مبضع الجرّاح ...
قولنا هذا رأي فمن جاءنا بأفضل منه تركناه !
بقلم : رياض الحسيني / إعلامي عراقي مستقل / www.zaqorah.4t.com
تزاحم القوادّين على باب عاهرة !
... من فمك أُدينك ؟! ...
نشرت صحيفة منتحلة لصفة الوطنية (والوطن منها براء) وعلى صفحات ثلاث مقالا او تحقيقا (ما شاءت الصحيفة ان تسميه) فيما هو حقد اعمى وافتراء محض. وبعد اتصالي شخصيا برئيس تحريرها الذي اقر بكتابته للمقال المذكور والذي ختمه ببذاءة مذيلة بشتم الشعب العراقي المجاهد الصابر حيث وصفهم (بالخونة على باب عاهرة) والتي ارتأينا ان تكون عنوان ردنا هذا مع تغيير طفيف لتطابق واقع الحال. ما يهمنا هو محاولة كاتبه اليائسة البائسة ودون جدوى ان يضرب على وتر بالي ولقمة عفنة لم تعد تثير شهية حتى ابن اوى!
من حق القارئ علينا كمدعين للثقافة وامتهاننا لمهنة الاعلام والصحافة تنويره ووضع الحقائق امامه تاركين له حرية الاختيار والتعبير.كما تفرض الموضوعية والاخلاق الصحفية والاداب العامة والحيادية الشريفة نشر الرأي الاخر ومن ثم التعليق عليه دون الشطب عليه بالقلم العريض! اما محاولة تشويه الحقائق ولويها لخدمة انظمة متحللة ومنافع فئوية شرسة وشعارات حزبية رخيصة واهنة كانت سببا في تدهور الامة العربية ورجوعها (وراء در) الف عام ونشر الرد على القارئ فقط يفقد الصحيفة مصداقيتها ويثبت عدم سعة صدرها لتقبل الاخر، فضلا عن ان الاستهزاء بعقلية القارئ هي مهمة الحكام والطواغيت والناعقين وليست مهمة صاحبة الجلالة واتباعها الشرفاء.
ما يؤخذ على الكاتب نقاط عدة نحاول ما اسعفتنا مساحة الرأي الاخر ان نتطرق لها دون تجاوز على الغير او تجني ومنها:
1. هذه ليست هي المرة الاولى التي تستهزء الصحيفة بقراءها لمجرد الاختلاف في وجهات النظر تبعا لاختلاف الدليل والتوجه بطبيعة الحال. ففي عدد سابق قد استهزأت الصحيفة بقارئ ، بل ونفت وجوده واتهمته بتقمصه لشخصية هلامية وهو الاخ (ابو علي الخزعلي) والذي يقطن المدينة نفسها وهو معروف لكل العراقيين. بيد ان عدم معرفة رئيس التحرير بالشخص لا ينفي انه مخلوق له حقوق اولها احترام الاسم الذي يحمله. اضف الى ذلك انه متى كانت الاسماء تنم عن مواقف اصحابها ولها علاقة بتوجاتهم وعقائدهم ؟ واذا كان الامر كذلك فالأولى بعُبيد الله بن زياد ان يكون احد عبيد الله كما يوحي اسمه المصغر بدلا من اقدامه على قتل ريحانة رسول الله. لذا فتشبيه الاخ القارئ (سعد السعداوي) بالقردة لمجرد اختلاف رئيس التحرير معه في الرأي والتوجه لا ينم حتى عن خلق (عرجي) في قرية نائية من قرى مصر العروبة او ضيعة من ضيعات سوريا الاسد فضلا عن من يدعي رئاسته لتحرير صحيفة تتخذ من الوطنية (يافطة) للاتجار.
