جهاد الرنتيسي
الحوار المتمدن-العدد: 3292 - 2011 / 3 / 1 - 20:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد تكون تفاصيل الوضع العراقي كافية لاضفاء قدر من الخصوصية ، على مطالبات الاصلاح التي خرجت الى الشارع ، لكنها لا تكفي باي حال من الاحوال لاخراج الحالة العراقية عن سياقات الحركات الاحتجاجية ، التي تشهدها المنطقة .
فالمطالب المطروحة في شوارع بغداد والبصرة والكوت وغيرها من المدن والنواحي العراقية لا تبتعد كثيرا عن مثيلاتها التي اسقطت نظام زين العابدين بن على وانتهت بتنحية حسني مبارك .
كما استفادت اشكال التعبير والتنظيم المتبعة في العراق من التجربتين التونسية والمصرية اللتين قطعتا الشوط الاوسع في عملية التغيير قياسا بايران وليبيا واليمن.
والمطالبة بمكافحة الفساد تنتهي بشكل او بآخر الى الحديث عن فساد السلطة المبنية على اساس " المحاصصة الطائفية " الكفيل بافساد اي نظام سياسي.
فقد تحكمت هذه المحاصصة بالاطوار التي مر بها الفساد وسوء الادارة منذ قيام النظام الحالي في العراق .
وضعف السلطة التنفيذية الناجم عن تركيبة الحكومة التي جاءت نتيجة لتسويات بين ارادة الناخب العراقي وضغوطات اقليمية ودولية مارستها طهران وواشنطن يحول دون التفاعل الرسمي الايجابي مع المطالب الشعبية .
تهميش وسلب ارادة مجلس النواب يساهم ايضا في الحد من التفاعل المطلوب بين السلطة التشريعية والقاعدة الشعبية التي اوصلت النواب الى البرلمان .
وغياب ثقة العراقيين بالمؤسسات لا يقف عند الحكومة و البرلمان فهو يشمل ايضا السلطة القضائية التي تلاحقها شبهات التسييس .
بطء ردود فعل المالكي على مطالب المحتجين واللجوء الى قمعهم والتشكيك في شرعية مطالبهم يشجع بدوره على تطور هذه المطالب لتتجاوز محاولات الاصلاح الى التغيير .
وبالتالي لا تحول خصوصية التجربة التي تفرزها التفاصيل دون الخضوع لقوانين التغيير الذي يتحول الى ضرورة حين يستحيل الاصلاح .
ففي كل تجربة من تجارب التغيير الراهنة تفاصيل وخصوصيات ، وان اتفقت التحركات المطلبية في السياق العام ، وعجز القيادة السياسية، وهشاشتها ، ووصولها الى طريق مسدود يحول عملية التغيير الى حتمية يصعب تجاوزها .
#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