|
ملف دكاترة التعليم المدرسي بعد أسبوعين من الإضراب المفتوح
علي أوعسري
الحوار المتمدن-العدد: 3292 - 2011 / 3 / 1 - 23:58
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
يخوض الدكاترة العاملون في قطاع التعليم المدرسي منذ 18 فبراير 2011 إضرابا عن العمل مصحوبا باعتصام مفتوح أمام وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي للدفاع عن حقوقهم المشروعة في تغيير إطارهم من أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي إلى أساتذة التعليم العالي مساعدين. إننا هنا لا نتغيا الدخول في تفاصيل ومسببات هذا الإضراب المفتوح الذي جاء في سياق وطني وإقليمي بالغ الحساسية والذي فيه عبر الدكاترة عن التزامهم بالنضال السلمي من أجل إثارة وضعية الدكاترة المأزومة في قطاع التعليم المدرسي وإيصال الرسائل إلى كل الأطراف الفاعلة في منظومة التربية والتكوين بشقيها التعليم المدرسي والعالي، وكذا إلى الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية والنقابية والإعلامية، باعتبار ما يجري في المدرسة والجامعة المغربية يهم كل فئات المجتمع المغربي وقواه الحية. ما نريد التطرق إليه في هذا المقال هو اقتراح بعض المقترحات العملية الكفيلة بحل هذا الملف في ارتباط وتفاعل مع أراء كل المعنيين بمصير منظومة التربية والتكوين التي تعرف اختلالات عميقة قد تعجل – في حال عدم حل الملفات العالقة وعلى رأسها ملف دكاترة التعليم المدرسي- بكل الطموحات الوطنية في إرساء تعليم حداثي، عقلاني قمين برفع التحديات والرهانات المطروحة على بلادنا من تنمية وتقدم وبناء مجتمع المعرفة الذي بات مطلبا مجتمعيا وتاريخيا لا محيد عنه. يهمنا في هذا السياق التوجه إلى مختلف الفاعلين في الساحة التربوية من جامعيين وأكاديميين ونقابيين وسياسيين وكذا جمعيات الآباء لوضعهم في صورة التطورات التي يعيشها ملف دكاترة التعليم المدرسي. فبعد حوالي أسبوعين من الإضراب المفتوح لم تتحرك الوزارة لطرح أية مبادرة فعلية تروم إنهاء هذا الإضراب لما فيه مصلحة تلامذتنا المقبلين على اجتياز الامتحانات الجهوية والوطنية. وفي هذا فان الوزارة تتحمل كامل المسؤولية في ما ستؤول إليه أوضاع هؤلاء التلاميذ الذين قد يجدون أنفسهم أمام سنة بيضاء قد تجعل حدا لكل الخطابات الديماغوجية للوزارة في تصديها للهدر المدرسي. إن الوزارة الوصية، التي فشلت فشلا ذريعا في تدبير مباريات تغيير الإطار التي جرت منذ أكثر من شهرين، لم يعد بإمكانها ما تقدمه لطي هذا الملف الذي بات يتطلب تدخل الجهات العليا لإيجاد مخرج ملائم لهذا المشكل. وإذ نحيط الرأي العام الوطني أن لجوء دكاترة التعليم المدرسي إلى الإضراب المفتوح جاء بعد استنفاذ المدة الزمنية اللازمة للإفراج عن نتائج المباريات المذكورة، فإننا نؤكد من جديد على: - ضرورة محاسبة المتورطين في التلاعبات التي صاحبت إجراء المباريات مع التذكير على أن أي إلغاء لنتائج المباريات يعد ارتجالا وهدرا للمال العام يستلزم محاسبة المتورطين في هذه التلاعبات. كما أن أي إلغاء لنتائج هذه المباريات يعد تراجعا إلى الوراء. فكيف يعقل أن تقدم الوزارة على حل شامل لهذا الملف في وقت لم تستطع فيه، بسبب من التلاعبات التي أحاطت بهذه المباريات، اجرأة ما تم الاتفاق عليه سابقا وفي حدوده الدنيا، أي الإفراج عن نتائج المباريات. - إن الدكاترة بإقدامهم على الإضراب المفتوح يكونون قد نقلوا هذا الملف، الذي فيه تتكثف أزمة واختلالات المدرسة والجامعة المغربية، من مرحلة القبول بحل تدريجي إلى مرحلة أخرى أضحى فيها الحل الشامل هو المخرج الوحيد لهذه الأزمة. - إن الحل الشامل ليس حلا طوباويا ((utopique يصعب تحقيقه، بل انه حل يتطلب من الحكومة المغربية التحلي بالشجاعة الكاملة للاعتراف بالخلل الذي ينخر تدبير الكفاءات الوطنية، خاصة في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي. ففي الوقت الذي باتت فيه الجامعة المغربية ومؤسسات تكوين الأطر معاقل لكل أنواع الأساتذة غير الحاصلين على الدكتوراه، تجد الدكاترة في قطاع التعليم المدرسي محرومين من حقهم المشروع في ممارسة البحث العلمي الذي لا مدخل له إلا بتغيير إطارهم إلى أساتذة التعليم العالي مساعدين. - إن النقابة الوطنية للتعليم العالي، التي من المفترض أن تكون الداعم الأساس لملف دكاترة التعليم المدرسي، لم تخرج بعد بموقف صريح يساند نضال الدكاترة