2. ربطت الصحيفة (بتوجهاتها الغير عادلة) قضية الشعب العراقي وصراعهم المرير مع اعتى طاغوت عرفته البشرية بالمصالح الامنية الاسرائيلية ؟! حيث ربطت بين المؤتمر اليهودي العالمي والمؤتمر الماروني والمؤتمر الوطني العراقي. ورغم عدم تقديم الصحيفة الدليل على عمالة المؤتمر الوطني لاسرائيل فهذه ليست هي المرة الاولى ايضا، فالتجاوزات اكثر من ان تُعد او تُحصى. بل وترقى كاتب المقال وصاحب القوام الممشوق في فتواه الى درجة وصف العراقيين المعارضين بأجمعهم ومن دون استثناء (بالزبانية للمخابرات الاميركية والبريطانية) وذلك في الصفحة 28 ، السطرين 14و 15. واتسائل كغيري لماذا يتندر البعض على المعارضة العراقية موقفها حول الحوار مع الادارة الاميركية للاطاحة بنظام دموي عميل على الامة العربية قبل عمالته على الشعب العراقي في الوقت الذي تتمنى هذه الاطراف ولو طرفة عين من الرضا من الادارة الاميركية، بل وتسعى الى ذلك في الوقت الراهن اكثر من أي وقت مضى خصوصا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر لدرجة ان هؤلاء المتندرين قد قدّموا احصاءات ووثائق حتى لاصغر شركة وطنية وبنك حكومي ومؤسسة اسلامية في بلدانهم فضلا عن تغييرهم للمناهج الدراسية حتى لاتنالهم نقمة اميركا؟! واذا كنا تابعين لمصر في أيديولوجيتها حيث تُعد الدولة العربية الاولى بتوجهاتها القومية باعتبارها وريثة عبد الناصر الذي كان اساس زعزعة ودمار العراق وشعبه، والذي كان سببا ايضا في مجئ حزب العبث بقطار اميركي حسب ما ذكره امينه العام علي السعدي في مذكراته. اذا كانت كذلك فالاولى بنا الضغط عليها لرفض ثمن سكوتها والذي يقدر بمليارين من الدولارات الاميركية سنويا هي اقرب الى الرشوة وكم الافواه عن النعيق منها الى المساعدات المزعومة. واذا كانت اميركا تقدم العون للفقراء والمحتاجين ومصر تقبلها على هذا الاساس ومن خلفها كل الاخوة العروبيين والقوميين، فلم التندر على بعض المعارضة العراقية الفعل نفسه مع الفارق الذي يحتم على الدولة احترام استقلاليتها وشعبها، بينما نجد المعارضة العراقية في امس الحاجة لوقوف (حنّون) وليس اميركا صاحبت النفوذ والقرار في عالم اليوم بلا منازع. واذا كانت الدول العربية واخوة السلاح والدم يتفرجون على مذابح العراقيين والمقابر الجماعية والتهجير القسري وسياسة الطائفية التي ينتهجها نظام صدام العفلقي فضلا عن هدر الثروات الوطنية لشراء الاقلام المأجورة والصحف الرخيصة. اذا كان وقوفهم الى جانبه وهو على هذه الدرجة من الاجرام فمن حق المعارضة اذن ان تتحاور مع اميركا وغيرها وتتقبل تبرعاتها للاطاحة بهذا النظام الفاشي ما دام انه قد آثر اخوة الدم الركون الى الجنيه رغم تدني سعر صرفه.
3. تتندر الصحيفة على انطلاق المعارضة العراقية من لندن واميركا للاطاحة بصدام. وعلى حد علمي ان رئيس تحريرها قد قدم الى كندا ابان الحرب الاهلية من لبنان مؤثرا هناء ونعيم وعطف دولة الملكة اليزابيث على ان يدافع عن بلده ويخوض غمار الحرب مع الصهيونية التي يتمتع مواطنيها الانجاس بشواطئ بيروت وارضها الخضراء وزيتونها وقتذاك، مع الاخذ بنظر الاعتبار الفارق ايضا حيث القتل والتشريد وابار الاسيد التي تنتظر معارضي صدام حتى وان كانت معارضتهم في طور الحلم والنوايا فالاحكام القومية جاهزة ومن دون الحاجة الى تنفس النوايا هذه الصعداء. كيف لا وسيادته البطل القومي للامة العربية والمُهاب الاوحد وصاحب الهبات السخية. ولو كان النظام البعثي يتقبل النقد والمعارضة التي باتت اليوم السمة الحضارية للمجتمعات المتحضرة لما هاجرت تلك المعارضة وتركت ارضها ! ويطلق الكاتب لمخيلته العنان ممرغا نفسه وسط نعوت يناغي بها ارباب واولياء نعمته فيستمر في تسليط لعنات اسياده التي لم ينجوا منها حتى اية الله السيد محمد باقر الحكيم والذي يتهمه هو الاخر بالعمالة (لايران الطائفة) على حد تعبير الصحيفة. ما هذه السياسة الازدواجية الرخيصة والكيل بمكيالين في المواقف والتعبيرات! اليست ايران هي الدولة الوحيدة في العالم اليوم التي تساند الحركات التحررية ؟ فلماذا نحن جميعا نمجّد مواقف حزب الله اللبناني ولا نعتبر مساندة ايران له عمالة في الوقت الذي يُركن البعض فيه المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في خانة العمالة لايران رغم تساوي الطرفين من جهة الدعم والمساندة ؟!
