أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأسدي - المرجعيات الدينية العراقية .. خيبت آمال الشعب..؛















المزيد.....

المرجعيات الدينية العراقية .. خيبت آمال الشعب..؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3292 - 2011 / 3 / 1 - 05:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المرجعيات الدينية العراقية .. خيبت آمال الشعب..؛

علي ألأسدي

ربما ليست هي المرة الأولى التي تديرالمراجع الدينية ظهرها للمستضعفين من أبناء بلاد الرافدين فتتركهم يواجهون الرصاص الحي وخراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع ، وهراوات مرتزقة الجيش والشرطة والأمن ،عندما تظاهروا في شوارع وساحات المدن العراقية كلها مطالبين حكومتهم باحترام حقوقهم في العيش الكريم. أنها صورة مصغرة ، لكنها ليست أقل قتامة ومأساوية من صورة أهل الكوفة وهم يخذلون الامام الحسين ( ع ) أربعة عشر قرنا مضت، عندما تركوه وحيدا هو وأفراد أهل بيته ، لتفتك بهم وتمزق أجسادهم الطاهرة سهام ورماح جيش يزيد الأموي ، بعد أن حرموهم من الغذاء والماء. ماذا نقول أمام مشهد ما حدث ذلك اليوم في ساحة التحرير وسط بغداد ، ومدنا عراقية أخرى؟

لقد أعيد مشهد واقعة الطف في يوم جمعة الغضب ، لا تمثيلا كما يفعل الشيعة في يوم العاشر من محرم بما يسمى " بالتشابيه " بل حيا وأمام أنظار العالم وسمعه ،عندما أرسلت حكومة تدين بالولاء للمراجع الدينية في النجف وكربلاء وبغداد وقم ، قوات شرطتها وأمنها وجيشها لتحاصر المتظاهرين العزل لترش عليهم الرصاص الحي، فتصيب العشرات من الناس بجراح بعضها خطيرة. لم يكن هدفهم التخريب أو الارهاب ، ليسوا من التكفيريين ، ولا من المعتوهين المتخلفين عقليا أو المغرر بهم ، لم يرعو شعارات دينية أو مذهبية أو طائفية ، لم ، لم لم. سقط منهم قتلى وجرحى ، ولم يكن في المكان الذي تحيط به الشرطة والجيش من كل مكان مركزا طبيا واحدا لاسعاف الجرحى عند الضرورة ، فهل حدث هذا صدفة؟ بالطبع لا ، لكن ايغالا في الحقد ، وتعبيرا عن الكراهية للآخر الذي أثبت انه أعزلا ومسالما ، ولا نية له غير خدمة العراق.

وكما في مأساة الحسين منع عن جرحى ساحة التحرير المحاصرة الماء والغذاء والدواء ، ولم يتح لسيارات الاسعاف من الوصول للجرحى لنجدتهم. وبينما كان المتظاهرون يتساقطون في ساحة التحرير كان محافظ بغداد ومسئولون آخرون يراقبون باستخفاف من شرفة قريبة شبابا يبذلون المستحيل لتقديم العون لجرحاهم. لم يحاول أولئك المسئولون بذل أي جهد للاتصال بمراكز الاسعاف الطبي ، بينما كانوا مشغولون بتوجيه قوات الشرطة لغلق المنافذ أمام الجماهير ومنعها من الخروج من ساحة التحرير ، متلذذين برؤية شبابا بعمر الزهور مضرجين بالدماء. مشهدا لا يماثله غير استهتار جيش يزيد بمأساة الحسين يوم العاشر من محرم ، ويمكن بعد هذا ، الحكم على حقيقة من يفترض بهم حماة الشعب وسور الوطن. وبينما كانت عائلات الشهداء تواري أبناءها الثرى الذين قتلوا على أيدي رجال الأمن قدم السيد نوري المالكي شكره لأفراد القوات المسلحة الذين كما قال:
" حافظوا على الأمن والهدوء برباطة جأش وصبر، ومارسوا دورهم الحضاري في حماية المواطنين وفق الأسس الدستورية".
قتل الناس الأبرياء العزل وقمعهم ليس حضارة يا حضرة القائد العام للقوات المسلحة ، لا في القرون الوسطى ولا قبلها ولا بعدها ، إلا في مفهومكم للحضارة وللدستور، ولا نعلم أية مادة دستورية أجازت الطلب لرجال الأمن بقتل الشباب العزل أثناء تعبيرهم عن مطالبهم في تجمع عام. والمؤسف أن سفك الدماء البريئة قد تم أمام أنظار ومسامع المراجع الدينية وصمتها. وليست هناك أي حضارة تحرم أو تمنع اسعاف الضحايا العزل ، أسلوب لم يمارسه جنود الاحتلال الاسرائيلي مع ألد أعدائهم من الفلسطينيين ، فقد قدموا العلاج للجرحى الذين يقعون في أسرهم إبان صراعهم الدموي معهم ، بل كانت سيارات الاسعاف تهرع اليهم لنقلهم للمستشفيات ، وتقديم العناية اللازمة بصرف النظر عن مشاعر العداء المتبادل بينهما.