المعتصمين دفاعا عن حقوقهم المشروعة. قد نتفهم موقف نقابة التعليم العالي بخصوص ضرورة إجراء المباريات كشرط لولوج الجامعة وفق ما ينص علية قانون 00-01 من الميثاق الوطني للتربية والتكوين، لكن لا نتفهم كيف أن هذه النقابة ضلت صامتة أمام ما يجري من عبث في الجامعة التي أضحى يدرس فيها، بالتعاقد، كل من هب ودب. بل أكثر من ذلك كيف قبلت بولوج أساتذة غير حاصلين على الدكتوراه تابعين للمدارس العليا للأساتذة في إطار إلحاق هذه المؤسسات بالجامعة. - إذا لم تعمل النقابة الوطنية للتعليم العالي على تجاوز هذه الإشكالية-المفارقة، وهو ما نتوخاه لها، فان خطابها حول الدفاع عن الجامعة وتطوير البحث العلمي فيها قد يفقد مصداقيته، وفي هذا خطر على مستقبل منظومة التربية والتكوين وعلى مصلحة البلاد برمتها. - إن مصلحة البلاد وما يقتضيه ذلك من اعتماد الكفاءة والشفافية والديمقراطية في إسناد المناصب بالجامعة المغربية ومؤسسات تكوين الأطر يستلزم اعتماد حلول مرنة تستجيب لهذه المرحلة الانتقالية الحرجة التي تمر منها البلاد بشكل عام ومنظومة التربية والتكوين بشكل خاص. - في هذه النقطة بالذات ندعو من جديد المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي المساهمة في اقتراح ما يراه قمينا بوضع حد لهذه الأزمة التي تعري واقع منظومة التربية والتكوين مع مراعاة استثنائية هذه المرحلة الحساسة وكذا معاناة الدكاترة في قطاع التعليم المدرسي. - إن الدكاترة في إضرابهم واعتصامهم المفتوحين وصلوا إلى نقطة اللاعودة، وهم في ذلك مقتنعون كل الاقتناع أنهم بصدد تقديم خدمة عمومية للبلاد وليس فقط الحصول على إطار أساتذة التعليم العالي مساعدين، ذلك أن أي حل لهذا الملف سوف ينجم عنه ضخ دماء جديدة في الجامعة المغربية وفي مؤسسات تكوين الأطر التي تحتاج إلى أساتذة حاملين للدكتوراه وليس لدبلومات متواضعة. كما أن إضراب الدكاترة كشف عن الوجه المقنع لما يجري بداخل منظومة التربية والتكوين وفجر أزمة مسكوت عنها. دام الدكاترة فئة طليعية في النضال وفي البحث العلمي.
#علي_أوعسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استثناء الدكاترة من تسوية ملفات الفئات التعليمية وضرورة محاس
...
-
في نقد إسقاط ما يجري في تونس ومصر من أحداث على الواقع المغرب
...
-
في جديد و تعقد ما يجرى في تونس من أحداث
-
في السؤال الثقافي: بخصوص تنامي وتيرة الدعوات والبيانات الثقا
...
-
قراءة مركبة في أحداث العيون: رهانات وتحديات ما بعد مخيم أكدي
...
-
بين تقرير اللجنة الأممية حول التمييز العنصري ومزاعم اختراق إ
...
-
سؤال السياسة اليوم
-
في المسألة اللغوية: أو الايدولوجيا في المسألة اللغوية
-
توضيحات أخرى بخصوص ملف دكاترة قطاع التعليم المدرسي
-
مخاطر الشعبوية وهي في قلب البرلمان: استقالة الرميد نموذجا
-
توضيحات بخصوص تطورات ومآل ملف دكاترة قطاع التعليم المدرسي
-
-فعاليات- الشعب المغربي في خيمة القذافي
-
تبعثر الحقل الاجتماعي وأزمة علاقة النقابي والسياسي
-
مأزق الوزارة في ملف الدكاترة العاملين بقطاع التعليم المدرسي
-
مأزق المأسسة في ضل غياب حوار اجتماعي وسياسي وثقافي شامل
-
تأملات في مفهوم الطبقة الوسطى
-
مناقشة في بعض أفكار الجابري حول إصلاح التعليم والمسألة اللغو
...
-
أفكار للمساهمة في تسوية وضعية الدكاترة العاملين بقطاع التربي
...
-
بيان المنضمة الديمقراطية للتعليم بخصوص الاضراب الوطني لدكاتر
...
-
تسوية وضعية الدكاترة العاملين بقطاع التربية الوطنية: أفكار ل
...
المزيد.....
-
وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا
...
-
اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا
...
-
مراسلنا: إصابة مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية وعدد من
...
-
السلطة الشعبوية تعلن الحرب على العمال وحقوقهم النقابية
-
سياسات التقشف تشعل غضب العاملين في القطاع الصحي بالأرجنتين
-
طريقة التقديم على منحة البطالة في الجزائر 2024 والشروط المطل
...
-
2nd Day of Works of the 4th World Working Youth Congress
-
Introductory Speech of the WFTU General Secretary in the 4th
...
-
الكلمة التمهيدية للأمين العام لاتحاد النقابات العالمي في الم
...
-
رابط مباشر .. الاستعلام عن رواتب الموظفين في القطاعين المدني
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|