4. معارضتنا للنظام يا سادة ليست طائفية وانتم اعلم وادرى وليست وليدة الساعة، واذا كانت كما تدعون وان قتل صدام للعلماء الشيعة والمؤمنين وامتهانه مهنة الاعدامات اليومية العلنية التي تحاولون صم اذانكم ودس رؤوسكم في الوحل عنها كالنعامات، اذا كانت طائفية فمن قتل الشيخ البدري وهو الفقيه السني ؟! واذا كان دفاعكم عن صدام ونظامه من منطلق عفلقي قومي، فمن اعدم رفاق دربه لمجرد شكوك بان لهم علاقة مع اخوتهم السوريون ابان تسلمه لحكم العراق بعد دس السم لرفيق دربه وشريكه في جرائمه المقبور احمد حسن البكر ؟! ومن يمارس الاعدامات اليومية بحق الوطنيين والمجاهدين ؟!
5. يؤكد صاحب المقال على ان المعارضة العراقية بعلاقاتها مع المخابرات الاميركية ستستلم بلد مثل العراق وصفه (بالمركزي). ترى يا سيدي هل انت على دراية بما يدور من حولك؟ وهل سمعت او قرأت ما فعله صدام ؟ الم يحتل الكويت الدولة العربية ويحطم جدار القومية الذي تدعيه وتتباكى عليه انت وامثالك وتتخذونه غرضا بينكم ؟! هل هنالك نظام عربي مهما وصل من العمالة للاستكبار العالمي واسرائيل غير نظام صدام والذي يدفع من قوت العراقيين اليومي ومن ثروات العراق تعويضات لاسرائيل ؟! هل هنالك غير صدام ونظامه من خاض حروب نيابية اهدرت ثروات العراق والتهمت نيرانها خيرة شبابه ومثقفيه ويتمت مئات الالوف من المواطنين الشرفاء ؟! اسألك بالله ياسيدي هل هنالك نظام في العالم الذي تعيش فيه يقدر عدد معارضيه باربعة ملايين خارج الوطن واكثر منهم داخله غير نظام صدام ؟! وممن يستقي نظام كهذا شرعيته ويقف هذا الكم الهائل من المعارضة بوجهه ؟! وهل يعلم صدام بان موقع العراق (مركزي) ؟! بالله عليك ذكّره فلربما تنفع الذكرى !
اخيرا يا سيدي الكريم يا من اكرمتنا بشتائمك واتحفتنا بوافر خلق الاختلاف مع وجهة نظرك يجدر بنا تذكيرك بان اطلاق الاتهامات جزافا، والكلام على عواهنه لا يخدم امتنا، ولن نجني منه سوى مزيدا من التشرذم والالام والمآسي. بيد ان البقاء لشعب العراق وان صدام زائل الى مزبلة التأريخ مصطحبا معه من لف لفه وجاهر بعهره السياسي والقبلي. واذا كنت قد بدأت وختمت مقالك بالشتائم والنعوت ووصفت المعارضة العراقية بمجموعة من (الخونة على باب عاهرة) ! فلن ننزل الى المستوى المتدني نفسه وان كان واقع الحال يفرض على نعت من يتستر على فعل عاهرة بوصف قوّاد مع مرتبة الخزي القومي الصدّامي !