فاتن نور
الحوار المتمدن-العدد: 984 - 2004 / 10 / 12 - 09:25
المحور:
الادب والفن
مُناجاة مُغتَرِب لبلدِ العودة
لا تسرقَ مني أحزاني فأنا أعيشُ فيها،
لا تسرقَ مني أفراحي فأنا أرتجيها..
لغدي أشتهيها..
حلماً قصيراً أعومُ به وأترَقّب عواليها،
خُذ بعضَ أحلامي وأستثمرَ فيها..
وأرتضيها..
أن تعودَ لي رداءاً أو عباءة ً أكتسيها ،
لا تقلعَ منها مُرّاً ..
لا تتوَجّل من مآسيها،
أحتسيها..
أستفهمَ منها وأفتديها..
لا تخدشَ فيها مرآباًً ولا تجرح مآقيها،
أحلامي صغيرةٌ وفيها ما فيها،
أحلامي كبيرةٌ حينَ تُبحِر في سواقيها،
خُذها أنتشيها.. تَجَبّر في رواسيها،
لا تقطعَ أحلامي نصفين وتبتليها..
لا تخلعَ القشرً وتُداري اللبَّ في ضواحيها،
أنتعِل ما شئتَ أن تنتعِل ..كُلاً لا تحتذيها..
فأنا في بقاعٍ تصهرُ أقدامي حيناً وترويها
أبتاعَ منها وأشتريها..
لا تقتلَ شوكاً وأصباراً في مرابيها..
أقتفيها حيثُ هي وألتحيها..
ألتحف فيها وتنفّس في بواديها،
لا تُفزَعَ احلامي،
كَن رقيقاُ وأنتخيها،
أحضنها وأرتحل بعمقٍ في آمانيها
أنتقيها وتَنَقّى..
توَغل صفاءاً في معاليها،
تَرَجَّل عنها ولا تمتطيها..
أحتويها سائساً إن كنتَ ظماناً..
قد تُشفى وتُشفيها،
لا تأخذَ منها ما طابَ لكَ..
أو بأحلام ٍ منكَ تُدميها
لا تعتريها بالعنفِ وتتجَمّل..
لا تتجاهل منها بعضاً قد يُميتُها..
أستلهمَ منها ولا تُجليها،
تَوَسّد فيها ..
إن شئتَ أن تحميها،
أرتمي فيها وتَيَقّظ في لياليها ،
أسقيها بعذوبةِ الماءِ لديكَ..
الملحُ أنعَشَ جفافاً وأصفراراً في قفاريها
غني لها وغنيها..
إستفق لحناً في أغانيها،
امتَشِقها سيفاً قاطعاً تُدمي بهِ
كُن فارساً ..
لا تًباغِتها ولا تُسبيها..
أصطفيها..
تعَلَّم منها وعلمّها..
بمحاة ٍ انتَ لن تُمحيها،
وحيٌّ منكَ فيها يَتبارى..
فلا تكن شيطاناً بل ملاكاً يُنمّيها،
تَوَشح بها ليلاً ونهاراً..
أمانةٌ عندكَ أنتَ لا تُخليها..
تصَفَحّها بسكينة وضع أصالةَ البصمة في تَرَفّق
تَفَحصّها بما لديكَ مِن ثراء..
و تَمَحّص بدقة عمّا يكمُن من الدرِّ فيها.
#فاتن_نور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