أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زيد ميشو - صدّق بخرافة وأنت مبتسم ولاتؤمن بحقيقة تجعلك عابساً














المزيد.....

صدّق بخرافة وأنت مبتسم ولاتؤمن بحقيقة تجعلك عابساً


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 3292 - 2011 / 3 / 1 - 10:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بات منظر بعض المتدينين بوجهٍ مقطب الجبين أمراً مألوفاً ، وكأنهم في حرب ضروس مع الابتسامة والمحاولة الدائمة لطمسها . وهذه المعالم المبالغ بها واضح إنها لإظهار إيمانهم وتدينهم تحقيقاً للمثل القائل ( سيماؤهم في وجوههم ) دون ان يعلموا بأن الوجه الطبيعي يظهر ماهو طبيعي . وقد لانرى وجهاً غليظاً وفظا لايعرف التبسّم أكثر من الحزانى والمفجوعين سوى وجوه بعض المتظاهرين بالإيمان ، وكأنهم قد نذروا أنفسهم من أجل جعل الأبيض أسود والأخضر يابساً .
ولاأدري لماذا صوتهم هو الآخر ينقلب إلى مايشبه دوي الرعد خصوصاً عند القاء التحايا والويل لمن يكن سارحاً ويباغته متدين بتحية مزلزلة درجتين على مقياس رختر . أما من تمكّن منهم ، فهو سيكون من الدعاة وسيرمق بنظرة غيظ وحنق من يختلف عنهم ولايقبل نصحهم ، وضروة الحذر إن إستأسدوا أكثر .
فبت لاأفهم تلك العلاقة الوثيقة بين الإيمان وتجهم الوجه ، فإن كانت تكبراً كونه اكتشف مايجهله الكثيرون فبئس إكتشافه ، وإن كان فرضاً فتباً له من إيمان .
فهل الإيمان نقمة أم نعمة ؟
العالم بحاجة إلى الفرح وابتسامة الإنسان الصادقة ، في الوقت الذي يتلقى نظرات الشزر من متجهمي الوجوه ، لالذنب إرتكبه بل لاختيار ذاتي بحت لهؤلاء المتدينين يتلقى الآخرين وزره . فإيمانهم أثمر كآبة وضيق نفس ، والخوف من أن تنتقل العدوى لمن حولهم ، لأن الإنسان بطبيعته يتأثر بمحيطه . إذ لايمكننا أن نحصر التعبير في اللغة فقط بل للجسد لغات مختلفة ، للنظرة لغة والإبتسامة بحد ذاتها لغة وكل حركة من الجسم قادرة أن تكون لغة نتعلمها تدريجياً ونفهمها .
وكل فعل له رد فعل مساوٍ أو مشابه له ، فعندما نحيي شخصاً فهو يبادلنا التحية ، وعندما نصرخ عليه يجيبنا بصوت عالي ، وعندما نبتسم أمامه يبتسم ، هذه ليست نظريات بل بديهيات إختبرها الجميع ، لذا أستطيع أن أقول بان لغات الإنسان المختلفة معدية وتحمل أنواع البكتريا إن صح التعبير ، وفيها النافع وفيها الضار ، ومن حق المجتمع الذي نعيش به أن يتلقى منّا الفعل الإيجابي لا السلبي .
ففكرة بذل النفس لإله مسبب للعبوس لهي فكرة مقيته وتافهة ، بينما تصديق أي شيء آخر يجلب الفرح ، بالتأكيد سيحترمها الجميع مهما تباينت القناعات .
نحن المؤمنين ننتقد غير المؤمنين ، ونلعن أسلاف من يعبد البقر ، ونسفّه السيخيين ونستخف بالبوذيين ، ونقول أنهم يصدقّون بالخرافات . نتفاخر بإيماننا وفي نفس الوقت نتقاتل فيما بيننا !! علماً بأن أتباع الأديان الوضعية إنسانيو التفكير وودودون ، ومع ذلك نذمهم .
فإن كانت خرافاتهم جعلتهم طيبين فما أروعها من خرافات . وإن كانت الحقيقة التي نصدّقها تجعلنا نتعالى على الآخرين فهذا يعني واحد من إثنين ، إما حقيقتنا التي نؤمن بها مشوهه أو نحن مشوهون . وإن كان إلهنا إله حب ، فعلى هذا الحب أن يتجسّد بعلاقتنا مع الجميع وإلا كان إلهنا لانفع فيه ..



#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراةٌ أمام المرآة
- الجريمة والثواب – عدالة اله أم إنسان
- طريق الألم
- مفارقات مع الحلال والحرام من الطعام
- جائزة لكل ملحد يؤمن
- أريد معلماً مختصاً بفن تغيير الوجوه
- رجل الدين في زمننا
- شتان بين كلاب وكلاب
- لمن التصفيق ؟
- أمل
- عذراً أيها الحكيم البابلي – لقد كنت صغيراً جداً حينذاك ، ولم ...
- لاأثق بهم ولاأستلطفهم ، فهل أنا على خطأ ؟
- الله و الله وأكبر والرب وأودوناي
- الله حسب الطلب
- العلم العراقي وعلاقته بقتل المسيحيين
- نحن كنّا ، وماذا عن الآن ؟
- سمير إسطيفو شبيلا - يدي بيدك من أجل شعبنا المضطهد
- رأيي شخصي - الكتابة بإسم مستعار
- لاس فيغاس عراقي ، كفيل بتقويمه
- زماننا وزمانكم


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زيد ميشو - صدّق بخرافة وأنت مبتسم ولاتؤمن بحقيقة تجعلك عابساً