المراجع الدينية الشيعية والسنية كشفت عن حقيقة مواقفها من حقوق المظلومين والفقراء ، عندما أصدرت بيانا مشتركا طالبت فيه أبناء الشعب بعدم المشاركة في مظاهرات الاحتجاج في 25 شباط. فقد توحدت ارادتهما بعيدا عن كل الخلافات التي ميزت علاقاتهم عبر القرون الأربعة عشر الماضية ، لا ضد الفساد المالي ، ولاضد الجوع الذي يعاني منه أكثر من نصف المجتمع العراقي ، ولا ضد التلاعب بمفردات البطاقة التموينية التي تسرق جهارا من قبل المسئولين ، فقد سكتوا عن كل تلك الموبقات ، لكنهم وقفوا موحدين لمنع الشعب عن التعبير عن مطالبه ، ومعاقبته إن لم يستجب لأمرهم. وهكذا خذلوا الفقراء والمعوزين ، وصمتوا صمت القبور عن نقص الخدمات البلدية المفقودة منذ ثماني سنوات ، وعن هدر المال العام الذي يزيد الفقراء فقرا ، والأثرياء ثراء وفسادا على حساب جوع الملايين من الرجال والنساء والأطفال.منع الحكومة للتظاهر لم يكن دستوريا ، فقد ضمن الدستور العراقي للشعب "حرية التجمع و التظاهر السلمي" ، كما أن قيامها بممارسة القمع ضد المتظاهرين المسالمين قد شكل خرقا فظا آخر للدستورالعراقي وللعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ، وهذا ما عبر عنه بيان منظمة هيومن رايتس ووتش أخيرا. فعلى إثر تعامل الحكومة الفظ مع احتجاجات الجمهور العراقي خلال الأسابيع الأخيرة طالبت المنظمة : " بمقاضاة المسئولين عن استخدام القوات الحكومية الرصاص الحي الذي ذهب ضحيته عددا من المتظاهرين المسالمين ". كما أشارت إلى:
" أنه بعد ثماني سنوات من الغزو الأميركي للعراق تتدهور الحياة فيه بالنسبة إلى النساء والأقليات ، بينما الصحافيون والمحتجزون يواجهون انتهاكات حقوقية جسيمة وحيث يقف العراق اليوم على مفترق الطرق - إما أن يتبنى مبادئ إجراءات التقاضي السليمة وحقوق الإنسان وإلا فهو في خطر التحول إلى دولة بوليسية". ونقل مراسل السومرية عن جو ستورك نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة قوله: " إن حقوق المواطنين الأكثر استضعافاً وعرضة للخطر لا سيما النساء والمحتجزين يتم انتهاكها بشكل متكرر مع الإفلات من العقاب. وأشار إلى أن هيومن رايتس ووتش أجرت بحوثها في سبع مدن في شتى أنحاء العراق أثناء عام 2010 وانتهت إلى أنه مع استمرار العنف والجريمة في العراق فإن انتهاكات حقوق الإنسان تقع بوفرة."
الآن وبعد أن اتضحت صورة المشهد جيدا ، حكومة فاشلة وعاجزة عن تقديم أي منجز ، تخشى مواجهة الشعب الا من خلال شاشات التلفزة ، وليس لها ما تقدمه غير الوعود المكررة ، نذكرها بالحقيقة التالية :
" لا يصلح رئيسا من لا يفهم ثقافة بلده ومطالب شعبه .. لا يصلح رئيسا كل من لا يعرف حقيقة أنه كلما اتسعت القيود ضاقت النفوس."
علي ألأسدي

* من مقال شيق للكاتب والصحفي المرموق الاستاذ جاسم المطير ، الذي نشر على صفحات الحوار المتمدن وصحف أخرى السبت بتاريخ 26 شباط الجاري، تعرض فيه لموضوع الحكومة العراقية وموقفها من الحريات ، وأنهاه بكلمته المأثورة اعلاه تحت عنوان " قيطان الكلام "



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء صمت أوباما ... عن حمامات الدم في ليبيا ….؟؟
- قلوب العراقيين معكم ... أيها الليبيون الأبطال ..
- هل تنحني حكومة بغداد ...لثورة العبيد... ؟
- العراقيون .... لو ثاروا....؟؟
- العراق .. بعد تونس ومصر ... يرفع من الديوانية راية ثورته..
- العراق على طريق الديكتاتورية من جديد.. ..؛
- ثورة التونسيين ... لا تدق ناقوس الخطر في العراق…… ؛؛
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية - . ...
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية -.. ...
- الحرب الباردة ... وانهيار التجربة الاشتراكية ... ( السادس وا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ...(الجزء الخامس ...
- الحرب الباردة … ونهاية التجربة الاشتراكية … ( 4)…
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ... ( الجزء الثا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ....( الجزء الثا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ....( الجزء الأو ...
- كوريا الشمالية ... مشاكل كثيرة وخيارات محدودة .. ( الأخير ) ...
- كوريا الشمالية ... مشاكل كثيرة وخيارات محدودة ..(1).؛؛
- الصفقة .. التي أنقذت حياة أياد علاوي السياسية ... ...؛؛
- أيرلندا... وضواري المضاربة الدولية ..؛؛
- هل يستفيد المالكي وعلاوي من أخطاء.. الحقبة الماضية .. ؟؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأسدي - المرجعيات الدينية العراقية .. خيبت آمال الشعب..؛