أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نجلاء صبرى - هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج1















المزيد.....

هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج1


نجلاء صبرى

الحوار المتمدن-العدد: 3292 - 2011 / 3 / 1 - 14:07
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



الأطفال الموهوبون بالدرجة الأولى هم بشر يتعرضون لضغوط في ومن الأسرة والحياة، ونظرًا لتفردهم كان علينا أن نبحث وراء تلك المشاكل والضغوط والتي قد تؤثر على موهبتهم فتعززها أو تكون سببًا لظهور مشكلات خطيرة تمحو الموهبة وتعوق تطورها ونموها، فبالممارسة الحية بالعيادة النفسية وبالإطلاع على العديد من البحوث والكتب والدراسات عن الطفل الموهوب يمكن أن نستخلص بعض المشكلات المتعلقة به مع محاولتنا وضع الحلول لها من وجهة نظرنا بما يتناسب مع البيئة والثقافة المصرية.


فبالطبع الموهبة تفرض على الفرد شعوره بالاختلاف والتميز، ولكن أحيانًا يكون الشعور بالاختلاف نقمة وليس نعمة، وخاصة في مرحلة الطفولة، فكلما تباين الاختلاف بين الطفل وأقرانه بصورة تجعله ربما يشعر بالشذوذ، ويخلق بداخل أقرانه نفورًا منه وعزوفًا عنه لأنه بالنسبة لهم مصدرًا من مصادر الشعور بالمهانة والمذلة، لعدم كونهم قادرين على محاكاته، كلما ازدادت الأزمة الداخلية والنفسية للطفل، ومفهوم الإبداع والموهبة يختلف من مجتمع لمجتمع، حيثُ يخضع لمؤثرات كثيرة ولنظرة المجتمع نفسه للموهوبين، وكذلك الثقافة السائدة عن الطفولة والإبداع، لذا تعين علينا أن نوجه أنظار الأمهات لمشاكل أطفالهن فمن أهم مشاكل الطفل الموهوب ما يلي:


1. بروز دور الطفل الموهوب كمصدر سلطة في الأسرة:
الطفل الموهوب عادة يكون الطفل الأول بالعائلة، وغالبًا ما يظل وحيدًا لفترة من الوقت، وموهبته تفرض عليه أن يكون محور الاهتمام المبالغ فيه، لذا نجد أن الأهل في خضم فرحتهم بلباقة الطفل وفلسفته وقدرته على الإقناع يتنازلون عن دورهم كآباء ليصبح هو والدهم يسيرون على هدى منه، فيوجه خطواتهم لما يريد هو، وما يحب هو، وما يرى هو مما يؤدي ربما لتماهي شخصيته معهم فلا يستطيع أن يواجه متطلبات الحياة فيما بعد، كما يفعل أقرانه ممن حظوا بطفولة سوية، وكان آباؤهم يقومون بدور الأبوة على المستوى النفسي لهم، لا أن يشعر هو بأنه والدهم ومرشدهم، فتوازي الأدوار هنا يضر بالطفل الموهوب، فلا يجب أن نترك له الساحة الأسرية ليشعر أنه المهيمن والمسيطر في الأسرة، فعلى الوالدين أن يفصلا ما بين أدوارهم كآباء وما بين احتياجات الطفل، فلا يهدران حقه ولا يعطيانه مساحة تحكم أكثر مما يجب، فعليهما أن يبحثا له عن أطفال في مثل سنة يمارس طفولته معهم، وأن يتحكما في الإطراء الذي يعزز إحساسه بذاته ويجعله محصورًا في صراع توقعاتهم.



2. صراع الآباء على تربية الطفل الموهوب:
في بعض الأحيان يختلف أسلوب تربية الأب والأم للطفل، فيرى كل منهما طريقة معينة لتربية الطفل ربما تناقض طريقة الآخر، تلك الطريقة خاطئة تمامًا حيث أن الطفل بالطبع سيميل للطريقة الأيسر بالنسبة له والتي تحقق له إشباعًا على المستوى النفسي وترفع عنه طائلة المجهود والعقاب، حتى لو كانت طريقة خاطئة، فالأطفال في مثل هذا العمر يميلون للحلول السهلة ولا يدركون متطلبات التربية على المستوى البعيد، لذا نجد أن الطفل ربما ينحاز إلى الطرف الذي يملك الحل الأيسر بالنسبة له على حساب الطرف الآخر، كأن ينحاز للأم ويهجر الأب، وكذلك فالأم تدعم هذا الهجران أو العكس، وعليه، فعلى الوالدين إدراك أهمية توحيد أسلوب التربية ومنع تدخل أطراف خارجية في تربية الطفل كالجد أو الجدة أو الخال أو أيًا كان إلا بعد إيضاح القيم والأساليب التي ينتهجونها في تقويم الطفل وخلق روح التحدي بداخله، فعندما يتحد الوالدان يكون على الطفل إرضاء الطرفين، فيعمد إلى تحقيق أقصى جهده دون تخاذل أو تكاسل، أو حتى شعوره بأنه سيرضي الطرف الأكثر حبًا له وتدعيمًا، حتى لو كانت توقعاته أدني من إمكانيات الطفل مما قد يخمد موهبته.



