عمّار يوسف المطّلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3293 - 2011 / 3 / 2 - 09:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يثير منح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مهلة المائة يوم للوزير ليُثبتَ جدارته من عدمها أكثر من سؤالٍ حول طبيعة تفكير الرجل .
ففي بلدٍ عانى من دكتاتوريّةٍ مريعة و تخبّطٍ فرديّ ، يوضّح ذلك القرار أنّ العراق لم يخطو خطوة واحدة باتّجاه بناء المؤسّسات الراسخة التي لا تختصرُ الوزارة و غيرها في شخصٍ واحدٍ أو مجموعة أشخاص!
يبدو المالكي هنا معلّماً كلاسيكيّاً بطريقةٍ مثيرة للسخريّة ، و هو في قراره الكوميدي لم يُفصح عن المقياس الذي يجعل الوزير ناجحاً أو فاشلاً بعد المائة يوم !!!
و في بلدٍ تحطّمت بناه التحتيّة و نخره الفساد الإداري ، فإنّ فكرة قيام شخصٍ مهما كانت قدرته و عبقريّته بتحقيق نجاحٍ ملموسٍ في مائة يوم لهو أمر عصيّ على الخيال ، إنْ لم يكن مستحيلاً !
و لماذا لم يُطبّق المالكي ذلك الامتحان العجيب على نفسه ، و قد انقضتْ رئاسته للوزارة الأولى التي دامتْ أربع سنوات ؟
و لنأخذ مثلاً وزارة الكهرباء ، فقد وعد المالكي نفسه بحلّها بعد خمسة عشر شهراً ، فماذا بمستطاع وزير الكهرباء أن يُقدّم في مائة يوم ؟!!!
و إذا كان المالكيّ قد خرج من السنوات الأربع بوعدٍ مؤجّلٍ ، فكيف يطلب من غيره أن يجترح شيئاً فشل هو فيه و في أضعاف المائة يوم؟!!
و ثمّة مثال آخر يُسفّه قرار المالكي نجده في وزارة التربية ، فهل يستطيع وزيرٌ أن يغيّر في المناهج في مائة يوم ؟
ألا يحتاج ذلك إلى لجانٍ تضمّ مختلف الاختصاصات ، و إلى اجتماعاتٍ دوريّة ، ثمّ و عند تغيير المناهج ، يتطلّب الأمر وقتاً لطباعتها ؟!!!!
و في البصرة وحدها صرّح المسؤولون هناك بحاجتهم إلى تشييد ٧٠٠ مدرسةٍ لحلّ مشكلة الدوام المزدوج و الثلاثي ( ثلاث مدارس في بناية واحدة )!!!
و تجد في الصفّ الواحد في أغلب تلك المدارس ٦٠ طالباً محشورون في مقاعد محدودة العدد ، مع ما يشكّل من خطرٍ على الصحّة و إعاقةٍ للاستيعاب !!!
يبدو المالكي مٌتقمّصاً لِدور شهريار ، و مثلما امتدّت الليلة الواحدة فصارت ألف ليلةٍ و ليلة ، سيمتدّ بلاء هذه البلاد حين يخلف الديكتاتور البليد سياسيّ من هذا الطراز!
#عمّار_يوسف_المطّلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