|
لقطة عراقية / الثورة الكترونيا
عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب
(Amer Mousa Alsheik)
الحوار المتمدن-العدد: 3292 - 2011 / 3 / 1 - 23:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وصف التاريخ لنا صورا شتى عن ثوار وضعوا أثرا واضحا في بلدانهم ، كذلك الظروف القاهرة التي رافقت كل تحركاتهم وكيف أنهم انتموا إلى مذاهب فكرية وأيدلوجيات عديدة تمثل منظَري تلك الثورات، وراح مؤرخو تلك الثورات يرسمون لنا الخوارق اللاطبيعية التي تصاحب قادتهم اللذين يستلمون زمام القيادة عقب الثورات ضد ا لأنظمة المستبدة .. سابقا كان الثائر لا يستقر في مكان ما أو يجلس تحت سقف أو يعود من الطريق الذي دخله وله أسماء مستعارة عديدة ، ويتصل بجماهيره بطرق هي أقرب للمستحيل السابع ، وصولا إلى الظهور بهيئة امرأة حتى يتوارى عن الأنظار ولا يكتشفه المتربصون له والثائرات يظهرن بهيئة رجال . تلك الأمور فرضتها عليهم معطيات المرحلة التي يمرون بها هم أو تحولات الوضع المعاش .. وفي ظل التطور الحاصل واتجاه العالم إلى أن يكون في حضارة واحدة ،، قيل كثيرا أن عصر الثورات والانقلابات انتهى بلا رجعة لان العالم تحول إلى قرية صغيرة من خلال تشعبات الاتصال وزحام الاثير الفضائي وكيف أنك تتصل بالصوت والصورة مع من تريد وفي أي مكان في العالم ، حتى أصبح كل شيء متاح وفي متناول اليد ، وأصبحت الصورة هي الجزء الاكبر في الحياة لان العالم أصبح عبارة عن صورة إن كانت ثابتة أو متحركة ،، لكن التمعن في أصل الحالات أعلاه كلها أتت من صنيع الانسان الذي أوجد تلك الاشياء بسبب رغبته الدائمة إلى التغيير إلى ما هو أفضل وأسرع وأفضل جودة وبكلفة أقل وطأة ، نستخلص هنا أن رغبة التغيير هي قائمة دائما في قرار الإنسان التواق إلى الأفضل ، الاتجاه نحو الحداثة والعولمة أتى من خلال الحاجة لها وهذا ولد وجهة نظر مفادها أن الشباب في جميع أنحاء العالم تحولوا إلى الميوعة والجلوس إلى أجهزة الصورة فقط . وجهة النظر تلك أخذت تسيطر على عقول كبار المفكرين أو عقول ساسة العالم حتى أثبتت عدم صحتها تطبيقيا ، فالرغبة بالتغيير لا زالت قائمة في قرار الأنفس ، فالإنسان هو الإنسان والرغبة بالتغيير لازالت قائمة لكن كيف وسط زحام وتشابك الاتصال .. لقد تحولت المنطقة العربية أو الشرق الأوسط إلى سوق استهلاك كبير لكل ما هو متطور تنتجه الدول الرأسمالية الكبرى ، لكن الذي يعيش في مناطق الاستهلاك لا زال يرغب بالتغيير كما هي فطرة الإنسان التواق للأفضلية في حياته ، حتى تحولت منتجات تلك الدول إلى أداة من أدوات التغيير .. وأدوات التغيير هي ( حاجة ، رغبة ، أداة مساعدة ، أناس بحاجة إلى تلك الأمور وغيرها ) ، وهذه الأمور اتحدت لتكَون الظروف التي تدعو إلى التغيير المرجو لدى سكان المناطق التي عانت الطبقية وعدم وجود علاقة بين المواطن وحاكمه .. المعطيات أخذت بالنمو والتطور حتى أصبحت هنالك حاجة كبرى تنمي الحاجة إلى التغيير .. مع تكامل المعطيات اتحد المحتاجون وحولوا مفردات الحياة إلى أدوات لثورة تغيير كبيرة ، لكنها ثورة بنسخة حديثة تتكلم بلغة العام 2011 ، والثائر هنا لا يحتاج إلى منظرين أو صفات جسمية هائلة أو يسافر إلى أمكنة متعددة أو لا ينام أو يشعر بخطر المطاردات .. الثائرون في العام 2011 بقوا بتسريحات شعرهم الغربية وزيهم الحداثوي وغرفهم التي حملت على جدرانها صور مشاهير السينما والفن وأبطال كمال الأجسام وجهاز ( الدفي دي ) وأقراصه التي حملت أخر أفلام شبابيك التذاكر العالمية إضافة إلى علب ( جل ) الشعر و جهاز الحاسوب الشخصي والهاتف النقال وأجسادهم بقت غضة و رشيقة ، لكن رغبة التغيير بقت في النفوس والعقول ، حتى حولوا مفردات غرفهم تلك إلى أدوات للثورة التي رافقت حاجة التغيير ، كل ما تحتاجه الثورات اليوم هو صفحة شخصية على صفحات( فيس بوك ) أو صفحة باسم مستعار وتدعوا كل من جلس في غرفته وحاجته تشبه إلى حد ما حاجتك وتطرح الأفكار بتبويب معين وتخاطب الجميع على أساس الحاجة وتحدد موعد لتاريخ الثورة أو التظاهرة أو الاعتصام ، وتقديم المطاليب التي تقض المضاجع وتربك الكراسي الحاكمة ، لم يدرك مدعوا الديموقراطية الزائفة أن نموها سوف يقلب السحر على الساحر ويأتي بنتائج لا يحمد عقباها عليهم ، إذن لا بد من مراقبة الحاجة الجمعية لدى عامة الناس وإلغاء الفوارق ويجب أن يعيش الحاكم الماسك لزمام الأمور بحياة تشبه إلى حد ما حياة أي مواطن يتخذ من ( حي التنك مسكنا له ) حتى يدرك الحاجة الجمعية والرغبة العارمة بالتغيير .
نيجاتيف اللقطة ـــــــــــــــــــــــــــ الثائرون ألكترونيا حاربوا حاملي السلاح بشعار رفعوه ( فيس بوك على كل ظالم )
#عامر_موسى_الشيخ (هاشتاغ)
Amer_Mousa_Alsheik#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكومات تريد إخراج الشعوب
-
لقطة عراقية فراغ
-
باقة من أوراق حزن
-
لقطة عراقية وائدو البنات
-
ارفع قبعتي
-
علب الصفيح
-
جسد على جسد
-
امرأة باسم مستعار
-
الشاعر نجم عذوف أنا رجل بلا وطن ووطني هو الشعر
-
مختصر الابواب
-
لقطة عراقية يوميات
-
الوقت عند توقفه
-
مونيتر *
-
إليها في ذكراها الثامنة
-
بإختصار
-
لقطة عراقية / إن كنت منهم لا تكمل
-
لقطة عراقية ... وردة عند الصباح
-
مرثية الوطن والشعر
-
سيرة امرأة خائنة و لكن ...
-
عتبات خربة
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|