أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رباح حسن الزيدان - مقال / من شب على شئ شاب عليه














المزيد.....

مقال / من شب على شئ شاب عليه


رباح حسن الزيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 01:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من شب على شئ شاب عليه

ان من طبائع الانسان المجبول عليها هو أنه يرى في نفسه الفضل والجدارة والتميز والأحقية بالنسبة الى رفاقه وأقرانه , وهذه الطبيعة التي جبل عليها الانسان هي التي تدفعه الى مواصلة التذمر والصراخ والأحتجاج والرغبة في الوصول الى ما لا حق له به .
ونرى هذا جليا في الفرد العراقي , فتراه دائم التذمر والتشكي , يرى نفسه أكثر عطاءا من غيره أو أعلى همة وأصلح تفكيرا من أقرانه , فتراه دائما يطالب بجزاءه الاوفى .
والأنسان في المجتمع العراقي يرى دائماً أن مجتمعه لا يقدره على خدمته وعمله تقديرا مرضيا , فتجده كثير الصراخ والشكوى الذي لا يغني ولا يفيد فشتان بين التوكل والاتكال .
وليس من المعقول ايضا أن يتم ارضاء جميع الناس , فلا يمكن لأحد أن يجعلهم كلهم مدراء , فهناك مدير واحد والبقية عمال .
وهذه من علات المجتمع العراقي , فقد يكون المدير وأحد عماله أو بعضهم قد نشأوا في محيط واحد وتخرجوا من نفس المدرسة , فليس من الهين على هذا الفرد أن يكون مرؤوسا من زميله , فتراه يقول للناس سرا وعلانية , لماذا تم تفضيله علينا ونحن مثله أو أفضل منه ؟ , وتراهم يجمعون الادلة والبراهين على أنهم أفضل من هذا المدير .
ويرى الباحثين أن هذه الطبيعة البشرية ستتبدل عند تغير الظروف الاقتصادية المحيطة بالناس , ونحن لا نستطيع أن نعلق على هذا القول بشئ , لأننا لا نعلم الى أي مدى يمكن أن تتغير طبيعة الانسان بتبديل ظرووفه الأقتصادية . ولا نملك هنا الا أن نرفع أيدينا الى السماء لندعو الله حتى يمكن البشر من تحقيق رؤية الباحثين هذه .
فالفرد العراقي يعيش في محيط أجتماعي معين , لا يرى الحقيقة الا كما يصورها له هذا المحيط .
ويقول قائل أن ثقافة الفرد لها دور كبير هنا , فالثقافة الصحيحة قادرة على أن تفتح عين الأنسان ليقدر نفسه حق قدرها فلا يغالي بها ولا يباهي بمحاسنها الموهومة , ونحن نقول أنه مما لا شك فيه من أن الثقافة الصحيحة قد تنفع من هذه الناحية , ولكن مع ذلك يبقى لدينا سؤال : ما هي حدود الثقافة الصحيحة ؟ .
فكثير من الناس في مجتمعنا وكما يعلم الجميع , يدعون بأنهم هم المثقفون وحدهم من بين الناس .
وكل فرد في مجتمعنا يرى أن ثقافته هي الصحيحة وأن قيمتها الأجتماعية والأخلاقية والأنسانية هي المعيار الثابت الذي يميز الحق عن الباطل .
وما بين صراخ الفرد وشكواه وتذمره في مجتمعنا العراقي , تراه اذا نال منفعة من شخص ما , أرتفعت قيمة ذلك الشخص عنده وأصبح من العادلين الصالحين , كثر الله من أمثالهم , فتراه مدافعا عن فلان بكل ما اوتي من طلاقة اللسان وجزالة المنطق .
أما اذا أصابه ضرر من هذا الشخص العادل الصالح , تحول هذا الشخص بقدرة قادر الى العن خلق الله .
والانسان كما نعلم مجبول على أن ينسى مساوئه ويتذكر محاسنه تذكراً لا يخلو من مبالغة , فترى الفرد العراقي اذا أسدى جميلا الى شخص ما , تراه يتعمد تذكيره شاء أم أبى , على العكس مما يجب أن يفعل , وكما يقول أبن المقفع : "اذا أنت أسديت جميلاً الى أنسان فحذار أن تذكره , وأن أسدى اليك جميلا فحذار أن تنساه ".
وترى الفرد العراقي مهتما بأن لا ينقطع ذكره في المجالس ويحب أن يذكره القاصي والداني , والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ترى الفرد في المجتمع العراقي ينهب المال لكي يقيم به الولائم والحفلات أو يبني القصور التي تزيد عن حاجته عشرات المرات ليحضى بتقدير وأحترام المجتمع , فتراه يحاول أن يكون نهابا وهابا بدلاً من أن يكون منتجاً أو مبدعاً .
وعلى كل حال فأننا لا نستطيع أن نبني مجتمعا يكون الناس فيه كالنحل , يعملون حبا بالعمل , ولن يتم ذلك الا أذا تغيرت الطبيعة البشرية تغيراً جذرياً , فهل ذلك ممكن ؟ علم ذلك عند الله والراسخين في العلم .
فدعونا نتفائل ونأمل بأن تنته هذه الخصال السيئة من المجتمع العراقي , وكما يقال : "المتفائل يجعل الصعاب فرصا تُغتنم ".



#رباح_حسن_الزيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رباح حسن الزيدان - مقال / من شب على شئ شاب عليه