3. الصراع بين الطفل الموهوب وإخوته:
مما لا شك فيه أن الصراع بين الإخوة قائم في كل عائلة، حيث تحتدم أحيانا مشاعر الغيرة بينهم، فما بالكم بتوفر طفل موهوب في العائلة، فإن كان الأكبر أصبح يمثل عقبة في طريق تطور إخوته، فالوالدين يطلبان منهم أن يضاهوا الطفل الموهوب في قدراته، و هو ما قد يعيق نموهم ويجعلهم في حالة توتر دائم وحقد على أخيهم، كما أنهم – الإخوة - يسارعون في الخطى وقد لا يلحقون به، نظرًا لتطوره عنهم في القوى العقلية والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتوفر لهم، كذلك إذا كان الطفل الموهوب هو الأصغر شعر الطفل الأكبر بالمذلة والمهانة، وكيف أنه لم يستطع أن يرتقي لمستوى أخيه الأصغر، فيكمن بداخله مشاعر كره لأخيه قد يكون السبب المباشر فيها ليس شعور الطفل بتدني مستواه بالنسبة للآخر ولكن من كثرة تعليقات الأهل السلبية، كجملة "شايف أخوك الصغير، أو، أنت محصلتش أخوك"، وهكذا، تلك التعبيرات الدارجة تهز وتحقر وتتدنى بشعور الفرد بذاته وبإنجازاته، أو أن الآباء ينحازون للطفل الأكبر العادي متجاهلين تمامًا موهبة الطفل الصغير حتى لا يجرحون شعور الابن الأصغر، مما يُشعر الطفل الموهوب بنوع من الإحباط ويخمد موهبته ويجعله في موقف كراهية دائم لعائلته ووالديه، لأنه في قرارة ذاته يُحملهم ذنب ذبول وانطفاء تلك الموهبة.


لذا على الآباء معرفة وإدراك ما يُسمى بالفروق الفردية بين الأفراد، فكل شخص يمتلك قدرًا معينًا من الفهم والتطور يختلف عن الآخر، وما قد يمكنه التطور العقلي لأحدهم قد لا يمكنه للآخر، وتلك سُنّة وطبيعة الحياة: أن الله عز وجل خلق الناس درجات.



فما الذي يفعله الآباء في تلك الحالة؟
على الآباء خلق مساحة من المودة والمحبة بين الأطفال، وعدم مقارنة طفل بآخر ولا إنجاز بآخر، بل عليهم تقدير وتقييم الأطفال بصورة فردية، كُل على حسب مستوى فهمه وأدائه مع التشجيع المستمر ليزيد أداء الموهوب أكثر وليتطور أداء الطفل العادي لمرحلة أفضل بدون خلق ضغينة بينهما، كما عليه شرح طبيعة الفروق في المستويات للإخوة حتى يتقبل كل منهم مستواه وعليه أن يعلل على ذلك بنماذج من العائلة والمجتمع والمعارف، فيتضح لدى الأبناء الضعفاء أن ما هم فيه شيء طبيعي فينتقلون للمرحلة التالية بنوع من السلام والهدوء النفسي.



4. الأب والمدرسة ونماذج الأدوار:
على الآباء احترام المدرسة والمدرسين وأدوارهم حتى لا يكسر رهبة المعلم بداخل طفله فيفقد أهليته كمصدر توجيه وإرشاد وتعليم للطفل، ومن ثم يترتب على ذلك عدم خوف الطفل من العقاب وعدم أداؤه لواجباته المدرسية فينخفض مستواه ويصبح طفلاً موهوبًا ذا مشاكل في التحصيل.
كذلك فمن المشاكل التي يتعرض لها الطفل الموهوب في المدرسة أنه لا يتنازل عن فرديته التي تُميزه، وقد يُكثر من الأسئلة التي ترهق معلميه مقدمًا براهين وتعليلات جديدة جدًا على المعلم، بما يترتب عليه شعور المعلم بعدم الكفاءة فيتوتر جو الفصل نتيجة لمحاولة المدرسين الاستهزاء بالطفل أو قمع رغباته أو تلقيبه بألقاب غير لائقة حتى يتخلص من الحرج الذي يُلقيه الطفل على كاهله.
ومن هنا يتوجب على الأهل وعلى مدراء المدرسة توفير فصولاً خاصة لمثل هؤلاء الطلاب، مع توفير معلمين على درجة من الكفاءة تمنح الطالب المعرفة اللازمة.



نجلاء صبري / أخصائية نفسية وكاتبة مصرية



#نجلاء_صبرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكآبة وباء يكشر عن أنيابه
- هل ألفاظ طفلك تهينك؟
- التوحد ذلك المرض الغامض
- الزهايمر وموت خلايا الذاكرة
- هل سلوكياتك تؤثر في امتلاك ابنك للموهبة والإبداع؟
- الطفل الخيالي
- غرف القلب وحواديت الملحمة
- وبينها شىء ينتفض
- معزوفات عبثية
- واجب الدم
- Analytical psychology * علم النفس التحليلي * كارل جوستاف يون ...
- قصة لن تكتمل النهاية
- المايم * ورقصة الخلاص
- التألّه وغبش ملائكة الوطن
- أريد أن أراك ِ ...!!!
- قدر التعجب وسفح الرفات
- كيان يفقد خطاة
- للمتزوج الواقع فى براثن الإحساس البكر 1
- هذيانات حمى
- درفيل الوطن


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نجلاء صبرى - هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج1