|
حول حزب العمال الشيوعي التونسي
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 3292 - 2011 / 3 / 1 - 12:42
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
اجابة على تعليق غسان العوني من حزب العمال الشيوعي التونسي عزيزي الاخ غسان العوني من حزب العمال الشيوعي التونسي قرأت مساء امس تعليقك على مقالي حول ثورتي تونس ومصر الشعبيتين واسعدني ان بين هذا الشعب التونسي الثائر من يجد الفرصة لقراءة مقالي. وبما ان تعليقك جاء بعد ان اصبح المقال قديما وقد لا تستطيع قراءة الجواب اذا اجبت عليه في ذيل المقال قررت ان اجيبك في هذه الاسطر لضمان اطلاعك عليه. ميزت في مقالي عن اليسار والمنظمات اليسارية بين اليسار الحقيقي الذي عرفته بانه كل من تدعو مصالحه الى تغيير النظام القائم الى نظام افضل وهذا يعني ان اليسار الحقيقي هو الشعب وان المنظمات اليسارية على جميع درجاتها هي اجزاء واعية من هذا الشعب مهامها هي توعية وتنظيم وقيادة هذا الشعب في ثورته. واثبتت ثورة تونس التي كانت الشرارة التي اشعلت الثورة في الشرق الاوسط كله على صحة ان اليسار الحقيقي هو الشعب التونسي كله. كتبت في مقالي عن الثورة ان الثورة التونسية كما هو الحال في الثورة المصرية احرزت انتصارا جزئيا في الاطاحة براس النظام ولم تنجح بعد في القضاء على جسمه المتمثل في الحكومة التي تشكلت بعد الاطاحة بابن علي. وان الثورة مستمرة حتى تحقيق الاجزاء الاخرى من اهدافها. واضح ان قيادة الثورة اوعى من يعرف ذلك واكبر برهان على ذلك استمرار الثورة باشد عنفها رغم ان سلطة ابن علي بقيت في الحكم متوقعة خمود الثورة وارهاق الثائرين لكي تنقض على الثورة والثوار وابقاء النظام باشد مما كان عليه تحت ابن علي. لم يكن الهدف من مقالي شرح ذلك وانما كان هدفي التطلع الى المستقبل، الى ما يجري اذا حققت الثورة كامل اهدافها. ان ما يجري بعد نجاح الثورة في تحقيق اهدافها كاملة هو الشعارات التي تحملها الثورة ذاتها. الشعار الذي تريد ثورة الشعب التونسي تحقيقه هو اسقاط النظام. واسقاط النظام ليس معناه اسقاط اي نظام وابقاء الشعب التونسي بلا نظام وانما يعني اسقاط النظام وانشاء نظام اخر افضل منه. وكان هدف مقالي الحديث عن هذا النظام الجديد الذي تريد الثورة تحقيقه اذا نجحت في تحقيق اهدافها كلها كاملة. ما هي صفات النظام الذي تريد الثورة تحقيقه؟ واضح من كل شعارات الثورة انها تريد اسقاط النظام بدون ابقاء اي اثر من اثار النظام السابق. تريد نظاما ديمقراطيا، دستورا جديدا، اطلاق سراح السجناء السياسيين، سن قوانين جديدة لتشكيل الاحزاب وتحرير الاعلام وحرية تنظيم النقابات العمالية والمهنية واهم من كل ذلك تحقيق قانون انتخاب يحقق للشعب التونسي انتخاب حكومته القادمة بكل حرية لتمثله وتمثل مصالحه وغير ذلك من الاهداف التي تعلنها الثورة. في كل هذه الاهداف ليس هناك اي ذكر للاطاحة بالنظام الراسمالي بل كل الشعارات والاهداف تبغي تنحيته، اسقاطه. فمن نظام راسمالي خانع وخاضع لارادة الدول الامبريالية ضد مصالح الشعب التونسي تريد الثورة نظاما راسماليا يكون مستقلا استقلالا حقيقيا يتوجه الى تطوير تونس صناعيا وزراعيا وثقافيا واقتصاديا. وهذا