام وتبدو الحاجة لنظام جديد أكثر إلحاحا .. النظام أو السيستم شئ مرغوب تماما إذا استند إلي القانون والقوة .. عندما ساند الجيش المصري وقبله التونسي حق الناس في التظاهر السلمي استمرت مظاهرة ميدان التحرير بفضل تنظيم الدخول للميدان والتفتيش والمراقبة ولكن عندما سمح للبلطجة بالمشاركة كانت موقعة الجمل الشهيرة ومظاهر التخلف والانحراف عن روح العصر .. هكذا تقول القراءة بضرورة التوافق القانوني وغالبية الناس والقوة لتحقيق الحلم .. كان الكابوس هو إلغاء حق الحلم برحيل الديكتاتور .. لا يجادل أحد في حق الغاضبين والمهمشين، والمقهورين في مصر من التعبير السلمي عن رأيهم فيما يجري في البلاد، ومطالبتهم بالتغيير لكن الاعتصام شئ آخر .. وقديما قالوا يا فرعون من فرعنك كانت الإجابة التي يعرفها أعوان الديكتاتور ومن خانتهم الشجاعة لقولة حق لسلطان جائر .. هي الديكتاتورية نفسها للجماعة أيضا لتشعر بها مع مطالب لا منطقية حيث يطالب معتصمو ميدان التحرير بحل الحزب الوطني والمنطق يقول أنه يمكنك ببساطة إسقاطه بحجب صوتك عنه ما دمت تمتلك الشجاعة .. والشجاعة ليست هدم المعبد وإنذار الجيش والحكومة وعرقلة انتظام الحياة العامة اقتصاديا وسياسيا .. الواقع يقول أننا ننشغل جميعا بتغيير الدستور وكان الديكتاتور لا يحترمه بل ويغيره أيضا مثله مثل المجالس النيابية وسهولة تزويرها عندما تختفي المجتمعات المدنية وسط ثياب النفاق متعددة الألوان .. الواقع غير الورق فتباشير النجاح تعني خلق فرص عمل ل 700000فرد سنويا تحتاج إلي معدل نمو حقيقي يتجاوز العشرة في المائة .. ووضع الخطوط الحمراء بين السلطة والثروة وإعادة التحكم في التضخم الذي يجعل الجنيه المصر منكسر الرأس في بلد زراعية أصبحت تستورد كل خبزها وهي أمور تحتاج للعمل ليل نهار خارج ميدان التحرير مع بريق الكاميرات وآه من الأضواء التي حولت الأماني إلي لافتات وأغاني ، ومع طنين آلات الطباعة وأحاديث الإعلام جاءت التحولات بعد سقوط رأس النظام وعلينا الاعتراف أن فساد النظام نخر بسوسه في كل الأركان فكان سقوطه غير متخيل بهذه السهولة .. قد تكون مصر بطبيعتها صانعة للفراعين وقد استخف فرعون قومه فأطاعوه .. وهل طول بقاء الرئيس في السلطة يحوله إلي ديكتاتور وطول بقاء الثائرين بميدان التحرير أيضا .. إن دهس القانون حتي لتحقيق رغبات مشروعة هو بداية نفق الديكتاتورية المظلم ، لكن التحولات في دنيا العولمة وتوازن القوي من حولنا في الواقع الحقيقي حيث الحاجة لمهاتير محمد ومانديلا المصري وليس علي الشبكة وتسارع الأحداث وبطء التحولات وعودة الاعتصام بالميدان كشكل وحيد للقوة يضعف تأثيره مع الوقت هي تحولات غاب فيها العقل وطغي النفاق للجماهير الذي يماثل النفاق للملك أو الرئيس وتناسي الجميع أن هناك معركة حياة أو موت ليصبح القانون سيد الجميع مع ضرورة الحفاظ علي حصتنا من نهر النيل التي تتعرض للسرقة مع ديكتاتورية تنظر من زاوية تضيق وتضيق ليعم الظلام ..
#الشربيني_المهندس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|