ما حاولت ان ابينه في مقالي حين بينت ان النظام الذي سيتحقق عند انتصار الثورة انتصارا كاملا يبقى نظاما راسماليا ويبقى جزءا من النظام الراسمالي العالمي ولكنه نظام راسمالي متحرر من الخضوع الى رغبات الدول الامبريالية ويعمل على تطوير تونس صناعيا وزراعيا وثقافيا واقتصاديا. جاء في تعليقك "نحن في حزب العمال الشيوعي التونسي نسعى بكل الامكانيات المتوفرة لدينا الى ان تمضي الثورة الى ابعد مدى يمكن ان تصله." وطبيعي ان كل حزب شيوعي حقيقي في العالم يريد ان يتعدى حدود النظام الراسمالي، ان يسقط النظام الراسمالي ليقيم نظاما اشتراكيا تقوده الطبقة العاملة يزيل الاستغلال الطبقي بكل اشكاله. ولكن حزب العمال الشيوعي التونسي ليس قائد هذه الثورة الشعبية التونسية العظيمة. والشعب التونسي لا يجمع على تحقيق الثورة بالشكل الذي يريد الحزب الشيوعي تحقيقه. الثورة التونسية الشعبية وضعت اهدافا دون هذه الاهداف التي يريد الحزب الشيوعي تحقيقها. ولا يشكل الحزب الشيوعي التونسي حاليا سوى جزء من هذه الثورة ومناضل في سبيل تحقيق الاهداف التي قررت الثورة تحقيقها. لذا ليس بمستطاع الحزب الشيوعي او اي حزب اخر تحقيق اهداف تتعدى هذه الاهداف. ان قوى الثورة التي تحقق الاهداف التي تتعدى اهداف هذه الثورة غير قوى الثورة الحالية ولكي يستطيع الحزب الشيوعي او اي حزب اخر تحقيق اهداف تتعدى اهداف هذه الثورة ان يقود القوى التي تريد تحقيق هذه الاهداف القصوى. فالحزب الشيوعي لا يمكنه بمفرده ان يعلن ثورة ويحققها لان دور الحزب هو القيادة ولا يمكن لاي حزب ان يقود ثورة بدون الجماهير لان الجماهير هي التي تحقق الثورة وليس الحزب. الشعب التونسي حاليا يتألف من يسار متعدد الاتجاهات ولا يمكن جعله يتخذ هدفا يتعدى اهداف الثورة الحالية. ثم ان تحقيق الاهداف القصوى، اهداف القضاء على النظام الراسمالي لا يمكن ان تكون ثورة سلمية بل تكون بالضرورة ثورة عنفية لان الطبقة الراسمالية تستطيع ان تخضع لتغيير نظامها من شكله الدكتاتوري الى شكل ديمقراطي او شبه ديمقراطي ولكنها لا يمكن ان تتخلى عن حكمها كطبقة بثورة سلمية.
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول امكانية عودة اليهود العراقيين الى وطنهم العراق
-
درس من ثورتي تونس ومصر الشعبيتين
-
جواب جديد الى د. حسين علوان حسين
-
قانون ازمة فيض الانتاج في النظام الراسمالي
-
جوابي الى يعقوب ابراهامي
-
الراسمالية وقانون فوضى الانتاج
-
اجوبة الى د. حسين علوان حسين
-
علاقة اليهود العراقيين بالموسيقى العراقية
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
-
هل تحقق في الاتحاد السوفييتي مجتمع اشتراكي حقيقي وكامل؟
-
فترة التحضير لبناء مجتمع اشتراكي
-
هل كانت ثورة اكتوبر ثورة اشتراكية؟
-
هل كانت ثورة اكتوبر خطأ ارتكبه لينين ام ضرورة تاريخية؟
-
الانتقاد واصوله
-
اليسار والحركات اليسارية (2)
-
اليسار والحركات اليسارية (1)
-
جواب على تعليق محمود مبارك بصدد قانون اجتثاث البعث
-
الان ادافع عن رأيي
-
ملاحظات حول التعليقات على مقال قانون الاجتثاث
-
قانون اجتثاث البعث جريمة ضد الانسانية
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|